الغربيون ينتقدون الصين بالأمم المتحدة في ملف حقوق الإنسان

ناشطون تبتيّون ينظمون احتجاجاً ضد سياسة الصين بإقليم التبت... الصورة من خارج مكاتب الأمم المتحدة بجنيف خلال مراجعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سجل حقوق الإنسان في الصين 23 يناير 2024 (أ.ف.ب)
ناشطون تبتيّون ينظمون احتجاجاً ضد سياسة الصين بإقليم التبت... الصورة من خارج مكاتب الأمم المتحدة بجنيف خلال مراجعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سجل حقوق الإنسان في الصين 23 يناير 2024 (أ.ف.ب)
TT

الغربيون ينتقدون الصين بالأمم المتحدة في ملف حقوق الإنسان

ناشطون تبتيّون ينظمون احتجاجاً ضد سياسة الصين بإقليم التبت... الصورة من خارج مكاتب الأمم المتحدة بجنيف خلال مراجعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سجل حقوق الإنسان في الصين 23 يناير 2024 (أ.ف.ب)
ناشطون تبتيّون ينظمون احتجاجاً ضد سياسة الصين بإقليم التبت... الصورة من خارج مكاتب الأمم المتحدة بجنيف خلال مراجعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سجل حقوق الإنسان في الصين 23 يناير 2024 (أ.ف.ب)

واجهت الصين انتقادات شديدة من الدول الغربية بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، الثلاثاء، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنها تلقّت أيضاً دعماً قوياً من حلفائها التقليديين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وتخضع بكين، الثلاثاء، في جنيف للمراجعة الدورية الشاملة، وهي آلية فريدة خاصة بمجلس حقوق الإنسان، تواجه كل دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 193 بموجبها انتقادات وأسئلة وملاحظات من أقرانها. ومثّل الصين وفد كبير شدد على أن بكين تخطو خطوات كبيرة لتحسين حياة شعبها والقضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان.

وأعلن تشن شو، السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، في جنيف، أن «الصين تعد احترام حماية الحقوق مهمة رئيسية في حوكمة الدولة». وبعد هذه الكلمة، أُتيحت للدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم الفرصة لإبداء قلقهم وطرح الأسئلة وتقديم التوصيات.

وشدد الدبلوماسيون الغربيون بشكل خاص على قمع الحريات المدنية وقانون الأمن القومي المطبَّق في هونغ كونغ منذ عام 2020 لقمع المعارضة. كما أعربوا عن قلقهم إزاء القمع في شينجيانغ (ضد الإيغور المسلمين) والجهود المبذولة لمحو الهوية الثقافية والدينية لسكان التبت التي تُتهم بكين بارتكابها.

«جرائم ضد الإنسانية»

وأكد السفير الآيرلندي نويل وايت، أن بلاده «تشعر بقلق عميق إزاء القمع المستمر للمجتمع المدني في الصين، بما في ذلك مضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان، والقيود المفروضة على حرية التعبير لا سيما في هونغ كونغ، ومعاملة المجموعات العرقية والدينية».

وقد تم إيلاء الوضع في شينجيانغ اهتماماً خاصاً، وهي منطقة في شمال غربي الصين، حيث تُتَّهَم بكين بالأدلة، بسجن أكثر من مليون من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى. وترفض الصين بشدة هذه الاتهامات التي سبق أن جرى توجيهها خلال المراجعة الدورية الشاملة الأخيرة في عام 2018.

ومنذ ذلك الحين تراكمت الأدلة، سواء من خلال منظمات غير حكومية أو من خلال تقرير نشرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أغسطس (آب) 2022.

ويشير هذا التقرير الذي رفضته الصين بشكل قاطع، إلى «جرائم ضد الإنسانية» محتملة، لكن تحت ضغط صيني كبير، رفض أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فكرة مناقشة هذه الوثيقة.

وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن أملهم في أن توفر المراجعة الدورية الشاملة فرصة لدعم نتائج التقرير.

قال دولكون إيسا، الناشط الإيغوري، ومقره ألمانيا، رئيس مؤتمر الإيغور العالمي: «هذه هي الفرصة المثالية للدول لإثارة هذه القضية والمطالبة باتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة».

ودعا السفير الدنماركي إيب بيترسن، بكين إلى «التنفيذ الفوري لتوصيات تقييم (مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة) بشأن شينجيانغ».

مداخلات مختصرة

ودعم أنصار الصين وحلفاؤها بكين. على سبيل المثال، حثّ ممثل إريتريا، الحليف التقليدي والثابت للصين، بكين على «مواصلة دعم نظام الحكم الذاتي العِرقيّ الإقليميّ وتعزيز الوحدة والتقدم العرقيين».

من جانبه، طلب الممثل الهندي من الصين «مواصلة اتخاذ التدابير لضمان تمتع شعبها الكامل بحقوق الإنسان الأساسية من خلال التنمية الشاملة والمستدامة».

وسجل ما مجموعه 163 بلداً للتحدث خلال الجلسة التي استمرت لنصف يوم، مما يترك لكل متحدث 45 ثانية فقط لتوضيح وجهة نظره.

قبل المراجعة الدورية الشاملة، تساءل أحد الدبلوماسيين الغربيين: «كيف يمكننا تلخيص قلقنا بشأن الصين في 45 ثانية؟».


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
آسيا نيلا إبراهيمي ناشطة في مجال حقوق الفتيات الأفغانيات تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال (أ.ف.ب)

فرت وعائلتها هرباً من «طالبان»... أفغانية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

فازت فتاة مراهقة فرت مع عائلتها من أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، بجائزة «كيدز رايتس» المرموقة لنضالها من أجل حقوق المرأة.

«الشرق الأوسط» (كابل - أمستردام)
شمال افريقيا أوزرا زييا (الثانية على اليسار) بجانب السفير الجزائري في واشنطن (السفارة الأميركية في الجزائر)

مسؤولة أميركية تبحث بالجزائر الحرية الدينية وإدارة الهجرة

عطاف اتصل هاتفياً بنظيره الأميركي، وأبلغه بأن «معلوماته بشأن الحرية الدينية في الجزائر، خاطئة وغير دقيقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي البروفسور نظام محمود

جرّاح بريطاني يصف استهداف الطائرات المُسيّرة للأطفال في غزة

روى جراح متقاعد من لندن ما شاهده خلال عمله التطوعي في مستشفى بغزة، وتحدث عن استهداف الطائرات المُسيّرة للأطفال بعد القصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
TT

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد القوات الأوكرانية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وذكر أوستن أنه «لم ير أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية هذا الأسبوع إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ورداً على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.