منظمات بيئية تعد اتفاقاً دولياً للحد من تلوث الشحن البحري غير كافٍ

تفريغ حاويات الشحن من السفن في ميناء لونغ بيتش-بورت في لوس أنجليس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في 7 أبريل 2021 (رويترز)
تفريغ حاويات الشحن من السفن في ميناء لونغ بيتش-بورت في لوس أنجليس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في 7 أبريل 2021 (رويترز)
TT

منظمات بيئية تعد اتفاقاً دولياً للحد من تلوث الشحن البحري غير كافٍ

تفريغ حاويات الشحن من السفن في ميناء لونغ بيتش-بورت في لوس أنجليس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في 7 أبريل 2021 (رويترز)
تفريغ حاويات الشحن من السفن في ميناء لونغ بيتش-بورت في لوس أنجليس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في 7 أبريل 2021 (رويترز)

أُبرِم اتفاق بين الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية (IMO) للحد من انبعاثات غازات الدفيئة للشحن البحري، وهو قطاع ملوّث جداً، إلا أن البيئيين عدوه «مخيّباً للآمال»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وأكّدت المنظمة البحرية الدولية، وهي هيئة غير مستقلة عن الأمم المتحدة، الجمعة، عبر «تويتر»، أن «اللجنة الـ80 لحماية البيئة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية تعتمد استراتيجيةً للحد من غازات الدفيئة».

وقالت إن الاتفاقية تظهر طموحاً لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون «بمتوسط 40 في المائة على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2008».

ويتضمن نص الاتفاق الذي حصلت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أهدافاً «إرشادية» (وبالتالي غير ملزمة) لخفض الانبعاثات الملوثة بنسبة 20 في المائة على الأقل بحلول عام 2030، مع هدف انبعاثات أقلّ من 80 في المائة مقارنة بعام 2008.

تعد منظمات بيئية عدة أنّ التسوية «مخيبة للآمال» مقارنةً بالأهداف التي وضعها العديد من البلدان قبل الاجتماع، وغير كافية لوضع القطاع على سكة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ضمن إطار اتفاقية باريس عام 2015.

عام 2018، أعطت المنظمة البحرية الدولية شركات النقل هدفاً يتمثل في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2008، إلّا أنّ الاتحاد الأوروبي دعا خلال المفاوضات هذا الأسبوع إلى هدف أكثر طُموحاً يتمثل في صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 بخطوتين وسيطتين: خفض بنسبة 29 في المائة عام 2030، و83 في المائة عام 2040.

وأرادت دول جزر المحيط الهادئ، التي هي أكثر تهديداً بالاحترار المناخي، أهدافاً أكثر طموحاً، وهي خفض بنسبة 96 في المائة بحلول عام 2040، وحظيت بدعم الولايات المتحدة وكندا.

«قلق عميق»

تطالب المنظمات البيئية من جهتها بخفض 50 في المائة بحلول عام 2023 وحياد الكربون بحلول عام 2040.

في المقابل، عارض ذلك عدد من كبار المصدرين كالصين والبرازيل والأرجنتين ودول أخرى، مؤكدين أنّ الأهداف الصارمة للغاية ستفيد البلدان الغنية على حساب البلدان النامية.

وعارضوا بشكل خاص مشروع ضريبة الكربون الذي يدعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وشركات مثل عملاق الشحن البحري «ميرسك».

ولا تظهر ضريبة محتملة حتى اللحظة في الاتفاق إلا ضمن مجموعة من الإجراءات المقترحة لتقليل انبعاثات الشحن.

وتعمل غالبية مائة الألف سفينة الموجودة في هذا القطاع والتي تنقل 90 في المائة من البضائع في العالم، بزيت الوقود الثقيل. وقطاع الشحن البحري مسؤول عن نحو 3 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقاً للأمم المتحدة.

ورأى ممثل لجنة حماية البيئة البحرية لجزر مارشال ألبون إيشودا، في نص خطابه الذي حصلت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية» في نهاية الاجتماعات، أن الاستراتيجية الجديدة لخفض غازات الدفيئة «من شأنها المحافظة على احترار عالمي محصور ﺑ1.5 درجة، وإلزام القطاع بتحول منصف في مجال الطاقة».

وقال: «بكل الأحوال يبقى هناك الكثير من العمل لضمان أن يصبح الاحترار عند سقف 1.5 درجة مئوية... واقعاً».

أما المنظمات الحكومية البيئية فتظهر أكثر انتقاداً.

وأسفت منظمة «كلين شيبينغ كواليشن» غير الحكومية ﻟ«مستوى طموح الاتفاقية» الذي عدته «أقل بكثير مما هو ضروري لحصر الاحترار العالمي بأقل من 1.5 درجة»، لافتة إلى أنّ «صياغة النص غامضة وغير ملزمة».

وأكّدت منظمة «أوشن كامبينز» أنّ ممثلي المجتمع المدني قلقون من «أن تفشل المنظمة البحرية الدولية في جعل الشحن البحري العالمي يتماشى مع سقف الـ1.5 درجة».


