دعت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية المسؤولين الأجانب لرؤية الحطام الذي تم انتشاله من الطائرات من دون طيار التي أسقطت في أوكرانيا والعراق لإظهار ما تقول إنه دليل لا يمكن إنكاره على أن طهران زودت روسيا بأسطول من الطائرات المسلحة المسيرة لحربها في أوكرانيا، حسبما أفادت شبكة «إن بي سي».
وبحسب الشبكة، قدمت وكالة استخبارات الدفاع دلائل ناتجة عن تحليل حطام كثير من الطائرات من دون طيار، تم إسقاطها في أوكرانيا والعراق، إلى الحكومات الأجنبية وأعضاء الكونغرس والصحافيين لدحض النفي العلني من قبل إيران بأنها تزود روسيا بطائرات مسيرة مسلحة لحربها في أوكرانيا.
وقال متحدث باسم وكالة الاستخبارات الأميركية: «إن الدعم الإيراني للغزو الروسي لأوكرانيا يعكس شراكة عميقة بين البلدين، ويتزامن مع مؤشرات على أن الفنيين الروس يساعدون إيران في برنامج المركبات التي تطلق من الفضاء، ما قد يساعد طهران في تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات».
وبحسب التقرير، عرض المحللون بقايا طائرات من دون طيار أسقطت في أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من محرك الجناح والمروحة، وطائرة من دون طيار سليمة إلى حد كبير وجدت في العراق. وبدت الطائرات من دون طيار متطابقة، مع نفس التصميم المثلثي، وجناحيها، وجسم الطائرة المصنوع من الألياف الزجاجية، ومحرك المروحة البدائي في الخلف.
وقال المحللون: «اللافت للنظر أن الطائرات من دون طيار الإيرانية رخيصة الصنع تحتوي على أجزاء إلكترونية يمكنك شراؤها من المتاجر، ولكنه فعال ومصمم لضرب البنية التحتية المدنية».
وقام المحللون بإزالة مكون من الطائرة من دون طيار الموجودة في أوكرانيا ووضعه في طائرة من دون طيار تم استردادها من العراق، وتطابقت المقاسات. كما أن الطائرات من دون طيار التي تم العثور عليها في أوكرانيا والعراق كانت تحمل أرقاماً تسلسلية في نفس الموقع مع تسلسل مماثل، وكان جسم الطائرة المصنوع من الألياف الزجاجية يحتوي على نفس المواد، وهي سمة مميزة للطائرات الإيرانية من دون طيار.
وقال المحلل في وكالة المخابرات الأميركية إن الطائرات المسيرة التي عُثر عليها في المنطقة الكردية بالعراق استخدمت العام الماضي في عملية اعترف بها «الحرس الإيراني» علانية، واستهدفت جماعات المعارضة الكردية.
وأشار المحللون إلى قول وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن إيران زودت روسيا بطائرات من دون طيار، لكنها زعمت أنه تم تسليم الطائرات من دون طيار قبل أشهر من غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. كما نفت روسيا استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع.
في العام الماضي، طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأمم المتحدة بالتحقيق في استخدام روسيا للطائرات الإيرانية من دون طيار في الحرب في أوكرانيا، قائلة إن ذلك يمثل انتهاكاً لعقوبات الأمم المتحدة. حيث حظر قرار للأمم المتحدة صدر عام 2015 على جميع الدول نقل أسلحة من إيران من دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.