الممرّات البحريّة

«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
TT

الممرّات البحريّة

«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)
«باب المندب» يمثل ممراً استراتيجياً عالمياً (رويترز)

في البدء كانت الغايا (Gaia)؛ أي الأرض باليونانيّة. فكان الصراع عليها. فهي المدى الذي يمكن أن يُقاس، ليعكس الثروة ومدى قوّة وسلطان الحاكم. نتج عن ذلك المعادلة الصفريّة (Zero Sum Game). ما يربحه فريق، يخسره حكماً الفريق الآخر. ومع المعادلة الصفريّة تظهّر مفهوم الحرب الشاملة (Total War)، ومبدأ إبادة العدو للسيطرة على المدى الحيويّ وإلغائه من الوجود. نظّر العالم الجغرافيّ الألمانيّ فريدريك راتزل، الذي يعدّ أبا الجغرافيا السياسيّة، حول المدى الحيويّ للدولة (Lebensraum). فالأمة بالنسبة له هي كالكائن الحيّ. فهي تنمو. وعندما تنمو وتكبر، يصبح لزاماً عليها التمدّد في محيطها، لتأمين متطلّبات العيش، حتى ولو كان ذلك على حساب المجموعات البشريّة والأمم التي تجاورها جغرافيّاً.

وجعلنا من الماء... فهي أساس تركيبة الإنسان. هي الربيع والأصل. فيها كلّ إمكانات الحياة. تتمتّع المياه بقدرة عجائبيّة حسب المؤرخ الرومانيّ الأصل ميرسيا الياد. هي طريق الطهارة للتواصل مع رب العالمين. هي وسيط من ضمن وسائط أخرى (Medium) ترتكز عليها حياة الإنسان. وذلك إلى جانب البرّ، والهواء، والفضاء، وأخيراً الوسيط السيبرانيّ. تدور الصراعات والحروب من ضمن هذه الوسائط. فهناك الحرب البريّة، والحرب البحريّة، والجويّة، والفضائيّة، كما الحرب السيبرانيّة.

الأرض والماء في الفكر الجيوسياسي

من يسيطر على السهل الأوراسي، الذي يُشكّل مركز ثقل العالم (Heartland)، يسيطر على العالم. هكذا نظّر المفكّر الإنجليزي هالفورد ماكندر. ردّ عليه المفكّر الأميركيّ نيكولا سبايكمان بأن الريملاند (Rimland) هي الأساس والمدخل للسيطرة على العالم. وبذلك، يتكوّن الثنائي برّ - بحر. لكن بعد أن أطلقت الصين مبادرة «الحزام والطريق» في عام 2013، تكون الصين بذلك قد دمجت فكر ماكندر بفكر سبايكمان؛ أي بكلام آخر: دمج الطريق البريّة، أو طريق الحرير القديمة بالطريق البحريّة.

يتشكّل حالياً حلف غير رسميّ حتى الآن في الطريق البرّية (الحزام) بين الصين وروسيا، لكن الطريق البحريّة هي مسرح الصراع الجديد والأساسيّ في العالم. وفي حال نجاح الحلف الصينيّ - الروسيّ، فهو سوف يُغيّر معالم النظام العالمي القديم، ليخلق نظاماً لا يعرف أحد مرتكزاته وتركيبته حتى الآن.

منذ حرب البيلوبونيز بين إسبارطة وأثينا، كان الصراع أغلبه بين قوى البرّ وقوى البحر. تسعى قوى البحر الإمبرياليّة لتوسيع رقعة نفوذها على حساب قوى البرّ. ألم تسعَ أميركا والغرب إلى احتواء الاتحاد السوفياتي الإمبراطوريّة القاريّة، ومنها الوصول إلى البحر؟ يأخذنا هذا الأمر إلى أهميّة الممرّات البحريّة (Choke Points). فهي عصب التواصل بين بلدان العالم. وهي أقل طرق التجارة تكلفة للشحن. ومن يسيطر عليها، يسيطر على نقاط الربط ذات الأهميّة الجيوسياسيّة في العالم. فعلى سبيل المثال، يمرّ عبر مضيق هرمز ربع الاستهلاك العالمي للنفط في العالم، والمُقدّر بـ100 مليون برميل يوميّاً. كذلك الأمر، عندما تسيطر دولة ما على ممرّ بحريّ مهمّ، فإنما يمكن إضافة قيمة هذه السيطرة على عناصر القوّة لهذه الدولة. هكذا هي حال تركيّا مع المضايق التي تربط البحر الأسود ببحر مرمرة ببحر إيجه، ومنه إلى المتوسّط.

