بعد غرق يخت... خبراء يقولون الإبحار في مياه المتوسط يزداد خطورة

عمال إنقاذ يبحثون عن المفقودين الذين كانوا على متن قارب شراعي غرق في بورتيسيلو بجزيرة صقلية (إ.ب.أ)
عمال إنقاذ يبحثون عن المفقودين الذين كانوا على متن قارب شراعي غرق في بورتيسيلو بجزيرة صقلية (إ.ب.أ)
TT
20

بعد غرق يخت... خبراء يقولون الإبحار في مياه المتوسط يزداد خطورة

عمال إنقاذ يبحثون عن المفقودين الذين كانوا على متن قارب شراعي غرق في بورتيسيلو بجزيرة صقلية (إ.ب.أ)
عمال إنقاذ يبحثون عن المفقودين الذين كانوا على متن قارب شراعي غرق في بورتيسيلو بجزيرة صقلية (إ.ب.أ)

يقول خبراء مناخ وقباطنة سفن إن حطام اليخت الفاخر الراسي قبالة سواحل صقلية هو أحدث دلالة على أن الإبحار في مياه البحر المتوسط أصبح أكثر خطورة، وفقاً لوكالة «رويترز».

ولقي رجل حتفه وما زال 6 أشخاص مفقودين، من بينهم رجل الأعمال البريطاني مايك لينش، بعد أن ضربت عاصفة عنيفة السفينة «بايزيان» الشراعية التي يبلغ طولها 56 متراً، الاثنين، مما أدى إلى غرقها في غضون دقائق.

ويقول علماء المناخ إن ظاهرة الاحتباس الحراري تجعل العواصف العنيفة وغير المتوقعة أكثر تواتراً في بحر يستخدمه ملايين السياح كساحة للترفيه في الصيف، ومن بين هؤلاء السياح قلة من الأثرياء الذين يبحرون في مياهه على متن اليخوت الفاخرة.

وقال لوكا ميركالي، رئيس الجمعية الإيطالية للأرصاد الجوية، إن درجة حرارة سطح البحر حول صقلية في الأيام التي سبقت غرق السفينة بلغت نحو 30 درجة مئوية، أي أكثر من المعدل الطبيعي بنحو 3 درجات.

وأضاف لـ«رويترز»: «هذا يخلق مصدراً هائلاً للطاقة يساهم في هذه العواصف».

غواصون يبحثون عن القارب المفقود في بورتيسيلو بجنوب إيطاليا (أ.ب)
غواصون يبحثون عن القارب المفقود في بورتيسيلو بجنوب إيطاليا (أ.ب)

ويلاحظ البحارة المتمرسون، مثل ماسيمو أرامو الذي يدير مدرسة أكوا للإبحار على الساحل بالقرب من العاصمة الإيطالية روما، التغيرات التي طرأت على «مير نوستروم»، كما كان يطلق الرومان القدماء على البحر المتوسط.

وقال أرامو الذي يبحر حالياً حول اليونان إنه لا يحب الإبحار على طول الساحل التيراني الإيطالي حول صقلية أو جزر البليار الإسبانية؛ لأن «مواقف حرجة نحدث في أحيان كثيرة مع قليل من التحذير».

وفي الأسبوع الماضي، ضربت عاصفة مماثلة لتلك التي أغرقت السفينة «بايزيان»، أرخبيل جزر البليار الذي يضم جزيرتي إيبيزا ومايوركا؛ ما أدى إلى انجراف يخوت كثيرة إلى الشاطئ.

وأوضح جوليانو جالو، وهو قبطان سابق عبر المحيط الأطلسي وألّف كتباً كثيرة عن ركوب البحار، أن البحر المتوسط أصبح أشبه بالبحر الكاريبي الذي يضم مناطق تتجنبها قوارب كثيرة في أوقات معينة من العام. وأضاف: «الأمور أقل قابلية للتنبؤ في منطقة البحر المتوسط».

وظهرت علامة أخرى على مناخ أكثر تقلباً في البحر المتوسط قبل عام، حين لقي آلاف الأشخاص حتفهم في ليبيا بسبب فيضانات مفاجئة ناجمة عن عاصفة قوية في البحر المتوسط أذكاها ارتفاع درجات حرارة البحار.

