احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

شارك فيها الآلاف... وبريطانيا تحذّر من ارتفاع معاداة السامية والإسلام

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية بأنحاء العالم، السبت، للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب، بعد الهجوم الذي قادته حركة «حماس» على إسرائيل. وشارك نحو 40 ألف متظاهر في مسيرة بوسط لندن، وتجمّع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضاً بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن؛ احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين بغزة ولبنان، كما نقلت وكالة «رويترز».

احتجاجات... واحتجاجات مضادة

وردّد المتظاهرون في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك هتافات، مثل: «غزة ولبنان ستنتفضان، والشعب معكما». ورفعوا أيضاً لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

متظاهرون خارج البيت الأبيض بواشنطن يطالبون بوقف تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل 5 أكتوبر (رويترز)

واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المستمر منذ عشرات السنين، بعدما هاجم مسلَّحون، تقودهم حركة «حماس»، جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأدى الهجوم إلى مقتل 1200 شخص، واحتجاز 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة، عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فضلاً عن نزوح كل السكان تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وفي جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، تجمّع ما لا يقل عن 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، صباح الأحد، بالقرب من السفارة الأميركية، مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة. وفي لندن، لوَّح مؤيدون لإسرائيل، السبت، بأعلام، خلال مرور محتجّين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصاً، على هامش الاحتجاجات، ولم تُحدّد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المُعتقَلون.

اشتباكات بين متظاهرين والشرطة في روما 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدّى نحو ستة آلاف محتجّ حظراً على تنظيم مسيرات في وسط المدينة، قبيل ذكرى السابع من أكتوبر. وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاماً فلسطينية وهتفوا: «عام من الإبادة الجماعية»، وهو مصطلح تُعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجّون أيضاً ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا. وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضاً ببرلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية، واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

غضب واسع

وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضاً من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات، في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت «مناخاً معادياً للسامية». وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين: «نخشى اندلاع حرب إقليمية؛ لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن». وأضاف: «نحن بحاجة حقاً إلى وقف الحرب؛ لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن».

مظاهرة في مانشستر مؤيّدة لإسرائيل الأحد 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تُواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب سياساتها في غزة، والآن بسبب قصفها المتواصل للبنان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانتقادات، وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته «حماس» قبل عام تقريباً.

تحذير بريطاني

عَدَّ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأحد، أن الحرب في قطاع غزة والتصعيد الدامي في لبنان أدّيا إلى إطلاق «شرارة في مجتمعاتنا»، مُندّداً بالأعمال المعادية للسامية وللإسلام في المملكة المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023.

جانب من المظاهرات في لندن المطالبة بوقف الحرب 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز»، كتب زعيم حزب العمال أن «نيران هذا النزاع الدامي تُهدّد الآن بإحراق المنطقة، والشرارات تتطاير في مجتمعاتنا، هنا في بلادنا». وأضاف: «ثمة أشخاص يستغلون دائماً النزاعات في الخارج لتأجيج الصراعات عندنا. منذ 7 أكتوبر 2023، شهدنا تنامي كراهية مُشينة في مجتمعاتنا ضد اليهود والمسلمين»؛ في إشارة إلى ازدياد حدة الأعمال المعادية للسامية والإسلاموفوبيا. وفي المقال الطويل دعا زعيم حزب العمل، من جديد، «جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحلول السياسية وغير العسكرية». وأكّد أن «ذكرى هجمات السابع من أكتوبر يجب أن تُذكّرنا بتكلفة الفشل السياسي». كما دعا ستارمر إلى الإفراج عن الرهائن المحتجَزين في غزة، وعَدَّ أن حلّ الدولتين هو «الوحيد القابل للتطبيق» لإنهاء الصراع، وأنه «لن نحصل على مستقبل أفضل مع إلحاق صدمة بجيل آخر أو تيتيمه أو تشريده». وفي رسالة مفتوحة نُشرت، الأحد، دعا رئيس أساقفة كانتربري جوستان ويلبي، والحاخام الأكبر في المملكة المتحدة إفرايم ميرفيس، ورئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة قاري عاصم، الشعب البريطاني إلى نبذ «الكراهية بجميع أشكالها».


