ترمب يختار مؤيدا للعملات الرقمية لإدارة هيئة تنظيم الأسواق المالية

المحامي الجمهوري بول أتكينز (أرشيفية)
المحامي الجمهوري بول أتكينز (أرشيفية)
TT

ترمب يختار مؤيدا للعملات الرقمية لإدارة هيئة تنظيم الأسواق المالية

المحامي الجمهوري بول أتكينز (أرشيفية)
المحامي الجمهوري بول أتكينز (أرشيفية)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الأربعاء أنّه سيعيّن فور توليّه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المحامي الجمهوري بول أتكينز، المؤيد لتطوير العملات الرقمية، رئيسا لهيئة تنظيم الأسواق المالية.

وبول أتكينز الذي كان مفوضا في هذه الهيئة بين 2002 و2008 في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، سيخلف بذلك الديموقراطي غاري غينسلر الذي أعلن استقالته في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بعد فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية.

ويشغل أتكينز حاليا منصب المدير العام لشركة «باتوماك غلوبل بارتنرز» الاستشارية في مجال إدارة المخاطر، كما أنه مستشار لـ«ديجيتال تشامبر»، وهي منظمة تروّج لتكنولوجيا «سلسلة الكتل» التي تعتمد عليها العملات المشفرة. وعلى الرّغم من أنّ أتكينز ينتقد علانية استخدام العملات المشفرة لأغراض المضاربة، إلا أنّه يدعو باستمرار لتطوير هذا القطاع لأغراض المعاملات.

وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل» إنّ «بول برهن عن توجّهه المؤيد لتنظيم يتحلّى بالحسّ السليم». وأضاف «إنّه يؤمن بأسواق مالية قوية ومبتكرة تلبّي احتياجات المستثمرين». وشدّد ترمب على أنّ أتكينز «يدرك أيضا أنّ الأصول الرقمية ضرورية لجعل أميركا أعظم مما كانت عليه في أي وقت مضى».


مقالات ذات صلة

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

تحليل إخباري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

يقول الخبراء إن مبدأ المعادلة الصفريّة (Zero Sum) برز مع الثورة الزراعيّة منذ أكثر من 15 ألف سنة مضت.

المحلل العسكري
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

تحليل إخباري ​أوروبا تحبس أنفاسها على أعتاب ولاية ترمب الثانية

لم تعد المؤسسات الأوروبية الكبرى تخفي قلقها من تداعيات الرياح الأميركية الجديدة التي بدأت تهب على العالم حتى قبل جلوس دونالد ترمب في المكتب البيضوي.

شوقي الريّس (بروكسل)
شؤون إقليمية مسلحون من «حماس» يسلمون رهينة كانت محتجزة في غزة إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (رويترز) play-circle 00:50

إسرائيل تعد «ملفاً» لتبرير استئناف الحرب في غزة

التصريحات جاءت لتغطي على حقيقة أخرى يتضح منها أن نتنياهو يعود إلى سياسته القديمة بتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي بواسطة تعزيز قدرات «حماس» على الحكم.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية عالم دين إيراني يمشي بجانب جدارية مناهضة للولايات المتحدة على حائط سفارتها السابقة في طهران الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

إيران تهاجم سياسات بايدن... وتدعو ترمب للتحلي بـ«الواقعية»

انتقدت طهران نهج الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بشدة، في حين أعربت عن أملها في أن تتبنى الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترمب سياسات «واقعية» تجاه إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الاقتصاد حفارة تعمل في حقل نفطي بالقرب من كلاريشولم ألبرتا بكندا... 18 يناير 2025 (رويترز)

النفط يتراجع دون 80 دولاراً للبرميل مع استعداد الأسواق لتنصيب ترمب

تراجعت أسعار النفط دون 80 دولارا للبرميل خلال النصف الثاني من جلسة الاثنين، بالتزامن مع تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
TT

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)