وقال كارستن بورنر، قبطان القارب الذي كان راسياً بجوار السفينة «بايزيان» لكنه نجا من الأضرار، إن العاصفة التي ضربت، الاثنين، كانت «عنيفة جداً وشديدة جداً، وكان هناك كثير من المياه، وأعتقد أنها شكلت نظام تحول يشبه الإعصار».

وقال إن تكرار نوبات الحرارة الشديدة في أشهر الصيف يلعب دوراً رئيسياً في التسبب في مثل هذه العواصف. وأضاف: «المياه... ساخنة جداً بالنسبة لمناخ البحر المتوسط وهذا يتسبب بالتأكيد في عواصف شديدة، مثل تلك التي شهدناها قبل أسبوع في جزر البليار، ومثل تلك التي شهدناها قبل عامين في كورسيكا».


مقالات ذات صلة

فيديو يظهر اشتعال محرك طائرة قبيل إقلاعها بمطار أميركي

الولايات المتحدة​ اندلعت النيران بطائرة تابعة لشركة دلتا للطيران الاثنين 21 أبريل 2025 بمطار أورلاندو الدولي بولاية فلوريدا (أ.ب)

فيديو يظهر اشتعال محرك طائرة قبيل إقلاعها بمطار أميركي

أظهرت لقطات فيديو لحظة اشتعال النيران في طائرة تابعة لشركة دلتا للطيران على مدرج مطار أورلاندو الدولي بوسط ولاية فلوريدا الأميركية.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا (الولايات المتحدة))
الولايات المتحدة​ عناصر من طواقم الطوارئ يعملون بعد تحطم طائرة في فريمونت بنبراسكا (أ.ب)

أميركا: تحطم طائرة صغيرة بعد اصطدامها بخط كهرباء بولاية نبراسكا

اصطدمت طائرة صغيرة بأحد خطوط الكهرباء قبل أن تتحطم في نهر بلات بولاية نبراسكا الأميركية، مما أسفر عن مقتل الأشخاص الثلاثة الذين كانوا على متنها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مجموعة من الطائرات التابعة لشركة دلتا الأميركية (رويترز)

إخلاء طائرة لشركة دلتا بعد حريق في محرك بمطار أورلاندو الأميركي

قالت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إن حريقاً شب في محرك طائرة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز اليوم الاثنين وعلى متنها ما يقرب من 300 راكب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أسد ضال يسقط بعد أن أطلق عليه حارس من هيئة الحياة البرية الكينية النار في منطقة إيسينيا بمقاطعة كاجيادو بعد أن هاجم وأصاب أحد السكان المحليين على مشارف العاصمة نيروبي (أرشيفية - رويترز)

في كينيا.. أسد يختطف فتاة من مجمع سكني ويفترسها

أعلنت هيئة الحياة البرية الكينية أن فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً قُتلت على يد أسد على مشارف نيروبي.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «يونايتد إيرلاينز» الأميركية (رويترز)

هبوط اضطراري لطائرة أميركية بعدما «شفط» محركها أرنباً

هبطت طائرة تابعة لشركة «يونايتد إيرلاينز» اضطرارياً، بعد أن أفادت تقارير بأن أحد المحركات شفط أرنباً، مما تسبَّب في اندلاع حريق.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مالكا منتجع بيئي في السويد يتركان خلفهما 158 برميلاً من الفضلات البشرية

المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)
المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)
TT
20

مالكا منتجع بيئي في السويد يتركان خلفهما 158 برميلاً من الفضلات البشرية

المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)
المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)

قال زوجان دنماركيان هربا من «منتجع الغابات» في السويد إلى غواتيمالا، وتركا وراءهما ديوناً ضريبية كبيرة و158 برميلاً من الفضلات البشرية والعضوية، ردّاً على الانتقادات التي وجهت لهما، إن تعاملهما مع مراحيض السماد العضوي كان «عاديّاً جدّاً».

تخلى فليمينغ هانسن وميتي هيلبيك، وكلاهما طاهيان، عن منتجعهما الذي يُزعم أنه صديق للبيئة، «ستدسانس»، في هالاند بجنوب السويد، العام الماضي، وعليهما ديون بمبالغ كبيرة للضرائب في السويد والدنمارك.

