من الحرب الباردة إلى حرب أوكرانيا... 75 عاماً على تأسيس «الناتو»

أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» ترفرف خارج مقر الحلف في بروكسل - بلجيكا 16 نوفمبر 2022 (رويترز)
أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» ترفرف خارج مقر الحلف في بروكسل - بلجيكا 16 نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

من الحرب الباردة إلى حرب أوكرانيا... 75 عاماً على تأسيس «الناتو»

أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» ترفرف خارج مقر الحلف في بروكسل - بلجيكا 16 نوفمبر 2022 (رويترز)
أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» ترفرف خارج مقر الحلف في بروكسل - بلجيكا 16 نوفمبر 2022 (رويترز)

يحيي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد غدٍ (الخميس)، ذكرى مرور 75 عاماً على توقيع معاهدته التأسيسية في العاصمة الأميركية واشنطن.

في ما يلي بعض الحقائق والأرقام تعرضها وكالة الصحافة الفرنسية عن المنظمة التي أُنشئت خلال الحرب الباردة وأعيد إنعاشها بفعل الحرب الروسية على أوكرانيا.

من 12 إلى 32

وقّعت 12 دولة مؤسسة على معاهدة حلف شمال الأطلسي عام 1949 مع وقوف الولايات المتحدة وكندا ومعظم دول أوروبا الغربية صفاً واحداً لمواجهة تهديد الاتحاد السوفياتي الذي كان حليفها سابقاً خلال الحرب العالمية الثانية.

وكما قال أول أمين عام للحلف لورد إسماي، فإن هدف «الناتو» كان «إبقاء الاتحاد السوفياتي في الخارج والأميركيين في الداخل والألمان مهزومين».

وعام 1952، انضمت تركيا واليونان إلى الحلف قبل أن تصبح ألمانيا الغربية عضواً بعد ثلاث سنوات.

وبعد انتهاء الحرب الباردة، توسّع «الناتو»مرّات عدة نحو الشرق ليزداد طول حدوده مع روسيا عبر انضمام بولندا ودول البلطيق السوفياتية السابقة.

وبعدما غزت موسكو أوكرانيا عام 2022، تراجعت جارتا روسيا الشماليتان عن سياساتهما التاريخية القائمة على عدم الانحياز، ليصل عدد أعضاء الحلف إلى 32 بلداً.

في المجموع، تمثّل بلدان «الناتو» نحو مليار نسمة، ونحو 50 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي.

وتضم بلدان الحلف ما مجموعه 3.2 مليون رجل وامرأة يخدمون في جيوشها.

وتعد آيسلندا الدولة الوحيدة المنضوية في الحلف التي لا تحظى بجيش خاص بها.

الدفاع الجماعي

ولم يفعّل «الناتو» غير مرّة واحدة المادة الخامسة المرتبطة بالدفاع الجماعي التي تفيد بأن الهجوم على أي من أعضائه يعد هجوماً على الجميع، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة.

عُدّ هذا القرار تعبيراً عن الدعم للقوة العسكرية التي تقود الحلف ومختلفاً إلى حد كبير عن التهديد في أوروبا الذي توقعه مؤسسو المنظمة في الأساس.

وأدت تداعيات هجمات 11 سبتمبر إلى تدخل «الناتو» في أفغانستان، حيث بقي حتى عام 2021.

جنود أميركيون وفرنسيون وبولنديون خلال تدريب لـ«الناتو» في الميدان العسكري في بيموو بيسكي - بولندا 24 مايو 2022 (رويترز)

الإنفاق العسكري

ردّاً على انتزاع روسيا القرم من أوكرانيا عام 2014، اتفق الحلفاء في «الناتو» على أنهم سيهدفون إلى إنفاق 2 في المائة من إجمالي ناتجهم الداخلي على الدفاع.

وتمّت زيادة هذا الهدف بعدما شنّت موسكو غزوها الشامل على جارتها في 2022 لتصبح نسبة 2 في المائة هي الحد الأدنى.

وندّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بدول «الناتو»، عادّاً أنها لا تنفق ما يكفي، محذراً من أنه سيشجّع روسيا على «القيام بما ترغب فيه» للدول التي لا تفي بالتزاماتها.

وعام 2024، يتوقع أن تصل 20 دولة عضواً في «الناتو» إلى هدف 2 في المائة، مقارنة مع ثلاث فقط عام 2014.

كوسوفو

سيمثّل يونيو (حزيران) 2024 مرور 25 عاماً على نشر «الناتو» قوات في كوسوفو عام 1999، ليُستكمل انسحاب القوات الصربية بعد حملة قصف جوي تواصلت على مدى 77 يوماً.

ولم يكن هذا التدخل العسكري غير الثاني في تاريخ «الناتو»، بعد تدخله في البوسنة في منتصف تسعينات القرن الماضي.