يقول الخبراء إن مبدأ المعادلة الصفريّة (Zero Sum) برز مع الثورة الزراعيّة منذ أكثر من 15 ألف سنة مضت. في هذه الثورة، كانت الأرض مصدر الثروة؛ السلطة والحياة. وعليه، كانت حرب الاجتياحات، ليربح فريق أرضاً إضافيّة، ويخسر الأضعف أرضه. مع الثورة الصناعيّة، كان الإنتاج هو الأساس للثروة والقوة. شكّلت المواد الأوليّة عصب الإنتاج، كما احتاج الإنتاج إلى الأسواق، فكانت الإمبرياليّة. بشّر البعض في الخمسينات من القرن الماضي بالثورة التكنولوجية، وبأن «الداتا» والمعلومات وكيفيّة معالجتها، وسرعة هذه المعالجة لتحويلها إلى معرفة جاهزة للاستعمال، ستكون مصدر القوة والثروة. لكن الأكيد في كلّ هذه الثورات، أن الأرض لا تزال العمود الفقري بوصفها مصدراً للثروة والقوة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلّ «الداتا» التي تُنقل عبر العالم وبنسبة 90 في المائة، إنما هي تنقل عبر كابلات تقبع في أعماق البحار والمحيطات - الأرض.

تخلق إسرائيل مناطق عازلة في كلّ من سوريا ولبنان وحتى قطاع غزّة. أما في الضفة الغربيّة فهي تقضم الأرض بالتدريج عبر بناء وشرعنة قيام المستوطنات.

هاجمت روسيا أوكرانيا، وضمّت بمرسوم رئاسيّ 5 أقاليم أوكرانية عدّتها أرضاً روسيّة تاريخيّاً.

في مكان آخر، اقترح دونالد ترمب شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك. كما عدّ وبطريقة غير مباشرة، أن كندا قد تكون الولاية الـ51 في الولايات المتحدة الأميركيّة. أما قناة بنما، فهو يريد استردادها لعدّة أسباب؛ أهمها منع الصين من التموضع هناك، الأمر الذي يعقّد عمل البحرية الأميركيّة في انتقالها من شرق البلاد إلى غربها والعكس، كما التوجّه نحو المحيط الهادئ. أليست أميركا دولة تطلّ على محيطين؟

ارتكز القانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن رسمت الولايات المتحدة الأميركيّة النظام العالمي الجديد لمرحلة ما بعد الحرب، على أن أسسه تقوم على احترام سيادة الدول، وعدم السعي إلى تغيير حدود الدول بالقوّة العسكريّة.

ولسخرية القدر، تمّ التوافق قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية بين الدول العظمى المنتصرة في الحرب، وذلك في يالطا الواقعة بشبه جزيرة القرم، على تقسيم العالم. حالياً يعدّ العالم وحسب القانون الدولي، شبه جزيرة القرم أرضاً محتلّة.

وفي الإطار نفسه، اجتمع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية عام 1945، بمدينة سان فرنسيسكو بكاليفورنيا، لكتابة «شرعة الأمم المتحدة» بوصفها أعلى مرجع دولي قانوني في العالم، الذي كان يفترض أن يكون المرجع الأساسيّ لحل النزاعات في العالم. إذ بين مؤتمر يالطا الذي قسّم العالم، وسان فرنسيسكو حيث تظّهرت مفاهيم الأمم المتحدة، تشكّلت أسس النظام العالمي الحاليّ.

نشرت مجلة «وول ستريت جورنال» مؤخراً مقالاً تحت عنوان «العصر الجديد للإمبراطورية». يذكرنا هذا المقال بما كتبه المؤرخ اليوناني توسيديدس في كتابه الشهير «حرب البيليبونيز»، الحرب التي حصلت بين أثينا وإسبرطة حين قال: «الأقوياء يفعلون ما يحلو لهم، والضعفاء يعانون كما يجب». يشدد المقال على أن القوى الكبرى والعظمى تسعى بطريقة ما إلى تغيير الحدود. تسعى الصين إلى ضم تايوان، وانتزاع شرعية سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، مثلما تسعى روسيا في أوكرانيا، وكما لمّح الرئيس الأميركي منذ فترة.

يقول المفكّر السياسي الأميركي الراحل كينيث والتز، إنه كلما كانت هناك أسلحة نوويّة أكثر في العالم ومع الدول، كان ذلك أفضل للاستقرار العالميّ. بكلام آخر، تتجنّب الدول التي تملك السلاح النووي الحرب المباشرة مع دول أخرى لديها السلاح نفسه، لأن الدمار المتبادل سيكون النتيجة الطبيعيّة. فإلى أين تأخذنا هذه المعادلة؟ بالطبع تأخذنا إلى القتال والصراع بالوساطة بين القوى العظمى والكبرى (By Proxies)، وعلى أرض الغير، ضمنا تغيير الحدود. فمن سيدفع الثمن؟