مقتل 2 وإصابة ثالث في حادث بمنشأة لشركة «دلتا»

خلال إزالة إطار طائرة ضمن أعمال صيانة (متداولة)
خلال إزالة إطار طائرة ضمن أعمال صيانة (متداولة)
TT

مقتل 2 وإصابة ثالث في حادث بمنشأة لشركة «دلتا»

خلال إزالة إطار طائرة ضمن أعمال صيانة (متداولة)
خلال إزالة إطار طائرة ضمن أعمال صيانة (متداولة)

ذكرت تقارير إعلامية، الثلاثاء، أن عاملينِ اثنين قُتلا، وأصيب ثالث، بعد انفجار إطار عجلات طائرة في أثناء إزالته داخل منشأة عمليات شركة «دلتا إيرلاينز» الأميركية للطيران في مطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي.

وقالت قناة «دبليو إس بي - تي في» في أتلانتا، نقلاً عن مصادر، إن موظفاً في «دلتا» ومتعاقداً قُتلا عندما انفجر إطار طائرة في أثناء إزالته. وأصيب موظف آخر في «دلتا» في الواقعة.

وأوضحت المحطة نقلاً عن معلومات الرحلة أن الطائرة وصلت إلى أتلانتا من لاس فيغاس، يوم الأحد.


مقالات ذات صلة

بسبب تغير المناخ... الصواعق تزداد في الهند وتقتل 1900 شخص سنوياً

آسيا تقتل الصواعق في الهند 1900 شخص سنوياً في رقم هو الأعلى عالمياً (رويترز)

بسبب تغير المناخ... الصواعق تزداد في الهند وتقتل 1900 شخص سنوياً

يتسبّب تغير المناخ في زيادة مقلقة في عدد ضحايا الصواعق بالهند التي تقضي سنوياً على نحو 1900 شخص في هذا البلد، في رقم هو الأعلى عالمياً.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
آسيا تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)

باكستان: 70 قتيلاً في هجمات منسَّقة لـ«جيش تحرير البلوش»

قتل مسلّحون 70 شخصاً على الأقل بجنوب غربي باكستان في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة وخطوط سكك حديدية ومركبات على طرق سريعة.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
آسيا الشرطة الأسترالية في موقع حادث الطعن بمدينة سيدني (رويترز)

أستراليا: إصابة 4 أشخاص بحادث طعن عشوائي في سيدني

قالت الشرطة الأسترالية، الأحد، إن 4 أشخاص بينهم شرطي أصيبوا بجروح في حادث طعن عشوائي في سيدني، هو الأحدث في سلسلة من الهجمات بأسلحة بيضاء في المدينة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
أوروبا عربات للشرطة في موقع حادث الطعن بمدينة زولينغن (أ.ب) play-circle 00:39

قتلى ومصابون في حادث طعن بألمانيا... وتوقيف شخص في إطار التحقيقات

أعلنت الشرطة الألمانية، السبت، توقيف شخص في إطار التحقيق في الهجوم المميت بسكين الذي وقع، مساء الجمعة، بمدينة زولينغن غرب ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين )
آسيا يتجمع أفراد الإنقاذ في موقع سقوط حافلة تقل ركاباً هنوداً في نهر مارسيانجدي في منطقة تانا هون في نيبال... 23 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

سقوط حافلة ركاب بنهر في نيبال ومقتل 27 هندياً

قال متحدث باسم الشرطة في نيبال، اليوم (الجمعة)، إن 27 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم وأصيب 16 بعد أن سقطت حافلة تقل 43 هنديا في نهر.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)
تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)
تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

