خبراء يحذّرون: الذكاء الاصطناعي قد يولّد أوبئة كبرى أو حتى جوائح

مريض مصاب بـ«كوفيد - 19» يصل إلى مستشفى عام في برازيليا (أ.ف.ب)
مريض مصاب بـ«كوفيد - 19» يصل إلى مستشفى عام في برازيليا (أ.ف.ب)
TT

خبراء يحذّرون: الذكاء الاصطناعي قد يولّد أوبئة كبرى أو حتى جوائح

مريض مصاب بـ«كوفيد - 19» يصل إلى مستشفى عام في برازيليا (أ.ف.ب)
مريض مصاب بـ«كوفيد - 19» يصل إلى مستشفى عام في برازيليا (أ.ف.ب)

حثّ خبراء الحكومات على وضع قواعد تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في «المساهمة في إنتاج مخاطر واسعة النطاق مثل الأمراض»، وحذّروا من أن الذكاء الاصطناعي قد يولد «أوبئة كبرى أو حتى جوائح».

وقالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن ورقة بحثية نُشرت في مجلة «ساينس» العلمية وضعها خبراء من جامعات جونز هوبكنز وستانفورد وفوردهام، بيّنت أن نماذج الذكاء الاصطناعي «يتم تدريبها أو هي قادرة على التلاعب بالبيانات البيولوجية، لتسريع تصميم الأدوية واللقاحات وتحسين غلة المحاصيل».

وأضافوا : «لكن، كما هو الحال مع أي تقنية جديدة قوية، فإن مثل هذه النماذج البيولوجية ستشكل أيضاً مخاطر كبيرة بسبب طبيعتها، لأنه يمكن استخدام النموذج البيولوجي نفسه القادر على تقديم علاج لتصميم فيروس أكثر قدرة على التهرب من المناعة الناجمة عن اللقاح».

ممرضان يعملان على علاج مرضى «كورونا» في مستشفى بألمانيا (أ.ب)

وذكروا أن «الالتزام الطوعي للمطورين بشأن تقييم القدرات الخطيرة المحتملة للنماذج البيولوجية لا يمكن أن ضمانه. ونقترح أن تسنّ الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، تشريعات وتضع قواعد إلزامية تمنع النماذج البيولوجية من المساهمة بشكل كبير في المخاطر واسعة النطاق، مثل إنشاء مسببات الأمراض الجديدة أو المحسّنة القادرة على التسبب بأوبئة كبرى أو حتى جوائح».

ونقلت مجلة «تايم» الأميركية عن مؤلفي الورقة البحثية قولهم إنه «على الرغم من أن نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم من غير المرجح أن تساهم بشكل كبير في إنتاج المخاطر البيولوجية، فإن المكونات الأساسية لإنشاء نماذج بيولوجية متقدمة مثيرة للقلق للغاية قد تكون موجودة بالفعل أو ستكون موجودة قريباً».

وقالت أنيتا شيشرون، نائبة المدير في«مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي» والمشاركة في الورقة البحثية، لمجلة «تايم»: «نحن في حاجة إلى التخطيط الآن، ستكون بعض الرقابة والمتطلبات الحكومية المنظمة ضرورية من أجل تقليل مخاطر تلك الأدوات القوية بشكل خاص في المستقبل».

وأضافت شيشرون أن «المخاطر البيولوجية الناجمة عن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تصبح حقيقة في غضون العشرين عاماً المقبلة، وربما أقل من ذلك بكثير من دون الإشراف المناسب».

وقال بول باورز، خبير الذكاء الاصطناعي: «هناك أحماض نووية معينة تشكل اللبنات الأساسية لأي مسبب لمرض أو فيروس محتمل، ويجب القضاء على من يمكنه الوصول إلى تلك اللبنات الأساسية أولاً».


