تهديدات بالقنابل تربك مدينة أميركية زعم ترمب أن المهاجرين فيها يأكلون القطط والكلاب

إخلاء مبانٍ رئيسية ومدارس... واحتياطات أمنية إضافية

رجل يحمل لافتة صممها الذكاء الاصطناعي لترمب محاولاً إنقاذ قطط من مهاجرين هايتيين خارج تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
رجل يحمل لافتة صممها الذكاء الاصطناعي لترمب محاولاً إنقاذ قطط من مهاجرين هايتيين خارج تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
TT

تهديدات بالقنابل تربك مدينة أميركية زعم ترمب أن المهاجرين فيها يأكلون القطط والكلاب

رجل يحمل لافتة صممها الذكاء الاصطناعي لترمب محاولاً إنقاذ قطط من مهاجرين هايتيين خارج تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
رجل يحمل لافتة صممها الذكاء الاصطناعي لترمب محاولاً إنقاذ قطط من مهاجرين هايتيين خارج تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)

تسببت معلومات غير دقيقة من المرشح الرئاسي والرئيس السابقق دونالد ترمب في إحداث فوضى في مدينة سبرينغفيلد الصغيرة بولاية أوهايو.

وواجهت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 59 ألف نسمة خارج كولومبوس سيلاً من التهديدات بالقنابل والاهتمام غير المرغوب فيه منذ كرر ترمب هذا الأسبوع الادعاء بأن المهاجرين هناك يأكلون الحيوانات الأليفة.

وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، أخلت سبرينغفيلد المدارس وأغلقت قاعة المدينة مؤقتاً. دحض مسؤولو المدينة مراراً وتكراراً ادعاء أكل الحيوانات الأليفة ويحاولون نشر معلومة أن الحيوانات الأليفة آمنة في سبرينغفيلد.

وأفادت الصحيفة بأن اليمين المتطرف صوّر سبرينغفيلد على أنها مدينة اجتاحها مهاجرون هايتيون يخطفون الكلاب والقطط والبط.

وقال عمدة سبرينغفيلد روب رو إن المدينة ليس لديها تقارير موثوقة عن أخذ الحيوانات الأليفة وأكلها. وقال إنه كان من المحبط مشاهدة الساسة ينشرون الشائعات الكاذبة. وقال: «لقد أثار ذلك جنوناً في مجتمعنا وكان الأمر صعباً للغاية. يحتاج السياسي الوطني الذي لديه منصة وطنية إلى فهم كيف يمكن لكلماته أن تؤذي مدينة مثل مدينتنا».

لافتة في مطعم «ذا وينيرز سيركل» وهو مطعم شهير لبيع الهوت دوج مكتوب عليها «المهاجرون يأكلون كلابنا» في شيكاغو (أ.ف.ب)

وأفادت الصحيفة بأن سكان سبرينغفيلد متوترون. وأشارت إلى أن التهديدات بالقنابل قلبت مجرى الحياة في المدينة رأساً على عقب. فقد تم إخلاء المدارس الابتدائية وأغلقت مدرسة إعدادية مؤقتاً أمس الجمعة بسبب التهديدات، كما تم إغلاق مبنى البلدية يوم الخميس بعد تلقي تهديد بوجود قنبلة. كما تعرض مكتب محلي لهيئة المركبات الآلية للتهديد. وقال مسؤولون في المدينة إنهم لم يحددوا ما إذا كانت التهديدات، التي وردت عبر البريد الإلكتروني، جاءت من داخل المنطقة أم خارجها.

انتقل نحو 15 ألف هايتي إلى سبرينغفيلد منذ عام 2020، واستخدم العديد منهم برنامجاً يحميهم مؤقتاً من الترحيل. وأنشأ الكونغرس البرنامج في عام 1990 لمنح مسؤولي الهجرة السلطة لتوفير الحماية القانونية للمهاجرين من البلدان التي تعتبر خطيرة للغاية للعودة إليها.

ووضع التدفق ضغطاً على موارد المدينة. ذهب عمدة سبرينغفيلد إلى «قناة فوكس نيوز» في وقت سابق من هذا العام للمطالبة بالدعم الفيدرالي. وسرعان ما تم تسليط الضوء على المدينة، ولكن ليس كما كانت تأمل.

انتشرت مؤامرة أكل الحيوانات الأليفة عبر اليمين المتطرف من الإنترنت. ونشر جمهوريون من أوهايو، بمن فيهم السيناتور جيه دي فانس والنائب جيم جوردان، عن ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي. أصبحت المدينة، التي كانت تُعرف ذات يوم بأنها بلدة تصنيع سابقة، الآن رمزاً لمناهضة الهجرة، وسرعان ما وصلت الشائعة إلى ترمب.

في المناظرة الرئاسية هذا الأسبوع، أمام أكثر من 57 مليون مشاهد، قال ترمب: «في سبرينغفيلد، يأكلون الكلاب، والأشخاص الذين أتوا يأكلون القطط. يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك».

وقال عمدة المدينة إن موظفي المدينة كانوا تحت ضغط وهم يتعاملون مع التداعيات، بما في ذلك التهديدات بالقنابل. وقال: «هذا ما يتعين علينا للأسف التركيز عليه الآن بدلاً مما تم تعيين موظفي مدينتنا للقيام به: تحريك مدينتنا إلى الأمام».

