وزير العدل الأميركي في مواجهة نيران الجمهوريين

اتهموه بـ«تسييس القضاء وتسليحه»

وزير العدل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في 23 مايو 2024 (أ.ف.ب)
وزير العدل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في 23 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

وزير العدل الأميركي في مواجهة نيران الجمهوريين

وزير العدل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في 23 مايو 2024 (أ.ف.ب)
وزير العدل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في 23 مايو 2024 (أ.ف.ب)

بعد إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب في نيويورك، تنتقل المعركة من قاعة المحكمة إلى أروقة الكونغرس، حيث يسعى الجمهوريون جاهدين لتسليط الضوء على ما يصفونه بـ«تسليح القضاء وتسييسه» من قبل الحكومة الفيدرالية.

ويركز الجمهوريون في معركتهم التشريعية على مسؤولين في إدارة بايدن، فبعد أن صوتت لجان في مجلس النواب لصالح توجيه اتهامات لوزير العدل الأميركي ميريك غارلاند بازدراء الكونغرس، مثل هذا الأخير أمام اللجنة التي صوتت ضده: اللجنة القضائية في مجلس النواب، حيث دافع بشراسة عن وزارته وأدائه في وجه الانتقادات الحزبية، فقال: «بعض أعضاء هذه اللجنة ولجنة المراقبة يسعون لتوجيه اتهامات بازدراء الكونغرس بهدف الحصول على معلومات أمنية حساسة يمكن أن تؤذي نزاهة التحقيقات المستقبلية». وتابع غارلاند بلهجة حاسمة: «أعدُّ تهمة الازدراء جدية، لكني لن أخاطر بقدرة المدعين العامين وعملائنا على القيام بعملهم بطريقة فعالة في تحقيقات مستقبلية».

رئيس اللجنة القضائية جيم جوردان استدعى مدعي عام منهاتن لاستجوابه بعد إدانة ترمب (أ.ف.ب)

مساعٍ لوقف تمويل «القضايا المسيسة»

كلمات قاسية وموجهة بشكل مباشر إلى الجمهوريين في اللجنة، الذين يسعون إلى الدفع نحو حجب التمويل عن تحقيقات الوزارة المتعلقة بالرئيس السابق، ووقف أي تمويل لمكتب المحقق الخاص جاك سميث، الذي عينه غارلاند، والمعني بالإشراف على القضيتين الفيدراليتين اللتين يواجههما ترمب، الأولى حول الاحتفاظ بوثائق سرية في مقر إقامته في مارالاغو والثانية قضية اقتحام الكابيتول.

ولم يتوقف الجمهوريون عند هذا الحد، بل دعا البعض منهم إلى وقف أي تمويل فيدرالي للمدعين العامين الذين ساهموا في «أساليب إساءة استخدام القانون لاستهداف خصوم سياسيين»، وذلك في إشارة إلى مدعي عام مانهاتن الذي قاد جهود محاكمة ترمب في نيويورك. وبمواجهة هذه الاتهامات تعهد غارلاند بالاستمرار في مهامه قائلاً: «لن يتم ترهيبي، ولن يتم ترهيب وزارة العدل. سوف نستمر بالقيام بعملنا بعيداً عن التأثيرات السياسية، ولن نتراجع عن الدفاع عن ديمقراطيتنا».

نائب جمهوري يرتدي ربطة عنق تمثل ترمب في جلسة استماع للجنة القضائية في النواب في 16 مايو 2024 (أ.ف.ب)

لكن مهمة غارلاند صعبةٌ في موسم انتخابي محتدم تكاتف فيه الجمهوريون لمواجهة النظام القضائي والتشكيك به إثر محاكمات ترمب، إذ انهمرت الاتهامات بتسييس القضاء مباشرة بعد إدانة الرئيس السابق في نيويورك، كما استدعى رئيس اللجنة القضائية في النواب الجمهوري، جيم جوردان، مدعي عام مانهاتن، الفين براغ، لاستجوابه أمام لجنة «تسليح الحكومة الفيدرالية» في 13 من الشهر الحالي. وهي لجنة أسسها الجمهوريون بعد فوزهم بالأغلبية في مجلس النواب لمواجهة التحقيقات المسيسة، على حد تعبيرهم. وقد انتقد غارلاند ما وصفه بـ«الاعتداءات المتكررة على وزارة العدل»، مشيراً إلى أنها «غير مسبوقة ولا أساس لها من الصحة»، متعهداً: «هذه الاعتداءات لم ولن تؤثر على قراراتنا».


