العاصفة «ديبي» تحولت إلى إعصار مع اقترابها من فلوريدا

شاحنة تسير عبر المياه المرتفعة في حي شور آكرز الواقع على خليج تامبا بينما تتحرك العاصفة الاستوائية ديبي على طول ساحل الخليج بسانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا (رويترز)
شاحنة تسير عبر المياه المرتفعة في حي شور آكرز الواقع على خليج تامبا بينما تتحرك العاصفة الاستوائية ديبي على طول ساحل الخليج بسانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا (رويترز)
TT

العاصفة «ديبي» تحولت إلى إعصار مع اقترابها من فلوريدا

شاحنة تسير عبر المياه المرتفعة في حي شور آكرز الواقع على خليج تامبا بينما تتحرك العاصفة الاستوائية ديبي على طول ساحل الخليج بسانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا (رويترز)
شاحنة تسير عبر المياه المرتفعة في حي شور آكرز الواقع على خليج تامبا بينما تتحرك العاصفة الاستوائية ديبي على طول ساحل الخليج بسانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا (رويترز)

اشتدت قوة العاصفة الاستوائية ديبي، وتحولت إلى إعصار، مساء الأحد، مع اقترابها من الساحل الغربي لفلوريدا، ويُتوقع أن تضرب اليابسة، منتصف نهار الاثنين، مهدِّدة بهطول أمطار «تاريخية»، وفق المركز الوطني الأميركي للأعاصير.

ويصف المركز «ديبي» حالياً بإعصار، على موقعه الإلكتروني، محذراً من «تهديد كبير بفيضانات» في جنوب شرقي الولايات المتحدة، هذا الأسبوع.

وديبي حالياً إعصار من الدرجة الأولى، وهو الأدنى على مقياس من خمس درجات، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أشخاص يُطلون من شُرفة أحد الفنادق على الرياح والأمطار التي أثارها إعصار ديبي أثناء مروره قبالة الساحل في تشيفلاند بفلوريدا (أ.ف.ب)

وذكرت وسائل إعلام محلية أن أوامر بالإخلاء صدرت في مقاطعات عدة بفلوريدا.

وقال رئيس خدمات الإطفاء، والمسؤول عن السلامة العامة في مقاطعة هيرناندو: «خذوا الأمر على محمل الجِد».

وأضاف: «نعلم أن المياه سترتفع مع مرور (ديبي)».

وحذّر المركز الوطني للأعاصير من خطر أمواج مدمِّرة على طول الساحل الغربي لفلوريدا، عند مستوى خليج المكسيك، قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار.

وحثّ مدير المركز، مايك برينان، السكان على «إيجاد مكان آمن قبل حلول الظلام».

موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي الممتد من بداية يونيو إلى نهاية نوفمبر (د.ب.أ)

وأشار حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، إلى مخاطر، «خصوصاً في شمال وسط» الولاية.

إلى ذلك، سيتسبّب إعصار ديبي بـ«أمطار غزيرة تاريخية محتملة»، في الأيام المقبلة، مع تقدمه إلى جورجيا وكارولاينا الجنوبية (جنوب شرق)، وفقاً للمركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وفي الساعة 23.00 بالتوقيت المحلي (03.00 ت غ الاثنين)، كان الإعصار الذي يتقدم بسرعة جراء دفء غير معتاد في خليج المكسيك، على بُعد نحو 160 كيلومتراً غرب تامبا، وفقاً للمركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وقال المركز إن الإعصار يتقدّم شمالاً بسرعة 20 كيلومتراً في الساعة تقريباً، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة حداً أقصى.

الإعصار يتقدم شمالاً بسرعة 20 كيلومتراً في الساعة تقريباً مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة حداً أقصى (أ.ف.ب)

وقال خبراء الأرصاد إن ديبي قد يتسبّب أيضاً بزوابع، في وقت مبكر من الاثنين.

وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، حالة الطوارئ في فلوريدا، الأحد، وخصّص موارد فيدرالية لمساعدة السلطات المحلية.

كما أعلن حاكما جورجيا وكارولاينا الجنوبية حالة الطوارئ في الولايتين.

وفي يوليو (تموز) الماضي، ضرب إعصار بيريل، في وقت مبكر على نحو استثنائي، جنوب الولايات المتحدة وتسبَّب بوفاة عدد من الأشخاص.

وتوقعت الإدارة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي «NOAA» أن يكون موسم الأعاصير في شمال المحيط الأطلسي، الممتد من بداية يونيو (حزيران) إلى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، مضطرباً بشكل خاص، هذا العام، خصوصاً بسبب درجات الحرارة المرتفعة في المحيطات التي تعزز العواصف والأعاصير.


