20 دولة في حلف «الناتو» تستوفي إنفاقها الدفاعي بنحو 2 %

ينس ستولتنبرغ: تهديدات روسيا والصين تدفع الحلف لنشر مزيد من الأسلحة النووية

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يعقد مؤتمراً صحافياً خلال اجتماع وزراء دفاع «الناتو» في مقر الحلف في بروكسل في 14 يونيو 2024  (رويترز)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يعقد مؤتمراً صحافياً خلال اجتماع وزراء دفاع «الناتو» في مقر الحلف في بروكسل في 14 يونيو 2024 (رويترز)
TT

20 دولة في حلف «الناتو» تستوفي إنفاقها الدفاعي بنحو 2 %

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يعقد مؤتمراً صحافياً خلال اجتماع وزراء دفاع «الناتو» في مقر الحلف في بروكسل في 14 يونيو 2024  (رويترز)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يعقد مؤتمراً صحافياً خلال اجتماع وزراء دفاع «الناتو» في مقر الحلف في بروكسل في 14 يونيو 2024 (رويترز)

قبل لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضوي، مساء الاثنين، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن أكثر من 20 دولة عضواً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حققت هدف الإنفاق الدفاعي للحلف العسكري الغربي هذا العام، بإنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الأميركي، بعما أثارت الحرب الروسية في أوكرانيا خطر توسع الصراع في أوروبا. ويقدر هذا الرقم بأربعة أضعاف الإنفاق الدفاعي لدول حلف «الناتو» في عام 2021 قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ، في كلمة ألقاها في مركز أبحاث وودرو ويلسون يوم الاثنين: «يبذل الأوروبيون المزيد من أجل أمنهم الجماعي، وذلك أكثر مما كانوا يفعلونه قبل بضع سنوات» وأضاف: «منذ الغزو الروسي قدم الحلفاء في الناتو مستويات غير مسبوقة من الدعم، وهو أمر لا غنى عنه للأوكرانيين، لكن مع التأخير والفجوات في تقديم الدعم وما ترتب على ذلك من عواقب على خط المواجهة لا يمكن أن ندع هذا يحدث مرة أخرى، ولذا أتوقع أن يتفق الزعماء على أن يتولى حلف شمال الأطلسي قيادة عملية التنسيق وتوفير المساعدة الأمنية والتدريب لأوكرانيا، واقترحت أيضاً تعهداً مالياً طويل الأمد كل عام».

وشدد الأمين العام لحلف «الناتو» على أنه كلما أدركت موسكو قوة الدعم لأوكرانيا أتاح ذلك إنهاء الحرب، مؤكداً أن الطريق إلى السلام يتطلب المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، وقال: «تخصيص الولايات المتحدة جزءاً صغيراً من ميزانيتها الدفاعية يساعد أوكرانيا على تدمير القدرات القتالية الهجومية الروسية دون تعريض جندي أميركي واحد للخطر، وعلينا أن نضمن أن عدوان بوتين لن يؤتي ثماره اليوم أو في المستقبل، ولهذا السبب سنواصل تقريب أوكرانيا من عضوية حلف شمال الأطلسي، وحينما يحين الوقت تستطيع أوكرانيا الانضمام دون تأخير».

ورفض الأمين العام لحلف «الناتو» الرواية الروسية بأن أوكرانيا تشكل تهديداً لروسيا، مشيراً إلى أن «الأمر بدأ بقيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم، وبعد أن وقعت روسيا على اتفاقيات عدة تعترف فيها بأوكرانيا على أنها دولة مستقلة ذات سيادة، بما في ذلك مذكرة بودابست التي تخلت فيها أوكرانيا عن أسلحتها النووية، ثم ضمت روسيا بعدها شبه جزيرة القرم وتوجهت إلى شرق دونباس وانتهكت اتفاقية مينسك ثم قامت بغزو واسع النطاق، لذا ليس هناك شك في أن روسيا هي المعتدية في انتهاك صارخ للقانون الدولي».