وبعد ربع قرن، ما زالت قوة كوسوفو التابعة لـ«الناتو» على الأرض في البلقان، لتصبح المهمة الأطول للحلف في تاريخه.

وبعدما أدى ارتفاع منسوب التوتر العام الماضي إلى أعمال شغب، أسفرت عن إصابة 93 عنصراً من «الناتو» بجروح، اتفق الحلفاء على إرسال ألف جندي إضافي للانضمام إلى قوة كوسوفو، ليصبح مجموع الجنود نحو 4500.

وفضلاً عن البلقان، شملت مهمات «الناتو» الرئيسية الأخرى في الخارج عقدين تقريباً في أفغانستان وقصفاً عام 2011 على ليبيا.

الالتزام بالعضوية

لم تنسحب أي دولة على مر التاريخ من «الناتو»، لكن فرنسا أمضت نحو 43 عاماً خارج هيكل القيادة العسكرية للحلف بعدما انسحب الرئيس الفرنسي شارل ديغول عام 1966.

ولم يتم التراجع عن هذا القرار الذي تم بموجبه نقل مقرّ «الناتو» من باريس إلى بروكسل إلا في عهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2009.

مع ذلك، ما زال التوتر يهيمن أحياناً على العلاقة مع «الناتو». وفي 2019، قال الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إن الحلف يعاني «الموت الدماغي».

وقال ماكرون لاحقاً إن الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 أيقظ «الناتو» عبر «أسوأ الصدمات».


مقالات ذات صلة

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

أوروبا سفينة تتبع حرس الحدود الفنلندي (صفحته على «فيسبوك»)

فنلندا تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية

قالت فنلندا إنها تشتبه باختراق سفينة روسية مياهها الإقليمية، في خضم توترات متصاعدة بين البلدين الجارين على خلفية انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
العالم كير ستارمر يصرّ على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة (أ. ف. ب)

رئيس وزراء بريطانيا: العالم لن يتغافل عن معاناة المدنيين في غزة

أصرّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة توقيع وقف فوري لإطلاق النار بغزة، وحذّر من أن «العالم لن يتغافل» عن المعاناة التي يواجهها «المدنيون الأبرياء».

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري صورة أرشيفية لترمب وستولتنبيرغ خلال قمة «الناتو» في واتفورد البريطانية ديسمبر 2019 (أ.ب)

تحليل إخباري ترمب وأوروبا: غموض حول مستقبل «الناتو»... و«سلام عادل» في أوكرانيا

يراقب قادة أوروبا الانتخابات الأميركية باهتمام كبير ممزوج بقدر من القلق، وسط مخاوف من تداعيات عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على حلف شمال الأطلسي.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا جنود في الجيش النرويجي (رويترز)

أوروبا تتجه للتجنيد الإجباري خوفاً من اتساع نطاق الحرب الروسية - الأوكرانية

تتجه الدول الأوروبية إلى التجنيد الإجباري مع ازدياد المخاوف من تحول الحرب الروسية على أوكرانيا إلى صراع أوسع يشمل عديداً من الدول الغربية الكبرى.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية لصاروخ «إسكندر» خلال تدريبات على الأسلحة النووية في مكان غير محدد بروسيا يوم 21 مايو 2024 (أ.ب)

روسيا: قد ننشر صواريخ نووية رداً على نشر أسلحة أميركية في ألمانيا

قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو لا تستبعد عمليات نشر جديدة لصواريخ نووية رداً على خطط أميركا لنشر أسلحة تقليدية بعيدة المدى في ألمانيا.


مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي، وذلك وفقاً لإعلان تمّ تبنيه بعد اجتماع وزراء مالية دول المجموعة في ريو دي جانيرو.

وقال الإعلان الصادر عن البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة إنه «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سنسعى إلى المشاركة متعاونين لضمان فرض ضرائب فعالة على صافي الثروات العالية للأفراد»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الوزراء في إعلانهم أنّ «عدم المساواة في الثروة والدخل يقوّض النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الاجتماعية». ودعا الإعلان إلى «سياسات ضريبية فعّالة وعادلة وتصاعدية».

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد إنّه «من المهمّ، من وجهة نظر أخلاقية، أن ترى أغنى عشرين دولة أنّ لدينا مشكلة تتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الفقراء وليس على الأثرياء».

ورحّبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الجمعة، بالإعلان الصادر عن مجموعة العشرين والمؤيّد «للعدالة المالية»، معتبرةً أنّه «جاء في الوقت المناسب ومرحّب به».

وقالت غورغييفا في بيان إنّ «الرؤية المشتركة لوزراء مجموعة العشرين بشأن الضرائب التصاعدية تأتي في الوقت المناسب وهي موضع ترحيب، لأنّ الحاجة إلى تجديد الاحتياطيات المالية مع تلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية تنطوي على قرارات صعبة في العديد من البلدان». وأضافت أنّ «تعزيز العدالة الضريبية يساهم في القبول الاجتماعي لهذه القرارات».