كيف تمكّن ترمب من انتزاع اتفاق غزة؟

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يُطلع الرئيس دونالد ترمب على تطورات مقترح اتفاق غزة خلال فعالية في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن 8 أكتوبر 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يُطلع الرئيس دونالد ترمب على تطورات مقترح اتفاق غزة خلال فعالية في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن 8 أكتوبر 2025 (رويترز)
TT

كيف تمكّن ترمب من انتزاع اتفاق غزة؟

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يُطلع الرئيس دونالد ترمب على تطورات مقترح اتفاق غزة خلال فعالية في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن 8 أكتوبر 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يُطلع الرئيس دونالد ترمب على تطورات مقترح اتفاق غزة خلال فعالية في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن 8 أكتوبر 2025 (رويترز)

في مشهدٍ أَشبه بلقطة من فيلم سينمائي، قاطع وزير الخارجية الأميركي لقاءً تلفزيونياً للرئيس دونالد ترمب، وسلّمه قصاصة ورقية، وهمس في أذنه بأن الاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» بات وشيكاً.

عقب ذلك، كتب ترمب، على موقعه «تروث سوشيال»، العبارة الواردة في الإنجيل على لسان المسيح: «طوبى لصانعي السلام» معلناً التوصل إلى اتفاق.

لكن جهوداً كبيرة كانت تُبذل وراء كواليس هذا المشهد، الذي جرى أمام صحافيين، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ضغوط على نتنياهو

في مسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو ما يبدو مستبعَداً، لم يمنح ترمب حليفته إسرائيل كل ما تتمناه.

حين استقبل بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، في التاسع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن خطته المتضمنة عشرين بنداً، وبدا داعماً له بالكامل، مؤكداً أن إسرائيل ستحصل على كامل الدعم للقضاء على «حماس»، في حال رفضت الحركة الخطة.

لكنه في المقابل، مارس ضغوطاً، على المستوى الخاص، على نتنياهو، بدءاً من الخطة نفسها التي قدّمها له بعد مباحثات معمقة مع قادة دول عربية وإسلامية في الأمم المتحدة.

وحين وُضعت الخطة أمام نتنياهو، وجد فيها نقاطاً يعدُّها غير مقبولة، ولا سيما إنشاء دولة فلسطينية.

الموقف العربي الموحد

وأعرب ترمب أيضاً عن استيائه من الهجوم الإسرائيلي على قطر، حليفة الولايات المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه المفاوضات تمر بمرحلة حاسمة.

واستفاد ترمب من الموقف العربي الموحد المندِّد بالهجوم على قطر لدفع العرب جميعاً لقبول خطته، ثم أخذ نتنياهو على حين غِرة، وجعله يتصل بأمير قطر ويعتذر له.

بعد ذلك، وقّع ترمب على مرسوم تنفيذي تتعهد فيه الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية لقطر، وهو تغيُّر يشير إلى العلاقات المتينة التي نسجها مع عدد من الدول العربية أثناء ولايتيه الرئاسيتين.

الاستفادة من موقف «حماس»

في الوقت نفسه، كثّف ترمب ضغوطه على حركة «حماس»، وهدّدها بفتح «أبواب الجحيم» إن لم توافق على خطته، بحلول الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وصاغت «حماس» ردها بحنكة، مركزة تحديداً على التزام ترمب بإطلاق سراح كل الرهائن الإسرائيليين المُحتجَزين في غزة.

والتقى ترمب، مرات عدة، أقارب للرهائن في البيت الأبيض.

وحتى الآن، يُنظَر إلى الإعلان عن اقتراب الإفراج عن الرهائن على أنه انتصار لترمب الذي قال «أظن أن الرهائن سيعودون الاثنين»، بما في ذلك جثامين مَن قضوا منهم.

ونشر ترمب رسالة مصوّرة حول الاتفاق، ونشر أيضاً بيان حركة «حماس» على حسابه، وهو أمر لم يسبق أن فعل رئيس أميركي مثله، علماً بأن واشطن تَعدّ «حماس» منظمة إرهابية.

ولم تتضمن رسالة ترمب أي شيء يشير إلى أن «حماس» لم توافق كلياً على خطته، فيما يوحي بأن نقاشها سيقتصر على التفاصيل.

لكن الأهمية تكمن في دفع إسرائيل و«حماس» والوسطاء إلى التوصل لاتفاق سريع.

وكشف ترمب، لموقع «أكسيوس»، عن مضمون حديثه مع نتيناهو: «قلت له: هذه فرصتك للانتصار، وكان موافقاً على ذلك، وعليه أن يوافق على ذلك، ليس لديه خيار. معي، عليك أن توافق».


