هاريس لفتح مسارات جديدة للفوز مع احتفاظ ترمب بقاعدة صلبة

الحملة الديمقراطية تعود إلى نورث كارولاينا وبنسلفانيا... والجمهوريون إلى أريزونا

خلال المناظرة بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (إ.ب.أ)
خلال المناظرة بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (إ.ب.أ)
TT

هاريس لفتح مسارات جديدة للفوز مع احتفاظ ترمب بقاعدة صلبة

خلال المناظرة بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (إ.ب.أ)
خلال المناظرة بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (إ.ب.أ)

منح الأداء القوي لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في مناظرتها مع الرئيس السابق دونالد ترمب، دَفعة جديدة لحملتها الديمقراطية قبل أقل من ثمانية أسابيع على موعد الانتخابات، ومزيداً من الثقة لأداء جهود إضافية في نورث كارولاينا، سعياً إلى إعادتها ولايةً متأرجحةً بعدما كانت شبه محسومة للجمهوريين.

وفي ظل تردّد ترمب حيال إمكانية إجراء مناظرة ثانية مع هاريس بعد أدائه الضعيف في المناظرة الأولى التي جذبت أكثر من 67 مليون مشاهد، سعت حملته إلى تخفيف الأضرار واستعادة التألق الذي أحرزه بعد الأداء الكارثي للرئيس جو بايدن، خلال ​​مناظرتهما في يونيو (حزيران) الماضي، وسط مخاوف من الاختراقات المحتملة في قاعدته الشعبية بعد إعلان نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت، أنها ستُصوّت لمصلحة هاريس في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

في المقابل، أبدى مساعدو هاريس استعدادهم لإجراء مناظرة ثانية بالتزامن مع زيادة ظهورها في نشاطات انتخابية وإعلامية، بما في ذلك مع وسائل إعلام تميل إلى انتقادها، بالإضافة إلى وضع نفسها أمام أكبر عدد ممكن من الناخبين في الولايات المتأرجحة: بنسلفانيا وجورجيا وويسكونسن وميشيغان ونيفادا وأريزونا، وفتح آفاق جديدة في ولايات كانت مُستبعدة مثل نورث كارولاينا وفلوريدا وتكساس. ويدرك كثيرون بين مستشاري المرشحة الديمقراطية تداعيات كونها لا تزال جزءاً رئيسياً من الإدارة الحالية غير الشعبية بقيادة بايدن.

استهداف نورث كارولاينا

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في نيويورك (أ.ب)

وعادت هاريس، الخميس، إلى نورث كارولاينا، مستفيدةً من هذا الزخم بحملة ديمقراطية قويّة، سعياً إلى تكرار التجربة الناجحة هناك للرئيس السابق باراك أوباما، الذي نقلها لفترة وجيزة إلى اللون الأزرق عام 2008، علماً بأنها محسوبة على الجمهوريين منذ فترة طويلة. والآن تُظهر متوسطات الاستطلاعات التي أجرتها صحيفة «واشنطن بوست» أن هاريس وترمب متعادلان هناك.

وأعادت هاريس آمال الديمقراطيين في الفوز بنورث كارولاينا، التي تُعدّ جائزة لم يستطع بايدن الحصول عليها عام 2020. وهي تُشكّل خطراً عالياً لترمب، لأن مساراته الأكثر ترجيحاً للعودة إلى البيت الأبيض تمُرّ في هذه الولاية التي لديها 16 صوتاً في المجمع الانتخابي، المؤلّف من 538 ناخباً. وزار ترمب الولاية الأسبوع الماضي للمرة الرابعة منذ حلّت هاريس مكان بايدن على البطاقة الرئاسية للديمقراطيين في 21 يوليو (تموز) الماضي.

ولطالما اعتقد الديمقراطيون أن النمو السكاني السريع للولاية والتركيبة السكانية فيها، بما في ذلك العدد الكبير من الناخبين السود ومن جيل الألفية، يضعها ضمن السباق.

ومع ذلك، يعيش ما يقرب من 40 في المائة من سكانها في المناطق الريفية، التي تميل إلى أن تكون معاقل للمحافظين، وهي ساعدت الحزب الجمهوري على البقاء في الصدارة. غير أن الديمقراطيين زادوا الضغوط على الجمهوريين من خلال حجز نحو 50 مليون دولار للإعلان في الولاية. فيما لم تقم لجنة العمل السياسي الرئيسية لترمب بحجوزات إعلانية تذكر لمعظم شهري سبتمبر (أيلول) الجاري وأكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لكنَّ الجمهوريين ضاهوا تقريباً خصومهم الديمقراطيين في الإنفاق الإعلاني حتى نهاية هذا الأسبوع، وفقاً لمؤسسة «آد إمباكت».

وكان مقرراً أن تتوجه هاريس، الجمعة، إلى بنسلفانيا، التي يجري التركيز كثيراً عليها بوصفها الجائزة الكبرى المحتملة بين الولايات المتأرجحة لأن لديها 19 صوتاً في المجمع الانتخابي. وستكون هذه الزيارة السادسة لها في الولاية. وتُخطّط هاريس أيضاً لإجراء مقابلات إعلامية محلية في ولايات ساحات المعارك الانتخابية، بالإضافة إلى مقابلة الأسبوع المقبل مع الرابطة الوطنية للصحفيين السود.