سفينة حاويات تُبحر عبر قناة السويس (رويترز)

جيوسياسية vs غضب الطبيعة

ما يجري اليوم على باب المندب، إنما هو يعكس صورة أكبر للصراع الجيوسياسيّ إن كان على صعيد المنطقة أو على مستوى أكبر للصراع، وإلا فما معنى وجود أهمّ القوى عسكريّاً في العالم في دولة جيبوتي؟ وما معنى تشكّل قوى بحريّة عالمية لتأمين حريّة وسلامة الملاحة البحريّة في باب المندب؟ وما معنى المناورات البحريّة التي جرت أخيراً في بحر العرب بين كل من إيران وروسيا والصين؟

هذا في الجيوسياسة، لكن هناك وفي مكان آخر تأثير غضب الطبيعة على الممرّ البحري الأهم للولايات المتحدة الأميركيّة في محيطها المباشر؛ قناة بنما. تربط هذه القناة شرق أميركا بغربها بحرياً وبأقل مسافة ممكنة 6900 كلم. والعكس يعني الدوران حول أرض النار (Terra Del Fuego) بمسافة تصل إلى 19000 كلم. هي الطريق من غرب وشرق أميركا إلى كل من أوروبا والشرق الأقصى.

ضرب الجفاف أخيراً بنما، الأمر الذي سيعوق حركة مرور السفن فيها. فالمستويات ليست متراصفة في هذه القناة. وللتعويض بُنيت أقفال للمياه (Locks) هدفها رفع السفينة من مستوى إلى آخر كي تعبر إلى القفل التالي. لكن هذه العملية تتطلّب الكثير من المياه التي تؤخذ من خزّان كبير جدّاً. وبسبب الجفاف، تناقص مستوى المياه في هذا الخزان بسبب غضب الطبيعة. فعلى سبيل المثال، عند عبور كلّ سفينة في القناة، يُلقى في البحر نحو 50 مليون غالون من الماء. فمن أين ستُعوّض هذه الكميّة؟

في الختام، وبين الصراع الجيوسياسيّ، وغضب الطبيعة، يعود العالم إلى حالة عدم الاستقرار، وخاصة أن الاستقرار فيه هو الاستثناء.



لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المزداد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.

وفي تحليل نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، يتناول ستيفن سيمبالا أستاذ العلوم السياسية في جامعة براندواين العامة بولاية بنسلفانيا الأميركية، ولورانس كورب ضابط البحرية السابق والباحث في شؤون الأمن القومي في كثير من مراكز الأبحاث والجامعات الأميركية، مخاطر التحالف المحتمل للصين وروسيا على الولايات المتحدة وحلفائها.

ويرى الخبراء أن تنفيذ الصين لبرنامجها الطموح لتحديث الأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى ظهور عالم يضم 3 قوى نووية عظمى بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين. في الوقت نفسه، تعزز القوة النووية الصينية المحتملة حجج المعسكر الداعي إلى تحديث الترسانة النووية الأميركية بأكملها.

وأشار أحدث تقرير للجنة الكونغرس المعنية بتقييم الوضع الاستراتيجي للولايات المتحدة والصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الردع الأميركية للتعامل مع بيئة التهديدات النووية خلال الفترة من 2027 إلى 2035. وبحسب اللجنة، فإن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والقيم التي يستند إليها يواجه خطر نظام الحكم المستبد في الصين وروسيا. كما أن خطر نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة وكل من الصين وروسيا يزداد، وينطوي على احتمال نشوب حرب نووية.