مقالات ذات صلة

«اسمي دونالد»... ترمب يقدم هدايا لأطفال زاروا المكتب البيضاوي (فيديو)

الولايات المتحدة​ لقطة شاشة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم هدايا صغيرة لأطفال في مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض (إكس)

«اسمي دونالد»... ترمب يقدم هدايا لأطفال زاروا المكتب البيضاوي (فيديو)

أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوماً حافلاً في المكتب البيضاوي ليُحيّي الأطفال الزائرين، مُوزّعاً هدايا صغيرة، قائلاً: «اسمي دونالد».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا القوات المسلحة التايوانية تجري تدريبات روتينية (رويترز) play-circle

أول صفقة أسلحة لتايوان منذ عودة ترمب... والصين تعارض «بشدة»

أعربت الصين، الجمعة، عن معارضتها لموافقة الولايات المتحدة على بيع تجهيزات عسكرية لتايوان تناهز قيمتها 330 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

البيت الأبيض: ترمب يعتزم حضور منتدى «دافوس 2026»

أكد مسؤول في البيت الأبيض، اليوم، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيحضر الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي لقطة وزعتها وكالة «سانا» السورية تظهر الشرع جالساً قبالة ترمب بحضور كبار المسؤولين الأميركيين والسوريين (أ.ب)

برّاك: سوريا ستُسهم في تفكيك «داعش» و«حزب الله»

أفاد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم برّاك، بأن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، ولقاءه الرئيس دونالد ترمب في البيت الأبيض، شكّلا.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
شؤون إقليمية عراقجي لدى حضوره تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن قرار لتمديد القرار «2231» الخاص بالاتفاق النووي في 26 سبتمبر (د.ب.أ)

إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة أميركا وإسرائيل على ضرب مواقعها النووية

دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأمم المتحدة لفرض «إجراءات مناسبة» على أميركا وإسرائيل بسبب الضربات العسكرية التي نفذتاها ضد المواقع النووية الإيرانية.


بعد الاهتمام الأميركي المتزايد... غرينلاند تحدّ من حق الأجانب في تملّك العقارات

علم غرينلاند (رويترز)
علم غرينلاند (رويترز)
TT

بعد الاهتمام الأميركي المتزايد... غرينلاند تحدّ من حق الأجانب في تملّك العقارات

علم غرينلاند (رويترز)
علم غرينلاند (رويترز)

أقر برلمان غرينلاند قانوناً يحد من حق الأجانب في تملّك العقارات في الجزيرة الواقعة في المنطقة القطبية الشمالية، بعد الاهتمام المتزايد الذي أبداه مستثمرون أميركيون بالمنطقة الدنماركية التي يطمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضمها، وفق ما نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتم تبني النص ليل الخميس بغالبية 21 صوتاً، مع امتناع 6 نواب عن التصويت.

ولن يُسمح للمواطنين غير الدنماركيين والشركات الأجنبية سوى بشراء عقارات أو حقوق استخدام الأراضي إلا إذا كانت لديهم إقامات دائمة ويدفعون كل ضرائبهم في غرينلاند منذ العامين الماضيين.

ونص القانون الجديد على أنه سيُسمح «لحملة الجنسية الدنماركية شراء العقارات وحقوق استخدام الأراضي في غرينلاند».

وأظهر استطلاع أجرته صحيفة «بوليتيكن» في وقت سابق هذا العام وجود اهتمام أميركي متزايد بشراء العقارات في غرينلاند.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، أكد ترمب مراراً أن الولايات المتحدة تحتاج إلى الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي والغنية بالموارد لأسباب أمنية، ورفض استبعاد استخدام القوة للحصول عليها.

يعني القانون الجديد أن أهالي وسكان وشركات غرينلاند وجزر فارو والدنمارك وحدهم سيُسمح لهم بشراء العقارات وحقوق استخدام الأراضي في غرينلاند.

ومن المقرر أن يدخل القانون الجديد حيّز التطبيق في الأول من يناير (كانون الثاني).


القوات الأميركية تدمر قارباً للاشتباه بنقله مخدرات في الكاريبي

لقطة لقارب استهدفته غارة أميركية في الكاريبي (أرشيفية - رويترز)
لقطة لقارب استهدفته غارة أميركية في الكاريبي (أرشيفية - رويترز)
TT

القوات الأميركية تدمر قارباً للاشتباه بنقله مخدرات في الكاريبي

لقطة لقارب استهدفته غارة أميركية في الكاريبي (أرشيفية - رويترز)
لقطة لقارب استهدفته غارة أميركية في الكاريبي (أرشيفية - رويترز)

نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن الولايات المتحدة دمرت في الأيام الماضية قارباً اشتبهت باستخدامه في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.

ونقلت شبكة «سي بي سي نيوز» عن مسؤول في البنتاغون أن العملية نُفّذت الاثنين، فيما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول في البنتاغون أيضاً أنها نُفذت الأربعاء.

