اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم في نيويورك

في مؤشر على تصاعد جرائم الكراهية

اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم  في نيويورك
TT

اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم في نيويورك

اعتقال رجل يهودي بعد سلسلة اعتداءات على جاره المسلم  في نيويورك

في حادثة مروعة تعكس تصاعد جرائم الكراهية في مدينة نيويورك، اعتقل رجل يهودي في حي بروكلين، ووجهت له تهمة محاولة القتل وارتكاب جرائم كراهية ضد جاره المسلم.

إيزاك كادوش، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، يواجه أكثر من 40 تهمة تشمل محاولة القتل والاعتداء المشدد بدافع الكراهية، وذلك بعد اعتداءات متكررة على جاره أحمد شبيرة استمرت على مدار عدة أشهر؛ حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».

ووفقاً للمدعين، بدأت سلسلة الهجمات في مارس (آذار) الماضي، وتواصلت حتى يوم الخميس الماضي، عندما اقتحم كادوش شقة شبيرة وضربه بمطرقة معدنية، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى.

وذكرت الشكوى الجنائية أن كادوش استخدم لغة عنصرية وتهديدات دينية خلال هذه الهجمات، مما أثار مخاوف المجتمع المحلي بشأن تصاعد العنف الديني.

أنكر كادوش جميع التهم الموجهة إليه في محكمة كينجز كاونتي الجنائية، حيث تم تحديد كفالة نقدية بقيمة 25 ألف دولار أو سندات مضمونة جزئياً بقيمة 125 ألف دولار، وهو محتجز حاليا في جزيرة ريكرز بانتظار مثوله أمام المحكمة مجدداً الجمعة.

شبيرة، الذي ينحدر من الجزائر ويبلغ من العمر 50 عاماً، أوضح أن التحرش بدأ بعد فترة وجيزة من انتقاله إلى المبنى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأكد أنه كان يعيش في حالة خوف دائم. وأضاف أنه اضطر للنوم بجانب سكين، وسد مدخل شقته بمرتبة في إجراء احترازي ضد الهجمات المتكررة.

تعكس هذه القضية تنامي جرائم الكراهية في نيويورك، حيث سجلت شرطة المدينة أكثر من 320 حادثة جريمة كراهية هذا العام، مع تصاعد خاص في الجرائم ضد المسلمين واليهود منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر.

وعلقت عفاف ناصر، المديرة التنفيذية لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في نيويورك بقولها إن العنف المزعوم صادم، ومعرفة أن الإسلاموفوبيا كانت الدافع وراء الهجمات تزيد من خطورة الوضع، معبرة عن أملها في تحقيق العدالة.

تتزامن هذه التهم مع دعوات متزايدة للسلطات لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة جرائم الكراهية، وضمان حماية جميع المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: ستارمر يتعهد تكثيف جهود مكافحة عنف اليمين المتطرف

أوروبا جانب من المظاهرات المناهضة للعنصرية في شرق لندن 7 أغسطس (إ.ب.أ) play-circle 00:55

بريطانيا: ستارمر يتعهد تكثيف جهود مكافحة عنف اليمين المتطرف

وضعت الحكومة خلال الأسبوع الراهن ستة آلاف عنصر من الوحدات الخاصة في الشرطة في جهوزية للتعامل مع نحو مائة مظاهرة لناشطين اليمين المتطرف ومظاهرات مضادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا المتظاهرون يلوحون بالأعلام الوطنية وهم يقفون فوق تمثال راجو التذكاري لمكافحة الإرهاب خلال احتجاج في دكا يوم 4 أغسطس 2024 للمطالبة بالعدالة للضحايا الذين تم اعتقالهم (أ.ف.ب)

مقتل 3 أشخاص في بنغلاديش مع تصاعد العنف

لقي 3 أشخاص على الأقل حتفهم، وأصيب عشرات، بعد اندلاع أعمال عنف بعدة مناطق في بنغلاديش، الأحد، بعد يومين من دعوة المتظاهرين لـ«العصيان المدني».

