هاريس تنافس ترمب في حجم الحشود الحاضرة خلال التجمّعات الانتخابية

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للسباق الرئاسي (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للسباق الرئاسي (د.ب.أ)
TT

هاريس تنافس ترمب في حجم الحشود الحاضرة خلال التجمّعات الانتخابية

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للسباق الرئاسي (د.ب.أ)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للسباق الرئاسي (د.ب.أ)

لطالما تميّزت التجمّعات الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترمب بحضور أعداد كبيرة من مناصريه، مقارنة بالحشود الأصغر حجماً التي اجتذبها الرئيس جو بايدن قبل انسحابه من الانتخابات. غير أنّ ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي خلق نوعاً جديداً من المنافسة أمام المرشّح الجمهوري، في ظلّ حضور آلاف الأشخاص التجمّعات التي تشارك فيها.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، احتشد، أمس الثلاثاء، نحو 14 ألف ناخب متحمّس في ساحة فيلادلفيا لحضور تجمّع انتخابي لهاريس، كذلك الأمر في اليوم التالي عندما امتدّت طوابير من آلاف الأشخاص في مدينة أو كلير في ويسكونسن للمشاركة في تجمّع انتخابي آخر لكامالا هاريس.

وقبل أيام، حضر حشد ضخم إلى مطار في ديترويت في ولاية ميشيغان للقاء المرشّحة الديمقراطية للرئاسة وتيم والز الذي اختارته ليكون نائبها. ومن هؤلاء، كينا جونسون (46 عاماً) التي تعمل في شركة ستيلانتيس لصناعة السيارات، والتي أكّدت أنّ «الجميع متحمّسون» بانتظار وصول هاريس.

وفي إشارة إلى التجمّعات الانتخابية للديمقراطيين، قالت جونسون: «أعتقد أنّها ستكون أكبر وأكثر إيجابية»، مضيفة أنّه «أمر جيّد بالنسبة للنساء في الوقت الحالي. إنّه يصنع التاريخ».

من جهته، بدا والز، حاكم مينيسوتا، مذهولاً أمام حشد المؤيّدين في ميشيغان التي تعدّ ساحة حاسمة في المعركة الانتخابية. وفيما قدّر موظّفو الحملة عدد الحاضرين بنحو 15 ألف شخص، قال والز إنّ هذا «أكبر تجمّع للحملة» الانتخابية.

كان مشهد حضور هذا العدد الكبير من الأميركيين لحدث سياسي ديمقراطي أكثر شيوعاً خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كسر مرشّح شاب أسود يتمتّع بكاريزما عالية، الحواجز ليصبح رئيساً.

ولكن خلال الأعوام الـ12 التي تلت أوباما، بات هذا الأمر نادراً للغاية لدى الحزب الديمقراطي. وقد ساعد ذلك ترمب على أن يركّز على مسألة التفاوت في أرقام الحشود خلال حملته الانتخابية، بناء على إدراكه للعبة الأرقام وإصراره على أنّ الحشود الكبيرة ترتبط بالدعم الواسع.

ولكنّ أفضلية ترمب في هذا المجال تبخّرت قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، في ظلّ ضخّ هاريس ووالز دفعة من الزخم عبر قاعدة الحزب الديمقراطي.

وقد انعكس ذلك في أعداد الحاضرين التي تجاوزت التوقعات مقارنة بالحشود الأصغر حجماً والأكثر هدوءاً التي شاركت في التجمّعات الانتخابية للرئيس جو بايدن قبل انسحابه، أو قبل أربع سنوات عندما فاز خلال جائحة «كوفيد» التي لم يتم خلالها تنظيم تجمّعات كبيرة.

على الرغم من كلّ ذلك، لم يتمكّن بايدن والمرشّحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في عام 2016 هيلاري كلينتون، من منافسة العرض المتنقّل والذي غالباً ما اتّسم بالفوضى لحملة ترمب الانتخابية، والذي كان يتميّز بحشود غفيرة وأنصار متحمّسين كانوا يخيّمون طوال الليل لضمان مقاعد في الصف الأمامي للحدث الانتخابي.

ولكن مع انسحاب بايدن من السباق الانتخابي لهذا العام، أظهرت منافسة ترمب الجديدة بسرعة أنّها أكثر من قادرة على تحدّي المرشّح الجمهوري في لعبة حجم التجمّعات، الأمر الذي يبدو أنّه أثار غضب ترمب.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تمكّنت هاريس من جذب العدد الكافي من المناصرين الذين ملأوا ساحة تتسع لعشرة آلاف شخص في أتلانتا في ولاية جورجيا، في أول تجمّع كبير لها منذ أن أصبحت المرشّحة المفترضة للحزب الديمقراطي. وقد استعانت باثنين من نجوم الهيب هوب لإثارة حماس الجمهور.

بعد أربعة أيام، جمع ترمب العدد نفسه من المناصرين في الساحة ذاتها، حيث هاجم هاريس واصفاً إياها بـ«كامالا المجنونة»، ومتحدّثاً عن «مقاعدها الكثيرة الفارغة».

وقال ترمب للحشد: «لست بحاجة إلى فنانين. أنا أملأ الساحة لأنّني أعيد لأميركا عظمتها».

لم يتوقّف ترمب عند هذا الحد، فقد بدا غاضباً في أثناء اتهامه المضيفين بمنع ألف شخص إضافي من حضور الحدث الانتخابي.

