هل الأميركيون مستعدون لأول رئيسة في تاريخهم؟

تخوُّف ديمقراطي من تكرار «كابوس» كلينتون

كامالا هاريس في ختام حملتها الانتخابية بفيلادلفيا في بنسلفانيا الثلاثاء (أ.ف.ب)
كامالا هاريس في ختام حملتها الانتخابية بفيلادلفيا في بنسلفانيا الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

هل الأميركيون مستعدون لأول رئيسة في تاريخهم؟

كامالا هاريس في ختام حملتها الانتخابية بفيلادلفيا في بنسلفانيا الثلاثاء (أ.ف.ب)
كامالا هاريس في ختام حملتها الانتخابية بفيلادلفيا في بنسلفانيا الثلاثاء (أ.ف.ب)

شَكَّل قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتخلي عن طموحاته للفوز بولاية ثانية، في عز السباق الانتخابي، سابقة في التاريخ الأميركي، كما شَكَّلَ تسلُّم نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الشعلة لاستكمال المشوار الصعب إلى البيت الأبيض، سابقة أخرى أيضاً.

وكأن هذا لم يكن كافياً لزعزعة توازن «القوة العظمى» لتأتي حرب غزة والتصعيد في المنطقة والتنافس مع الصين والحرب الروسية الأوكرانية والأزمة في السودان، لتصب النار على زيت التجاذبات السياسية الداخلية، وتدفع بالناخب الأميركي الذي قلَّما يركز على السياسة الخارجية، للنظر في تداعياتها ورسم جزء من قراره الانتخابي بناءً عليها.

ناخبات وناخبون ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم في ميلووكي بويسكونسن الثلاثاء (أ.ف.ب)

وفي خضم هذه الأحداث التاريخية على أكثر من مستوى، يتساءل الكثيرون: هل ستشهد انتخابات هذا العام منعطفاً تاريخياً عبر وصول امرأة إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض للمرة الأولى في التاريخ الأميركي؟ وهل أميركا مستعدة فعلاً لامرأة تحكمها؟

فالولايات المتحدة التي يرتكز دستورها على مبادئ العدالة والمساواة والحريات، لم تنتخب منذ تأسيسها على يد الآباء المؤسسين في عام 1776 امرأة في منصب الرئاسة. واقع محيّر يفرض أسئلة كثيرة من دون أجوبة واضحة، فالحلم الأميركي، الذي أطلق الرئيس السابق، المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، رصاصة الرحمة عليه عندما قال في أحد التجمعات الانتخابية في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي إنه، أي الحلم الأميركي، «مات»، يعتمد على صورة أساسية وهي تكافؤ الفرص، لكن هل حظوظ هاريس بالفوز مهددة بسبب جندرها وليس سياساتها؟ وهل يتكرر سيناريو هيلاري كلينتون؟

مؤيدو هاريس في تجمع انتخابي بفيلادلفيا في بنسلفانيا الثلاثاء (أ.ف.ب)

الأميركيون وانتخاب «رئيسة»

إجابة الأميركيين عن هذا السؤال ليست مطمئنة للديمقراطيين ومرشحتهم كامالا هاريس، وهي أول امرأة تتسلم منصب نائب الرئيس. ففيما يؤكد 54 في المائة من الأميركيين أنهم مستعدون لانتخاب امرأة لمنصب الرئاسة، يقول 30 في المائة من الناخبين إنهم غير مستعدين لاتخاذ خطوة من هذا النوع، بحسب استطلاع أجرته مجلة «إيكونوميست» بالتعاون مع «youGov» بعد انسحاب بايدن من السباق. رقم صادم ومن شأنه أن يقضي على حظوظ هاريس بالفوز في سباق محتدم ومتقارب مع ترمب. وعند سؤال الناخبين عمّا إذا كان الأميركيون سينتخبون امرأة في صناديق الاقتراع، يرجح 41 في المائة منهم أن الناخب لن يصوت لامرأة مقابل رجل إذا كان الاثنان مؤهلين للمنصب. وحتى بالنسبة للناخبين الديمقراطيين الذين يدعمون بنسبة 70 في المائة وصول امرأة إلى سدة الرئاسة، إلا أن 37 في المائة منهم يشككون بأن الناخبين الآخرين سيصوتون لامرأة مقابل رجل لديه الكفاءة نفسها.

