أقرّ جاك تيكسيرا، العنصر في سلاح الجو الأميركي المتهم بتسريب وثائق سرية من البنتاغون، بذنبه أمام محكمة فيدرالية أمس (الاثنين)، وذلك عقب إبرامه اتفاقا يقبل بموجبه حكما بالسجن لنحو 17 عاما مقابل إسقاط تهم التجسس ضده.
وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، فقد أقر تيكسيرا، الذي ظهر بزي السجن البرتقالي، بالذنب في ست تهم تتعلق بالنقل العمد لمعلومات خاصة بوزارة الدفاع مقابل ألا يواجه، بحسب الاتفاق، أي اتهامات بالتجسس هي الأكثر خطورة.
ومن المتوقع أن يحكم عليه بالسجن لمدة تصل إلى 16 عاما و8 أشهر ودفع غرامة قدرها 50 ألف دولار إضافة إلى تقديمه المساعدة لمسؤولي المخابرات لتقييم مدى تأثير ما قام بتسريبه.
وألقي القبض على تيكسيرا في ماساتشوستس في أبريل (نيسان) بتهمة ارتكاب التسريب الأكثر ضررا لوثائق سرية أميركية خلال عقد، وبعضها يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وكان تيكسيرا في حال عدم توصله إلى اتفاق مع الادعاء العام يواجه عقوبة السجن المؤبد بموجب قانون التجسس.
وعندما سأله القاضي إن كان لديه أي اعتراض على الأدلة، أجاب بالنفي. وردا على سؤال آخر عما إذا كان يعلم بأن الوثائق سرية، أجاب «نعم حضرة القاضي».
وقال مساعد المدعي العام ماثيو أولسن «هذا الإقرار بالذنب يحقق المساءلة وقدرا من إغلاق فصل تسبب بأضرار جسيمة لأمن بلادنا».
ونشر تيكسيرا الوثائق التي تمكن من الاستحواذ عليها وبعضها يعود تاريخها إلى أوائل مارس (آذار) 2023، على منصة التواصل الاجتماعي «ديسكورد».
وظهرت بعض الملفات لاحقا على منصات أخرى، بينها تويتر وفورتشان وتلغرام.
وتضمنت وثائق مسرّبة تفاصيل عن القتلى والمصابين في صفوف القوات الروسية والأوكرانية، وأنشطة وكالات المخابرات الأميركية في موسكو، وتحديثات بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا، كما أظهرت أن واشنطن تجسست على ما يبدو على حليفتيها إسرائيل وكوريا الجنوبية، وتفاصيل أخرى حساسة.
وهذا أكبر خرق من نوعه منذ قيام إدوارد سنودن بتسريب وثائق وكالة الأمن القومي عام 2013، ما أثار تساؤلات حول قدرة تيكسيرا وغيره من صغار الموظفين على الوصول إلى أسرار رفيعة المستوى.
واعتقل تيكسيرا في عملية أمنية مثيرة في أبريل عام 2023 تم بثها بشكل حي على شبكات التلفزيون.