أفضلية ترمب «تختفي»

وقال باري بوردن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كان من دواعي الفخر بين أنصار ترمب أنّ تجمّعاته اجتذبت حشوداً أكبر بكثير من تلك التي اجتذبها بايدن في عام 2020 أو كلينتون في عام 2016».

وقد أدى هذا الدعم الظاهر خلال تجمّعات ترمب الانتخابية إلى تأجيج شكوك ناخبيه بشأن صحّة نتائج انتخابات عام 2020.

وفي هذا الإطار، أضاف بوردن: «الآن مع مخاطبة هاريس حشوداً كبيرة تنافس أو تتفوّق على (حشود) ترمب، يختفي الأساس المنطقي للاعتقاد بأنّ ترمب هو المرشّح المفضّل».

كان ترمب قد استغلّ هذه الأفضلية منذ بداية حياته السياسية. ففي عام 2015، ملأ ملعب كرة القدم في ألاباما بنحو 30 ألف شخص.

وعندما كان رئيساً، كان يستخدم طائرة الرئاسة دعامةً أساسية لحملته الانتخابية؛ إذ كانت تحطّ على مرأى من مؤيّديه الذين كانوا يلتقطون له الصور عبر هواتفهم المحمولة في أثناء نزوله منها.

غير أنّ هاريس استعانت بهذه الدعامة الانتخابية، الأربعاء، عندما توجّهت إلى تجمّعها الانتخابي في ديترويت على متن الطائرة الرئاسية الثانية التي يستخدمها نائب الرئيس.

من جهة أخرى، غالباً ما يسعى ترمب إلى احتكار سوق الشعارات الوطنية، حيث لا تزال ظهوراته الانتخابية تُقابل بهتافات «الولايات المتحدة الأميركية! الولايات المتحدة الأميركية!».

لكنّ العبارة نفسها صدحت خلال تجمّع هاريس الصاخب في فيلادلفيا، وهو ما كان نادر الحدوث في أثناء فعاليات بايدن.


مقالات ذات صلة

هاريس لا تفكر في فرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل

الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال فعالية في هيوستن 25 يوليو (أ.ب)

هاريس لا تفكر في فرض حظر على الأسلحة إلى إسرائيل

أفاد أحد المساعدين المقربين من كامالا هاريس الخميس بأن المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية لا تفكر في فرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يقترح إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونية مع هاريس في سبتمبر

اقترح المرشح الجمهوري دونالد ترمب إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونية مع مُنافسته الديمقراطية كامالا هاريس خلال سبتمبر (أيلول) قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تعقد تجمعاً انتخابياً لمرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز في جامعة «تيمبل» في فيلادلفيا - الثلاثاء (إ.ب.أ)

بايدن وهاريس يحذران من خطر ترمب على الديمقراطية الأميركية

يصف الجمهوريون والز بأنه «يساري متطرف خطير»، منتقدين سياساته التقدمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة جنائية لتيم والز بعد إلقاء القبض عليه عام 1995 (فوكس نيوز)

صورة جنائية تكشف اعتقال مرشح هاريس لمنصب نائب الرئيس عام 1995... ما القصة؟

بعد ترشيحه، أصبح ماضيه موضوعاً ذا أهمية فورية، وتُظهر صورة حصلت عليها شبكة «فوكس نيوز» المرشح الجديد لمنصب نائب الرئيس بعد فترة وجيزة من اعتقاله.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تعقد تجمعاً انتخابياً لمرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز في جامعة تيمبل في فيلادلفيا (إ.ب.أ)

هاريس ووالز يحشدان الدعم في قلب أميركا

توجهت نائبة الرئيس كامالا هاريس برفقة حاكم مينيسوتا تيم والز إلى قلب أميركا سعياً للفوز في انتخابات 5 نوفمبر المقبل ضد الرئيس السابق دونالد ترمب.

علي بردى (واشنطن)

ترمب يقترح إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونية مع هاريس في سبتمبر

المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

ترمب يقترح إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونية مع هاريس في سبتمبر

المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
المرشح الجمهوري في السباق الرئاسي الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اقترح المرشح الجمهوري دونالد ترمب إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونية مع مُنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، خلال سبتمبر (أيلول) المقبل، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الرئيس الأميركي السابق، خلال مؤتمر صحافي نادر في فلوريدا: «لقد اتفقنا مع (قناة) فوكس على الرابع من سبتمبر، ومع (إن بي سي) في 10 سبتمبر، ومع (إيه بي سي) في 25 سبتمبر»، مضيفاً «آملُ أن توافق نائبة الرئيس على ذلك».

«انتقال سلمي» للسلطة

هذا وتعهد ترمب بـ «انتقال سلمي» للسلطة، مبدياً أمله بأن تكون الانتخابات الرئاسية الأميركية «نزيهة»، وذلك بعد تشكيك الرئيس الحالي الديموقراطي جو بايدن بإقرار المرشح الجمهوري بخسارته في حال حصولها.
وقال ترمب «بالطبع سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة وهذا ما حصل في المرة الماضية»، على رغم قيام مناصريه باقتحام مبنى الكابيتول بعد خسارته أمام بايدن. أضاف «آمل فقط أن تكون الانتخابات نزيهة».