مقالات ذات صلة

واشنطن: بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة

الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أرشيفية - رويترز)

واشنطن: بلينكن أكد لإسرائيل أهمية تحسين الوضع الإنساني بغزة

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن شدد على أهمية تحسين الوضع الإنساني في غزة خلال اجتماع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سائق يقوم بفحص البضائع عند الحدود أثناء مرور شاحنات مساعدات عبر معبر إيريز على الحدود مع شمال قطاع غزة (إ.ب.أ)

غزة: فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد ضغط أميركي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا مائدة تجمع مصريين وغزيين داخل شقة في القناطر الخيرية (الشرق الأوسط)

«غزيو مصر» لم يحملوا الغربة في حقائبهم

بينما يجمع الغزيون الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في مصر، على رغبتهم في العودة إلى القطاع، فإن أحداً منهم لم يشر إلى «الغربة»، أو يشكو «الوحشة والقلق».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يستقبل كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة (الخارجية المصرية)

مصر تدعو لمضاعفة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الفلسطينيين

طالبت مصر، الثلاثاء، بضرورة العمل على مضاعفة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الفلسطينيين بقطاع غزة مع دخول فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية امرأة يجري نقلها من منطقة مستهدفة إلى سيارة إسعاف وسط الأعمال العدائية بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في نهاريا اليوم (رويترز)

مقتل إسرائيليَّين في نهاريا بقصف مصدره لبنان

أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، اليوم (الثلاثاء)، مقتل شخصين في مدينة نهاريا شمال إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

​تركيا تؤكد جاهزيتها للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة على أساس استراتيجي

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
TT

​تركيا تؤكد جاهزيتها للتعامل مع إدارة ترمب الجديدة على أساس استراتيجي

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

أكدت تركيا جاهزيتها للتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على أساس التفاهم القائم على الحوار الاستراتيجي، كما جددت استعدادها للوساطة بين روسيا وأوكرانيا بعدما تعهد ترمب بإنهاء الحرب بينهما.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان: «ستستمر العلاقات التركية الأميركية بالتفاهم القائم على الحوار الاستراتيجي. والقضايا المدرجة على جدول أعمالنا تحتاج إلى معالجة بطريقة بناءة وتعاونية... نحن على استعداد لذلك، وأعتقد أن إدارة ترمب الجديدة ستكون مستعدة لذلك أيضاً».

وذكر فيدان، في تصريحات لصحيفة «ميلليت»، القريبة من الحكومة التركية، الاثنين، أن العلاقات بين تركيا وأميركا لها تاريخ عميق، وتتشكل على أساس حوار قوي قائم على علاقات التحالف، بغض النظر عمن يتولى السلطة.

ترمب مستقبلاً إردوغان في البيت الأبيض خلال ولايته الأولى (إعلام تركي)

وأضاف: «رئيسنا (رجب طيب إردوغان)، وترمب يعرفان بعضهما بعضاً، وهذا من شأنه أن يسهم بشكل إيجابي في تعزيز العلاقات. وانعكس (الإخلاص)، بوضوح، في المحادثة الهاتفية التي أجراها الزعيمان بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية مباشرة، ومن الطبيعي أن يستمر حوارنا الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في الفترة الجديدة، وتجب معالجة القضايا المدرجة في جدول أعمالنا بطريقة شاملة ومفتوحة للتعاون، وبفهم بنّاء، ونحن مستعدون لذلك، وأعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة لذلك أيضاً».

الحرب الروسية الأوكرانية

كما جدّد فيدان استعداد بلاده للوساطة في تسوية أزمة حرب روسيا وأوكرانيا في إطار الشكل والمعايير التي يختارها الطرفان، لافتاً إلى أنه بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، زادت الآمال في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال وزير الخارجية التركي: «في الواقع، ومنذ اليوم الأول، دعونا إلى أن تكون الدبلوماسية أولوية لحل الأزمة الأوكرانية. دفعنا إدراكنا وفهمنا لهذا الأمر لاستخدام كل الوسائل الدبلوماسية لدعوة جميع الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات».

