هل تنجح واشنطن في منع طهران من توجيه ضربة لإسرائيل؟

«الأربعة الأميركيون الكبار» في مهمة كبح جماح التصعيد ودفع مفاوضات وقف إطلاق النار

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتنشر سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل وسط التوترات المتزايدة في المنطقة (أ.ف.ب)
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتنشر سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل وسط التوترات المتزايدة في المنطقة (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح واشنطن في منع طهران من توجيه ضربة لإسرائيل؟

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتنشر سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل وسط التوترات المتزايدة في المنطقة (أ.ف.ب)
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتنشر سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل وسط التوترات المتزايدة في المنطقة (أ.ف.ب)

تتسع المسافة بين محاولات التهوين من ضربة إيرانية ضد إسرائيل، والتقليل من إقدام طهران على شن ضربة موسعة، وبين التهويل في توقعات أن تقدم إيران على هجمات كبيرة ضد إسرائيل خلال الأسبوع الحالي.

وزادت تصريحات جون كيربي للصحافيين، مساء الاثنين، حول المخاوف الأميركية الإسرائيلية حول قيام إيران بمجموعة كبيرة من الهجمات خلال ساعات أو أيام قليلة، من المخاوف من تبعات هذه المواجهات والتوترات الجيوسياسية.

وكثّف الرئيس جو بايدن من محادثاته مع الزعماء الأوروبيين لتأكيد الرسالة لإيران على التراجع عن تهديداتها المستمرة بشن هجوم عسكري ضد إسرائيل، وناقش مع زعماء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا العواقب الوخيمة على الأمن الإقليمي في حالة وقوع مثل هذا الهجوم. وقام كبار مسؤولي الإدارة بجهود دبلوماسية مكثفة في التواصل مع قادة القوى الإقليمية لتقييم الوضع ومناقشة السيناريوهات المتوقعة، والدفع بمسار إحياء المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس».

الأربعة الكبار

وأرسلت الإدارة الأميركية «الأربعة الكبار» إلى المنطقة، حيث يقوم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير الاستخبارات وليام بيريز، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، والمبعوث الرئاسي أموس هوكشتاين، بجولات مكثفة بين عواصم مهمة بالمنطقة لدفع هذه الجهود الدبلوماسية وممارسة الضغوط على إسرائيل وعلى إيران، بما تملكه واشنطن من أدوات الترهيب والترغيب، لمنع التصعيد وتوسع الحرب. وتفرض هذه الجهود تساؤلات حول مدى نجاح إدارة بايدن في وقف هذه المواجهة.

استعراض القوة العسكرية

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط وتنشر سفناً حربية وطائرات مقاتلة إضافية لحماية الأفراد الأميركيين والدفاع عن إسرائيل وسط التوترات المتزايدة في المنطقة (أ.ف.ب)

فبالتزامن مع الجهود الدبلوماسية، كثّفت وزارة الدفاع الأميركية وجودها العسكري في المنطقة، وأصدرت قيادة القوات المسلحة الأميركية تعليماتها لمجموعة حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» بالإبحار بسرعة أكبر إلى المنطقة. كما أمرت أميركا الغواصة الموجهة «يو إس إس جورجيا» بالتوجه إلى الشرق الأوسط، في حين كانت مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» في خليج عمان.

كما حلّقت طائرات مقاتلة إضافية من طراز «إف 22» إلى المنطقة، في حين توجد «يو إس إس واسب»، وهي سفينة هجومية برمائية كبيرة تحمل طائرات مقاتلة من طراز «إف 35»، في البحر الأبيض المتوسط. وترسل هذه التعزيزات العسكرية الأميركية رسالة ردع قوية لإيران، كما تعد استعراضاً للقوة العسكرية الأميركية أمام كل من روسيا والصين.

وتحمل الغواصة «جورجيا» أكثر من 150 صاروخ «توما هوك»، الذي يصل مداه إلى ألف ميل، وهو ما يعادل تغطية جيدة داخل ايران.

ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن الانتشار العسكري الأميركي يشمل 6 سفن في الخليج العربي، واثنين أخريين في البحر الأحمر، إضافة إلى السفينة «يو إس إس لابون»، التي تقوم بردع الطائرات من دون طيار والصواريخ والقوارب التابعة للحوثيين منذ عدة أشهر، إضافة إلى ما ينشره البنتاغون من مدمرات محملة بصواريخ «ستاندرد» للدفاع الجوي في جميع أنحاء المنطقة.

فرص التفاؤل

يرى بعض الخبراء أن الدفع باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتعزيز الجهود المستمرة من شهور لوقف الحرب في القطاع قد يؤديان إلى إقناع إيران بوقف ضربتها أو الحد من مداها، لكن الفشل في تحقيق نتائج جادة من هذه المفاوضات قد يدفع إيران بشنّ هجوم معقد بطائرات من دون طيار وإطلاق الصواريخ بالتزامن مع ميليشيات «حزب الله»، وهو ما قد يدفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى شن هجوم مباشر على إيران وجر منطقة الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع.

هذه المخاوف تدفع أيضاً موجات الدبلوماسية الأميركية والفرنسية والألمانية والبريطانية لحثّ إيران عن تصعيد التوترات والتحذير من تعريض فرصة الاتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن للخطر. وأرسلت الولايات المتحدة تحذيرات لإيران عبر الوسيط السويسري من عواقب تخنق الاقتصاد الإيراني، إذا أقدمت طهران على التصعيد، وأقدمت على ضربة انتقامية رداً على مقتل زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية.

مخاطر سوء التقدير

أشار وزير الدفاع الأسبق وليام كوهين لشبكة «سي إن إن»، صباح الثلاثاء، إلى أن سوء التقدير هي الكلمة السحرية، وأن «حزب الله» كان يعلم حينما أطلق الصواريخ على مرتفعات الجولان وقتل 12 طفلاً أن إسرائيل سترد، وكانت إسرائيل تعلم أنه إذا قتلت زعيم «حماس» أثناء وجوده في طهران، فإن إيران سترد. ولذا، ونحن نرى كل هؤلاء يصعّدون، ونرى إيران تحجم عن توجيه ردّها الآن، وكأنها تضع سيفاً مسلطاً على إسرائيل، وتقول سنضرب في الوقت والمكان الذي نختار، ويتزايد القلق لدى واشنطن وتل أبيب من ضربة كبرى، فما تناقشه واشنطن بعد إرسال مختلف أنواع التحذير، هو كيف سيكون الرد الرادع لإيران؟

وأوضح كوهين أن أكبر مخاوف إيران هو استهداف منشآتها النووية، وقد يقرر الإسرائيليون بالتعاون مع الولايات المتحدة القضاء على أكبر تهديد يخشونه، وهو برنامج الأسلحة النووية الإيراني. وقال: «آمل أن يستجيب الإسرائيليون والإيرانيون للجهود الدبلوماسية، وأن يروا أن هناك فرصة لاتخاذ خطوة من أجل السلام في الشرق الأوسط، لأن العواقب ستكون وخيمة للغاية».

وحول الوجود العسكري الأميركي المكثف في المنطقة والرسالة الموجهة لإيران، قال وزير الدفاع الأسبق إن غواصة الصواريخ «يو إس إس جورجيا» التي أعلن البنتاغون إرسالها إلى شرق البحر المتوسط ترسل رسالة قوية، فهي ليست غواصة لإسقاط الصواريخ أو القذائف، وإنما تستطيع بمفردها القضاء على إيران، ويوجد أكثر من 150 صاروخ كروز من طراز «توما هوك» يمكن توجيهها إلى أهداف، ربما في لبنان أو سوريا أو العراق، إذا تعرضت القوات الأميركية هناك للخطر، ويمكن أن تصل هذه الصواريخ إلى إيران بسهولة.

وشدّد وزير الدفاع الأسبق على خطورة الموقف وضرورة إطلاق التحذيرات، لأن حرب كبرى ستؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف، بما في ذلك الجنود الأميركيون في المنطقة، وأنه يتعين الضغط على الإسرائيليين ليفهموا أنهم لا يستطيعون شن هجمات، والاعتقاد أن الإيرانيين لن يردوا. وناشد كلاً من إسرائيل و«حماس» أن يكونا على استعداد للجلوس والتوصل إلى وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.