«الشرق الأوسط» (دكا )
رياضة عالمية إيمي ويلسون (رويترز)

«أولمبياد باريس - رغبي»: اتهام البريطانية ويلسون هاردي بالعنصرية

ذكرت اللجنة الأولمبية البريطانية أن لاعبة فريق الرجبي السباعي إيمي ويلسون هاردي تخضع للتحقيق بشأن رسالة عنصرية مزعومة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تشيلسي الإنجليزي أعلن عن إجراء تأديبي بحق لاعب وسطه إنزو فرنانديز (رويترز)

«فيفا» يحقق في عنصرية لاعبي الأرجنتين... و«إجراء تأديبي» ضد فرنانديز

قرر «الاتحاد الدولي لكرة القدم»، الأربعاء، فتح تحقيق بحق لاعبي الأرجنتين بسبب عنصريتهم تجاه لاعبي فرنسا خلال احتفالهم بإحراز لقب بطولة «كوبا أميركا» لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا زعيما حزب «البديل لألمانيا» أليس فايدل وتينو شروبالا يحتفلان بحصول حزبهما على 16 % من الأصوات في ألمانيا بالانتخابات الأوروبية (أ.ف.ب)

أول نائب أفريقي أسود البشرة في البرلمان الألماني يتنحى بعد تعرضه للإساءة العنصرية

أعلن كارامبا ديابي، أول نائب أفريقي المولد يدخل البرلمان الألماني، أنه لن يترشح في الانتخابات الفيدرالية المقبلة، وذلك بعد تعرضه لسلسلة من الإهانات العنصرية.

«الشرق الأوسط» (برلين)

هاريس تركز على الأجندة الاقتصادية… وترمب يكثّف هجماته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
TT

هاريس تركز على الأجندة الاقتصادية… وترمب يكثّف هجماته

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية في نورث كارولاينا (أ.ف.ب)

وضعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس نصب عينيها تحسين المستوى المعيشي للأميركيين، الذي لا يزالون يثقون أكثر بقدرات أكبر لدى منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي كثّف هجماته الشخصية على غريمته الديمقراطية.

وتزامن ذلك مع موافقة كل من السيناتور الجمهوري جيمس ديفيد فانس، والحاكم الديمقراطي لمينيسوتا تيم والز على مناظرة هي الأولى بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس على شبكة «سي بي إس نيوز» للتلفزيون. وأفاد والز، خلال نشاط لجمع التبرعات في بوسطن، بماساتشوستس، أنه قبِل دعوة لإجراء مناظرة مع فانس في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال: «أنا أتطلع حقاً إلى كيفية سير الأمور (...) لدينا رؤى مختلفة جداً لأميركا».

وكذلك، أعلن فانس أنه لم يقبل دعوة الأول من أكتوبر فحسب، بل تحدى والز أيضاً لمناظرة أخرى في سبتمبر (أيلول) المقبل. وكتب على منصة «إكس»: «يستحق الشعب الأميركي أكبر عدد ممكن من المناظرات، ولهذا السبب تحدى الرئيس ترمب كامالا في 3 منها بالفعل. أنا لا أقبل فقط مناظرة (سي بي إس) في الأول من أكتوبر، بل أقبل أيضاً مناظرة (سي إن إن) في 18 سبتمبر. أتطلع إلى كليهما!».

أجندة هاريس

وفيما انطلقت هاريس في عملية توضيح أجندتها الاقتصادية، بالإشارة إلى التقدم المحرز أخيراً في مكافحة التضخم التي أثرت بشكل كبير على إدارة الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي خلال العامين الماضيين، بدا أن إزالة المخاوف في شأن احتمال ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو تتطلب مزيداً من الجهود على رغم انخفاض مؤشر التضخم إلى أقل من 3 في المائة للمرة الأولى منذ عام 2021.

وعلى رغم نصائح مستشاريه بالتركيز على قضايا السياسة، ولا سيما الاقتصاد والتضخم، ابتعد ترمب في خطاب دام أكثر من ساعة في مدينة أدفيل بنورث كارولينا كثيراً عن هذا الهدف. وسخر من الرئيس بايدن بسبب «تعرضه للضغوط للخروج من السباق» الرئاسي. ثم انتقد سياسة الهجرة الحالية، مهاجماً المهاجرين غير المسجلين على نطاق واسع باعتبارهم مجرمين.

