«قنبلة موقوتة»... حموضة المحيطات تهدد النظم البيئية

«التوأم الشرير» يلحق الضرر بالشعاب المرجانية

مستويات أسوأ من الحموضة في أعماق المحيط (غيتي)
مستويات أسوأ من الحموضة في أعماق المحيط (غيتي)
TT

«قنبلة موقوتة»... حموضة المحيطات تهدد النظم البيئية

مستويات أسوأ من الحموضة في أعماق المحيط (غيتي)
مستويات أسوأ من الحموضة في أعماق المحيط (غيتي)

أفاد علماء بأن صحة محيطات العالم باتت في وضع أسوأ مما كان يُعتقد، محذرين من أن مؤشراً رئيسياً يُظهر أننا نقترب من «نفاد الوقت» اللازم لحماية النظم البيئية البحرية، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وتحدث حموضة المحيطات، التي تُعرف غالباً باسم «التوأم الشرير»، أزمة المناخ عندما يتم امتصاص ثاني أكسيد الكربون بسرعة من الغلاف الجوي إلى المحيط، حيث يتفاعل مع جزيئات الماء، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى الرقم الهيدروجيني (PH) لمياه البحر، ويتسبب هذا الأمر في إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية وغيرها من موائل المحيطات، وفي الحالات القصوى يمكن أن يؤدي إلى إذابة أصداف الكائنات البحرية.

وحتى وقت قريب، لم يكن يُعتقد أن حموضة المحيطات تجاوزت ما يُعرف بـ«الحدود الكوكبية» الخاصة بها. والمقصود بـ«الحدود الكوكبية» هو الحدود الطبيعية للأنظمة الحيوية الأساسية في كوكب الأرض، مثل المناخ، والمياه، وتنوع الحياة البرية (التنوع البيولوجي)... وإذا تم تجاوز هذه الحدود، فإن قدرة الأرض على دعم الحياة والحفاظ على التوازن البيئي تصبح مهددة.

وفي العام الماضي، أوضح العلماء أن ستة من أصل تسعة من هذه الحدود قد تم تجاوزها بالفعل.

ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة أجراها مختبر «بليموث البحري» (PML) في المملكة المتحدة، و«الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» في الولايات المتحدة، و«المعهد التعاوني لدراسات الموارد البحرية» التابع لجامعة ولاية أوريغون، أن «حموضة المحيطات قد بلغت (حدها الأقصى) بالفعل قبل نحو خمس سنوات».

وقال البروفسور ستيف ويديكومب من مختبر «بليموث البحري»، وهو أيضاً الرئيس المشارك للشبكة العالمية لرصد حموضة المحيطات، إن «حموضة المحيطات ليست مجرد أزمة بيئية، بل هي بمثابة قنبلة موقوتة تهدد النظم البيئية البحرية والاقتصادات الساحلية».


مقالات ذات صلة

إجماع في «الوزاري الإسلامي» بإسطنبول على ضرورة التضامن بمواجهة إسرائيل

شؤون إقليمية صورة تذكارية للوزراء والمسؤولين المشاركين في الدورة الـ51 لمجلس «منظمة التعاون الإسلامي» في إسطنبول (أ.ف.ب)

إجماع في «الوزاري الإسلامي» بإسطنبول على ضرورة التضامن بمواجهة إسرائيل

أظهرت الدول الأعضاء في «منظمة التعاون الإسلامي» إجماعاً على ضرورة التضامن في مواجهة توسيع إسرائيل عدوانها بالمنطقة، وسط صمت المجتمع الدولي.

سعيد عبد الرازق (إسطنبول)
يوميات الشرق يستمر فصل الصيف هذا العام 93 يوماً و15 ساعة و37 دقيقة (واس)

السبت... بداية فصل الصيف فلكياً ويستمر 94 يوماً

تشهد سماء السعودية وبقية النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فجر السبت، الانقلاب الصيفي، إيذاناً ببدء الفصل فلكياً، الذي سيستمر 93 يوماً و15 ساعة و37 دقيقة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق البيئة القاحلة أجبرت الجماعات البشرية على الهجرة إلى أماكن أكثر ملاءمة للحياة (واس)

كيف غزا الإنسان القارات؟ دراسة تكشف عن لحظة تحوّله الكبرى قبل الهجرة من أفريقيا

توصلت دراسة حديثة قادها باحثون إلى أن الإنسان العاقل بدأ رحلة التكيّف مع البيئات القاسية والمتنوعة في أفريقيا قبل نحو 70 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مؤشر قياس ضغط الغاز في إحدى المحطات (رويترز)

أسعار الغاز تتراجع في أوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة

انخفضت أسعار الغاز في أوروبا خلال التعاملات الصباحية بجلسة الثلاثاء، بفعل ارتفاع درجات الحرارة، الذي حدّ من الطلب عليه، في الوقت الذي ظلّ فيه المعروض مستقرّاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أرخبيل «راجا أمبات» في منطقة بابوا الغربية شرق إندونيسيا 10 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