مقالات ذات صلة

مصادر: فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

الولايات المتحدة​ صورة جوية للبنتاغون في واشنطن (رويترز - أرشيفية)

مصادر: فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

قال مصدران إن أعضاء الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يُعدون قائمة بمسؤولين عسكريين من المزمع فصلهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مجموعة صور تشمل ماسك وراماسوامي وسوزي وايلز وبيت هيغسيث وتوماس هومان وإليز ستيفانيك وجون راتكليف ومايك والتز وماركو روبيو ولي زيلدين وستيفن ميلر (أ.ف.ب)

ترمب يكلّف ماسك بمهمة «التغيير الجذري» في طريقة حكم أميركا

عيّن ترمب المليارديرين إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لقيادة «دائرة الكفاءة الحكومية» المستحدثة من أجل إحداث «تغيير جذري» في المؤسسات الحكومية.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب متحدثاً بـ«خطاب النصر» في ويست بالم بيتش بفلوريدا صباح الأربعاء الماضي (أ.ب)

البنتاغون أمام اختبار ولاية ترمب الثانية

أكد ترمب أن مهمته الآن لا تقل عن «إنقاذ بلادنا»، التي تتضمن أجندة موسعة من شأنها إعادة تشكيل الحكومة، والسياسة الخارجية، والأمن القومي، والاقتصاد.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال زيارة لأفراد القوات المسلحة الأميركية في قاعدة بجنوب العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

قادة البنتاغون يبحثون كيفية الرد على أوامر «مثيرة للجدل» قد يصدرها ترمب

يعقد المسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية مناقشات «غير رسمية» حول كيفية الرد إذا أصدر ترمب أوامر بنشر قوات داخلياً أو إذا طرد أعداداً كبيرة من موظفي الوزارة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)

«البنتاغون»: أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يتعهد مجدداً برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي

الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)
الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)
TT

ترمب يتعهد مجدداً برفع السرية عن وثائق اغتيال جون كينيدي

الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)
الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي يلوح بيده من سيارته في موكب سيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه، في 22 نوفمبر 1963 في دالاس، الولايات المتحدة (أ.ب)

ينصح أولئك الذين فحصوا سجلات ملف اغتيال كينيدي التي تم الكشف عنها حتى الآن، بعدم توقع أي كشف صادم، حتى لو تم رفع السرية عن الملفات المتبقية.

لا تزال نظريات المؤامرة منتشرة على نطاق واسع بعد أكثر من 60 عاماً من اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي، ولا تزال أي معلومات جديدة عن يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 في دالاس تجذب الاهتمام.

وخلال حملة إعادة انتخابه، تعهَّد الرئيس المنتخَب دونالد ترمب برفع السرية عن جميع الوثائق الحكومية المتبقية المتعلقة بالاغتيال، إذا ما أعيد انتخابه.

وخلال فترة ولايته الأولى، قدم ترمب التزاماً مماثلاً، لكنه استسلم في النهاية للضغوط من مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) لحجب بعض المعلومات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ولم يكشف حتى الآن سوى عن بضعة آلاف من ملايين الوثائق الحكومية المتعلقة بالاغتيال، وينصح أولئك الذين فحصوا السجلات التي تم الكشف عنها حتى الآن بعدم توقع أي كشف صادم، حتى لو تم رفع السرية عن الملفات المتبقية.

وقال جيرالد بوسنر، مؤلف كتاب «القضية مغلقة»، الذي توصل فيه إلى استنتاج مفاده أن القاتل لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده: «إن أي شخص ينتظر دليلاً دامغاً يقلب هذه القضية رأساً على عقب سيشعر بخيبة أمل شديدة».

ومن المتوقَّع أن يتم إحياء الذكرى الحادية والستين للاغتيال، اليوم (الجمعة)، بدقيقة صمت في الساعة 12:30 ظهراً بديلي بلازا؛ حيث قُتِل كينيدي بالرصاص أثناء مرور موكبه.

وعلى مدار هذا الأسبوع، جرى تنظيم عدد من الفعاليات لإحياء الذكرى.