مصر تؤهل محميات طبيعية للاستفادة منها سياحياً

سيوة ونبق ووادي الجمال من بينها

سيوة من الواحات الغنية بالمناظر الطبيعية في الصحراء الغربية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
سيوة من الواحات الغنية بالمناظر الطبيعية في الصحراء الغربية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تؤهل محميات طبيعية للاستفادة منها سياحياً

سيوة من الواحات الغنية بالمناظر الطبيعية في الصحراء الغربية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
سيوة من الواحات الغنية بالمناظر الطبيعية في الصحراء الغربية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تسعى مصر إلى تأهيل عدد من المحميات الطبيعية للاستفادة منها سياحياً، ومن بين هذه المحميات «سيوة» في الصحراء الغربية، و«نبق» في جنوب سيناء، و«وادي الجمال» في البحر الأحمر، و«العميد» في الساحل الشمالي غرب الإسكندرية.

وأكدت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد أهمية «دمج صون التنوع البيولوجي بالسياحة في مصر»، واعتبرت المشروع الذي أعدته الوزارة بهذا الصدد «فرصة بيئية استثمارية فريدة، تساهم في حماية الموارد الطبيعية وحسن إدارتها، وكذلك حماية التنوع البيولوجي».

وأشارت، في بيان أصدرته الوزارة، الثلاثاء، إلى أن «المشروع استطاع ربط الأنشطة السياحية البيئية للأفراد بالمحميات، وهو ما انعكس في زيادة إقبال المواطنين على زيارة المحميات والاهتمام بحمايتها، بالإضافة إلى تعزيز دمج المجتمعات المحلية في تطوير المحميات الطبيعية وحماية التراث الثقافي والبيئي الخاص بهم، ليصبح منتجاً سياحياً فريداً».

مشروع لتطوير ودمج المحميات الطبيعية بالسياحة (وزارة البيئة المصرية)

وتضم مصر 30 محمية طبيعية مسجلة بحسب وزارة البيئة، من بينها محميات رأس محمد وسانت كاترين بسيناء، ووادي الريان وبركة قارون بالفيوم، والعلاقي بأسوان، ووادي دجلة والغابة المتحجرة بالقاهرة، والصحراء البيضاء وآخر الأماكن التي تم إعلانها محمية طبيعية «نيزك جبل كامل» في الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية.

وأوضح مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة البيئية، محمد عليوة، أن هناك خطة لإدارة 4 محميات هي سيوة ونبق ووادي الجمال والعميد من خلال تحديث خط الأساس وخطط إدارة الزوار.

وتعدّ محمية واحة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح (تبعد نحو 400 كيلومتر عن القاهرة) من الأماكن الفريدة والمشهورة كمقصد سياحي بيئي، وتضم أكثر من 40 نوعاً من النباتات الرعوية والطبية، وكذلك أشجار السنط والأثل، ونحو 28 نوعاً من الحيوانات البرية الثديية، ونحو 32 نوعاً من الزواحف، و164 نوعاً من الطيور.

واحة سيوة تتضمن الكثير من العناصر السياحية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كما أشار عليوة إلى تزويد المحميات بمعدات للرصد والمتابعة ولوحات إرشادية وتقديم الدعم الفني لإعلان محمية بحرية جديدة في البحر الأحمر، بما في ذلك دراسة المواقع المحتملة.

وتتميز محمية نبق التي تقع على مساحة 600 كيلومتر مربع بسيناء، باحتوائها على عدة أنظمة بيئية من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية والبرية، وكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة، وتعتبر المنطقة جاذبة سياحياً لهواة الغوص والسفاري.

ولفت مدير مشروع الدمج إلى نجاح المشروع في خلق هوية بصرية جديدة للثلاث عشرة محمية التي تروج لها حملة «إيكو إيجيبت»، وإعداد كتيبات تعريفية محدثة لبعض المحميات مثل سيوة ونبق ووادي الجمال.

وتقع محمية وادي الجمال على مساحة 7450 كيلومتراً مربعاً، وتضم المنطقة أحد أكبر أودية الصحراء الشرقية، الذي يتميز بازدهار المجتمعات النباتية به وتطورها، كما تضم عدة جزر ذات أهمية دولية لتكاثر الطيور والسلاحف البحرية.

وشاركت مصر في ورشة عمل إقليمية عن السياحة البيئية بالتعاون مع الأردن في أغسطس (آب) الماضي، استهدفت مناقشة واعتماد نهج إقليمي جديد، يسعى للوصول إلى منتج سياحي يراعي البعد البيئي ويقدم نموذجاً متميزاً لخدمة دول المنطقة. وجرى عرض التجربة المصرية في إرساء البنية التحتية للسياحة البيئية بمصر، ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب لتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية والسياحة البيئية.