مقالات ذات صلة

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
أوروبا البعوض يسبب الإصابة بحمى غرب النيل في ألمانيا (رويترز)

بسبب البعوض... ألمانيا تسجل أول إصابة بحمى غرب النيل هذا العام

أعلن معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا أنه جرى تسجيل حالة إصابة بحمى غرب النيل الذي ينقله البعوض المحلي في البلاد للمرة الأولى العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق نصائح لإدارة القلق (رويترز)

كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

مواجهة القلق مباشرة والتعامل معه بشكل مختلف يمكن أن يغيرا حياتك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تنظر إلى الأنقاض وسط الحرب المستمرة في خان يونس بغزة (رويترز)

عودة شلل الأطفال إلى غزة... كل ما عليك معرفته

أكدت السلطات الصحية في قطاع غزة تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عاماً هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السود في ولاية جورجيا مفتاح فوز انتخابي إذا أقبلوا على الاقتراع

الأميركية كريستال غرير تلتقط صورة شخصية في تعاونية كينكت بعد فعالية فحص صحة الناخبين في 17 أغسطس 2024 في أتلانتا - جورجيا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
الأميركية كريستال غرير تلتقط صورة شخصية في تعاونية كينكت بعد فعالية فحص صحة الناخبين في 17 أغسطس 2024 في أتلانتا - جورجيا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

السود في ولاية جورجيا مفتاح فوز انتخابي إذا أقبلوا على الاقتراع

الأميركية كريستال غرير تلتقط صورة شخصية في تعاونية كينكت بعد فعالية فحص صحة الناخبين في 17 أغسطس 2024 في أتلانتا - جورجيا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
الأميركية كريستال غرير تلتقط صورة شخصية في تعاونية كينكت بعد فعالية فحص صحة الناخبين في 17 أغسطس 2024 في أتلانتا - جورجيا بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

تحتاج الديمقراطية كامالا هاريس إلى استقطاب الناخبين الشباب السود مثل جوليان روبرتس، إذا أرادت تحقيق الفوز في جورجيا، إحدى أبرز الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وحيث صبّ الجمهوري دونالد ترمب كل جهوده في محاولته لقلب هزيمته في انتخابات عام 2020، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

اقترعت الولاية لصالح الجمهوريين في انتخابات 2016. لكنّ الديمقراطيين ومرشحهم جو بايدن انتزعوا الفوز فيها بعد أربعة أعوام، وتفوّقوا على ترمب بنحو 12 ألف صوت فقط، في عملية اقتراع أدى إقبال السود والشبان على الإدلاء بأصواتهم دوراً حاسماً فيها.

إلا أن هاريس تخشى ألا تتمكن من تكرار هذا التفوق في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خصوصاً في ظل قواعد انتخابية جديدة يرى فريقها أنها تهدف إلى وضع العراقيل أمام المتحدرين من أصول أفريقية.

كان الناخبون الشبان مثل روبرتس (19 عاماً) يبتعدون شيئاً فشيئاً عن بايدن، وأكد الطالب الجامعي أنه كان يفكّر في التصويت لخيار ثالث غير الديمقراطيين والجمهوريين. إلا أن انسحاب الرئيس الحالي من السباق الرئاسي في يوليو (تموز) وتسمية الديمقراطيين لأول مرشحة سوداء، غيّر الدينامية الانتخابية كلياً.

وقال روبرتس إن ترشيح هاريس «مصدر إلهام كبير»، وذلك في أثناء حديثه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في فولتون، أكبر مقاطعات الولاية من حيث عدد السكان، وبينهم ما يناهز 45 في المائة من السود.

نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس تتحدث خلال تجمع انتخابي في ساحة إنماركت في سافانا – جورجيا بالولايات المتحدة الأميركية 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

تبدّل المزاج

أثار ترشيح هاريس التي تصغر كلاً من بايدن وترمب بنحو عقدين، «تبدلاً فعلياً» في مزاج الناخبين، وفق ما أكد مارتشيلو سكوت، الطالب في كلية مورهاوس الجامعية المعروفة تاريخياً بأنها مؤسسة تعليمية للسود.

وأوضح ابن الحادية والعشرين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «زدنا من نشاطنا فوراً، وألقينا بكل ثقلنا لدعمها»، مشيراً إلى أنه قام في الآونة الأخيرة بمساعدة الناخبين من الطلاب على تسجيل أسمائهم، ويخطط لتنظيم عمليات نقل إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات.

لكن من المبكر تبيان ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تغيير في الاهتمام المتراجع بالانتخابات لدى الناخبين السود.

ويميل الناخبون السود تاريخياً بشكل كبير إلى الديمقراطيين. وتحتاج هاريس إلى أن يشاركوا بكثافة في انتخابات الخامس من نوفمبر، وليس في جورجيا حصراً.

في أبريل (نيسان) حين كان بايدن لا يزال مرشح الديمقراطيين، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» ومركز «إيبسوس» أن نسبة السود الذين أكدوا بشكل قاطع أنهم سيدلون بأصواتهم، تراجعت من 74 في المائة قبل انتخابات 2020، إلى 62 في المائة.