جنود أوكرانيون في شاحنة صغيرة عسكرية من طراز «همفي» في منطقة دونيتسك يوم 17 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

وأشار ستولتنبرغ، خلال الندوة، إلى الجهود المبذولة لدعم أوكرانيا، ويشمل ذلك تبسيط «الناتو» عملية العضوية النهائية لأوكرانيا، وتوفير دول الحلف الفردية الأسلحة المحدثة والتدريب للجيش الأوكراني، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تمنحه طائرات «F - 16» وجلب الطيارين الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة للتدريب على الطائرات المتقدمة.

وهاجم الأمين العام لحلف «الناتو» المساعدة التي تقدمها الصين لروسيا، مشيراً إلى أن روسيا استوردت 90 في المائة من الإلكترونيات الدقيقة لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات من الصين. كما اتهم الأخيرة بتزويد موسكو بصور الأقمار الاصطناعية لإلحاق الضرر بأوكرانيا، وقال: «الصين تؤجج أكبر صراع مسلح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفي الوقت نفسه تريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب، ولا يمكن لبكين أن تمضي في كلا الاتجاهين، وما لم تغير مسارها سيتعين على الحلفاء فرض تكلفة عليها».

وأشار ستولتنبرغ إلى حصول روسيا على أكثر من مليون قذيفة مدفعية من كوريا الشمالية وآلاف الطائرات من دون طيار من إيران، وقال إن «التحالف المتزايد بين روسيا وأصدقائها المستبدين في آسيا يزيد أهمية العمل بشكل وثيق مع أصدقائنا في منطقة المحيط الهادئ والهندي، ولذا قمت بدعوة قادة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية لحضور قمة الناتو في واشنطن الشهر المقبل».

وكان ستولتنبرع قد لوّح بخطط لنشر المزيد من الأسلحة النووية في وضع استعداد، داعياً أعضاء حلف «الناتو» إلى إظهار ترسانتهم النووية للعالم في رسالة قوية إلى خصومهم، خاصة مع تنفيذ روسيا وبيلاروسيا تدريبات نووية للأسلحة التكتيكية في محاكاة لاستخدامها في أوكرانيا. وقال إنه يتعين على الأعضاء إظهار قوة ردع للعدوان النووي.

أجندة قمة «الناتو»

وتأتي زيارة ستولتنبرغ - الذي تنتهي ولايته قريباً - إلى واشنطن ولقاؤه مع بايدن لوضع أسس لقمة حلف «الناتو» التي تعقد في واشنطن الشهر المقبل، إذ تشعر بعض الدول بالقلق إزاء احتمال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي وصف العديد من حلفاء «الناتو» بأنهم يستغلون الإنفاق العسكري الأميركي، وقال خلال الحملة الانتخابية إنه لن يدافع عن أعضاء «الناتو» الذين لا يحققون أهداف الإنفاق الدفاعي.

وقد شهد حلف «الناتو» خفضاً في الإنفاق الدفاعي بشكل كبير في العديد من الدول الأوروبية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، لكن بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، اتفق أعضاء «الناتو» بالإجماع على إنفاق ما لا يقل عن 2 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع في غضون عقد من الزمن. وقد دفع الغزو واسع النطاق الذي شنّه بوتين في فبراير (شباط) عام 2022 الدول الأوروبية التي كانت على خط المواجهة، إلى تخصيص المزيد من الموارد لتحقيق هذا الهدف.

