ترمب وهاريس يلهبان المعركة الانتخابية مع بدء عمليات الاقتراع المبكّر

المرشحة الديمقراطية تتحدّى غريمها الجمهوري بعد رفضه مناظرة ثانية

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل مع الحشد خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل مع الحشد خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
TT

ترمب وهاريس يلهبان المعركة الانتخابية مع بدء عمليات الاقتراع المبكّر

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل مع الحشد خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتفاعل مع الحشد خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)

مع بدء عمليات الاقتراع عبر البريد قبل نحو شهرين من الموعد الفعلي للانتخابات، ألهبت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترمب، السباق الانتخابي، ولا سيما في الولايات المتأرجحة، بعد مناظرتهما المثيرة للجدل، فوصلت المرشحة الديمقراطية إلى بنسلفانيا، في حين توجّه خصمها الجمهوري إلى أريزونا.

وعلى الرغم من أن الانتخابات ستُجرى في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بدأت بالفعل عملية الاقتراع الغيابي في ألاباما، وتليها بنسلفانيا، بالتصويت المبكر شخصياً من الاثنين المقبل، ثم ويسكونسن ومينيسوتا وساوث داكوتا وفيرجينيا، علماً بأن 21 سبتمبر (أيلول) أيضاً يُمثل الموعد النهائي الفيدرالي لإرسال جميع بطاقات الاقتراع الغيابية بالبريد إلى الناخبين العسكريين وفي الخارج.

ويشهد هذا الشهر أيضاً بدء عمليات الاقتراع المماثلة في نورث كارولينا وميسيسيبي وميشيغان ونبراسكا.

وبالتزامن مع إعلان ترمب أنه لن يشارك في مناظرة إضافية مع كامالا هاريس، أفادت الحملة الديمقراطية بأنها جمعت 47 مليون دولار في الساعات الـ24 الأولى بعد مناظرة كامالا هاريس الوحيدة حتى الآن مع ترمب الثلاثاء الماضي، في مبلغ يرجح أن يوسع فجوة التمويل المتزايدة بين الحملتين، علماً بأن كامالا هاريس كانت تتمتع بالفعل بميزة مالية كبيرة على ترمب مع بدء سبتمبر الحالي. وأفادت حملتها بأن لديها 404 ملايين دولار نقداً في متناول اليد، في حين كان لدى ترمب 295 مليون دولار.

ومع ذلك، أكدت كامالا هاريس (59 عاماً) في نورث كارولينا أن «الناخبين يستحقون مناظرة ثانية»، لكن ترمب (78 عاماً) رفض خوض مبارزة جديدة، عادّاً أنه فاز بالأولى.

ولم تُعلن حملة ترمب أي أرقام لجمع التبرعات بعد المناظرة، في حين عبّر عدد من كبار المانحين له عن قلقهم بشأن أدائه، وكيف يمكن أن يضر على الأقل بجمع التبرعات الكبيرة. وكان أكبر رقم أعلن عنه فريقه على مدار 24 ساعة بعد إدانته بجناية في مايو (أيار) الماضي، عندما جمع نحو 53 مليون دولار عبر الإنترنت. وفي اليوم ذاته، تبرع المصرفي تيموثي ميلون أيضاً بمبلغ 50 مليون دولار للجنة عمل سياسي مؤيدة لترمب.

«لا رفاهية لدينا»

نائبة الرئيس كامالا هاريس تتحدث في تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)

وأعلنت رئيس الحملة الديمقراطية، جين أومالي ديلون، أنه «لا يمكننا أن نتوقف»، مضيفة أن استراتيجية حملة ترمب «تعتمد على خريطة واسعة» ومكلفة، في إشارة إلى اعتقاد مستشاري ترمب بأن من أكثر المسارات الانتخابية كفاءة للوصول إلى البيت الأبيض هو الاحتفاظ بنورث كارولاينا، مع استعادة بنسلفانيا وجورجيا، وهما الولايتان المتأرجحتان اللتان فاز بهما الرئيس بايدن عام 2020. وكتبت أن «ترمب منخرط في ولاية أو ولايتين يجب الفوز بهما»؛ ولذلك «ليست لدينا هذه الرفاهية».

وإضافة إلى هاتين الولايتين، أمضى الرئيس السابق جزءاً كبيراً من وقته في أريزونا، مطلقاً وابلاً من التصريحات النارية، ومكرراً التعبير عن مظالمه في شأن مناظرته مع كامالا هاريس. كما قدّم اقتراحاً شعبوياً جديداً في سعيه إلى الفوز بأصوات الأميركيين من الطبقة العاملة والمتوسطة، فدعا إلى إلغاء الضرائب على أجور العمل الإضافي.

وكرر ترمب ما أعلنه عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «لأننا أجرينا مناظرتين، ولأنهما كانتا ناجحتين، فلن تكون هناك مناظرة ثالثة»، وهو كان يشير بذلك إلى المناظرة مع بايدن، ثم المناظرة مع كامالا هاريس. وجدد انتقاداته لمديري المناظرة عبر شبكة «إيه بي سي» الأميركية للتلفزيون، ديفيد موير، ولينسي ديفيس؛ حيث سخر من شعر موير، ووصف لينسي بأنها «شريرة».