قالت شركة «نيوزغارد»، وهي شركة تتعقب المعلومات المضللة عبر الإنترنت إن الشائعة بدأت من قبل امرأة على «فيسبوك» استشهدت برواية من مصدر ثالث لجارتها عن قطة تم تقطيعها لتؤكل خارج منزل يعيش فيه هايتيون.

واشتعل الحديث عن الحيوانات الأليفة، ففي الأيام الثلاثة منذ المناقشة كان هناك أكثر من 1.1 مليون منشور على «إكس»، حول أكل الحيوانات الأليفة، وفقاً لشركة «PeakMetrics»، وهي شركة تتعقب المناقشات عبر الإنترنت. نشر إيلون ماسك عن ذلك. ونشر ترمب عن أكل القطط والبط. كما تحدث فانس مراراً وتكراراً عن سبرينغفيلد.

سلاسل مفاتيح تحمل علم هايتي للبيع بالقرب من متجر يخدم بشكل أساسي المقيمين الهايتيين في سبرينغفيلد بولاية أوهايو (أ.ف.ب)

كما سخر بعض الديمقراطيين من عبثية الأمر برمته. وسلط آخرون الضوء على الخسائر التي تكبدها الهايتيون في سبرينغفيلد بسبب الشائعة، إذ أشار الرئيس بايدن، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أمس أمام زعماء المجتمع الأسود، إلى الوضع في سبرينغفيلد، قائلاً إن الأميركيين الهايتيين «مجتمع يتعرض للهجوم في بلدنا الآن، إنه ببساطة خطأ. يجب أن يتوقف هذا، يجب أن يتوقف».

وقال ترمب في مؤتمر صحافي أمس (الجمعة) إنه يخطط لترحيل أعداد كبيرة من سبرينغفيلد. وعندما سئل عن التهديدات بالقنابل في المدينة، قال: «التهديد الحقيقي هو ما يحدث على حدودنا».

دافع المغني جون ليغند، الذي قال إنه من سبرينغفيلد، عن سكان المدينة الهايتيين في مقطع فيديو نُشر على «إنستغرام» يوم الخميس، وقال: «خلاصة القول هي أن هؤلاء الناس جاءوا إلى سبرينغفيلد لأن هناك وظائف لهم وكانوا على استعداد للعمل. وأرادوا أن يعيشوا الحلم الأميركي».

وقال ليغند: «ماذا لو تبنينا هذه الروح عندما نتحدث عن المهاجرين الذين ينتقلون إلى مجتمعاتنا ولا ننشر أكاذيب كراهية للأجانب وعنصرية عنهم».

وقال روي إن المدينة اتخذت احتياطات مثل إضافة الأمن إلى المناطق المهددة. ويساعد جنود ولاية أوهايو في دوريات الشوارع. وقال العمدة: «سبرينغفيلد مجتمع جميل، لكن لدينا بعض المخاوف التي سنتغلب عليها ونتغلب عليها».


مقالات ذات صلة

 ترمب: إيلون ماسك لن يصبح رئيساً لأنه «لم يولد في أميركا»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

 ترمب: إيلون ماسك لن يصبح رئيساً لأنه «لم يولد في أميركا»

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، أن حليفه إيلون ماسك لا يمكن أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة لأنه «لم يولد في هذا البلد»، وذلك رداً منه…

«الشرق الأوسط» (فينيكس (الولايات المتحدة))
شمال افريقيا وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ سيارات الشرطة في مقاطعة ساكرامنتو الأميركية (صفحة الشرطة على «فيسبوك»)

الشرطة الأميركية تلقي القبض على أب قطع رأس طفله

قالت السلطات في شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية إنها ألقت القبض على رجل يشتبه في قيامه بقطع رأس ابنه البالغ من العمر عاماً واحداً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)

ترمب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثاً خاصاً إلى بريطانيا

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه اختار منتج برنامجه التلفزيوني الواقعي «المتدرب» (ذا ابرنتيس) ليكون مبعوثاً خاصاً لإدارته إلى المملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثاً خاصاً إلى بريطانيا

أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)
أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)
TT

ترمب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثاً خاصاً إلى بريطانيا

أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)
أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم، إنه اختار منتج برنامجه التلفزيوني الواقعي «المتدرب» (ذا ابرنتيس) ليكون مبعوثاً خاصاً لإدارته إلى المملكة المتحدة.

مارك بورنيت (64 عاماً) هو من ابتكر البرنامج الذي منح ترمب شهرة على مستوى العالم بسبب طرده لعدد من المتسابقين الذين كانوا يتنافسون على مناصب في شركاته. كما ابتكر بورنيت، وهو بريطاني، أو أنتج برنامجي «سيرفايفر» و«شارك تانك» وبرامج أخرى وكان رئيساً لمجموعة «إم جي إم» التلفزيونية العالمية.

وسبق أن اختار ترمب رجل الأعمال وارن ستيفنز، ليكون سفيره لدى المملكة المتحدة. وعينت الحكومة البريطانية أمس الجمعة بيتر ماندلسون سفيراً جديداً لها لدى الولايات المتحدة بهدف التقرب لترمب وتجنب حرب تجارية والحفاظ على تحالف البلدين بشأن أوكرانيا.

وفي منشور على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، قال ترمب إن بورنيت «سيعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية» وسيركز على «التجارة وفرص الاستثمار والتبادل الثقافي».