ترمب يهاجم ليز تشيني... والجمهوريون يهيئون الطريق لمحاكمتها

غالباً ما هدد بملاحقة خصومه من كلينتون إلى بايدن... ولكنه لم يفعل

النائبة السابقة ليز تشيني خلال جلسة استماع للجنة التحقيق في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
النائبة السابقة ليز تشيني خلال جلسة استماع للجنة التحقيق في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
TT

ترمب يهاجم ليز تشيني... والجمهوريون يهيئون الطريق لمحاكمتها

النائبة السابقة ليز تشيني خلال جلسة استماع للجنة التحقيق في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)
النائبة السابقة ليز تشيني خلال جلسة استماع للجنة التحقيق في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى «الكابيتول» في واشنطن (أ.ب)

فيما بدا أنه استجابة لرغبة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في الانتقام من خصومه، أوصى نواب جمهوريون بإجراء تحقيق جنائي مع زميلتهم السابقة ليز تشيني بسبب دورها في اللجنة المختارة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي التي حققت في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 لأنصار ترمب على «الكابيتول».

وأعدت اللجنة الفرعية للرقابة الإدارية في مجلس النواب الأميركي، بقيادة النائب الجمهوري باري لودرميلك، تقريراً من 128 صفحة يدعو إلى التحقيق مع تشيني بتهمة التلاعب بالشهود والتواطؤ مع «الشاهدة الملكة» كاسيدي هاتشينسون التي عملت مساعدة في البيت الأبيض أثناء التحقق من جهود ترمب لقلب نتيجة انتخابات 2020 التي فاز فيها الرئيس جو بايدن.

ولطالما توعد ترمب بالانتقام من خصومه السياسيين، وبينهم تشيني التي دافعت عن عملها في اللجنة، معتبرة أن تقرير الجمهوريين «هجوم خبيث وجبان على الحقيقة». وذكرت أن اللجنة استمعت إلى «عشرات الشهود الجمهوريين، وبينهم العديد من كبار المسؤولين بالبيت الأبيض وحملة ترمب وإدارته» لإنتاج «تقرير مفصل للغاية وموثق بدقة من 800 صفحة». واعتبرت أن تقرير لودرميلك «يتجاهل عمداً الحقيقة والوزن الهائل للأدلة التي قدمتها اللجنة المختارة، ويفبرك بدلاً من ذلك الأكاذيب والادعاءات التشهيرية في محاولة للتغطية على ما فعله دونالد ترمب».

خريطة طريق

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يجيب عن أسئلة الصحافيين بمبنى «الكابيتول» في 17 ديسمبر (أ.ب)

ومع أن التوصية النيابية غير ملزمة، يمكن لوزارة العدل في العهد الثاني لترمب فتح أي تحقيق مع تشيني، علماً أن تقرير اللجنة الفرعية وضع خريطة طريق مفصلة لما قد يبدو عليه التحقيق في نهاية المطاف، وأعفى ترمب نفسه من الدعوة علناً إلى القيام بهذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر. ومع ذلك علق على التقرير عبر منصته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي؛ إذ كتب: «قد تكون ليز تشيني في ورطة كبيرة استناداً إلى الأدلة» التي حصلت عليها اللجنة الفرعية، والتي تنص على أن «العديد من القوانين الفيدرالية ربما انتُهكت من ليز تشيني، وينبغي لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) التحقيق في هذه الانتهاكات».

ولا يعني ذلك أن ترمب سيدفع إلى النهاية في أعمال الثأر التي هدد بها خصومه. وعندما سئل عما إذا كان يخطط لإصدار أوامر بمقاضاة خصومه، مثل عائلة الرئيس جو بايدن، أجاب عبر شبكة «إن بي سي» الأميركية للتلفزيون: «لا أبحث عن العودة إلى الماضي». ورداً على سؤال عما إذا كان يريد من مرشحه لإدارة «إف بي آي»، كاش باتيل، أن يبدأ تحقيقات مع خصومه، أجاب بأن باتيل «سيفعل ما يعتقد أنه صحيح»، مؤكداً أنه لن يوجه التحقيقات. وأضاف أنه إذا كان الناس «غير أمناء أو محتالين»، فمن المحتمل أن يكون هناك «التزام» للتحقيق معهم.

وقال ناطق باسم ترمب، الأربعاء، إن «نظام العدالة في البلاد يجب أن يصلح، ويجب استعادة الإجراءات القانونية الواجبة لجميع الأميركيين»، مشيراً إلى أن ترمب قال في كثير من الأحيان إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي «سيتخذان القرارات من تلقاء أنفسهما؛ لأنه يؤمن فعلاً بسيادة القانون».

بين القول والفعل

وخلال حملته الرئاسية الأولى، غالباً ما انضم ترمب إلى الحشود الداعين إلى سجن خصمته الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، مشاركاً في الهتاف: «احبسوها!». ومع ذلك، بعد فوزه في تلك الانتخابات، خفف ترمب موقفه، وقال لهيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» إنه لا يريد «إيذاء عائلة كلينتون».

الرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في 6 نوفمبر (أ.ب)

ولكن ترمب الذي يواجه تحقيقاً خاصاً من المستشار القانوني الخاص الذي عينته وزارة العدل، جاك سميث، غيّر رأيه مجدداً عام 2018، وقال لمستشاره في البيت الأبيض إنه يريد أن يأمر وزارة العدل بالتحقيق مع كلينتون. كما أراد التحقيق مع المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي الذي طرده ترمب.