مقالات ذات صلة

رئيس مجلس النواب الأميركي يرفض قول إن ترمب خسر انتخابات 2020

الولايات المتحدة​ مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي (رويترز)

رئيس مجلس النواب الأميركي يرفض قول إن ترمب خسر انتخابات 2020

تجاهل الجمهوري مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأميركي، سؤالاً، الأحد، عما إذا كان قد قبل بخسارة دونالد ترمب أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 2020.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمّع انتخابي في لاس فيغاس بنيفادا في 13 سبتمبر (رويترز)

نيفادا... «ولاية الفضّة» التي تحمل الرؤساء الأميركيين إلى البيت الأبيض

ارتدت نيفادا، المعروفة بـ«ولاية الفضّة» لأهمية هذا المعدن في اقتصادها، مرات اللون الأحمر الجمهوري، ومرات أخرى الأزرق الديمقراطي.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ القلق من تأثير المعلومات المضللة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية يسيطر على أغلب الناخبين (إ.ب.أ)

الناخبون الأميركيون يخشون الأخبار المضللة الصادرة عن السياسيين أنفسهم

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تواجه البلاد سيلاً من المعلومات الزائفة، وأكثر ما يخشاه الناخبون التضليل الإعلامي الصادر عن السياسيين أنفسهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)

ميلانيا ترمب: لا أتفق مع كل قرارات زوجي

كشفت ميلانيا ترمب في مذكراتها الجديدة أنها لا تتفق مع كل قرارات زوجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في أول اجتماع وجهاً لوجه بينهما في السابع من يوليو (تموز) 2017.

وأشار التقرير الذي نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن هذا الحدث وقع خلال لقاء جمع بين الزعيمين في هامبورغ بألمانيا، حيث خرج وزير الخارجية آنذاك ريكس تيلرسون من غرفة الاجتماعات وقال لعدد من موظفي البيت الأبيض إن بوتين كان يحاول «تشكيل تفكير وسياسة» ترمب، الذي كان رئيساً جديداً في ذلك الوقت، بشأن أوكرانيا.

وقال تيلرسون إن الرئيس الروسي استخف بمحاولات أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وقال لترمب إنها «دولة فاسدة ومختلقة». وأصر على أن روسيا، التي استولت على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا قبل هذا الحدث بثلاث سنوات ودعمت الانفصاليين المؤيدين لروسيا في منطقة حدودية، لها كل الحق في ممارسة نفوذها على البلاد.

وخلال الاجتماع، أخبر ترمب بوتين أن إدارته تدرس تقديم أسلحة لأوكرانيا، وسأله عن رأيه في هذا الأمر، ليرد بوتين بقوله إن هذا سيكون «تصرفاً خاطئاً»، مضيفاً أن «أي شيء تقدمه أميركا للأوكرانيين سوف يطلبون المزيد منه».

ولم يبد ترمب أي اعتراض على كلام بوتين، وفقاً لثلاثة مسؤولين أميركيين حضروا الاجتماع.

وأفاد التقرير أن تيلرسون قال لموظفي البيت الأبيض بعد الاجتماع: «لدينا الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتغيير رأي الرئيس ترمب بشأن أوكرانيا».

ومنذ بدء حرب أوكرانيا العام الماضي، زعم ترمب مراراً وتكراراً أن هذه الحرب لم تكن لتحدث لو كان قد استمر في منصبه رئيساً للولايات المتحدة.

كما أشاد الرئيس الأميركي السابق بالرئيس الروسي، واصفاً إياه بـ«الذكي»، وقال إنه «كان يجيد التعامل معه تماماً مثلما كان يجيد التعامل مع معظم قادة العالم».

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إنه تلقى «معلومات مباشرة للغاية» من ترمب تشير إلى أن الرئيس الأميركي السابق سيدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا إذا أُعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية، نوفمبر (تشرين الثاني).

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال لقائه مع ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

وقدم زيلينسكي، الذي كان في الولايات المتحدة لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة: «خطة النصر»، في الحرب إلى ترمب خلال اجتماع مغلق، بعد أن قال المرشح الجمهوري للرئاسة إنه سيعمل مع كل من أوكرانيا وروسيا لإنهاء الصراع بينهما.

وقال زيلينسكي في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» بعد ذلك الاجتماع: «لا أعرف ماذا سيحدث بعد الانتخابات ومن سيكون الرئيس... لكنني حصلت من دونالد ترمب على معلومات مباشرة للغاية بأنه سيكون إلى جانبنا، وأنه سيدعم أوكرانيا».

وأعلن ترمب في بودكاست بثّ الشهر الماضي، أنّ لديه «خطة محدّدة» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنّه لن يكشف عنها بهدف الحفاظ على تأثير المفاجأة.