قال موقع «بوبيلر ساينس» إن الطحالب تمتاز بالقدرة على التكيف حيث إنها تعيش في بيئات قاسية، مثل البرد القارس، وجبال الهيمالايا منخفض الأكسجين، والرمال القاحلة، حتى قرب الحمم البركانية النشطة.
وأضاف أنه في 2022، أرسل فريق من جامعة هوكايدو في اليابان طحالب إلى الفضاء على متن المركبة الفضائية «سيغنوس إن جي 17» ونجا أكثر من 80 في المائة منها لمدة 9 أشهر خارج محطة الفضاء الدولية، وعادت إلى الأرض وهي لا تزال قادرة على التكاثر، وقد نُشرت عنها دراسة في مجلة «آي ساينس».
وقال توموميتشي فوجيتا، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الأحياء بجامعة هوكايدو، في بيان: «معظم الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، لا تستطيع البقاء على قيد الحياة لفترة وجيزة في فراغ الفضاء».
وأضاف: «ومع ذلك، احتفظت أنواع الطحالب بحيويتها بعد 9 أشهر من التعرض المباشر. وهذا يُقدم دليلاً قاطعاً على أن الحياة التي تطورت على الأرض تمتلك، على المستوى الخلوي، آليات جوهرية لتحمل ظروف الفضاء».
وخطرت فكرة طحلب الفضاء لفوجيتا أثناء دراسته تطور النبات، وكان مهتماً بكيفية تعرضه لأقسى بيئات الأرض، وبدأ يتساءل: «هل يمكن لهذا النبات الصغير، القوي للغاية، أن يعيش في الفضاء أيضاً؟».
وللتأكد من ذلك، لجأ فريق فوجيتا إلى طحلب وضعوه في بيئة فضائية محاكاة، مع مستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية، ودرجات حرارة عالية ومنخفضة للغاية.
ووفقاً للفريق، يبدو أن الهيكل المحيط بالطحلب يعمل كحاجز واقٍ، وقد نجا الطحالب من عدة أحداث انقراض جماعي.
وقال فوجيتا: «توقعنا أن تكون نسبة النجاة شبه معدومة، لكن النتيجة كانت عكس ذلك: فقد نجا معظمها، لقد أذهلنا حقاً المتانة الاستثنائية لها».
وقال فوجيتا: «تُظهر هذه الدراسة المرونة المذهلة للحياة التي نشأت على الأرض».
ويأمل الفريق أن تُسهم تجربة الطحالب هذه في تطوير الأبحاث حول كيفية نموّ الطحالب في تربة خارج الأرض، وأن تُلهم المزيد من الاستكشاف حول كيفية تطوير الطحالب لأنظمة زراعية في الفضاء.
وقال فوجيتا: «في نهاية المطاف، نأمل أن يفتح هذا العمل آفاقاً جديدة نحو بناء أنظمة بيئية في بيئات خارج الأرض، مثل القمر والمريخ. آمل أن تُشكّل أبحاثنا في الطحالب نقطة انطلاق».