ويتخوّف الديمقراطيون هنا من تكرار سيناريو عام 2016 عند خسارة مرشحتهم هيلاري كلينتون أمام ترمب، بينما عَدَّهُ الكثيرون تصويتاً ضد وصول امرأة إلى سدة الرئاسة.

صورة مركبة تجمع هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

كلينتون و«السقف الزجاجي»

كلينتون، وهي المرأة الأولى في التاريخ الأميركي التي تمكنت من انتزاع ترشيح حزب أساسي للانتخابات، خسرت خسارة فادحة أمام ترمب رغم كل الاستطلاعات التي أظهرت تقدمها. وهي بنت حملتها الانتخابية على أساس شعار: «أنا معها»، وروّجت لمسيرتها على هذا الأساس. ولعلّ أكثر مشهد انطبع في ذاكرة الأميركيين كان في ليلة المؤتمر الوطني الحزبي الديمقراطي عندما «كسرت» المرشحة الديمقراطية سقفاً زجاجياً، وهو إشارة مجازية للتحديات التي تواجهها النساء للوصول إلى مناصب مهمة في الولايات المتحدة.

ولعلّ ما يؤرق نوم الديمقراطيين اليوم هو أن نسبة الأميركيين المتحفظين عن انتخاب امرأة للرئاسة، تتخطى نسبة عام 2015، أي تاريخ ترشح كلينتون للرئاسة. حينها أظهرت الاستطلاعات أن 63 في المائة من الناخبين كانوا مستعدين لرئيسة في ذلك المنصب. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تراجعت هذه النسبة بـ9 نقاط بدلاً من أن تتقدم، وذلك في استطلاع جديد لـ«تايمز» بالتعاون مع «SAY24».

هيلاري كلينتون خلال الليلة الختامية للحزب الديمقراطي في شيكاغو 19 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

ومن المؤكد أن هذه الأرقام شكّلت عاملاً مهماً في اختيار هاريس رجلاً نائباً لها، بدلاً من حاكمة ميشيغان مثلاً غريتشين ويتمر التي تتمتع بشعبية كبيرة وكانت من المرشحين البارزين للمنصب. وقد وقع خيار هاريس في نهاية المطاف على تيم والز، رجل أبيض في الستين من العمر لضمان «توازن» البطاقة.

هاريس وكلينتون: استراتيجيات مختلفة

«إن لم تفعلها هيلاري، فكيف ستفوز كامالا؟» سؤال يتردد على لسان كثير من الديمقراطيين الذين يسعون جاهدين للتركيز على السياسات بدلاً من الشخصيات في هذا السباق الحاسم، والذي يصفه الكثيرون بالسباق لـ«إنقاذ الأمة» من براثن ترمب الذي قضى على حظوظ كلينتون بهزيمة ساحقة ومفاجئة. لهذا السبب تعتمد حملة هاريس على استراتيجية مختلفة عن استراتيجية كلينتون في أكثر من من ملف:

١- مهاجمة ترمب «المجرم»

فكلينتون مثلاً تجنبت مهاجمة ترمب شخصياً في محاولة من الحزب الديمقراطي لإظهار أنه حزب يعتمد على القيم والمبادئ، لكنها استراتيجية أثبتت فشلها بوجه ترمب المتعطش للمواجهة، وتوجيه الإهانات والانتقادات؛ لهذا السبب يعتمد فريق هاريس على استراتيجية تسلط الضوء على دورها السابق بوصفها مدعية عامة في ولاية كاليفورنيا، تُسائل «مجرماً مداناً» وهو ترمب الذي تمت إدانته في نيويورك في قضية «أموال الصمت».

٢- الإجهاض وصوت المرأة

لعلّ الفارق الأبرز في انتخابات هذا العام هو أنها تأتي بعد إلغاء المحكمة العليا حق الإجهاض المعروف بـ«رو مقابل وايد» بعد أكثر من 50 عاماً من إقراره. في قرار اتهم الكثيرون ترمب بالتسبب به بسبب تعييناته القضائية في المحكمة التي يسيطر عليها اليوم المحافظون.

وقد واجه إلغاء هذا القرار موجة من الغضب والاستياء من النساء، وهذا ما تعول عليه حملة هاريس لانتزاع الفوز عبر استقطاب هذه الفئة الانتخابية المهمة التي تصوت أكثر من الرجال. وتظهر أرقام الاستطلاعات أن 54 في المائة من النساء يدعمن هاريس مقابل 45 في المائة من المؤيدات لترمب، بينما تعتقد 70 في المائة من الناخبات أن أجندة هاريس ستساعدهن مقابل 43 في المائة فقط لترمب.

