ترمب ينضم إلى «تيك توك» بعدما كان أول الساعين لحظر التطبيق

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية (أ.ف.ب)
TT

ترمب ينضم إلى «تيك توك» بعدما كان أول الساعين لحظر التطبيق

الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية (أ.ف.ب)

انضم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترمب إلى تطبيق «تيك توك»، وهو تحول كبير في مسار التطبيق الذي يتعرض لانتقادات حادة من واشنطن، بسبب علاقاته المزعومة مع الصين.

وليلة السبت، نشر ترمب مقطع فيديو على حسابه الذي تم توثيقه في التطبيق «@realDonaldTrump»، يظهر فيه الرئيس السابق وهو يلوّح للجماهير خلال حضوره لحدث «UFC» للفنون القتالية الذي أقيم في مدينة نيوارك بنيوجيرسي.

وقال دانا وايت، الرئيس التنفيذي لـ«UFC»، وهو يقدم ترمب في الفيديو: «الرئيس الآن على تيك توك»، وأجاب ترمب: «إنه لشرف لي»، وفق ما نقلته صحيفة «بوليتيكو» الأميركية.

وتأتي خطوة ترمب للانضمام إلى «تيك توك» في محاولة منه للوصول إلى الناخبين المحتملين –وخصوصاً الشباب– في الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني).

يأتي ذلك في الوقت الذي يواجه فيه تطبيق الفيديو واسع الانتشار حظراً محتملاً في الولايات المتحدة، إذا لم يسحب استثماراته من الشركة الصينية الأم المالكة له «بايت دانس».

وقال أحد مستشاري حملة ترمب الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «الحملة تلعب في جميع المجالات... إن القدرة على التواصل على منصات ومنافذ متعددة أمر مهم... وهذه مجرد واحدة من الطرق الكثيرة التي سنتواصل بها مع الناخبين... (تيك توك) يتوجه نحو الجمهور الأصغر سناً».

ويعد انضمام ترمب إلى «تيك توك» فوزاً آخر للتطبيق المحاصر الذي انضمت إليه حملة الرئيس جو بايدن في فبراير (شباط)، ويعد أيضاً علامة على أن كلتا الحملتين تعدان «تيك توك»، بمستخدميه البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة، وسيلة تواصل تستحق المتابعة، بغض النظر عن الجدل الدائر حول التطبيق.

وبدأ نجل ترمب، دونالد ترمب جونيور، بدوره، في استخدام التطبيق الأسبوع الماضي.

وقال مسؤول في «تيك توك» لم يرد الإفصاح عن هويته، إن التطبيق جذاب بشكل خاص لحملة ترمب؛ نظراً لأن المحتوى المؤيد لترمب على التطبيق يعادل ضعف المحتوى المؤيد لخصمه الرئيس الحالي جو بايدن.

وكان ترمب من أوائل المطالبين بحظر التطبيق المملوك لشركة صينية في الولايات المتحدة، وأصدر خلال فترة رئاسته في عام 2020 أمراً تنفيذياً يطالب باتخاذ الإدارة الأميركية إجراءات صارمة ضد مالكي «تيك توك» لحماية الأمن القومي في البلاد، إلا أن القضاء الأميركي أوقفه حينها، وفق وسائل إعلام أميركية.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» تعود للعمل في أميركا وتوجه الشكر لترمب

الولايات المتحدة​ متظاهرون يعترضون على حظر «تيك توك» في واشنطن العاصمة 17 يناير (أ.ف.ب)

«تيك توك» تعود للعمل في أميركا وتوجه الشكر لترمب

قالت منصة تيك توك اليوم الأحد إن خدماتها في الولايات المتحدة عادت للعمل بعد أن قال الرئيس المنتخب دونالد ترمب إنه سيسمح بعودة نشاطها داخل البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يقول إنه سيوقّع على أمر تنفيذي لتأجيل الحظر الأميركي على «تيك توك»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم الأحد، إنه يعتزم إصدار أمر تنفيذي مِن شأنه أن يمنح شركة «تيك توك» مزيداً من الوقت للعثور على مشترٍ معتمَد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يحمل لافتة عليها صورة ترمب بينما يتجمع أنصاره خارج ساحة «كابيتال وان» تحضيراً للاحتفال بتنصيبه (رويترز)

ترمب يعتزم إحياء «تيك توك»... لكنه يريد ملكية أميركية بنسبة 50 %

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيعيد إحياء الوصول إلى تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بأمر تنفيذي، بعد أن يؤدي اليمين الدستورية، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار تطبيق التواصل الاجتماعي «تيك توك» يظهر على هاتف ذكي أمام العَلم الأميركي (رويترز)

مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد لا يستبعد استمرار ملكية الصين لـ«تيك توك»

لن يستبعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب استمرار ملكية الصين لـ«تيك توك» إذا اتخذت خطوات لضمان حماية بيانات المستخدمين الأميركيين، وفقاً لمستشار الأمن القومي الجديد

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد علم الولايات المتحدة وتطبيق «تيك توك» مع الرسالة «عذراً تطبيق تيك توك غير متاح حالياً» (رويترز)

ترمب: أنقذوا «تيك توك»

