البرلمان الأوروبي يعطي الضوء الأخضر لمشروع إصلاح النظام البيئي

أعضاء من البرلمان الأوروبي خلال جلسة تصويت للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 12 يوليو 2023 على قانون بشأن إصلاح الأنظمة البيئية (إ.ب.أ)
أعضاء من البرلمان الأوروبي خلال جلسة تصويت للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 12 يوليو 2023 على قانون بشأن إصلاح الأنظمة البيئية (إ.ب.أ)
TT

البرلمان الأوروبي يعطي الضوء الأخضر لمشروع إصلاح النظام البيئي

أعضاء من البرلمان الأوروبي خلال جلسة تصويت للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 12 يوليو 2023 على قانون بشأن إصلاح الأنظمة البيئية (إ.ب.أ)
أعضاء من البرلمان الأوروبي خلال جلسة تصويت للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا في 12 يوليو 2023 على قانون بشأن إصلاح الأنظمة البيئية (إ.ب.أ)

أعطى البرلمان الأوروبي الأربعاء موافقة أولى على مشروع قانون بشأن إصلاح الأنظمة البيئية، وهو النص الرئيسي للميثاق الأخضر للاتحاد الأوروبي الذي طرحته بروكسل ويعارضه نواب اليمين واليمين المتطرف.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، يفرض هذا التشريع على الدول أهدافا ملزمة لترميم المناطق البرية والبحرية المتضررة من التلوث أو الاستغلال المكثف، من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي بما يتماشى مع اتفاقية مونتريال. وسيتعين على أعضاء البرلمان الأوروبي الآن التفاوض بشأن المحتوى مع الدول الأعضاء.

وتُعد هذه الموافقة فشلا لحزب الشعب الأوروبي (يمين) الذي دعا إلى الرفض الكامل للنص، مبررا التأثير المحتمل على الزراعة وصيد الأسماك والطاقة المتجددة. وقد وافق البرلمان الأوروبي الأربعاء على نسخة من النص «مخففة كثيرا» مقارنة بالمقترحات الأولية للمفوضية الأوروبية، وفقا للمدافعين عن البيئة.

وقال مقرر النص، عضو البرلمان الأوروبي الإسباني سيزار لوينا (يسار) إنه «نصر جماعي» و«نبأ سار للطبيعة والدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي نفسه». بدوره، أشاد رئيس لجنة البيئة باسكال كانفان بالقرار كاتبا على «تويتر» «نحن مستعدون لمواجهة تحديات المستقبل. لقد فشلت عملية اليمين المتطرف ومانفريد فيبر (رئيس حزب الشعب الأوروبي)».

«أُفرغ من جوهره»

لكن أهداف النص قُلصت. وبات موقف البرلمان قريبا من الموقف الذي اعتمدته الدول الأعضاء في 20 يونيو (حزيران).

وأدخلت بعض أوجه المرونة والإعفاءات مثل إلغاء التزامات تحقيق نتائج بالأرقام، كما أضاف البرلمان إمكان إرجاء الأهداف إذا طرأت ظروف استثنائية.

وقالت إن ساندر، مقررة حزب الشعب الأوروبي لنص لجنة الزراعة «النص أفرغ تماما من جوهره».

لكن المجموعة المحافظة قالت إنها دافعت عن الخط الذي أيده كثير من الناخبين؛ خصوصاً من الأوساط الزراعية المعادية لقواعد بيئية يعدونها مبالغا فيها.

وقال النائب الألماني في الاتحاد الأوروبي بيتر لسيه «بالطبع أنا محبط، لكن التزامنا لم يذهب سدى. سأستمر في الدفاع عن إرادة سكان المناطق الريفية».

ويهدف مشروع القانون إلى وقف تدهور التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ بشكل أفضل من خلال فرض إصلاح للأنظمة البيئية المتضررة.

وبحسب بروكسل، فإن أكثر من 80 في المائة من الموائل الطبيعية داخل الاتحاد الأوروبي في حالة حماية «سيئة أو متوسطة»، وما يصل إلى 70 في المائة من التربة في وضع سيئ.

وسيفرض النص الذي اقترحته المفوضية الأوروبية منتصف عام 2022 على الدول السبع والعشرين تقديم تدابير تساهم في إصلاح الأنظمة البيئية تغطي 20 في المائة من المناطق البرية والبحرية على مستوى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030 لتشمل كل المناطق التي تتطلب ذلك بحلول عام 2050.

