الاتحاد الأوروبي يحذّر: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يحذّر: الفيضانات وحرائق الغابات تظهر أن الانهيار المناخي بات القاعدة

حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
حريق غابات في قرية فيغا بأغويدا في البرتغال - 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

قال المكتب الرئيسي للاتحاد الأوروبي، اليوم (الأربعاء)، إن الفيضانات المدمّرة التي اجتاحت معظم أنحاء أوروبا الوسطى وحرائق الغابات المميتة في البرتغال دليل مشترك على «انهيار المناخ» الذي سيصبح القاعدة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية.

وقال مفوّض إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيك: «لا تخطئوا. هذه المأساة ليست شاذَّة. هذا (الأمر) أصبح بسرعة القاعدة لمستقبلنا المشترك»، وفق تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

اجتاحت أسوأ فيضانات منذ سنوات يوم الثلاثاء مساحة واسعة من أوروبا الوسطى؛ ما أسفر عن مقتل أرواح وتدمير منازل.

وفي الطرف الآخر من الاتحاد الأوروبي المكوَّن من 27 دولة، قتلت الحرائق المستعرة في شمال البرتغال 6 أشخاص على الأقل.

قال لينارسيك للمشرعين بالاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا: «أوروبا أسرع قارة في العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة، وهي معرَّضة بشكل خاص لأحداث الطقس المتطرفة، مثل تلك التي نناقشها اليوم. لا يمكننا العودة إلى ماضٍ أكثر أماناً».

وحذّر المفوّض من أن الدول تكافح أيضاً، إلى جانب التكلفة البشرية، للتعامل مع الفواتير المتزايدة لإصلاح الأضرار الناجمة عن حالات الطوارئ والتعافي الطويل من الكوارث.

وقال: «كانت التكلفة المتوسطة للكوارث في الثمانينات 8 مليارات يورو سنوياً. ومؤخراً في عام 2021، وفي عام 2022، تجاوزت الأضرار 50 مليار يورو سنوياً، مما يعني أن تكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير من تكلفة العمل».

المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارسيك يتحدث خلال المناقشة الرئيسية حول «الفيضانات المدمرة في وسط وشرق أوروبا وخسائر الأرواح واستعداد الاتحاد الأوروبي للتصرف بشأن مثل هذه الكوارث التي تفاقمت بسبب تغير المناخ» كجزء من الجلسة العامة في البرلمان الأوروبي بستراسبورغ - فرنسا في 18 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقال تيري راينتكه، رئيس مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي، إن التكلفة التي تكبدها الاتحاد الأوروبي منذ الثمانينات تُقدَّر بنحو 650 مليار يورو (بسبب تغيُّر المناخ).

ويكافح الاتحاد الأوروبي للتحرك بسرعة مع التدابير الرامية إلى مكافحة تغير المناخ. وقد واجه معارضة سياسية في العديد من الدول الأعضاء، حيث يتحول المناخ السياسي ضد القضايا البيئية.

وقال راينتكه: «سيعتمد نجاحنا على مدى تصميمنا على مكافحة تغير المناخ معاً من أجل تقليل الانبعاثات»، مضيفاً أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يجب أن يدعموا الصفقة الخضراء.

تعرضت الخطة الضخمة للاتحاد الأوروبي للحياد المناخي بحلول عام 2050 لضغوط متزايدة من المنتقدين الذين يصفونها بأنها غير واقعية ومكلفة للغاية.

وقد جعلت الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة من هذه الخطة نقطة هجوم رئيسية على مؤسسات الكتلة.

وأشار المفوض لينارسيك إلى أن الناس يحتاجون فقط إلى متابعة الأخبار اليومية لفهم مدى إلحاح قضية تغير المناخ.

وأضاف: «نواجه أوروبا التي تغمرها الفيضانات وتحترق في الوقت نفسه. هذه الأحداث الجوية المتطرفة أصبحت الآن حدثاً سنوياً تقريباً». وأكمل: «لقد انتقل الواقع العالمي لانهيار المناخ إلى الحياة اليومية للأوروبيين».


مقالات ذات صلة

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» لدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية صورة تظهر الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية ليلية استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

بوريل: لا عذر لإسرائيل لرفض اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

طالب جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي (إيطاليا))

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.