في البدء كانت كييف. وبعدها تأسّست موسكو. وبين تأسيس كييف ومن بعدها موسكو هناك فارق زمني يُقدّر بـ665 سنة. سيطر المغول على روسيا نحو 240 سنة، حتى قيل: «إذا حككت جلد الروسيّ، فإنك قد تجد مغوليّ». من هنا أهمية أن تسيطر روسيا على جبال تيان شين الممتدة من الصين إلى كازاخستان بوصفها عازلاً. قاتلت مملكة السويد روسيا، وهدّدت أمنها القوميّ. لكنَّ معركة بولتافا (في شرق أوكرانيا اليوم) كانت فاصلة عندما هزم بطرس الأكبر السويد. من هنا أهمية فنلندا الحالية، وبحر البلطيق للأمن القومي الروسي. هاجم هتلر روسيا عبر أوكرانيا، فكان حصار ستالينغراد، ومعركة كورسك الشهيرة مع روسيا. من هنا أهمية العازل الأوكراني لأيٍّ من كان يحكم روسيا.

لا تزال هذه الهواجس الجيوسياسيّة تتحكّم بعقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فهو قيصر القرن الحادي والعشرين، لكن مع ربطة عنق. هو القيصر المتحوّر شكلاً، مع الحفاظ في المضمون على مُسلّمات الأمن القومي الجيوسياسي الروسيّ.

مرّت روسيا بثلاثة تحوّلات جيوسياسيّة مصيريّة. وقد يمكن اعتبار هذه التحوّلات على أنها بمستوى حدث «البجعة السوداء Black Swan»، أي إنه حدث يأتي مفاجئاً، لا يمكن تغيير مساره، وبالتالي تكون مفاعيله كبيرة جدّاً وتغييريّة. فما هذه التحوّلات؟

التحوّل الأول: سقوط الإمبراطورية الروسيّة مع الثورة البلشفية. أراد الزعيم المفّكر فلاديمير لينين إبقاء الإمبراطوريّة القديمة لكن دون تغيير جغرافيّ، لكن مع اعتماد اسم جديد، وآيديولوجيّة جديدة. وصل الامتداد السوفياتي إلى قمته أيام الزعيم جوزف ستالين وبعد نهاية الحرب الباردة.

التحوّل الثاني: سقط الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وأعلن على أثره الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عن قيام نظام عالمي جديد. تقلّصت جغرافيّة روسيا، وخسرت أوروبا الشرقيّة، بحيث انضمت دولها إلى حلف الناتو المعادي لروسيا.

التحوّل الثالث: وهي المرحلة التي تعيشها روسيا اليوم، أي بعد حرب بوتين على أوكرانيا في عام 2022. أراد بوتين استرداد المناطق العازلة التاريخيّة حول روسيا، وأهمّها أوكرانيا.

وحدّد الرئيس بوتين في خطاب له في مؤتمر الأمن في ميونيخ عام 2007 المسار لروسيا في المراحل المقبلة. بدأ الانفلاش الروسي الجيوسياسي في جورجيا 2008، وبعدها في سوريا عام 2015، وأخيراً وليس آخراً حربه على أوكرانيا عام 2022، هذا بالإضافة إلى الوجود الروسي في القارة السوداء عبر مجموعة «فاغنر».

أوكرانيا اليوم

فشل الرئيس بوتين في تحقيق أهدافه الكبرى في أوكرانيا. فشلت أوكرانيا في هجومها العكسي على القوات الروسيّة في الشرق. وانتقلت الحرب بعد ذلك إلى مرحلة الاستنزاف البطيء.

فشل الجيش الروسي في حرب المناورة في المرحلة الأولى للحرب. نجحت أوكرانيا في الحرب الخاطفة المحدودة في إقليمي خاركيف وخيرسون عام 2022. وهي تخوض اليوم حرب مناورة في إقليم كورسك. وبذلك، يكون الجيش الأوكراني قد انتقل مرتين من وضع الحرب الموضعيّة (Positional Warfare) إلى حرب المناورة الهجوميّة، وهو مبدأ كان المفكّر العسكري الراحل الروسي ألكسندر سفيشين قد كتب عنه في كتابه «الاستراتيجيّة».

