فقدان «كتلة بمساحة ألمانيا»... الأنهار الجليدية تتلاشى بمعدلات غير مسبوقة

متسلقون يسيرون وسط الطريق المؤدي إلى قمة نهر جليدي يبلغ ارتفاعها 3200 متر في جبال الألب الفرنسية (أ.ف.ب)
متسلقون يسيرون وسط الطريق المؤدي إلى قمة نهر جليدي يبلغ ارتفاعها 3200 متر في جبال الألب الفرنسية (أ.ف.ب)
TT
20

فقدان «كتلة بمساحة ألمانيا»... الأنهار الجليدية تتلاشى بمعدلات غير مسبوقة

متسلقون يسيرون وسط الطريق المؤدي إلى قمة نهر جليدي يبلغ ارتفاعها 3200 متر في جبال الألب الفرنسية (أ.ف.ب)
متسلقون يسيرون وسط الطريق المؤدي إلى قمة نهر جليدي يبلغ ارتفاعها 3200 متر في جبال الألب الفرنسية (أ.ف.ب)

أفاد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، اليوم الجمعة، بأن الأنهار الجليدية حول العالم تتلاشى بمعدلات أسرع من أي وقت مضى، وأن السنوات الثلاث الماضية شهدت أكبر خسارة للكتلة الجليدية على الإطلاق، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال مايكل زيمب مدير خدمة مراقبة الأنهار الجليدية العالمية ومقرها سويسرا، خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن التقرير في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن 9 آلاف غيغا طن من الثلوج فُقدت من الأنهار الجليدية منذ عام 1975 تعادل تقريباً «كتلة جليدية بمساحة ألمانيا، وبسمك 25 متراً».

ومن المتوقَّع أن يتسارع ذوبان الجليد بشكل كبير، من القطب الشمالي إلى جبال الألب ومن أميركا الجنوبية إلى هضبة التبت، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بفعل تغير المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري.

ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم مع ارتفاع منسوب مياه البحار وتناقص هذه المصادر المائية الرئيسية.

ويتزامن التقرير مع قمة اليونيسكو في باريس بمناسبة اليوم العالمي الأول للأنهار الجليدية، الذي سيدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية لحماية الأنهار الجليدية حول العالم.

وقال زيمب إن خمسة من الأعوام الستة الماضية سجلت أكبر الخسائر، إذ فقدت الأنهار الجليدية 450 غيغا طن من كتلتها في عام 2024 وحده.

وأدى تسارع الذوبان إلى جعل الأنهار الجليدية الجبلية واحدة من أكبر العوامل المساهمة في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يجعل الملايين عرضة لخطر الفيضانات الجارفة، فضلاً عن تدمير المجاري المائية التي يعتمد مليارات البشر عليها للزراعة والحصول على الطاقة الكهرومائية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية» تخفض موازنتها 20 % بعد انسحاب واشنطن

العالم المدير العام لمنظّمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تخفض موازنتها 20 % بعد انسحاب واشنطن

اقترحت منظمة الصحة العالمية خفض موازنتها بنسبة 20 في المائة إثر قرار أميركا، أكبر مساهم فيها، الانسحاب، الأمر الذي يستدعي تقليص مهماتها وأفراد طاقمها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مكتب برنامج الأغذية العالمي في مدينة ميتكينا شمال شرقي ميانمار يوم 19 مارس 2025 (أ.ف.ب)

برنامج الأغذية العالمي يحذّر من أزمة مع تراجع التمويل 40 %

حذّر برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، من أنه يواجه أزمة «غير مسبوقة» مع تراجع التمويل بنسبة 40 في المائة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من مخيم البريج وسط غزة بعد غارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: أعمال الحرب الإسرائيلية في غزة تحمل بصمات «جرائم وحشية»

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم (الجمعة) إن الإجراءات الإسرائيلية في غزة والتي تشمل غارات على مناطق مأهولة بالسكان تحمل بصمات «جرائم وحشية»

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال فعالية في مدينة مورمانسك الساحلية الواقعة في الدائرة القطبية الشمالية بروسيا... 27 مارس 2025 (أ.ف.ب)

بوتين يقترح وضع أوكرانيا تحت إدارة مؤقتة بإشراف أممي

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إمكانية إخضاع أوكرانيا لإدارة مؤقتة؛ للسماح بإجراء انتخابات جديدة، وتوقيع اتفاقات رئيسية؛ بهدف التوصُّل إلى تسوية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (إ.ب.أ)

المبعوث الأممي لليمن: تحقيق الاستقرار والسلام ضرورة ملحّة لليمنيين وللمنطقة

أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم (الخميس)، أن تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد بات ضرورة ملحة لليمنيين وللمنطقة بأسرها.