وأضاف: «في الأيام الأولى للحرب، جمعنا الطرفين معاً بداية في أنطاليا (جنوب تركيا) ثم في إسطنبول، وكنا قريبين جداً من تحقيق السلام... أعلنها مرة أخرى، تركيا مستعدة للعب دور الوسيط في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم في إطار الصيغة التي سيتم الاتفاق عليها بين الطرفين، ولن نتردد في وضع حجر أساس هذا السلام بأيدينا».

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن «تركيا والولايات المتحدة ستعززان التعاون بشكل مختلف أكثر مما كانت عليه في الماضي... دعونا نشاهد كيف سنواجه هذه القضايا في الفترة الجديدة لـ(ترمب)، وكيف سنواصل طريقنا. نحن نواجه كثيراً من التحديات، خصوصاً قضية فلسطين والأزمة الروسية - الأوكرانية، وآمل أن تنتهي الحروب والأزمات الإقليمية والعالمية مع رئاسة ترمب، رغم أنه كانت لدينا خلافات بين الحين والآخر خلال رئاسته السابقة».

تركيا استضافت إحدى جولات المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول مارس 2022 (الرئاسة التركية)

وناقش إردوغان مع بوتين، على هامش مشاركته في قمة مجموعة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان بجنوب روسيا الشهر الماضي، سبل إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وجدَّد استعداد تركيا للقيام بدور الوساطة بين موسكو وكييف.

إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قال، في مقابلة مع صحيفة «حرييت» التركية القريبة من الحكومة في اليوم ذاته، إن التعاون العسكري التقني بين تركيا وأوكرانيا «أمر مثير للاستغراب»، نظراً لرغبة أنقرة في التوسط لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.

وأضاف: «مع ذلك، فإن روسيا تقدر جهود تركيا للمساعدة في تسوية الأزمة الأوكرانية. كان الجانب التركي هو الذي قدَّم في ربيع عام 2022 منصة إسطنبول للتشاور مع ممثلي كييف، كما أسهم في إبرام صفقة الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، لكن مفاوضات إسطنبول دفنها (الأنجلوسكسونيون) من خلال منع زيلينسكي من إبرام اتفاقيات كان يمكن أن توقف القتال، وتضمن توازن مصالح الأطراف المعنية».

لقاء بين ترمب وزيلينسكي في نيويورك (رويترز)

وأكد ترمب، خلال حملته الانتخابية، أنه سيكون قادراً على تحقيق تسوية تفاوضية وحل أزمة أوكرانيا في يوم واحد، دون تحديد كيفية تحقيق ذلك، كما انتقد، مراراً، النهج الأميركي تجاه أوكرانيا ورئيسها فولوديمير زيلينسكي، الذي وصفه في تجمعاته الانتخابية بـ«التاجر والبائع المتجول».

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأحد، إن ترمب تحدث هاتفياً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، وناقشا الحرب في أوكرانيا، وحث بوتين على عدم تصعيد الحرب؛ وفقاً لما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين على المكالمة.

لقاء بين ترمب وبوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» عام 2017 (رويترز)

كما سبق أن تحدث ترمب إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء، وقال إنه سيدعم أوكرانيا.

وقال الكرملين، الجمعة، إن بوتين مستعد لمناقشة ملف أوكرانيا مع ترمب، لكن هذا لا يعني أنه مستعد لتغيير مطالب روسيا.

وحدّد بوتين، في 14 يونيو (حزيران) شروطه لإنهاء الحرب، وهي تخلي أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وسحب قواتها من جميع أراضي المناطق الأربع، التي تطالب روسيا بالسيادة عليها، ورفضت أوكرانيا ذلك، قائلة إنه سيكون استسلاماً. وطرح زيلينسكي «خطة نصر»، تتضمن طلبات للحصول على دعم عسكري إضافي من الغرب.