٣- التبرعات وحماسة الناخب

تمكنت هاريس من جمع تبرعات قياسية مقارنة بكل من كلينتون في عام 2015 وترمب اليوم، إذ أعلنت حملتها عن جمع أكثر من 310 ملايين دولار في شهر يوليو (تموز) 66 في المائة منها أتت من أشخاص تبرعوا لأول مرة، مقابل 138 مليوناً لحملة ترمب. وذلك في إشارة واضحة لحماسة الناخب الأميركي الذي سئم بحسب الأرقام من الوجوه نفسها في المعترك السياسي، ويسعى لدفع وجوه جديدة إلى الواجهة.

وهنا يأتي دور هاريس وبطاقتها، فهي المرة الأولى منذ 50 عاماً تقريباً التي لا تحمل فيها البطاقتان الانتخابيتان اسم بوش أو كلينتون أو بايدن. فبين الأعوام 1980 إلى 2020، حمل المرشحون للرئاسة أو نوابهم أسماء هذه العائلات المذكورة والعريقة في السياسة، أي أن 3 أجيال كاملة صوتت في الانتخابات الرئاسية لصالح أو ضد فرد من هذه العائلات. ويقول البعض إن هذا ما دفع بالناخبين لرفض هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة والسيناتورة السابقة والسيدة الأولى السابقة التي ارتبط اسمها وصورتها بزوجها وفضيحة مونيكا لوينسكي.

أما ترمب، فقد أصبح هو كذلك من الوجوه التقليدية المكررة خصوصاً في صفوف الناخبين الشباب الذين يبحثون عن وجوه جديدة. فهل سيكون هذا «كعب أخيل» ترمب الذي يضمن خسارته ويمهد لدخول هاريس التاريخ من بابه العريض بوصفها أول رئيسة أميركية؟ أم أن هذه الحماسة ستذبل مع قرب موعد الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ويعيد التاريخ نفسه؟


مقالات ذات صلة

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

العالم كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الولايات المتحدة​ بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)

ترمب يرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لمنصب وزير الزراعة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لشغل منصب وزير الزراعة في إدارته المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أسلحة (أ.ب)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

قالت شبكة «فوكس 32» شيكاغو إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أوستن يؤكد لكاتس أهمية ضمان أمن الجيش اللبناني والـ«يونيفيل»

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يكشف عن سلسلة تعيينات جديدة في حكومته

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يكشف عن سلسلة تعيينات جديدة في حكومته

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. ودفع باسم سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» وأحد المروجين المتحمسين لفرض رقابة سياسية على «الاحتياطي الفيدرالي»، لتولي منصب وزير الخزانة. بينما رشّح الطبيبة من أصل أردني جانيت نشيوات، لمنصب «الجراح العام»، والدكتور مارتي ماكاري لقيادة إدارة الغذاء والدواء، ولاعب كرة القدم الأميركي السابق ومساعد البيت الأبيض سكوت تيرنر، لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.

وفيما يلي أبرز المرشّحين الذين أعلنهم ترمب في إدارته الجديدة.

بيسنت لـ«الخزانة»

المستثمر سكوت بيسنت متحدّثاً بفعالية بنورث كارولاينا في 14 أغسطس (أ.ب)

كان اسم بيسنت قد ورد بين المرشحين المفضلين لتولي هذا المنصب، وهو مُقرّب من عائلة ترمب منذ فترة طويلة، وسيضطلع بدور رئيسي في تنفيذ البرنامج الاقتصادي للرئيس الأميركي المنتخب، بالإضافة إلى السيطرة على الدين العام.

وقال ترمب في بيان، إن بيسنت «سيساعدني على إطلاق عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترسيخ دورنا كأكبر اقتصاد في العالم ومركز للابتكار وريادة الأعمال ووجهة لرؤوس الأموال، مع ضمان بقاء الدولار من دون أدنى شك العملة الاحتياطية في العالم». تخرّج بيسنت في جامعة ييل، وبدأ حياته المهنية عام 1991 في شركة الملياردير جورج سوروس الاستثمارية (إس إف إم)، وتركها مرة أولى في عام 2000 ليطلق صندوقه الاستثماري الخاص.

