الأمم المتحدة: انخفاض أعداد 44 % من الحيوانات المهاجرة حول العالم

خمس هذه الأنواع مهدد بالانقراض

طائر القطرس ليسان الذي يبلغ من العمر 66 عاما على الأقل وأقدم طائر بري معروف في العالم يحتضن بيضته في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية بالولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
طائر القطرس ليسان الذي يبلغ من العمر 66 عاما على الأقل وأقدم طائر بري معروف في العالم يحتضن بيضته في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية بالولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
TT

الأمم المتحدة: انخفاض أعداد 44 % من الحيوانات المهاجرة حول العالم

طائر القطرس ليسان الذي يبلغ من العمر 66 عاما على الأقل وأقدم طائر بري معروف في العالم يحتضن بيضته في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية بالولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)
طائر القطرس ليسان الذي يبلغ من العمر 66 عاما على الأقل وأقدم طائر بري معروف في العالم يحتضن بيضته في محمية ميدواي أتول الوطنية للحياة البرية بالولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

نبّه تقرير جديد أصدرته هيئة تابعة للأمم المتحدة إلى أن وضع الأنواع الحيوانية المهاجرة التي تُعدّ ضرورية لتوازن الطبيعة، كطيور القطرس والسلاحف وسمك الحفش، آخذ في التدهور.

وقالت مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن إن «الأنواع المهاجرة تتعرض لضربات قوية».

وأشار التقرير الذي صدر أمس (الاثنين) إلى أن خُمس الأنواع المدرجة في اتفاقية بون لعام 1979 بشأن الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية، مهدد بالانقراض، فيما يشهد 44 في المائة منها انخفاضاً في أعدادها.

كما أن جميع أنواع الأسماك المدرجة تقريباً (97 في المائة) والبالغ عددها 58 نوعاً مهددة بالانقراض، مثل بعض أسماك القرش.

سلاحف صغيرة تمشي في البحر على شاطئ تشاكوسينتي وهو جزء من ملجأ الحياة البرية ريو إسكالانتي - تشاكوسينتي سانتا تيريزا في نيكاراغوا (رويترز)

وقالت الأمينة التنفيذية للاتفاقية إيمي فرانكل لـ(وكالة الصحافة الفرنسية) إن «ظاهرة هجرة الأجناس نفسها في خطر، لأن هناك حواجز، كما أن الموائل التي تحتاجها هذه الحيوانات قد تكون تحت الضغط».

وتجتمع الدول الموقعة على الاتفاقية (وعددها 130 ليس من بينها الولايات المتحدة أو الصين) في مؤتمر الأطراف الرابع عشر في مدينة سمرقند التاريخية في أوزبكستان في الفترة من 12 إلى 17 فبراير (شباط).

وينظر المشاركون في المؤتمر في مصير هذه الأنواع المهاجرة، والتي تشمل حيوانات لها أهمية رمزية على صعيد الحياة على الأرض، مثل السلاحف البحرية والحيتان وأسماك القرش والفيلة وأنواع من القطط البرية، وأجناس كثيرة من الطيور.

وتُضطر هذه الأجناس إلى الهجرة جراء عوامل عدة، من بينها البحث عن ظروف مناخية ملائمة أو الحصول على الغذاء أو السعي إلى بيئة مثالية لوضع صغارها.

مستقبل أجناس في خطر

ترتبط التهديدات التي تتعرض لها هذه الحيوانات ارتباطاً مباشراً بالنشاط البشري: فقدان الموائل أو تدهورها أو تجزئتها بسبب الزراعة المكثفة أو الاستغلال المفرط عن طريق الصيد وصيد الأسماك، فضلاً عن تغير المناخ.

وتتعرض الحيوانات أيضاً لضغوط إضافية مثل التلوث (المبيدات الحشرية والبلاستيك وغيرها)، أو الضوضاء تحت الماء أو الأضواء التي تزعجها.

متطوعة تحمل إحدى السلاحف البحرية في البرازيل (أ.ب)

تؤكد إنغر أندرسن أن «هذا التقرير يوضح أن الأنشطة البشرية غير المستدامة تعرّض مستقبل الأنواع المهاجرة للخطر».

وتلفت إلى أن هذه المخلوقات «لا تعمل كمؤشرات للتغير البيئي فحسب، بل تؤدي أيضاً دوراً في الحفاظ على وظائف النظم البيئية المعقدة لكوكبنا وضمان مرونتها».

وتوفر هذه الأنواع في الواقع خدمات بيئية عدة مثل التلقيح، ونقل العناصر الغذائية من بيئة إلى أخرى، أو القضاء على الآفات.

فالخفافيش، على سبيل المثال، تؤدي دورا مهما في تلقيح الزهور ونشر البذور، ما يسمح بتكاثر أشجار المانغا أو البابايا في بعض البلدان.

أنواع أخرى مهددة بالانقراض

ولا يقتصر التقرير على هذه الملاحظة القاتمة فحسب، بل يدعو أيضاً إلى التعاون الدولي لمساعدة الحيوانات التي، بطبيعتها، لا تعرف حدوداً ويمكنها أحياناً السفر آلاف الكيلومترات. ومن هذه الأجناس، الفراشة الملكية التي يمكنها السفر لمسافة أربعة آلاف كيلومتر في أميركا الشمالية.