وشنّ سلسلة من الهجمات الشخصية على هاريس، التي ادعى أنها اختيرت بعدما «قرر الديمقراطيون أن يكونوا على صواب سياسياً». واستهزأ بهاريس لأن «ضحكتها تهدد مسيرتها المهنية»، معتبراً أن «هذه ضحكة شخص لديه بعض المشاكل الكبيرة». وقال إنها «تضحك مثل شخص مجنون»، مشككاً في ذكائها. وأضاف: «هل تعلمون لماذا لم تجرِ مقابلة؟ إنها ليست ذكية. إنها ليست ذكية. وقد مررنا بما يكفي من ذلك مع هذا الرجل، جو المحتال»، مستخدماً اللقب الذي يستخدمه غالباً للحديث عن بايدن. وعاد إلى السخرية من هانتر بايدن، نجل الرئيس، و«كومبيوتره المحمول من الجحيم».

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال فعالية انتخابية بنيفادا (رويترز)

أفكار فضفاضة

وتضمن الخطاب الذي دام 75 دقيقة قائمة طويلة من الأفكار السياسية الفضفاضة ووعوداً بإنهاء التضخم، وتعزيز إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، الذي بلغ بالفعل مستوى قياسياً، ورفع مستوى معيشة الأميركيين. كما تعهد بايدن بإنهاء «اللوائح القاتلة للوظائف»، وإلغاء القيود التي فرضها بايدن على إنتاج الوقود الأحفوري والاستثمارات في الطاقة الخضراء، وتوجيه أعضاء مجلس الوزراء لاستخدام «كل أداة» ممكنة لـ«هزيمة التضخم» في غضون السنة الأولى من الولاية الثانية، وإنهاء كل الضرائب على إعانات الضمان الاجتماعي.

كذلك، وعد بنمو اقتصادي وفير إلى الحد الذي «سنسدد فيه كل ديوننا»، على غرار التعهد الذي قطعه عام 2016، قبل أن يتضخم الدين الوطني أثناء رئاسته. وتعهد بخفض تكاليف الطاقة للأميركيين بنسبة «50 إلى 70 في المائة» في غضون 12 شهراً، أو «18 شهراً كحد أقصى». لكنه تراجع على الفور: «إذا لم ينجح الأمر، فستقولون: حسناً، صوّتت له ولا يزال قادراً على خفض التكاليف كثيراً». وقارن بين الاقتصاد الحالي ورئاسته، متسائلاً: «هل هناك أي شيء أقل تكلفة في عهد كامالا هاريس وجو المحتال؟». وأضاف: «أعلنت كامالا أن معالجة التضخم ستكون أولوية اليوم الأول بالنسبة لها (...) لكن اليوم الأول لكامالا كان قبل 3 سنوات ونصف سنة. لماذا لم تفعل ذلك؟».

وفي مرحلة ما، بدا أن ترمب يشكك في الغرض من إلقاء خطاب مخصص ظاهرياً للاقتصاد، فقال في إشارة إلى مساعديه في حملته الانتخابية: «أرادوا إلقاء خطاب حول الاقتصاد. يقولون إنه الموضوع الأكثر أهمية. لست متأكداً من ذلك».

أميَل لترمب

إلى ذلك، أظهر استطلاع جديد أجرته وكالة «أسوشييتد برس» ومركز «نورك» لأبحاث الشؤون العامة أن الأميركيين أكثر ميلاً إلى الثقة بترمب، مقارنة بهاريس، عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الاقتصاد، لكن الفارق طفيف بينهما.

قال بعض الناخبين، الذين جاءوا لسماع ترمب، إنهم مستعدون لسماعه يتحدث بشكل أكثر تحديداً عن خططه، ليس لأنهم لا يثقون به بالفعل، بل لأنهم يريدون منه توسيع جاذبيته قبل يوم الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

في غضون ذلك، عقد الرئيس السابق مؤتمراً صحافياً هو الثاني له في غضون أسبوعين، بينما يتكيف مع تذكرة ديمقراطية ناشطة للغاية قبل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأسبوع المقبل.

ولم تتواصل هاريس حتى الآن مع المراسلين إلا نادراً، على رغم أنها تسافر مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة الثانية. ولكنها أعلنت الأسبوع الماضي أنها تريد «إجراء مقابلة بحلول نهاية الشهر» الحالي.