وبعد فشله في البداية، عاد إلى «إس إف إم» عام 2011، قبل أن يستقيل مرة أخرى ليطلق مجموعة «كي سكوير غروب». وسيؤدي دوراً أساسياً على رأس وزارة الخزانة، وهو منصب مرموق داخل الحكومة، حيث سيضطلع بدور مزدوج يتمثل في تقديم المشورة وإدارة الميزانية الفيدرالية والإشراف على السياسة الاقتصادية. وسيتعيّن على بيسنت خصوصاً زيادة وإدامة التخفيضات الضريبية، التي تحققت خلال فترة ولاية ترمب الأولى (2017 - 2021) التي ستنتهي في عام 2025. كما ستكون مهمته إدارة خفض العجز العام، والسيطرة على الدين الفيدرالي الذي يبلغ 36 تريليون دولار، وعلى العلاقات التجارية مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، بما في ذلك الصين. كذلك، سيؤدّي دوراً مُهمّاً في السيطرة على مؤسسات الإشراف المالي مثل «الاحتياطي الفيدرالي»، وهو من أشدّ المدافعين عن دور أكبر للسلطة السياسية في عملية صنع القرار بهذه المؤسسة.

وبحسب مجلة «فوربس»، فإنه بحال موافقة مجلس الشيوخ عليه، سيصبح بيسنت أول وزير في إدارة جمهورية يُجاهر بمثليته. وكان اسمه مطروحاً منذ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) مع اسم هوارد لوتنيك، الذي عُيّن في نهاية المطاف وزيراً للتجارة الثلاثاء. وفي مقارنة بين الرجلين، قال إيلون ماسك، الملياردير المقرّب من ترمب، على حسابه في منصة «إكس» التي يملكها إن بيسنت سيكون خيار الجمود، «بينما سيطبق هوارد لوتنيك التغيير الذي يريده دونالد ترمب حقاً».

طبيبة من أصول أردنية

د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

وكانت الطبيبة من أصل أردني، جانيت نشيوات، بين لائحة المرشّحين الذين أعلن عنهم ترمب الجمعة، وحظيت بمنصب الجراح العام للولايات المتحدة، بحسب قناة «فوكس نيوز» السادسة عشرة الإخبارية.

وقال ترمب، في بيان، إن الطبيبة نشيوات مدافعة شرسة ومحاورة قوية في مجال الطب الوقائي والصحة العامة. وأضاف: «أنا فخور جداً بأن أعلن اليوم أن الطبيبة نشيوات ستكون طبيبة الأمة، جراحة عامة للولايات المتحدة، وهي (...) لديها التزام لا يتزعزع بإنقاذ وعلاج الآلاف من أرواح الأميركيين، وهي مناصرة قوية ومتواصلة في مجال الطب الوقائي والصحة العامة». وتابع ترمب: «هي ملتزمة بضمان حصول الأميركيين على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة، وتؤمن بتمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم ليعيشوا حياة أطول وأكثر صحة»، وفق وكالة «بترا» الأردنية للأنباء.

ويعد منصب جراح عام الولايات المتحدة أعلى منصب طبي في البلاد، يمنح صاحبه القرار بإجازة أي دواء لأي وباء في العالم، ويرتبط بالرئيس الأميركي مباشرة.

وقال ترمب إنها عالجت المرضى أثناء جائحة «كوفيد - 19»، واهتمت بضحايا إعصار كاترينا وإعصار جوبلين، وعملت في منظمة إغاثة الكوارث «Samaritan's Purse» التي تقدم الرعاية في المغرب وهايتي وبولندا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ويعرفها كثير من الأميركيين بصفتها مساهمة في قناة «فوكس نيوز»، وناقشت قضايا مثل سلالة جدري القردة، وتأثيرات تعاطي الكحول والمخدرات، أو الإغاثة من الكوارث الطبيعية. وكانت نشيوات مساهمة طبية في شبكة «فوكس نيوز»، وقال متحدث باسم الشبكة إنه بدءاً من إعلان ترمب، لم تعد مساهمة في القناة.

ماسك لخفض الميزانية

الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

كُلف مالك منصة «إكس» وشركتي «تسلا» و«سبايس إكس»، الملياردير إيلون ماسك، قيادة عملية تدقيق في الإنفاق العام بهدف خفضه، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي. ويُعرف أغنى رجل في العالم والمساهم مالياً بشكل واسع في حملة الجمهوريين، بأسلوبه الإداري «المتشدد»، وبكونه لا يتردد في تنفيذ عمليات تسريح واسعة النطاق وسريعة.