بوتين قيصر القرن الحادي والعشرين لكن مع ربطة عنق (أ.ب)

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ. أما روسيا فهي تعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ. ويعود سبب اعتماد هذه الاستراتيجية إلى الخلل في موازين القوى بين الدولتين. إذا تخوض أوكرانيا هجومها تكتيكيّاً، فقط لخلق واقع جديد على مسرح الحرب لتحسين وضعها، ومن ثمّ تعود إلى وضع الدفاع الاستراتيجيّ.

حالياً يخوض بوتين حرباً هجوميّة بطيئة، مُتدرّجة، تهدف إلى استنزاف أوكرانيا في العتاد والعديد كما الذخيرة. وهو يعتقد أنه على المدى البعيد، سيحقّق أهدافه لأن أوكرانيا تعاني في المجالات كافة، كما تعتمد على الغرب بشكل كلّي لنجاح استراتيجيّتها.

في التحليل

لم يحمل شهر أغسطس (آب) ومقاطعة كورسك، بشكل عام عبر التاريخ خيراً لروسيا. في أغسطس 1943 خاضت روسيا أكبر حرب دبابات في التاريخ في كورسك ضد الجيش الألمانيّ. خسر السوفيات في هذه المعركة نحو 500 ألف جندي و1200 دبابة.

في عام 2000 غرقت الغواصة كورسك في مضيق بارنتس. قضى في هذه الحادثة 118 بحاراً، وكان من الممكن إنقاذهم لو قَبِلَ بوتين بمساعدة الغرب. لكنَّ كبرياءه، ومحاولة إخفاء ضعف روسيا منعاه من ذلك.

في 6 أغسطس من الشهر الحاليّ، فاجأت أوكرانيا روسيا بهجوم مفاجئ على كورسك. إنها أول مرّة تحتّل قوّة غريبة أرضاً روسيّة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

استعملت أوكرانيا القتال المشترك في هذه المعركة، من مسيّرات، وحرب إلكترونيّة، ومن الخداع في التحضير، وفي الاستعلام التكتيكي، كما في استهداف مراكز ثقل الجيش الروسي في كورسك خصوصاً الاتصالات والقيادة والسيطرة.

رجال إطفاء يُخمدون حريقاً في منطقة أوديسا جراء قصف أوكراني (أرشيفية - رويترز)

أظهر هذا الهجوم هشاشة الوضع الأمني الداخليّ، كما أظهر عدم جهوزيّة الجيش الروسيّ. أرادت أوكرانيا ضرب صورة بوتين القويّ.

هدفت أوكرانيا من الهجوم إلى الأمور التالية: خلق فرص للحل السياسيّ، ومحاولة تخفيف الضغط عن الجبهة الشرقيّة في الدونباس.

تحتلّ روسيا نحو 20 في المائة من الأرض الأوكرانيّة، أي 120 ألف كم2. وتحتلّ أوكرانيا حالياً 1000 كم2 من كورسك، أي 0.006 في المائة من مساحة روسيا الإجماليّة، خصوصاً أن مساحة روسيا تساوي 28 مرّة مساحة أوكرانيا.

هل يمكن لأوكرانيا البقاء في الداخل الروسي مع خطوط مواصلات وخطوط لوجيستيّة طويلة نسبيّاً؟ وهل سيؤثّر هذا الضغط في الداخل الروسي في محاولة الجيش الروسي احتلال مدينة بوكروفسك في مقاطعة دونيتسك؟ حتى الآن يتابع الجيش الروسي هجومه على المدينة.

استعملت أوكرانيا نخبة عسكرها في الهجوم على كورسك. كما سحبت البعض منهم من الجبهة الشرقية. فكيف يمكن لها التعويض؟

في الختام، ينصّ أحد بنود العقيدة النوويّة الروسيّة، على أن روسيا قد تستعمل النووي إذا كان هناك خطر مباشر على وحدة الأرض، خصوصاً من المحيط المباشر، حتى بواسطة السلاح التقليديّ... فكيف سيكون الردّ الروسيّ؟