الجليد البحري العالمي وصل إلى «أدنى مستوى على الإطلاق» في فبراير

جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)
جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)
TT
20

الجليد البحري العالمي وصل إلى «أدنى مستوى على الإطلاق» في فبراير

جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)
جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)

كشف العلماء عن أن الجليد البحري العالمي انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في فبراير (شباط)، وهو أحد أعراض تلوث الغلاف الجوي بمواد تزيد من حرارة الكوكب، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقال مركز «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، إن المساحة الإجمالية للجليد حول القطبين الشمالي والجنوبي وصلت إلى أدنى مستوى يومي جديد في أوائل فبراير وظلت أقل من الرقم القياسي السابق لبقية الشهر.

وأوضحت نائبة مدير مركز «كوبرنيكوس» لتغير المناخ سامانثا بورجيس أن «إحدى عواقب ارتفاع درجة حرارة العالم هي ذوبان الجليد البحري. لقد دفع انخفاض الغطاء الجليدي البحري القياسي أو شبه القياسي عند القطبين الغطاء الجليدي البحري العالمي إلى أدنى مستوى على الإطلاق».

وجدت الوكالة أن مساحة الجليد البحري وصلت إلى أدنى مستوى شهري لها في فبراير في القطب الشمالي، بنسبة 8 في المائة تحت المتوسط، ورابع أدنى مستوى شهري لها في فبراير في القطب الجنوبي، بنسبة 26 في المائة تحت المتوسط. وتمتد ملاحظاتها عبر الأقمار الاصطناعية إلى أواخر سبعينات القرن العشرين وملاحظاتها التاريخية إلى منتصف القرن العشرين.

وكان العلماء قد لاحظوا بالفعل تغيراً شديداً في الحرارة في القطب الشمالي في بداية فبراير، مما تسبب في ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 20 درجة مئوية فوق المتوسط ​​وتجاوز عتبة ذوبان الجليد. ووصفوا أحدث رقم قياسي مكسور بأنه «مقلق بشكل خاص» لأن الجليد يعكس ضوء الشمس ويبرد الكوكب.

وقال ميكا رانتانين، عالم المناخ في المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، إن «نقص الجليد البحري يعني وجود أسطح محيطية أغمق وقدرة الأرض على امتصاص المزيد من ضوء الشمس، مما يسرع من الاحترار».

وأضاف أن ظاهرة الاحترار الشتوي القوية في القطب الشمالي في أوائل فبراير منعت الجليد البحري من النمو بشكل طبيعي.

وتابع: «أعتقد أن هذا الحدث الجوي، إلى جانب الانخفاض الطويل الأمد للجليد البحري بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، كان السبب الرئيسي لأدنى مستوى للجليد البحري في القطب الشمالي على الإطلاق».

يختلف مستوى الجليد البحري العالمي على مدار العام ولكنه يصل عادة إلى أدنى مستوى سنوي له في فبراير، عندما يحل الصيف على نصف الكرة الجنوبي.

قالت مركز «كوبرنيكوس» إن فبراير 2025 كان ثالث أكثر شهر فبراير حرارة شهدته. كانت درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.59 درجة مئوية من مستويات ما قبل الصناعة، مما يجعله الشهر التاسع عشر خلال العشرين شهراً الماضية الذي تزيد فيه درجات الحرارة على مستويات ما قبل الصناعة بمقدار 1.5 درجة مئوية.

تعتمد برامج مراقبة الأرض مثل «كوبرنيكوس» على إعادة تحليل مليارات القياسات من الأقمار الاصطناعية والسفن والطائرات ومحطات الأرصاد الجوية لإنشاء تقارير ترتبط بحالة المناخ.