ويفترض أن تبدأ مفاوضات بعد العطلة الصيفية بين البرلمان والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء لتكريس التشريع الأوروبي الجديد.

من جهته، أعلن المفوض الأوروبي للبيئة والمحيطات ومصائد الأسماك فيرجينيوس سينكيفيسيوس أنه يريد البحث عن «تسويات متوازنة» من أجل التوصل إلى اتفاق «بحلول نهاية العام».


مقالات ذات صلة

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد زرعت «البحر الأحمر» أكثر من 5 ملايين نبتة و600 ألف شتلة مانغروف (من الشركة)

«البحر الأحمر الدولية»: نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق فائدة بيئية صافية بـ30 % بحلول عام 2040

أعلنت «البحر الأحمر الدولية» أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في تحقيق فائدة بيئية صافية بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2040.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة قارب صيد يبحر بجوار جبل جليدي كبير عند مصب مضيق ياكوبشافنز الجليدي بالقرب من إيلوليسات في غرينلاند في 15 مايو 2007 (رويترز)

دراسة: غرينلاند كانت خالية من الجليد في الماضي القريب

قدمت دراسة جديدة أوضح دليل حتى اليوم على أن غرينلاند كانت خالية من الجليد إلى حد كبير على مدى السنوات المليون الماضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإنارة تُنغّص «موائد» الحشرات (شاترستوك)

إنارة الشوارع ليلاً تُبطل تلذُّذ الحشرات بأكل أوراق الشجر

خلُص علماء إلى اعتقاد مفاده أنّ الضوء الاصطناعي قد يؤثر في البيئة الطبيعية للحياة النباتية عبر خَلْق عملية التمثيل الضوئي على مدار فترة ممتدّة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة الأمواج تتكسر على ساحل بلدة سانشا مع اقتراب الإعصار جايمي في نينغدي بمقاطعة فوجيان - الصين - 25 يوليو 2024 (رويترز)

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

قال علماء في بحث نُشر اليوم الجمعة إن تغير المناخ يُحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار حول العالم، وهو ما قد ينجم عنه أيضاً اشتداد قوة الأعاصير والعواصف المدارية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)
غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)
غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)

حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات موجات الحر التي تتكرر بسبب التغير المناخي.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، صرح غوتيريش، للصحافيين، بأنه «إذا كان ثمة أمر يوحد عالمنا المنقسم، فهو أننا نشعر جميعاً بمزيد من الحر، (...) مليارات الأشخاص يواجهون وباء من الحرارة الشديدة، ويعانون موجات حر أكثر فتكاً مع درجات حرارة تتجاوز 50 مئوية»، موجهاً «نداء إلى التحرك ضد الحرارة الشديدة».

ووفق مرصد «كوبرنيكوس» المناخي الأوروبي، كان 21 يوليو (تموز) الحالي و22 و23 منه الأيام الأكثر حراً على الإطلاق عالمياً.

وأظهرت بيانات «كوبرنيكوس» أن متوسط درجة الحرارة العالمية بلغ 17.16 مئوية في 22 يوليو؛ أي أعلى بمقدار 0.06 درجة مئوية، مقارنة بـ21 يوليو؛ وهو اليوم الذي جرى فيه كسر الرقم القياسي اليومي لأعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق.

وقال الأمين العام: «ينصبُّ تركيزنا حالياً على تأثير الحرارة الشديدة، لكن دعونا لا ننسَ أن هناك عدداً من الأعراض المدمّرة الأخرى لأزمة المناخ: الأعاصير الأكثر ضراوة، الفيضانات، الجفاف، حرائق الغابات، ارتفاع منسوب مياه البحر، والقائمة تطول».

وشدد على أنه «من أجل التصدي لكل هذه الأعراض، علينا أن نكافح السبب الجذري الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة».

وأشار إلى تقرير جديد أصدرته منظمة العمل الدولية، الخميس، حذّر من أن أكثر من 70 في المائة من القوى العاملة العالمية؛ أي 2.4 مليار شخص، معرَّضون الآن لخطر كبير من جراء الحرارة الشديدة.