مقالات ذات صلة

أميركا: عاصفة مدارية «تهدد الأرواح» تتجه نحو فلوريدا

الولايات المتحدة​ خريطة توضح حركة العاصفة الدارية «ديبي» (موقع «ذا ويزر شانيل»)

أميركا: عاصفة مدارية «تهدد الأرواح» تتجه نحو فلوريدا

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون أن تتسبب العاصفة المدارية «ديبي» في هطول أمطار وارتفاع الأمواج خلال عبورها لمياه خليج المكسيك.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
رياضة عالمية أوقفت المنافسات بسبب ارتفاع الأمواج بسبب العاصفة (رويترز)

«أولمبياد باريس»: إيقاف منافسات ركوب الأمواج بسبب عاصفة ضربت تاهيتي

تقرر إيقاف منافسات ركوب الأمواج في الألعاب الأولمبية بباريس بعد الجولة الثالثة للرجال، يوم الاثنين، عقب وصول عاصفة أنهت سلسلة الأمواج الهائلة في تيهوبو بتاهيتي.

«الشرق الأوسط» (تيهوبو (تاهيتي))
الولايات المتحدة​ صورة تظهر بعض الأضرار الناجمة عن الإعصار الذي ضرب نيويورك (أ.ب)

عاصفة تضرب نيويورك وتطيح بقاذفة قنابل وتقتلع سقف كنيسة تاريخية

هبت عاصفة كانت قوية بما يكفي لإسقاط قاذفة قنابل من فوق منصة واقتلاع سقف كنيسة تعود للقرن الـ19 في وسط ولاية نيويورك، مما أدى إلى وفاة شخص خرج لتفقد سيارته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط تتجه إلى المياه المفتوحة بينما يستغل راكب الأمواج الأمواج قبل وصول إعصار «بيريل» إلى بورت أرانساس بتكساس (أ.ب)

العاصفة «بيريل» قد تؤدي لإغلاق موانئ نفطية

حذر خفر السواحل في الولايات المتحدة من إغلاق محتمل لموانئ تكساس وبدأ في الحد من حركة السفن بسبب العاصفة المدارية «بيريل».

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
العالم رجل ينظر إلى تمثال للإله اليوناني «بوسيدون» على الشاطئ في أثناء مرور العاصفة الاستوائية «بيريل» في بروغريسو بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك (أ.ف.ب)

بعدما ضرب المكسيك... «بيريل» يواصل طريقه إلى تكساس

تراجعت قوة «بيريل» ليصبح عاصفة مدارية، بعد أن ضرب المكسيك إعصار من الفئة الثانية مصحوباً برياح عاتية ألحقت أضراراً مادية دون خسائر بشرية بشبه جزيرة يوكاتان.

«الشرق الأوسط» (تولوم)

التزييف بالذكاء الاصطناعي يعزز مخاوف التلاعب بالناخبين الأميركيين

مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

التزييف بالذكاء الاصطناعي يعزز مخاوف التلاعب بالناخبين الأميركيين

مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)
مطالب بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي (رويترز)

بين تسجيل مصوّر يسخر من كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية «التزييف العميق» ولقطات لجو بايدن تمّت معالجتها مليئة بالتعابير النابية وصورة مزيفة لتوقيف دونالد ترمب، تثير المعلومات السياسية المضللة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي القلق حيال إمكانية التلاعب بالناخبين مع احتدام سباق الرئاسة الأميركية.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإنه في إطار ما تم وصفه بأول انتخابات أميركية تتأثّر بالذكاء الاصطناعي في نوفمبر (تشرين الثاني)، يحذّر باحثون من إمكانية استخدام التزييف بواسطة التكنولوجيا لجذب الناخبين باتّجاه مرشّح ما، أو دفعهم للوقوف ضدّه، أو حتى تجنّب الانتخابات كليّاً، ما يثير القلق في بيئة تعاني في الأساس من الاستقطاب الشديد.

وجددت موجة من المعلومات المضللة مؤخراً الدعوات لعمالقة التكنولوجيا الذين تراجع الكثير منهم عن مراقبة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الحماية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل الانتخابات.

والأسبوع الماضي، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة لمشاركته تسجيلاً مصوّراً يعتمد على تقنية «التزييف العميق» يظهر هاريس التي ستكون مرشحة الحزب «الديمقراطي» للانتخابات، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليوناً على «إكس».

ويصف صوت في التصوير يقلّد صوت هاريس الرئيس جو بايدن بـ«الخرف»، ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف «ألف باء الحكم».

ولم يحمل التسجيل أي مؤشر على أنه مجرّد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقاً أن التسجيل المصوّر كان هدفه السخرية فحسب.

