يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل، بينما قال متحدث باسم المنظمة إن المحادثات جرى تعليقها حتى يوم الثلاثاء.
ويهدف الاتفاق، الذي يجري التفاوض عليه بصعوبة منذ ثلاث سنوات، والذي سيكون ملزما قانونا، إلى تعزيز دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن أودت جائحة كوفيد-19 بحياة الملايين في الفترة ما بين 2020 و2022.
وقال مصدر مشارك في المناقشات في جنيف لـ«رويترز»: «استمرت (المحادثات) طوال الليل وحتى الساعة التاسعة صباحا (اليوم السبت) لكنها لم تتمكن من حل مسائل أخيرة».
وأضاف مصدر دبلوماسي في جنيف: «أُحرز تقدم كبير... وجرى الاتفاق على جميع بنود المعاهدة تقريبا مع وجود بعض القضايا العالقة لكنها حاسمة».
وأخفقت المحادثات في الالتزام بمهلة نهائية العام الماضي على الرغم من امتداد عدة جولات من النقاش حتى ساعات متأخرة من الليل.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» في وقت سابق من اليوم عن الرئيس المشارك لهيئة التفاوض قوله إن أعضاء «منظمة الصحة العالمية» توصلوا إلى اتفاق «من حيث المبدأ».
وتأخرت الولايات المتحدة في الانضمام إلى المحادثات المبكرة، ثم انسحبت من المناقشات هذا العام بعدما أصدر الرئيس دونالد ترمب أمرا تنفيذيا في فبراير (شباط) بالانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» ومنع المشاركة في المحادثات.
أما الدول الأعضاء الأخرى التي انضمت إلى المناقشات، وعددها 192، فسيكون لها حرية التصديق على الاتفاق من عدمه بعد اعتماده رسميا.
وواحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الدول الغنية والنامية هي كيفية تقاسم الأدوية واللقاحات بشكل عادل لتجنب أخطاء عصر كوفيد-19.
وشهدت المفاوضات توترا مستمرا بسبب حديث معلقين يمينيين، بعضهم في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، عن أن منح صلاحيات واسعة لوكالة تابعة للأمم المتحدة قد يقوض السيادة الوطنية.
وينفي تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية» هذه التصريحات، ويقول إن الاتفاق سيساعد الدول على حماية نفسها من تفشي الأوبئة بشكل أفضل.
واحتجت مجموعة صغيرة من النشطاء على المحادثات الأسبوع الماضي في جنيف، ورفع أحدهم لافتة عليها ثعبان ذو أنياب يتحرر من رمز «منظمة الصحة العالمية»، كتب عليها «من أنتم لتسلبوا حرياتي!».
وسيمثل الاتفاق، حال إتمامه، انتصارا تاريخيا للمنظمة. ولم تتفق الدول الأعضاء في «منظمة الصحة العالمية» على معاهدة إلا مرة واحدة في تاريخها الممتد على مدار 75 عاما، وهي اتفاقية مكافحة التبغ عام 2003.