مقالات ذات صلة

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

بيئة الأمواج تتكسر على ساحل بلدة سانشا مع اقتراب الإعصار جايمي في نينغدي بمقاطعة فوجيان - الصين - 25 يوليو 2024 (رويترز)

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

قال علماء في بحث نُشر اليوم الجمعة إن تغير المناخ يُحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار حول العالم، وهو ما قد ينجم عنه أيضاً اشتداد قوة الأعاصير والعواصف المدارية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق السباقات الهادفة (حساب ليندسي كول في فيسبوك)

«حورية بحر» بريطانية تحاول تحطيم الرقم القياسي العالمي للسباحة

تُخطِّط امرأة من بريستول لتحطيم الرقم القياسي العالمي لأطول سباحة باستخدام «الزعنفة الواحدة» من خلال السباحة على طول نهر بريستول أفون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

سراويل وقمصان وقبعات أكثر استدامة

ملابس متعددة الأغراض لأداء أمثل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق العِلم ومفاجآته (فريق إيكو)

وفاة السمكة «شارلوت» التي حَمَلت بلا تشارُك الحوض مع ذَكَر

أعلن حوض أسماك نورث كارولاينا وفاة سمكة الراي التي حَمَلت رغم عدم وجودها مع ذَكَر من نوعها في حوض لسنوات.

«الشرق الأوسط» (نورث كارولاينا)

مروحة تحاكي «جلد الدلفين» تعمل على خفض انبعاثات سفن الشحن

العلماء نظروا إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة (رويترز)
العلماء نظروا إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة (رويترز)
TT

مروحة تحاكي «جلد الدلفين» تعمل على خفض انبعاثات سفن الشحن

العلماء نظروا إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة (رويترز)
العلماء نظروا إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة (رويترز)

تحمل مروحة جديدة ابتكرها معهد نينغبو لتكنولوجيا وهندسة المواد (NIMTE) مطلية بمادة تحاكي جلد الدلفين، وعداً بالحد بشكل كبير من استهلاك الوقود والانبعاثات في سفن الشحن الكبيرة.

لأكثر من قرن من الزمان، نظر العلماء والمهندسون إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة. بعد كل شيء، عندما يكون لديك حيوان يمكنه الانزلاق بسهولة عبر الماء والقفز في الهواء كما لو أنه لا يهتم بالوسط الذي يوجد فيه، فهو هدف جيد جداً للدراسة ومحاولة التقليد، وفقاً لموقع «نيو أتلاس».

المشكلة هي أن الدلفين لا ينبغي أن يكون قادراً على السباحة بهذه الطريقة. تعادل قوة الدلفين القوة الخاصة بعضلات الإنسان تقريباً، لذلك لا ينبغي أن يكون الحيوان قادراً على الوصول إلى السرعة التي يصل إليها. حتى الحرب العالمية الثانية، كانت هذه مفارقة مشهورة، تُعرف باسم «مفارقة غراي».

ثم بدأ المهندسون ملاحظة الأشياء. على سبيل المثال، إذا شاهدت الفقمات والدلافين تسبح معاً في البحر ليلاً وسط مواد فسفورية، فإن ذرات العوالق المضاءة تتحرك حول الفقمات في فوضى مضطربة، بينما تنزلق فوق الدلافين في خطوط مستقيمة. والسبب هو جلد الدلفين الرائع.

ببساطة، يتمتع جلد الدلفين ببنية مجهرية مرنة قادرة، مع إفرازات المخاط، على تغيير نفسها عندما يسبح الحيوان بسرعات مختلفة. عند السرعات العالية، يولد الجلد طبقة رقيقة جداً من الاضطراب. هذه الطبقة عديمة الاحتكاك تقريباً، مما يسمح للمياه المحيطة بالدلفين بالانزلاق ببساطة فيما يسمى التدفق الصفحي.

اليوم، يتم استخدام التدفق الصفحي في كل من المركبات المائية والطائرات كوسيلة لتقليل السحب وزيادة السرعة. الآن، تطبق NIMTE هذا المبدأ على مراوح السفن. يتم تطبيق «جلد الدلفين الإلكتروني» على مروحة تقليدية. يتكون الطلاء من مواد ديناميكية تشبه السائل وبنية مجهرية مرنة يتراوح حجمها بين 0.1 و0.2 ملم، وهذا يحسن كفاءة المروحة.

أجرت NIMTE اختبارات للمراوح الجلدية الإلكترونية على ناقلة خام كبيرة جداً (VLCC) تبلغ حمولتها 300 ألف طن.

في الرحلات التجريبية التي تزيد على 200 يوم وتغطي أكثر من 35 ألف ميل بحري، بين الموانئ الساحلية الصينية وموانئ الشرق الأوسط الرئيسية، حققت المراوح توفيراً بنسبة 2 في المائة في استهلاك الوقود لحاملة النفط الخام. ويقدر الباحثون أن وضع المادة الشبيهة بجلد الدلفين فوق المروحة سيكلف 20 ألف دولار أميركي، وهو ما سيحقق وفورات في التكاليف تزيد على 140 ألف دولار سنوياً مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 900 طن.