يقترب الناخبون الأميركيون من الانتخابات الرئاسية بقلق عميق بشأن ما قد يتبع العملية الانتخابية، بما في ذلك احتمال اندلاع عنف سياسي، ومحاولات لقلب نتائج الانتخابات وتداعياتها الأوسع على الديمقراطية، وفقاً لاستطلاع رأي جديد.
تتحدث نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز «أسوشييتد برس - نورك» لأبحاث الشؤون العامة، عن مخاوف مستمرة بشأن هشاشة أقدم ديمقراطية في العالم، بعد ما يقرب من أربع سنوات من رفض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبول نتائج انتخابات 2020، مما ألهم آنذاك حشداً من أنصاره لاقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في محاولة عنيفة لوقف انتقال السلطة السلمي.
يقول نحو 4 من كل 10 ناخبين أميركيين مسجلين إنهم قلقون «للغاية» أو «جداً» بشأن المحاولات العنيفة لقلب النتائج بعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة. كما تشعر نسبة مماثلة بالقلق بشأن القيام بجهود قانونية لقلب نتائج الانتخابات.
ويقول نحو 1 من كل 3 ناخبين إنهم «قلقون للغاية» أو «جداً» بشأن محاولات مسؤولي الانتخابات المحليين أو الحكوميين لمنع الانتهاء من إعلان النتائج.
عدد قليل نسبياً من الناخبين - نحو الثلث أو أقل - «ليسوا قلقين للغاية» أو «ليسوا قلقين على الإطلاق» بشأن حدوث أي من ذلك.
وواصل ترمب منذ أربع سنوات الإصرار على أنه لم يخسر الانتخابات، ويتوقع مرة أخرى أنه لا يمكنه الخسارة هذه المرة إلا إذا تم تزوير الانتخابات ضده، وهي الاستراتيجية التي استخدمها منذ ترشحه الأول لمنصبه.
ورفع حلفاؤه واللجنة الوطنية الجمهورية، التي أعاد ترمب تشكيلها، دعاوى قضائية في جميع أنحاء البلاد، والتي تعد مقدمة محتملة للتحديات القانونية بعد الانتخابات في حالة خسارته.
وقالت أوستارا كاي من داوني بكاليفورنيا، عن ترمب: «اعتقدت أنه بعد 6 يناير (كانون الثاني) 2021 سيكون لدى الحزب الجمهوري الحس لرفضه بوصفه مرشحا. وبما أنه لم يفعل ذلك، لذا أعتقد أن هذا شجعه على الاعتقاد بأنه قادر على فعل أي شيء، وسيظل الحزب متمسكاً به».
يعتقد كثير من الناخبين بأن ترمب لن يعترف بالهزيمة إذا خسر. أدت محاولات ترمب الواسعة النطاق لرفض إرادة الناخبين والبقاء في السلطة بعد خسارته في عام 2020 إلى مخاوف من أنه سيفشل مرة أخرى في الاعتراف بالهزيمة إذا خسر أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسب تقرير وكالة «أسوشييتد برس».
وقال ما يقرب من 9 من كل 10 ناخبين إن الخاسر في الانتخابات الرئاسية ملزم بالاعتراف بالهزيمة بمجرد انتهاء كل ولاية من فرز أصواتها وحل التحديات القانونية، بما في ذلك نحو 8 من كل 10 من المنتمين إلى الحزب الجمهوري. لكن نحو ثلث الناخبين فقط يتوقعون أن يقبل ترمب النتائج ويعترف بالهزيمة إذا خسر.
يختلف الديمقراطيون والجمهوريون على نطاق واسع في وجهات النظر حول هذه المسألة: يعتقد نحو ثلثي الناخبين الجمهوريين أن ترمب سيعترف بالهزيمة، مقارنة بنحو 1 من كل 10 ديمقراطيين فقط. ولا ينطبق القلق نفسه على هاريس. وقال ما يقرب من 8 من كل 10 ناخبين إن هاريس ستقبل النتائج وتعترف بالهزيمة إذا خسرت الانتخابات، بما في ذلك أغلبية كبيرة من الناخبين الجمهوريين.
انقسام حول الخطر على الديمقراطية
ينقسم الديمقراطيون والجمهوريون حول من قد يضعف الديمقراطية، كما أن لدى أعضاء كلا الحزبين مخاوف واسعة النطاق بشأن كيفية أداء الديمقراطية الأميركية، اعتماداً على نتيجة انتخابات نوفمبر المقبل.
بشكل عام، يعتقد نحو نصف الناخبين بأن ترمب سيضعف الديمقراطية في الولايات المتحدة «كثيراً» أو «إلى حد ما» إذا فاز، بينما قال نحو 4 من كل 10 الشيء نفسه عن هاريس.
وليس من المستغرب أن يكون الأميركيون منقسمين بشدة على أسس آيديولوجية.
قال نحو 8 من كل 10 جمهوريين إن فترة ولاية أخرى لترمب من شأنها أن تعزز الديمقراطية «كثيراً» أو «إلى حد ما»، بينما قالت نسبة مماثلة من الديمقراطيين الشيء نفسه عن رئاسة هاريس. وقال نحو 9 من كل 10 ناخبين في كل حزب أن مرشح الحزب المعارض من المرجح أن يضعف الديمقراطية «إلى حد ما» على الأقل إذا تم انتخابه.
وصفت كاي، وهي عاملة متقاعدة في نظام الرعاية الصحية، ترمب بأنه «تهديد وجودي للدستور». وقالت إن أحد الاحتمالات التي تخيفها هو أنه إذا فاز ترمب، فإنه من المرجح أنه لن تكون لديه الحواجز الواقية في إدارته الجديدة التي كانت موجودة في الإدارة الأخيرة.
وقالت الناخبة الجمهورية ديبورا أبوداكا، 60 عاماً، من توسون بأريزونا، إن هاريس هي التهديد الأكبر للديمقراطية. وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعطت أولوية كبيرة للمساعدات الخارجية، وأظهرت عدم اهتمامها بشعبها.
وقالت: «أموال ضرائبنا نرسلها إلى كل مكان. إنها لا تبقى هنا. لماذا لا نعتني بأميركا؟». وتابعت: «لماذا يجب أن ندفع الضرائب إذا كنا نرسلها بعيداً؟».
وأضافت أن هذا الافتقار إلى الاهتمام يشمل أيضاً الحدود، عادّةً أن فوز هاريس سيكون «نهاية دورية الحدود».
ويشكّل الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2020 جزءاً من الانقسامات التي تفرق بين الناخبين الأميركيين حول آرائهم بشأن الديمقراطية الأميركية، ومن يتحمل اللوم على الهجوم.
فمن المرجح أن يلقي الديمقراطيون والمستقلون «قدراً كبيراً» من المسؤولية على عاتق ترمب مقارنة بالناخبين الجمهوريين.
الآراء حول هجوم 6 يناير 2020 ليست الوحيدة التي انقسم فيها الناخبون الأميركيون على أسس آيديولوجية.
باتباع خطى ترمب، تؤكد غالبية الجمهوريين أن الرئيس جو بايدن لم يُنتخب بشكل شرعي. ويعتقد جميع الديمقراطيين تقريباً ونحو 7 من كل 10 مستقلين أن بايدن انتخب بشكل شرعي.