روبرت كيندي جونيور

واختير روبرت إف. كيندي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل جون كيندي، لتولي حقيبة الصحة. وكيندي محامٍ سابق في مجال قانون البيئة، تحدث عن نظريات مؤامرة بشأن لقاحات مكافحة وباء «كوفيد - 19»، وسيكون مسؤولاً عن «إعادة الصحة لأميركا». وسيدعمه «دكتور أوز»، وهو جراح ونجم تلفزيوني سيقود برنامج التأمين الصحي العام الضخم، والطبيبة من أصول أردنية جانيت نشيوات.

بوندي لوزارة العدل

اختيرت بايم بوندي، وهي محامية سابقة لترمب والمدعية العامة السابقة لفلوريدا لتولي حقيبة العدل الحساسة، بعد انسحاب مات غيتز المدوي والمثير للجدل على خلفية اتهامه بتجاوزات أخلاقية مع فتاة قاصر. وبوندي مقربة من ترمب وعضو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية التي كانت ترمي لعزله عام 2020، وسيدعمها في الوزارة 3 من محامي الرئيس المنتخب الشخصيين؛ هم تود بلانش وإميل بوف وجون سوير. ومهمتهم واضحة: وضع حد لما يعدّه دونالد ترمب «استغلالاً» للقضاء.

روبيو الحازم تجاه الصين

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو خلال مناظرة للمرشحين الرئاسيين آنذاك في فبراير 2016 (رويترز)

وسيصبح السيناتور الجمهوري البارز عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، الوجه الجديد للدبلوماسية الأميركية على المستوى الدولي. وسيكون روبيو أول أميركي من أصول لاتينية يتولى وزارة الخارجية، وهو معروف بمواقفه الحازمة جداً تجاه الصين، ودعمه القوي لإسرائيل، ومعارضته الشرسة لإيران. وسيشغل مسؤول منتخب آخر من فلوريدا، هو مايك والتز الحازم جداً أيضاً تجاه الصين، وكذلك تجاه روسيا، منصب مستشار الأمن القومي. كما عيّن ترمب اثنين من أشرس المؤيدين لإسرائيل؛ هما مايك هاكابي سفيراً لدى إسرائيل، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة. وكان منصب السفير لدى حلف شمال الأطلسي من نصيب ماثيو ويتاكر، وكُلف مسؤولية «وضع أميركا أولاً»، وفقاً لدونالد ترمب.

هيغسيث... من «فوكس نيوز» إلى البنتاغون

ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

اتخذ ترمب قراراً مدوياً بتعيين مقدم البرامج في قناة «فوكس نيوز» بيت هيغسيث وزيراً للدفاع. ويعارض هذا الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي مشاركة النساء في القوات المقاتلة، ولم يسبق أن ترأس مؤسسة كبرى. ومع تعيينه وزيراً للدفاع، سيدير شؤون 3.4 مليون جندي وموظف مدني، في وزارة تخصص لها موازنة ضخمة تفوق 850 مليار دولار سنوياً. واتُّهم هيغسيث باعتداء جنسي عام 2017، من دون أن تُرفع شكوى ضده.

غابارد «ضد الحروب»

أرشيفية لمرشحة الرئيس المنتخب دونالد ترمب لإدارة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد (أ.ف.ب)

وعينت تولسي غابارد على رأس مديرية الاستخبارات الوطنية. وتُتّهم هذه المنشقة عن الحزب الديمقراطي والعسكرية السابقة باتخاذ مواقف مؤيدة للكرملين. وفي مقطع فيديو نُشر بعد بدء الحرب في أوكرانيا، دعت النائبة السابقة عن هاواي، الرؤساء الروسي والأوكراني والأميركي، إلى إنهاء الصراع.

واعترض مسؤولون استخباراتيون على ترشيحها، بينما اتّهمتها نيكي هايلي المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، بـ«التعاطف» مع الصينيين والإيرانيين والروس.

نويم للأمن الداخلي

حاكمة ساوث داكوتا كريستي نويم خلال حفل انتخابي بأوهايو في 16 مارس (أ.ف.ب)

ستؤدي حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، كريستي نويم، دوراً رئيسياً في تنفيذ الوعد الذي قطعه دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية بترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، إذ اختيرت لقيادة وزارة الأمن الداخلي. وتصدّرت نويم البالغة 52 عاماً عناوين الأخبار هذا العام، بعد تفاخرها بقتل كلبتها، لأنها كانت غير قابلة للترويض، وفق تعبيرها. وقوّض ذلك التصريح مساعيها إلى الترشح مع دونالد ترمب لمنصب نائب الرئيس.