ولمواجهة هذه التحديات الأمنية، أوصت اللجنة الأميركية ببرنامج طموح لتحديث الترسانة النووية والتقليدية الأميركية، مع قدرات فضائية أكثر مرونة للقيام بعمليات عسكرية دفاعية وهجومية، وتوسيع قاعدة الصناعات العسكرية الأميركية وتحسين البنية التحتية النووية. علاوة على ذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى تأمين تفوقها التكنولوجي، وبخاصة في التقنيات العسكرية والأمنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتحليل البيانات الكبيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

ولم يقترح تقرير اللجنة أرقاماً دقيقة للأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة ولا أنواعها، لمواجهة صعود الصين قوة نووية منافسة وتحديث الترسانة النووية الروسية. ورغم ذلك، فإن التكلفة المرتبطة بتحديث القوة النووية الأميركية وبنيتها التحتية، بما في ذلك القيادة النووية وأنظمة الاتصالات والسيطرة والدعم السيبراني والفضائي وأنظمة إطلاق الأسلحة النووية وتحسين الدفاع الجوي والصاروخي للولايات المتحدة، يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة في الميزانية العامة للولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، فالأمر الأكثر أهمية هو قضية الاستراتيجية الأميركية والفهم الأميركي للاستراتيجية العسكرية الصينية والروسية والعكس أيضاً، بما في ذلك الردع النووي أو احتمالات استخدامه الذي يظهر في الخلفية بصورة مثيرة للقلق.

في الوقت نفسه، يرى كل من سيمبالا صاحب كثير من الكتب والمقالات حول قضايا الأمن الدولي، وكورب الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، أنه من المهم تحديد مدى تنسيق التخطيط العسكري الاستراتيجي الروسي والصيني فيما يتعلق بالردع النووي والبدء باستخدام الأسلحة النووية أو القيام بالضربة الأولى. وقد أظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين، تقارباً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، في حين تجري الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة بصورة منتظمة. ومع ذلك فهذا لا يعني بالضرورة أن هناك شفافية كاملة بين موسكو وبكين بشأن قواتهما النووية أو خططهما الحربية. فالقيادة الروسية والصينية تتفقان على رفض ما تعدّانه هيمنة أميركية، لكن تأثير هذا الرفض المشترك على مستقبل التخطيط العسكري لهما ما زال غامضاً.

ويمكن أن يوفر الحد من التسلح منتدى لزيادة التشاور بين الصين وروسيا، بالإضافة إلى توقعاتهما بشأن الولايات المتحدة. على سبيل المثال، حتى لو زادت الصين ترسانتها النووية الاستراتيجية إلى 1500 رأس حربي موجودة على 700 أو أقل من منصات الإطلاق العابرة للقارات، سيظل الجيش الصيني ضمن حدود معاهدة «ستارت» الدولية للتسلح النووي التي تلتزم بها الولايات المتحدة وروسيا حالياً. في الوقت نفسه، يتشكك البعض في مدى استعداد الصين للمشاركة في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية، حيث كانت هذه المحادثات تجري في الماضي بين الولايات المتحدة وروسيا فقط. ولكي تنضم الصين إلى هذه المحادثات عليها القبول بدرجة معينة من الشفافية التي لم تسمح بها من قبل بشأن ترسانتها النووية.

وحاول الخبيران الاستراتيجيان سيمبالا وكورب في تحليلهما وضع معايير تشكيل نظام عالمي ذي 3 قوى عظمى نووية، من خلال وضع تصور مستقبلي لنشر القوات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية والصينية، مع نشر كل منها أسلحتها النووية عبر مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق البرية والبحرية والجوية. ويظهر التباين الحتمي بين الدول الثلاث بسبب الاختلاف الشديد بين الإعدادات الجيوستراتيجية والأجندات السياسة للقوى الثلاث. كما أن خطط تحديث القوة النووية للدول الثلاث ما زالت رهن الإعداد. لكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستواصلان خططهما لتحديث صواريخهما الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة بأجيال أحدث من منصات الإطلاق في كل فئة، في حين يظل الغموض يحيط بخطط الصين للتحديث.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك ترسانة نووية تتفوق بشدة على ترسانتي روسيا والصين، فإن هذا التفوق يتآكل بشدة عند جمع الترسانتين الروسية والصينية معاً. فالولايات المتحدة تمتلك حالياً 3708 رؤوس نووية استراتيجية، في حين تمتلك روسيا 2822 رأساً، والصين 440 رأساً. علاوة على ذلك، فالدول الثلاث تقوم بتحديث ترساناتها النووية، في حين يمكن أن يصل حجم ترسانة الأسلحة النووية الاستراتيجية الصينية إلى 1000 سلاح بحلول 2030.

ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: إلى أي مدى ستفقد الولايات المتحدة تفوقها إذا واجهت هجوماً مشتركاً محتملاً من جانب روسيا والصين مقارنة بتفوقها في حال التعامل مع كل دولة منهما على حدة؟ ولا توجد إجابة فورية واضحة عن هذا السؤال، ولكنه يثير قضايا سياسية واستراتيجية مهمة.

على سبيل المثال، ما الذي يدفع الصين للانضمام إلى الضربة النووية الروسية الأولى ضد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)؟ ولا بد أن نتخيل سيناريو متطرفاً، حيث تتحول الأزمات المتزامنة في أوروبا وآسيا إلى أزمات حادة، فتتحول الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مواجهة بين روسيا وحلف «الناتو»، في الوقت الذي تتحرك فيه الصين للاستيلاء على تايوان، مع تصدي الولايات المتحدة لمثل هذه المحاولة.

وحتى في هذه الحالة المتطرفة، لا شك أن الصين تفضل تسوية الأمور مع تايوان بشروطها الخاصة وباستخدام القوات التقليدية. كما أنها لن تستفيد من الاشتراك في حرب بوتين النووية مع «الناتو». بل على العكس من ذلك، أشارت الصين حتى الآن بوضوح تام إلى روسيا بأن القيادة الصينية تعارض أي استخدام نووي أولاً في أوكرانيا أو ضد حلف شمال الأطلسي. والواقع أن العلاقات الاقتصادية الصينية مع الولايات المتحدة وأوروبا واسعة النطاق.

وليس لدى الصين أي خطة لتحويل الاقتصادات الغربية إلى أنقاض. فضلاً عن ذلك، فإن الرد النووي للولايات المتحدة و«الناتو» على الضربة الروسية الأولى يمكن أن يشكل مخاطر فورية على سلامة وأمن الصين.

وإذا كان مخططو الاستراتيجية الأميركية يستبعدون اشتراك روسيا والصين في توجيه ضربة نووية أولى إلى الولايات المتحدة، فإن حجم القوة المشتركة للدولتين قد يوفر قدراً من القوة التفاوضية في مواجهة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.

وربما تدعم الصين وروسيا صورة كل منهما للأخرى بوصفها دولة نووية آمنة في مواجهة الضغوط الأميركية أو حلفائها لصالح تايوان أو أوكرانيا. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن توفر «الفجوة» بين أعداد الأسلحة النووية غير الاستراتيجية أو التكتيكية التي تحتفظ بها روسيا والصين والموجودة في المسرح المباشر للعمليات العسكرية، مقارنة بتلك المتاحة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، عنصر ردع ضد أي تصعيد تقليدي من جانب الولايات المتحدة ضد أي من الدولتين.

أخيراً، يضيف ظهور الصين قوة نووية عظمى تعقيداً إلى التحدي المتمثل في إدارة الاستقرار الاستراتيجي النووي. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع تطوير سياسات واستراتيجيات إبداعية لتحقيق استقرار الردع، والحد من الأسلحة النووية، ودعم نظام منع الانتشار، وتجنب الحرب النووية. ولا يمكن فهم الردع النووي للصين بمعزل عن تحديث قوتها التقليدية ورغبتها في التصدي للنظام الدولي القائم على القواعد التي تفضلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في آسيا. في الوقت نفسه، فإن التحالف العسكري والأمني بين الصين وروسيا مؤقت، وليس وجودياً. فالتوافق بين الأهداف العالمية لكل من الصين وروسيا ليس كاملاً، لكن هذا التحالف يظل تهديداً خطيراً للهيمنة الأميركية والغربية على النظام العالمي.