وأعرب باحثون عن قلقهم من أن المتابعين لربما استنتجوا خطأ بأن هاريس تسخر من نفسها وتستهزئ ببايدن.

وفنّد فريق تقصي الحقائق لدى «وكالة الصحافة الفرنسية» حالات تزييف أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أثارت القلق.

والشهر الماضي، أظهر تسجيل مصوّر تم التلاعب به ينتشر على «إكس» بايدن، وهو يشتم منتقديه مستخدماً عبارات مناهضة لمجتمع الميم، بعدما أعلن سحب ترشيحه ودعم ترشّح هاريس.

وكشف بحث عكسي عن الصور بأن التسجيل جاء من خطاب لبايدن بثّته شبكة «بي بي إس»، وندّد فيه بالعنف السياسي بعد محاولة اغتيال ترمب في 13 يوليو (تموز).

وأفادت «بي بي إس» بأن التسجيل المصوّر رُكّب بتقنية «التزييف العميق»، مستخدماً شعارها لخداع المشاهدين.

وقبل أسابيع، أظهرت صورة تمّت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الشرطة وهي توقف ترمب بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلّق بأموال تم دفعها لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.

لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا بأن الصورة اعتمدت على تقنية «التزييف العميق».

توتر حزبي

قال المؤسس المشارك لـ«CivAI» لوكاس هانسن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «هذه الأمثلة الأخيرة تدل إلى حد كبير على الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام التسجيلات المعتمدة على التزييف العميق في السياسة من الآن فصاعداً».

وأضاف: «بينما تعد المعلومات المضللة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بكل تأكيد، فإن تطبيقها على الأرجح سيتم عبر الصور والتسجيلات المصوّرة المفبركة الهادفة لإثارة الغضب ومفاقمة التوتر الحزبي».

واستعرض هانسن الكيفية التي يمكن من خلالها لروبوت دردشة واحد يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على نسب مشاركة الناخبين عبر إصدار مجموعة كبيرة من التغريدات الكاذبة.

وأعطيت للروبوت معلومة بسيطة في رسالة تم تخصيصها لمنطقة ألين في تكساس جاء فيها أن «مراكز الاقتراع تفرض أجرة على توقيف السيارات».

وفي غضون ثوان، انتشرت تغريدة تبلغ المتابعين بمعلومة مضللة مفادها أن سلطات ألين «فرضت بتكتم رسماً على إيقاف السيارات قدره 25 دولاراً في معظم مواقع التصويت».

وسمحت اختبارات أجريت على أداة أخرى بارزة للذكاء الاصطناعي هي Midjourney بتركيب صور تظهر بايدن يتم توقيفه وترمب أمام شبيه له، وفق ما أفاد «مركز مكافحة الكراهية الرقمية» غير الربحي في يونيو (حزيران).

وذكر ناشطون في مجال التكنولوجيا بأن Midjourney حظرت في وقت سابق جميع التعليمات المرتبطة بترمب وبايدن، ما منع المستخدمين من تركيب صور زائفة.

لكن «مركز مكافحة الكراهية الرقمية» لفت إلى أنه بإمكان المستخدمين الالتفاف على هذا المنع بكل سهولة عبر إضافة العلامة المائلة المعاكسة في بعض الحالات إلى أمر سبق وحظرته Midjourney.

نقطة تحول

يحذّر مراقبون من أن هذا النوع من التزييف على نطاق واسع يحمل خطر إثارة الغضب في الأوساط العامة حيال العملية الانتخابية.

ويتوقّع أكثر من 50 في المائة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته العام الماضي مجموعة «أكسيوس» الإعلامية، وشركة «مورنينغ كونسالت» للمعلومات التجارية.

وأفاد نحو ثلث الأميركيين بأن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.

وذكرت عدة شركات تكنولوجيا عملاقة أنها تعمل على أنظمة تصنّف المحتوى المولّد عبر الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا في أبريل (نيسان)، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية، واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.

وذكرت «فري برس» غير الربحية، وهي من بين المجموعات التي وقعت على الرسالة، أن المنصات لم تقدّم التزامات «جوهرية» في هذه الانتخابات.

وقالت المستشارة القانونية لدى «فري برس» نورا بينافيديز: «ما لدينا الآن هو بيئة سامة على الإنترنت، حيث تغرق الأكاذيب بثّنا وتربك الناخبين».

وأضافت: «هذه نقطة تحوّل في انتخاباتنا.. يتعيّن على المسؤولين التنفيذيين في المنصات المسارعة لتحسين وتطبيق سياساتهم ضد التزييف العميق وغيره من المشاكل».