وبينما رفض مستشار البيت الأبيض في النهاية الموافقة على خططه للتحقيق مع كلينتون، أوضح ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي خلال سنواته في منصبه أنه يعتقد أنه يجب محاكمة أشخاص مختلفين.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ركز ترمب على تشيني بنفس الطريقة، قائلاً صراحةً إنها وقادة آخرين في اللجنة المختارة يجب أن يذهبوا إلى السجن. كما اقترح طوال أشهر محاكمة الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي بتهمة الخيانة، وحتى إعدامه. وطالب ترمب بطرد جاك سميث إلى «خارج البلاد».

والآن، سيدخل ترمب البيت الأبيض مرة أخرى مع حلفائه بعد أن أمضوا السنوات الأربع الماضية في البحث عن محامين على استعداد لالتزام وجهة نظر متطرفة للسلطة الرئاسية. ويتبنى بعض هؤلاء المحامين وجهة نظر السلطة التنفيذية الموحدة، والتي تزعم أن الرئيس هو الشخص الذي يتمتع بالسيطرة الوحيدة على السلطة التنفيذية، بما في ذلك جيوب الاستقلال الظاهري مثل وزارة العدل.


مقالات ذات صلة

صحتك سيدات يلتقطن الصور وسط الأضواء الموسمية المعروضة للاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة في أسواق بيروت (إ.ب.أ)

هل ترغب في تقوية جهازك المناعي خلال العطلات؟ كل ما عليك معرفته

يسلِّط كل هذا النشاط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة أنظمتنا المناعية. فما بعض العادات التي يجب على الجميع تبنيها؟

الولايات المتحدة​ منازل فلسطينية متضررة بشدة وسط القصف الإسرائيلي المستمر لغزة (رويترز)

دعوى تتهم الحكومة الأميركية بالتخاذل عن إجلاء مواطنين حوصروا بغزة

رفع 9 أميركيين من أصل فلسطيني دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية، أمس (الخميس)، متهمين إياها بالتخاذل عن إنقاذهم أو إنقاذ أفراد عائلاتهم الذين حوصروا في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي علم المعارضة السورية معلق على مدخل السفارة السورية في واشنطن (رويترز)

دبلوماسيون أميركيون يصلون إلى سوريا للقاء القادة الجدد

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الجمعة)، أن دبلوماسيين أميركيين وصلوا إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة، في مهمة دبلوماسية غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني يقفون بجوار صاروخ باليستي أرض - أرض من طراز «شاهين 3» (رويترز)

مسؤول أميركي: باكستان تطور صواريخ قد تستخدم في ضربنا

قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، الخميس، إن باكستان المسلحة نوويا تطور قدرات صاروخ باليستي بعيد المدى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«النواب الأميركي» يرفض خطة يدعمها ترمب لتمويل الحكومة

مبنى مجلس النواب الأميركي (أرشيفية - رويترز)
مبنى مجلس النواب الأميركي (أرشيفية - رويترز)
TT

«النواب الأميركي» يرفض خطة يدعمها ترمب لتمويل الحكومة

مبنى مجلس النواب الأميركي (أرشيفية - رويترز)
مبنى مجلس النواب الأميركي (أرشيفية - رويترز)

فشل مشروع قانون الإنفاق الذي دعمه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مجلس النواب اليوم الخميس، ما يترك الكونغرس بلا خطة واضحة لتجنب إغلاق حكومي وشيك يمكن أن يعطل حركة السفر في عيد الميلاد.

ورفض المجلس بأغلبية 235 مقابل 174 صوتا حزمة الإنفاق التي أعدها زعماء الحزب الجمهوري على عجل بعد أن ألغى ترمب والملياردير إيلون ماسك اتفاقا سابقا بين الحزبين. وعلى الرغم من دعم ترمب، صوت 38 جمهوريا ضد الحزمة إلى جانب جميع الديمقراطيين باستثناء ثلاثة.

ومن المقرر أن ينتهي التمويل الحكومي عند منتصف ليل الجمعة. وإذا فشل المشرعون في تمديد هذا الموعد النهائي، ستبدأ الحكومة الأميركية إغلاقا جزئيا من شأنه أن يقطع التمويل عن كل شيء من حرس الحدود إلى المتنزهات الوطنية وكذا رواتب أكثر من مليوني موظف اتحادي. وحذرت إدارة أمن النقل الأميركية من أن المسافرين خلال موسم العطلات المزدحم قد يقفون في طوابير طويلة في المطارات.

كان مشروع القانون يشبه إلى حد كبير النسخة السابقة التي انتقدها ماسك وترمب باعتبارها هبة بلا فائدة للديمقراطيين. وكان من شأن المشروع أن يمدد التمويل الحكومي حتى مارس (آذار)، عندما يكون ترمب في البيت الأبيض وتكون الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب للجمهورين.

ويوفر المشروع 100 مليار دولار للإغاثة من الكوارث لكن الجمهوريين أسقطوا عناصر أخرى كانت مدرجة في الحزمة الأصلية، مثل زيادة رواتب المشرعين. وبناء على إصرار ترمب، فإن النسخة الجديدة من مشروع القانون من شأنها أيضا تعليق القيود على الدين الوطني لمدة عامين، وهي مناورة قد تسهل تمرير التخفيضات الضريبية الدرامية التي وعد بها ترمب وتتيح المجال أمام استمرار ارتفاع ديون الحكومة الاتحادية البالغة 36 تريليون دولار.