لكن استطلاعات الآونة الأخيرة تظهر أن ترشيح هاريس بدلاً من بايدن أدى إلى زيادة هذه النسبة.

إلا أن موندايل روبنسون، مؤسس «مشروع الناخب الذكر الأسود» الهادف إلى زيادة عدد الرجال السود الذين يشاركون دورياً في الانتخابات، حذّر من «نقص في الحماسة... من أشخاص قد لا يشاركون في عملية الاقتراع».

وأشار روبنسون، وهو رئيس بلدية إنفيلد في ولاية كارولاينا الشمالية، إلى أن بعض الذكور السود «لا يرون أنهم معنيون بالانتخابات أو السياسيين»، وسيكون لزاماً على هاريس أن تكسب ثقتهم.

في المعسكر المقابل، سعى ترمب لتعزيز موقعه لدى الناخبين السود خصوصاً الرجال، بالتركيز على الاقتصاد والهجرة مثل إشارته إلى أن المهاجرين يستولون على «وظائف السود».

وأكدت المرشحة السابقة لحاكمية الولاية الجمهورية كاثرين ديفيس أن ترمب «يحظى بتأييد هائل»، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس السابق «أفادت المجتمع الأسود» من دون منّة.

المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أثناء حديثه خلال فعالية انتخابية في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة في 5 مارس 2024 (رويترز)

تحديات التصويت

يتوقع أن تكون نسب المشاركة محورية في نتائج الولايات الحاسمة؛ سواء أكان في جورجيا أو غيرها. لذلك، يعمل الناشطان ويني تاغارت وتود بلكور من منظمة «سوشال تشاينغ»، على التأكد من أن المواطنين يدركون ما إذا كانوا مسجلين للإدلاء بأصواتهم وفي أي مركز.

وقالت تاغارت: «نحن بالتأكيد نبحث عن الأشخاص بين 18 و35 عاماً... وبعد ذلك ربما نبحث عن الناخبين الذين تخفّف الطبيعة الراهنة للسياسة من حماستهم». وأشارت إلى أن هؤلاء هم غالباً أيضاً أشخاص من الجيل الشاب.

في المقابل، يؤكد المسنّون مثل ويسلي بنجامين (74 عاماً)، عزمهم على حضّ جيرانهم على تسجيل أسمائهم، متحدثاً عن تدني نسبة التصويت في منطقته.

تعد مقاطعة فولتون التي تضم معظم أجزاء مدينة أتلانتا، ديمقراطية التوجه بنسبة أكبر بكثير من بقية جورجيا. وبعد انتخابات 2020، زعم ترمب من دون أن يقدم دليلاً، بوقوع عمليات تزوير في فولتون أدت إلى خسارته جورجيا وأصواتها الـ16 في المجمع الانتخابي الأميركي.

هذا الشهر، صوّت المجلس الانتخابي في جورجيا، وهو جمهوري التوجه، لصالح الطلب من مدعي عام الولاية إعادة التحقيق في طريقة تعامل سلطات المقاطعة مع اقتراع عام 2020. والأسبوع الماضي، أقرّ المجلس إجراءات تعطي المسؤولين المحليين صلاحيات أوسع لمعارضة المصادقة على نتائج الاقتراع.

ويرى منتقدو القواعد الجديدة التي تشمل توفير نسخة عن الهوية للتصويت عبر البريد، أنها تحدّ من توفر صناديق الاقتراع عبر البريد للناخبين السود.

وقالت واندا موسلي، من صندوق «الناخبون السود مهمّون»: «رأينا تبدلاً ملحوظاً في الإفادة من التصويت المبكر والتصويت عبر البريد خلال الجائحة، خصوصاً في مجتمعات السود وذوي البشرة الملونة»، لافتة إلى أن تغيير القواعد الانتخابية قد يؤدي إلى اختلاط الأمر على من يعتزمون مواصلة القيام بذلك.

وأشارت كريستال غير، من «بروتكت ذا فوت»، إلى أن مجموعتها بدأت نشاطات التثقيف الانتخابي أبكر من المعتاد، وتقوم باستقطاب مراقبين لمساعدة من يواجهون مشكلات يوم الانتخاب. وأوضحت: «أعتقد أن قمع الناخبين ازداد قطعاً».