منذ أوائل سبتمبر (أيلول)، تهاجم القوات الأميركية في المحيط الهادئ، وخصوصاً في منطقة البحر الكاريبي، قوارب تقول إنها تابعة لتجار مخدرات.

ويصنف خبراء هذه الضربات على أنها «إعدامات خارج نطاق القضاء»، حتى وإن استهدفت تجار مخدرات معروفين.

لكن لا يبدو أن الولايات المتحدة تفكر في وقف هجماتها. فقد عززت وجودها في المنطقة مع وصول حاملة طائرات أميركية إليها، وهو ما تصفه فنزويلا بأنه تهديد «إمبريالي» يستهدف نظام الحكم فيها.

ويتزامن وصول «يو إس إس جيرالد فورد»، أكبر حاملة طائرات في العالم، لتعزيز عملية تؤكد واشنطن أن هدفها مكافحة المخدرات، مع تدريبات عسكرية فنزويلية، فيما أدانت روسيا، حليفة كراكاس، الهجمات الأميركية على القوارب في الكاريبي.

والخميس، أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث في منشور على منصة «إكس» بدء عملية عسكرية جديدة ضد تجار المخدرات.

وكتب: «اليوم، أعلن عن عملية الرمح الجنوبي»، قائلاً إن هدف المهمة أن «تدافع عن وطننا وتقضي على تجار المخدرات الإرهابيين... وتحمي وطننا من المخدرات التي تقتل شعبنا».

ولم يقدم هيغسيث أي تفاصيل بشأن هذه العملية أو الاختلاف بينها وبين الضربات التي بدأت قبل أسابيع.


«اسمي دونالد»... ترمب يقدم هدايا لأطفال زاروا المكتب البيضاوي (فيديو)

لقطة شاشة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم هدايا صغيرة لأطفال في مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض (إكس)
لقطة شاشة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم هدايا صغيرة لأطفال في مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض (إكس)
TT

«اسمي دونالد»... ترمب يقدم هدايا لأطفال زاروا المكتب البيضاوي (فيديو)

لقطة شاشة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم هدايا صغيرة لأطفال في مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض (إكس)
لقطة شاشة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقدم هدايا صغيرة لأطفال في مكتبه البيضاوي بالبيت الأبيض (إكس)

أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوماً حافلاً في المكتب البيضاوي ليُحيّي الأطفال الزائرين، مُوزّعاً هدايا صغيرة، قائلاً: «اسمي دونالد»، في لحظة التقطتها وشاركتها مستشارة الاتصالات مارغو مارتن عبر الإنترنت.

هذا المقطع القصير، الذي حصد مئات الآلاف من المشاهدات خلال ساعات من نشره، كان له وقعٌ أخفّ وطأةً خلال دورةٍ إخباريةٍ حافلةٍ بعد إغلاق الحكومة، مُعطياً المؤيدين والمنتقدين على حدٍ سواء لمحةً عن الجانب اللطيف من شخصية الرئيس.

حصد الفيديو نحو 500 ألف مشاهدة خلال ساعتين من نشره على حساب مارتن على منصة «إكس». غالباً ما تُشارك مارتن لقطاتٍ من الكواليس لترمب لا يُمكن رؤيتها في أي مكانٍ آخر.

في الفيديو، يقول أحد الأشخاص من خارج الكاميرا: «يريد أن يعرف ما هو اسمك».

ردّ الرئيس مبتسماً: «اسمي دونالد».

في الفيديو، يُقدّم ترمب عملات التحدي للأطفال، أحفاد الصحافية سالينا زيتو. وأفاد البيت الأبيض لقناة «فوكس نيوز» بأن الأطفال توقفوا كي يرحب بهم الرئيس.

يُعدّ هذا الفيديو أحدث حلقة في سلسلة من اللحظات الجميلة التي شاركها ترمب مع بعض أصغر مؤيديه، بما في ذلك التلوين مع الأطفال في فعالية «لفافة بيض عيد الفصح» في وقت سابق من هذا العام. والرئيس الأميركي جدّ لـ11 حفيداً.

وكتب أحد المعلقين أسفل الفيديو: «هذا جدٌّ يفعل ما يفعله الأجداد»، وأضاف آخر: «اللطف يتجاوز السياسة».

لطالما هيمنت لحظات مثل هذه على منصات التواصل الاجتماعي، إذ يُمكن للتفاعلات التي تُلتقط بالكاميرات أن تُحدث ثورةً في عالم الأخبار وتُوفّر انتشاراً رقمياً هائلاً للبيت الأبيض.

انتهى الفيديو بمشهد الرئيس وهو يُقدّم أقلاماً لأحفاد زيتو. وقال: «حسناً، هل تريدون قلماً؟... واحد، اثنان، ثلاثة».