وقد تم الكشف عن قصة اختفائهما والمخلفات البشرية التي تركوها، هذا الأسبوع، بعد تحقيق أجرته صحيفتا «بوليتيكن» و«داغنس نيهيتر». كما وجد التحقيق أن الزوجين سربا مياه الصرف الصحي إلى الغابة، ما أدى لنفوق بعض الحيوانات، بالإضافة إلى التخلي عن حيوانات أخرى.

المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)
المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)

ووصفت السلطات المحلية تصرفات هانسن وهيلبيك بأنها «جريمة بيئية». ومع ذلك، ادعى الزوجان، يوم الخميس، أنهما كانا يتصرفان بشكل قانوني.

وتعليقاً على براميل الفضلات البشرية، قالا، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «بالنسبة للأشخاص في المناطق الريفية في السويد، هذا أمر طبيعي جداً».

وأضافوا: «وهو أيضاً جزء مهم جداً من مبادئ الزراعة المستديمة أن تتعامل مع فضلاتك الخاصة».

وأوضحا أن المالك الجديد للمكان على علم بالبراميل ويمكن استخدامها كسماد عضوي، وتابعا: «نصفها جاهز للاستخدام هذا الربيع، والنصف الآخر سيكون جاهزاً للاستخدام خلال عام واحد، وفقاً لإرشادات القانون السويدي».

لكن دانيال هيلسينغ، رئيس قسم البناء والبيئة في السلطة المحلية، قال إن الزوجين لم يتبعا المتطلبات اللازمة لتحويل النفايات إلى سماد، موضحاً: «هناك عدد من المتطلبات التي كان يجب عليهم اتباعها ولم يفعلوا ذلك».

وأضاف أنه من الممكن تحويل الفضلات البشرية والعضوية إلى سماد، ولكن يجب أن يتم ذلك وفقاً لتعليمات السلطات المحلية.

وأضاف: «سيتعين عليهم الإبلاغ أولاً عن عزمهم على تحويل نفايات المرحاض إلى سماد، وهذا يعطينا بصفتنا سلطة محلية فرصة لوضع قواعد وإرشادات لكيفية القيام بذلك».

وقالت جمعية السياحة السويدية إنها لم تكن على دراية بالطرق المستخدمة في «ستيدسانس». وأكد متحدث باسمها: «لم أسمع قط أي شيء من هذا القبيل».

براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها مالكا منتجع بيئي في السويد (موقع «داغنس نيهيتر»)
براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها مالكا منتجع بيئي في السويد (موقع «داغنس نيهيتر»)

وقال هانسن وهيلبيك عن الموضوع الصحافي: «يزعم المقال أننا نلحق الضرر بالبيئة المحلية من خلال إجراءاتنا في منتجعنا للزراعة المستدامة، وأننا تركنا الحيوانات تموت. كل هذه الادعاءات كاذبة».

واتهم هانسن وهيلبيك السلطات المحلية بالجبن، وأكدا أن السلطات المحلية كانت على علم بمراحيضهم. وقال الزوجان إنهما عرضا المراحيض وإجراءاتها على ممثلي السلطة «عدة مرات». وأضافا: «إما أن البلدية تكذب، أو أنهم لم يقوموا بالعمل الذي دفعنا لهم للقيام به، وهو التأكد من اتباع جميع القواعد».

وقال هانسن وهيلبيك إن شركتهما قد أفلست، وإن الضرائب المتراكمة عليهما في الدنمارك «تضاعفت عشر مرات» بسبب الفوائد والرسوم على مدى عقد من الزمان. وإنهما سيكون عليهما دفع أكثر من 50 ألف كرونة دنماركية (نحو 5800 جنيه إسترليني) شهرياً للسلطات الضريبية الدنماركية حتى لا يزيد مبلغ الديون الأصلي، وهو ما أشارا إلى أنهما غير قادرين على تحمله.

وسبق أن قال الزوجين إنهما مدينان لوكالة الضرائب السويدية «بأكثر من 7 ملايين كرونة سويدية» (أكثر من 550 ألف جنيه إسترليني). وقالا إن من بين أسباب فرارهما إلى غواتيمالا هو «منح عائلتنا فرصة ثانية».