مقالات ذات صلة

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

شمال افريقيا ناجون من غرق المركب في مقهى بمرسى علم أمس (أ.ب)

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

عملت فرق الإنقاذ المصرية، على مدار الساعة، على إنقاذ العدد الأكبر من 45 شخصاً كانوا على متن «لنش» سياحي، تعرض للغرق بمنطقة سطايح شمال مدينة «مرسى علم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)

علماء يحذّرون من انهيار سريع لتيار رئيسي في المحيط الأطلسي

أشخاص يسبَحون في المحيط الأطلسي بجنوب غربي فرنسا (أ.ب)
أشخاص يسبَحون في المحيط الأطلسي بجنوب غربي فرنسا (أ.ب)
TT

علماء يحذّرون من انهيار سريع لتيار رئيسي في المحيط الأطلسي

أشخاص يسبَحون في المحيط الأطلسي بجنوب غربي فرنسا (أ.ب)
أشخاص يسبَحون في المحيط الأطلسي بجنوب غربي فرنسا (أ.ب)

دقّ علماء ناقوس الخطر بشأن انهيار أسرع من المتوقع لنظام معقّد من التيارات المحيطية بالمحيط الأطلسي، من شأنه أن يؤدي لعواقب «كارثية» على دول اسكندنافيا الغارقة في البرد، بينما ترتفع درجة حرارة بقية الكوكب.

وفي رسالة مفتوحة إلى قادة مجلس بلدان الشمال الأوروبي الذين يجتمعون، الاثنين، في العاصمة الآيسلندية، ريكيافيك، أكّد نحو 40 باحثاً دولياً أن التأثيرات ستكون «على الأرجح» محسوسة في جميع أنحاء العالم.

ويشكّل «دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي» (AMOC) نظاماً معقّداً من التيارات المحيطية، بما يشمل تيار الخليج الدافئ الذي يساعد على تنظيم الحرارة بين المناطق الاستوائية ونصف الكرة الشمالي، وبالتالي فهو حاسم لظروف المعيشة في القطب الشمالي.

ويُعدّ انهيار هذا النظام، الذي ضعف بالفعل على مدى العقدين الماضيين وفق دراسة نُشرت هذا العام، إحدى نقاط التحوّل التي تُقلق العلماء بسبب سلسلة الكوارث التي يمكن أن تؤدي إلى حدوثها. لكن لا إجماع حول التاريخ الذي يُتوقع أن يحدث ذلك فيه.

وفي تقرير التقييم السادس الذي نُشر في عام 2023، أعرب خبراء المناخ المفوّضون من الأمم المتحدة (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ - IPCC) عن «مستوى متوسط من الثقة في حقيقة أن دوران انقلاب خط الزوال الأطلسي لن ينهار قبل عام 2100».

ومع ذلك، كما يقول الموقِّعون على الرسالة المفتوحة، فإن بحوثاً أُجريت أخيراً «تشير إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ قد قلّلت من شأن هذا الخطر، وأن تجاوز نقطة التحول هذه هو احتمال جِدّي في العقود المقبلة».

ولفت هؤلاء إلى أن «التأثيرات، خصوصاً على بلدان الشمال الأوروبي، من المرجّح أن تكون كارثية، بما في ذلك التبريد الكبير للمنطقة، بينما تكون المناطق المحيطة دافئة».

وأضاف الموقّعون على الرسالة: «سيمثّل هذا تضخيماً وتكثيفاً للنقطة الباردة (منطقة باردة بشكل غير طبيعي) التي تشكّلت بالفعل فوق المنطقة شبه القطبية في المحيط الأطلسي، ومن المحتمل أن تؤدي إلى ظواهر مناخية متطرفة غير مسبوقة».

وقال الباحثون إن هذا الأمر قد يهدّد «احتمال» استمرارية الزراعة في شمال غربي أوروبا.

لكن آثار ذلك «من المحتمل» أن تكون محسوسة أيضاً على نطاق عالمي، من خلال «التحول في أحزمة هطول الأمطار الاستوائية، وتقليل امتصاص المحيطات لثاني أكسيد الكربون (وبالتالي زيادة أسرع في معدلاته في الغلاف الجوي)، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر».

ويجمع مجلس الشمال بين الدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد، بالإضافة إلى مناطق عدة في المنطقة (جُزر فارو وغرينلاند وآلاند).

ويجتمع قادة هذه الدول يومَي الاثنين والثلاثاء في ريكيافيك؛ لحضور قمة تمت دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إليها أيضاً.