دعا الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى إنقاذ تطبيق «تيك توك» الذي عُلقت خدمته في الولايات المتحدة يوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
TT

قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا خلال حضورهما قداساً بالكنيسة في إطار مراسم يوم التنصيب الاثنين (رويترز)

يقول الخبراء إن مبدأ المعادلة الصفريّة (Zero Sum) برز مع الثورة الزراعيّة منذ أكثر من 15 ألف سنة مضت. في هذه الثورة، كانت الأرض مصدر الثروة؛ السلطة والحياة. وعليه، كانت حرب الاجتياحات، ليربح فريق أرضاً إضافيّة، ويخسر الأضعف أرضه. مع الثورة الصناعيّة، كان الإنتاج هو الأساس للثروة والقوة. شكّلت المواد الأوليّة عصب الإنتاج، كما احتاج الإنتاج إلى الأسواق، فكانت الإمبرياليّة. بشّر البعض في الخمسينات من القرن الماضي بالثورة التكنولوجية، وبأن «الداتا» والمعلومات وكيفيّة معالجتها، وسرعة هذه المعالجة لتحويلها إلى معرفة جاهزة للاستعمال، ستكون مصدر القوة والثروة. لكن الأكيد في كلّ هذه الثورات، أن الأرض لا تزال العمود الفقري بوصفها مصدراً للثروة والقوة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلّ «الداتا» التي تُنقل عبر العالم وبنسبة 90 في المائة، إنما هي تنقل عبر كابلات تقبع في أعماق البحار والمحيطات - الأرض.

تخلق إسرائيل مناطق عازلة في كلّ من سوريا ولبنان وحتى قطاع غزّة. أما في الضفة الغربيّة فهي تقضم الأرض بالتدريج عبر بناء وشرعنة قيام المستوطنات.

هاجمت روسيا أوكرانيا، وضمّت بمرسوم رئاسيّ 5 أقاليم أوكرانية عدّتها أرضاً روسيّة تاريخيّاً.

في مكان آخر، اقترح دونالد ترمب شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك. كما عدّ وبطريقة غير مباشرة، أن كندا قد تكون الولاية الـ51 في الولايات المتحدة الأميركيّة. أما قناة بنما، فهو يريد استردادها لعدّة أسباب؛ أهمها منع الصين من التموضع هناك، الأمر الذي يعقّد عمل البحرية الأميركيّة في انتقالها من شرق البلاد إلى غربها والعكس، كما التوجّه نحو المحيط الهادئ. أليست أميركا دولة تطلّ على محيطين؟

ارتكز القانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن رسمت الولايات المتحدة الأميركيّة النظام العالمي الجديد لمرحلة ما بعد الحرب، على أن أسسه تقوم على احترام سيادة الدول، وعدم السعي إلى تغيير حدود الدول بالقوّة العسكريّة.

ولسخرية القدر، تمّ التوافق قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية بين الدول العظمى المنتصرة في الحرب، وذلك في يالطا الواقعة بشبه جزيرة القرم، على تقسيم العالم. حالياً يعدّ العالم وحسب القانون الدولي، شبه جزيرة القرم أرضاً محتلّة.

وفي الإطار نفسه، اجتمع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية عام 1945، بمدينة سان فرنسيسكو بكاليفورنيا، لكتابة «شرعة الأمم المتحدة» بوصفها أعلى مرجع دولي قانوني في العالم، الذي كان يفترض أن يكون المرجع الأساسيّ لحل النزاعات في العالم. إذ بين مؤتمر يالطا الذي قسّم العالم، وسان فرنسيسكو حيث تظّهرت مفاهيم الأمم المتحدة، تشكّلت أسس النظام العالمي الحاليّ.

نشرت مجلة «وول ستريت جورنال» مؤخراً مقالاً تحت عنوان «العصر الجديد للإمبراطورية». يذكرنا هذا المقال بما كتبه المؤرخ اليوناني توسيديدس في كتابه الشهير «حرب البيليبونيز»، الحرب التي حصلت بين أثينا وإسبرطة حين قال: «الأقوياء يفعلون ما يحلو لهم، والضعفاء يعانون كما يجب». يشدد المقال على أن القوى الكبرى والعظمى تسعى بطريقة ما إلى تغيير الحدود. تسعى الصين إلى ضم تايوان، وانتزاع شرعية سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، مثلما تسعى روسيا في أوكرانيا، وكما لمّح الرئيس الأميركي منذ فترة.

يقول المفكّر السياسي الأميركي الراحل كينيث والتز، إنه كلما كانت هناك أسلحة نوويّة أكثر في العالم ومع الدول، كان ذلك أفضل للاستقرار العالميّ. بكلام آخر، تتجنّب الدول التي تملك السلاح النووي الحرب المباشرة مع دول أخرى لديها السلاح نفسه، لأن الدمار المتبادل سيكون النتيجة الطبيعيّة. فإلى أين تأخذنا هذه المعادلة؟ بالطبع تأخذنا إلى القتال والصراع بالوساطة بين القوى العظمى والكبرى (By Proxies)، وعلى أرض الغير، ضمنا تغيير الحدود. فمن سيدفع الثمن؟