وقال ماثيو كوليس من الصندوق الدولي لرعاية الحيوان في بيان «هذه تحديات من صنع الإنسان ولا يمكن حلها إلا من جانب الإنسان».

وأضاف «الحياة البرية لا تعرف حدوداً، ومن مسؤوليتنا المشتركة التأكد من أن هذه الأنواع يمكنها اتباع مسارات الهجرة التي سلكها أسلافها طويلاً، من أجل الحفاظ على أنواعها وخدمات النظام البيئي المهمة التي تقدمها للعالم».

«هذه تحديات من صنع الإنسان ولا يمكن حلها إلا من جانب الإنسان»

ماثيو كوليس من الصندوق الدولي لرعاية الحيوان

 

كما أن المسارات التي سيعتمد عليها مؤتمر سمرقند، ستعكس أيضا اتفاقية كونمينغ-مونتريال بشأن التنوع البيولوجي، التي أنشئت في عام 2022، والتي تخطط للحفاظ على 30 في المائة من أراضي الكوكب وبحاره بحلول عام 2030. لذلك يدعو التقرير إلى «تحديد وحماية ربط وإدارة المواقع المهمة للأنواع المهاجرة».

ومن الأولويات الأخرى: مكافحة الصيد غير القانوني أو غير المستدام، والعناية بشكل عاجل بالأنواع الأكثر عرضة للانقراض أو تكثيف الجهود لمعالجة مظاهر التلوث المختلفة (الضوء، والضوضاء، والبلاستيك، والمواد الكيميائية...) وتغير المناخ.

ويقترح التقرير كذلك توسيع قائمة الأنواع المدرجة في الاتفاقية لتسليط الضوء على حيوانات أخرى مهددة بالانقراض.

وتتضمن القائمة ما يقرب من 400 نوع مهدد أو شبه مهدد بالانقراض، لم تظهر بعد في قوائم الاتفاقية، مثل البيسون الأميركي والأوروبي أو دلفين السند.


مقالات ذات صلة

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يسيرون في شارع غرب مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان وإسرائيل وغزة

دعت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من جديد إلى «وقف دائم لإطلاق النار» في لبنان وإسرائيل وغزة، في حين يتوقع إعلان هدنة بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي جنود لبنانيون يتجمعون في موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً للجيش في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الهجمات التي تستهدف الجيش اللبناني «انتهاك صارخ» للقرار 1701

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أنها «تشعر بالقلق» إزاء تصاعد الأعمال القتالية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، والهجمات التي تعرض لها الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
المشرق العربي صورة تظهر لحظة قصف إسرائيلي لمبنى في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت... 25 نوفمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة تدعو «الأطراف» إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان

دعا مسؤول في الأمم المتحدة، الاثنين، الأطراف المعنية إلى «الموافقة على وقف إطلاق النار» في لبنان حيث تتواصل الحرب بين إسرائيل و«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

أذربيجان تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 29»

أشخاص يمرون أمام مقرعقد مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام مقرعقد مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
TT

أذربيجان تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 29»

أشخاص يمرون أمام مقرعقد مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
أشخاص يمرون أمام مقرعقد مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)

تستضيف أذربيجان «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» (كوب 29)، الذي ينطلق الاثنين ويستمر حتى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

ويتوافد دبلوماسيون من أنحاء العالم على العاصمة باكو لحضور القمة المناخية التي تعقد سنويا، لمناقشة سبل تجنب التهديدات المتزايدة التي يفرضها التغير المناخي.

كانت باكو المكان الذي شهد تطوير أول حقول النفط في عام 1846 عندما قادت أذربيجان العالم في مجال إنتاج النفط عام 1899.

وقالت كيت ووترز، المديرة التنفيذية لمنظمة «كرود أكونتبليتي»، التي تراقب القضايا البيئية إن منطقة بحر قزوين مهددة بيئياً، وأضافت أن المراقبة البيئية في أذربيجان ضعيفة.

وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، كانت موسكو تورد نحو 40 في المائة من حاجات أوروبا من الغاز الطبيعي عبر أربعة خطوط أنابيب، وقد جرى تعطيل معظم هذه الإمدادات.

وصبت هذه التطورات في مصلحة أذربيجان ومنحتها فرصة دسمة. وقد أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة معها في وقت لاحق من ذلك العام لمضاعفة وارداته من الغاز الأذري لتصل إلى عشرين مليار متر مكعب سنويا بحلول 2027. لكن هناك تساؤلات بشأن قدرة أذربيجان على الوفاء بذلك الطلب والخلافات بشأن مدة الصفقة.

وقال مسؤولون في أذربيجان أنه ليس من الإنصاف انتقاد باكو لإنتاجها مزيداً من الوقود الأحفوري في ظل وجود طلب عليه من أوروبا، فيما تسعى الحكومات الوطنية لإبقاء أسعار الوقود في متناول المواطنين.

وكانت الأمم المتحدة قد دعت قبل أيام إلى تكثيف عاجل لجهود التكيف المناخي في قمة باكو، بدءًا بالالتزام بتعزيز تمويل عمليات التكيف.

ويُفترض أن يختتم المؤتمر مع هدف جديد للمساعدات المالية للدول النامية، حتى تتمكن من الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي العالمي والتكيف مع تغير المناخ.وسيحل الهدف الجديد مكان الهدف المتمثل بمائة مليار دولار الذي حُدد عام 2009 وتحقق بصعوبة عام 2022.