إندونيسيا تلغي تراخيص التعدين في موقع غوصٍ لـ4 شركات

أعلنت إندونيسيا، الثلاثاء، أنها ألغت تصاريح التعدين لأربع من الشركات الخمس العاملة في أرخبيل «راجا أمبات»، وهو موقع غوصٍ شهير في شرق البلاد، بعد احتجاجات.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

انقراض «فلورا الشامية» يهدد الثروة الحيوانية في سوريا

أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق (الشرق الأوسط)
أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق (الشرق الأوسط)
TT

انقراض «فلورا الشامية» يهدد الثروة الحيوانية في سوريا

أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق (الشرق الأوسط)
أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق (الشرق الأوسط)

حذر خبراء زراعة في سوريا من انقراض وشيك لـ«البقرة الشامية» بشكلها النقي «فلورا»، كواحدة من السلالات النادرة في العالم، وناشدوا الجهات المعنية بحماية الحيوان محليا وعربيا ودوليا إنقاذ «البقرة الشامية»، والسلالات الحيوانية النقية في سوريا التي تضررت جراء الحرب والعقوبات الاقتصادية المزمنة.

المربي نور الدين حبوش الذي يملك مزرعة في الغوطة الشرقية على أطراف العاصمة، كان يملك قطيعاً كبيراً من الأبقار قبل الحرب، وقد تقلص إلى أقل من الربع بسبب «الجراد السوري الذي إذا حلّ بأرض حولها صحراء»، ملمحاً إلى ممارسات جيش النظام السابق في التدمير والسرقة. وقال إنه لولا إصراره وعائلته على البقاء في الغوطة خلال الحرب لما بقي للمزرعة أثر، لافتاً إلى أن الموطن الأصلي للبقرة الشامية هو الغوطة، فهي تتغذى على الأعشاب الخضراء النظيفة، ولا تأكل أعشاباً داستها الأرجل، كما تأنف الأعشاب الضارة، ما يجعل لحومها وحليبها آمنين وصحيين جداً.

ولفت حبوش إلى أن أهالي الغوطة كانوا يتناولون حليب البقر الشامي «البلدي» نيئاً دون غلي، ويعدون منه وجبة «المغطوط»، وهي إغراق رغيف خبز التنور بطبقة دسم الحليب النيء ورشها بالسكر.

ولكن، هذه «المجموعة من الحيوانات الزراعية هي اليوم على حافة الانقراض» بحسب الباحث بسام عيسى، الاختصاصي في التحسين الوراثي للأبقار في كلية الزراعة بجامعة دمشق. وقال: «أهم الأسباب عدم الاهتمام، وأبرزه عدم إخضاع هذه الأبقار لبرامج تطوير وراثي لتكون منافسة للعروق الأجنبية، لا، بل أخضعت في العقود الماضية لبرامج تهدف للتخلص من مورثاتها وإحلال المورثات الأجنبية مكانها».

أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة بالغوطة الشرقية (الشرق الأوسط)

وأشار عيسى إلى أن مبرر عدم الاهتمام كان عدم الجدوى الاقتصادية استناداً إلى إنتاجها الكمي من الحليب من دون الانتباه إلى مزاياها الأخرى التي تتفوق فيها على الأبقار المستوردة. ويضاف إلى ذلك معاناة الأبقار الشامية من نقص التغذية الكمية والنوعية بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، حيث أثر غلاء الأعلاف وعدم تحسين سعر منتجاتها من الحليب مقارنة بحليب الهولشتاين لغناها بالدسم والبروتين وزادا عزوف المربين عن تربيتها، كما أسهمت النزاعات العسكرية في سوريا بخفض أعدادها من خلال ذبحها أو سرقتها وتهريبها إلى خارج سوريا.

وتشكل الأبقار نسبة 30 في المائة من الإنتاج الزراعي في سوريا. وكانت تعد عام 2010 حوالي مليون و111 ألف رأس تنتج ما يتجاوز 2.8 مليون طن من الحليب، تراجعت إلى 855 ألف رأس عام 2022، بحسب الأرقام الرسمية.

ولفت عيسى إلى أن «الموارد الوراثية المحلية سواء حيوانية أو نباتية هي ثروات أحيائية واقتصادية وثقافية، وتنوعها صمام أمان أمام التغيرات المناخية التي يتوقع أن تكون أشد في المستقبل».

محمد الحموي المهتم بشؤون البيئة والأنواع الحيوانية مثل «الفلورا» والصناعات الجلدية، وهو متطوع لإنقاذ سلالة «البقرة الشامية»، تحدث بأسف عن إهمال السوريين للبقر الشامي والبلدي، بينما إسرائيل تقوم بسرقتها عبر الجولان، والعمل على تحسينها، كما يتأسف الحموي لفقد البيئة السورية الشديدة التنوع العديد من السلالات الحيوانية كالحمار والدب وغيرهما، محذراً من انقراض يهدد أنواعا أخرى كالخنزير وبعض أنواع الضباع والذئاب. كما نبه إلى تركيز البحوث الزراعية في سوريا على تحسين الحليب واللحوم، وعدم الاهتمام بالجلود والصوف كمنتج اقتصادي هام.