ومن المتوقع أن يركز جزء كبير من القمة على ما يمكن أن تفعله حكومات «الناتو» من أجل أوكرانيا في الوقت الذي تواجه فيه هجمات جوية وبرية لا هوادة فيها من جارتها الأقوى، وعلى مدى سنوات عارضت دول حلف «الناتو» نداءات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لضم بلاده إلى الكتلة طالما أن الحرب لا تزال مستمرة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسير خلال قمة السلام في أوكرانيا في أوبورغن بسويسرا الأحد 16 يونيو 2024 (أ.ب)

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه مهما كانت نتيجة الهجوم الروسي، فإن ضم أوكرانيا إلى الحلف هو وحده الذي سيثني بوتين عن المحاولة مرة أخرى في المستقبل لغزو أوكرانيا. وأضاف: «عندما ينتهي القتال، فإن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي تؤكد أن الحرب تنتهي بالفعل».

لقد كان احتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي بمثابة خطر كبير بالنسبة للـرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، وكان أحد دوافعه المعلنة للاستيلاء على شبه جزيرة القرم. وقد عرض، الأسبوع الماضي، إصدار أمر بوقف فوري لإطلاق النار إذا تخلت أوكرانيا عن خططها للانضمام إلى الحلف، وهو العرض الذي رفضته أوكرانيا. ووُصف المؤتمر الذي عُقد في نهاية الأسبوع في سويسرا بأنه خطوة أولى نحو السلام وانتهى بتعهدات بالعمل على التوصل إلى حل، لكن لم يكن هناك سوى القليل من الإنجازات الملموسة.


مقالات ذات صلة

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

أوروبا الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) «الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد لقائهما في أثينا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أمين عام «الناتو»: الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» في دعمه أوكرانيا

قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن الحلف «يحتاج إلى الذهاب أبعد» لدعم أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدلي بتصريح قبل الانتخابات مع مقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

تقرير: مرشح ترمب لمنصب وزير الدفاع يهاجم الأمم المتحدة و«الناتو» ويحث على تجاهل اتفاقيات جنيف

استعرضت «الغارديان» البريطانية وجهات نظر بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الدفاع، تجاه كثير من التحالفات الأميركية الرئيسة

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

TT

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية»، مؤكداً أنّ الاتفاق قد يساعد في إنهاء الحرب في غزة.

وقال بلينكن للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي قرب روما «لم نصل إلى هناك بعد، ولكن أعتقد أنّنا في المراحل النهائية»، مضيفاً: «من خلال خفض التوترات في المنطقة، يمكن أن يساعد ذلك أيضاً في إنهاء الحرب في غزة».

وأضاف أن تبادل إسرائيل ولبنان إطلاق الصواريخ يؤكد الحاجة الملحة لوقف لإطلاق النار.

وجاءت تصريحات بلينكن في الوقت الذي عقد فيه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعاً لمناقشة وقف إطلاق النار مع «حزب الله» في لبنان، في حين ضربت سلسلة غارات قلب بيروت.

وقال بلينكن إنّه بعد أشهر من «الجهود الدبلوماسية المكثفة» مع شركاء من بينهم فرنسا والعمل مع لبنان وإسرائيل، فإنّه يأمل في التوصل إلى نتيجة «قريباً جداً».

وعدّ أنّ هذا الاتفاق «سيحدث فرقاً كبيراً في إنقاذ الأرواح وسبل العيش في لبنان وإسرائيل»، مضيفاً أنّه «سيُحدث فرقاً كبيراً في تهيئة الظروف التي تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم بأمان في شمال إسرائيل وجنوب لبنان».

وتابع: «أعتقد أيضاً أنّ خفض حدة التوترات في المنطقة يمكن أن يساعدنا في إنهاء الصراع في غزة على وجه الخصوص».

وقال: «ستدرك (حماس) جيداً أنها لا تستطيع أن تعوّل على فتح جبهات أخرى في الحرب. لذا فإننا نتابع هذا الأمر من كثب، وآمل وأعتقد أننا قادرون على اجتياز خط النهاية في هذه الحرب».

وأشار بلينكن إلى أن الإدارة الأميركية الحالية ملتزمة بالعمل مع الإدارة الأميركية المقبلة على وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى قضايا أخرى.