ترمب في أريزونا

المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعيد مناظرته مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في فيلادلفيا - بنسلفانيا (رويترز)

في المقابل، توجّه ترمب نحو مدينة توسون في أريزونا، التي خسرها بفارق ضئيل أمام بايدن قبل أربع سنوات. وهي ولاية متأرجحة يجب الفوز بها لأن لديها 11 صوتاً. وكان مقرراً أن يلقي كلمة في قاعة توسون الموسيقية، التي سبقه إليها المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، والمرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس، الأسبوع الماضي. وقالت حملة ترمب إنه «سيسلط الضوء على سياسات كامالا هاريس المدمرة التي أحدثت خراباً في أريزونا، والأسباب العديدة التي تجعل الناخبين من أصل إسباني يتدفقون إلى الحزب الجمهوري».

وتتزامن زيارة ترمب مع زيارة لزوج نائبة الرئيس دوغ آيمهوف، «كجزء من جولة الحملة الانتخابية الجديدة إلى الأمام لحشد الدعم، وتعزيز الحماس، والوصول إلى الناخبين الذين سيقررون هذه الانتخابات مع اقترابنا من الأسابيع الأخيرة من الحملة».

ورغم أدائه المتعثر في المناظرة، تُظهر الاستطلاعات أن ترمب يحتفظ بأرضية قوية من الدعم بين الجمهوريين، إذ إن النتائج في الولايات المتأرجحة لا تزال متقاربة للغاية.


مقالات ذات صلة

سيناتور أميركي «قلق للغاية» حيال حقوق الإنسان في عهد ترمب

الولايات المتحدة​ السيناتور الديمقراطي بن كاردين (رويترز)

سيناتور أميركي «قلق للغاية» حيال حقوق الإنسان في عهد ترمب

قال السيناتور الديمقراطي بن كاردين، إنه يشعر بالقلق حيال تراجع الاهتمام بملف حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، خلال الفترة الثانية للرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

منع المدعية ويليس من مقاضاة ترمب في قضية التدخل بنتائج الانتخابات في جورجيا

قضت محكمة استئناف في جورجيا، الخميس، بمنع المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، من مقاضاة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والعديد من حلفائه.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا)
المشرق العربي تصاعد الدخان عقب انفجار في قطاع غزة كما شوهد من جنوب إسرائيل (أ.ب)

بلينكن «متفائل» بإمكان التوصل لهدنة في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّه ما زال «متفائلًا» بإمكان التوصّل خلال ولاية الرئيس جو بايدن إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤيدون للرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال الانتخابات الأخيرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترمب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي توقعتا فوز هاريس في الانتخابات

رفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دعوى قضائية ضد صحيفة في ولاية أيوا وشركة استطلاعات رأي كانت وراء نشر توقع غير صحيح بفوز منافسته الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس بنما يرفض تهديد ترمب باستعادة السيطرة على القناة

الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
TT

رئيس بنما يرفض تهديد ترمب باستعادة السيطرة على القناة

الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)
الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو (إ.ب.أ)

رفض رئيس بنما خوسيه راوول مولينو، تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، باستعادة السيطرة على هذا الممر بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

ومن دون أن يذكر ترمب بالاسم، قال مولينو في مقطع فيديو على منصة «إكس»، إن «القناة لا تسيطر عليها الصين أو المجموعة الأوروبية أو الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر. وبصفتي بنميّا، أرفض بشدة أي تعبير يشوه هذه الحقيقة».

ويأتي إعلان رئيس بنما عقب تهديد أطلقه ترمب، السبت، على شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل».

وكتب ترمب الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني): «قواتنا البحرية وتجارتنا يتم التعامل معهما على نحو غير عادل (...) إن رسوم (المرور) التي تفرضها بنما سخيفة»، مضيفا «هذا النهب لبلادنا سيتوقف فوراً».

وقال الرئيس الجمهوري، إن «إدارة القناة تعود لبنما وحدها، لا إلى الصين ولا إلى أي جهة أخرى. لم ولن ندعها أبداً تقع في الأيدي الخطأ».

وشدد على أنه إذا كانت بنما غير قادرة على ضمان «التشغيل الآمن والفعال والموثوق لهذا الطريق المائي فسنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل ومن دون نقاش».

وردّ الرئيس البنمي مطالبا بـ«احترام» بلاده، مؤكدا أن «كل متر مربع من قناة بنما والمناطق المتاخمة لها هو ملك لبنما وسيظل تابعا لها». وأضاف أن «سيادة بلدنا واستقلاله أمر غير قابل للتفاوض».

ورغم تصريحات ترمب، أمل مولينو بأن تربطه «علاقة جيدة ومحترمة» مع الإدارة الأميركية الجديدة، لمعالجة موضوعات مثل الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

وأكملت الولايات المتحدة إنشاء القناة عام 1914. واستعادة بنما السيطرة الكاملة عليها عام 1999.