الهجرة... لا المناظرة

الرئيس الأميركي السابق المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يُلوّح بيده بعد إلقاء كلمة خلال نشاط انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)

وفي مرحلة ما، ردّ ترمب على التقييمات السلبية لأدائه في المناظرة، لأن «الناس قالوا إنني كنت غاضباً من المناقشة». وأوضح أنه «كان غاضباً» بشأن الهجرة، مكرراً لوم إدارة بايدن على زيادة عبور المهاجرين من الحدود الجنوبية. وواصل تأجيج الخوف بشأن الهجرة، مصوراً البلاد على أنها تتعرض للهجوم من المهاجرين الذين وصفهم بأنهم «قوة غازية من المجرمين». وقال: «نحن نتعرض للغزو، ونحن محتلون من عنصر أجنبي».

ونظراً لكون أريزونا ولاية حدودية، فإن الهجرة تحتل المرتبة الأولى بين اهتمامات الناخبين هناك، وحاول ترمب جعل هذه القضية محورية في حملته. وسلط الضوء على تدفق المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد في أوهايو. وحمّلهم تبعات موجة من الجرائم التي نفى المسؤولون حدوثها. كما وصفهم بشكل عام بأنهم «غير شرعيين»، رغم وجودهم في البلاد بشكل قانوني مع تصريح للعمل.

وكرر مرة أخرى ادعاءً تم دحضه بأن المهاجرين الهايتيين في سبرينغفيلد كانوا يختطفون الحيوانات الأليفة من السكان، رغم أنه لم يكرر صراحة ادعاءه بأنهم كانوا يأكلون هذه الحيوانات.

وعلى أثر تصريحات ترمب، أعلنت سلطات سبرينغفيلد أن المدينة تلقّت تهديدات بالقنابل في «مرافق متعددة»، ما دفعها لإخلاء مبنى البلدية وإغلاقه الخميس، بعد يومين من تضخيم ترمب الادعاء الغريب أثناء المناظرة.

وفي تجمع حاشد في ميشيغان ترأسه مرشح كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس، حاكم مينيسوتا، تيم والز، انفجر المؤيدون في الهتافات: «نحن لا نأكل القطط»، على لحن لازمة كامالا هاريس: «لن نعود إلى الوراء».

وبعد أوهايو، توجّه والز نحو محطات عدة في ميشيغان وويسكونسن.


مقالات ذات صلة

البابا ينتقد هاريس وترمب... ويحث الأميركيين على اختيار «أخف الضررين»

العالم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان (أ.ف.ب)

البابا ينتقد هاريس وترمب... ويحث الأميركيين على اختيار «أخف الضررين»

انتقد بابا الفاتيكان، الجمعة، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بسبب خطته لترحيل ملايين المهاجرين وأيضاً نائبة الرئيس كامالا هاريس بسبب دعمها لحقوق الإجهاض.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة (أ.ب)

ترمب يلقي كلمة الأسبوع المقبل أمام المجلس الإسرائيلي الأميركي

أعلن المجلس الإسرائيلي الأميركي، الجمعة، أن الرئيس السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة سيتحدث في قمة يعقدها المجلس، الأسبوع المقبل، بالعاصمة واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

تستعد السلطات الفيدرالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران سعوا إلى اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترمب والتأثير في انتخابات الرئاسة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لورا لومر تصل مع المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب لزيارة شركة إطفاء الحرائق التطوعية في شانكسفيل (أ.ب)

لورا لومر: من هي الشخصية المثيرة للجدل التي تسافر مع ترمب؟

أثار وجود مناصرة نظريات المؤامرة اليمينية لورا لومر إلى جانب المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الحملة الانتخابية في الأيام الأخيرة تساؤلات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي في غرينسبورو بولاية نورث كارولاينا بالولايات المتحدة الأميركية في 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

هاريس وترمب يتوجّهان إلى الولايات الأميركية الحاسمة لنتيجة الانتخابات

يتوجه مرشحا الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب وكامالا هاريس إلى ولايات حاسمة بالنسبة للاقتراع، إذ يسعى كل منهما للتفوّق في سباق تبدو نتائجه متقاربة جداً

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يلقي كلمة الأسبوع المقبل أمام المجلس الإسرائيلي الأميركي

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة (أ.ب)
TT

ترمب يلقي كلمة الأسبوع المقبل أمام المجلس الإسرائيلي الأميركي

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة (أ.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة (أ.ب)

أعلن المجلس الإسرائيلي الأميركي، الجمعة، أن الرئيس السابق دونالد ترمب والمرشح الجمهوري للرئاسة سيتحدث في قمة يعقدها المجلس، الأسبوع المقبل، بالعاصمة واشنطن.

وذكر المجلس، وفقاً لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، تلقّيا أيضاً دعوة للتحدث في القمة.

وقال إيلان كار، الرئيس التنفيذي للمجلس الإسرائيلي الأميركي، في بيان: «خلال العام الماضي، انخرطت إسرائيل في الحرب على جبهات القتال، وفي الحَرَم الجامعي، وفي الإعلام، وعلى منصات التواصل الاجتماعي».

وأفاد بيان المجلس بأنه وجّه دعوات لنحو 4 آلاف شخصية للمشاركة في القمة، من بينهم عدد من الطلاب، مضيفاً: «سيجري التركيز على برامج متعلقة بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بما في ذلك تكريم للأبطال، والناجين، وعائلات الرهائن، وتوجيه التحية للجيش الإسرائيلي، وجلسة نقاشية مع خبراء عن أخلاقيات القتال لدى الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ظهور خاص لرهائن سابقين تحرروا من قبضة (حماس)».