واشنطن تتعهد لكييف بمواصلة «النضال»... وبايدن: لا يمكننا أن ندير ظهورنا الآن

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى مجموعة من حكام الولايات من الحزبين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى مجموعة من حكام الولايات من الحزبين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تتعهد لكييف بمواصلة «النضال»... وبايدن: لا يمكننا أن ندير ظهورنا الآن

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى مجموعة من حكام الولايات من الحزبين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى مجموعة من حكام الولايات من الحزبين في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

في وقت لا تزال مساعدة بقيمة ستين مليار دولار لكييف معطلة في الكونغرس مع رفض النواب الجمهوريين إقرارها، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الجمعة) من أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن «تدير ظهرها» لأوكرانيا.

وقال بايدن في مداخلة في البيت الأبيض عشية الذكرى الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا: «لا يمكننا أن ندير ظهورنا الآن».

وفي وقت سابق، صعّد البيت الأبيض انتقاداته لرئيس مجلس النواب الأميركي المنتمي إلى الحزب الجمهوري مايك جونسون اليوم، واتهمه بمساعدة إيران وروسيا عبر عرقلة التصويت على مشروع قانون للأمن القومي يهدف إلى إرسال مساعدات لأوكرانيا.

وقالت ستة مصادر لـ«رويترز» هذا الأسبوع إن إيران زودت روسيا بعدد كبير من الصواريخ الباليستية القوية أرض-أرض، ما يعزز التعاون العسكري بين البلدين الخاضعين لعقوبات أميركية.

في الوقت نفسه، عززت موسكو مكاسبها ضد القوات الأوكرانية المتعطشة للذخيرة.

ويضع الجمهوريون في الكونغرس شروطا للموافقة على إقرار مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا.

وأضاف بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين يعول على ذلك، يعول على أن ندير ظهورنا».

وتابع: «التاريخ يرصد، والساعة تدق، والجنود والمدنيون الأوكرانيون الشجعان يموتون».

كما دعا إلى الإسراع في إقرار مشروع القانون، مشيرا إلى أن «روسيا تسيطر على أراض أوكرانية للمرة الأولى منذ عدة أشهر».

وفي هذا السياق، وعد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور تشاك شومر خلال زيارة إلى أوكرانيا اليوم بمواصلة «النضال» حتى تفرج واشنطن عن أموال إضافية لكييف، الأمر الذي يعارضه كثير من الجمهوريين.

تشاك شومر في مؤتمر صحافي مشترك وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في لفيف بأوكرانيا (رويترز)

وأكد شومر من مدينة لفيف (غرب) أنّ تعهده عشية الذكرى السنوية الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى «تأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب الأوكراني».

وسيلتقي شومر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع وفد من أربعة أعضاء ديمقراطيين آخرين في مجلس الشيوخ.

وقال: «نحن هنا لنظهر للشعب الأوكراني أنّ أميركا تقف إلى جانبه وأننا سنواصل النضال من أجل الحصول على التمويل الذي يحتاج إليه بشدة ويستحقه».

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لأوكرانيا، وقدمت لها مساعدات عسكرية بعشرات المليارات من الدولارات.

لكن حالياً يعرقل الجمهوريون في مجلس النواب الأميركي إقرار حزمة مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 60 مليار دولار، في حين يعاني الجيش الأوكراني نقصا في الذخيرة.

ويعارض دونالد ترمب، المرشح الجمهوري المحتمل في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، مساعدة كييف، واستخدم نفوذه مؤخرا لعرقلة إقرار مشروع القانون الذي يتيح تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.

من جهته يعدّ الرئيس الأميركي جو بايدن أن فشل الكونغرس في الإفراج عن المساعدات بمثابة «تقديم هدية» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتهدف زيارة أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الخمسة إلى أوكرانيا الجمعة إلى الضغط على مجلس النواب خصوصاً.

وقال شومر: «نعتقد أننا نمر بلحظة حرجة في التاريخ، ويجب أن نوضح لأصدقائنا وحلفائنا في كل أنحاء العالم أن الولايات المتحدة لا تتراجع أمام مسؤولياتها».


مقالات ذات صلة

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

آسيا وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» بين وزيري خارجية أميركا والصين

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» أجراها مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

رأت روسيا أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته ديمتري كوليبا حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
أوروبا القوات الروسية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق أراضي مقاطعة ريازان (رويترز)

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) تدمير 21 طائرة دون طيار أوكرانية خلال ساعات الليل والصباح في عدد من مقاطعات البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد

لفت الكرملين النظر إلى أن الحالة الديموغرافية «كارثية على مستقبل الأمة»، في حين عجزت السياسات المختلفة المنفّذة في روسيا منذ ربع قرن عن زيادة معدل المواليد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)
جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

لم تمض سوى أيام، على اختيار السيناتور عن ولاية أوهايو، جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، على بطاقة السباق الرئاسي، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً؛ فقد أعرب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري عن استيائهم منه، بعد انتشار مقاطع فيديو قديمة وثقت انتقاده من وصفهن بـ«نساء القطط»، في إشارة إلى نساء الحزب الديمقراطي. ونشرت العديد من الصحف الأميركية، بينها مجلة «بوليتيكو» وصحيفة «نيويورك تايمز»، تصريحات مسؤولين جمهوريين، ورسائل بريد إلكتروني ونصية، تشير إلى تحولاته السياسية من خصم قوي لترمب إلى نائب له، وتحولاته «الثقافية» بعد تأييده الحظر الذي فرضته ولاية أركنساس عام 2021 على الرعاية الصحية للمتحولين جنسياً.

نساء القطط

تقول مجلة «بوليتيكو»، إن فانس واجه أسبوعاً صعباً بعد انتشار تصريحات قديمة، يصف فيها نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وديمقراطيات أخريات بأنهن «نساء قطط بلا أطفال»، ويقترح أن الآباء يجب أن «يتمتعوا بسلطة سياسية أكبر» ممن لا أطفال لهم.

دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضافت المجلة أن جمهوريين أعلنوا عن إحباطهم وقلقهم من تلك التصريحات (الحديثة نسبياً)، من بينهم المعلق المحافظ بن شابيرو الذي تساءل عما إذا كان يجب على ترمب اختيار فانس، قائلاً: «إذا كانت هناك آلة زمن، وإذا عاد الوقت أسبوعين إلى الوراء، فهل كان ترمب سيختار جي دي فانس مرة أخرى؟ أشك في ذلك».

وتساءل جمهوريون آخرون عما إذا كانت حملة ترمب قد توقعت حقاً الموجة العارمة من التعليقات القديمة للسيناتور فانس، وعمّا إذا كان انسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق، وحلول كامالا هاريس شبه المؤكد على بطاقة السباق، من شأنه أن يغير اختيار ترمب له؟

وقال الاستراتيجي الجمهوري من ولاية ويسكونسن، بيل مكوشين: «من بين الأشخاص الذين تم ذكرهم بوصفهم مرشحين محتملين لتولي منصب نائب ترمب، كان فانس أكبر مخاطرة، لأنه لم يتم اختباره على المستوى الوطني من قبل». وأضاف: «سنرى خلال الأيام الـ100 المقبلة كيف سيصمد تحت الأضواء الساطعة في الحملة الانتخابية».

دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (أرشيفية - أ.ب)

لا يوجد جمهوري يدعمه

قال أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين إن هذه المخاوف لم تأت فقط من المنتقدين، متسائلاً: «اعثر لي على مسؤول منتخب علناً في مجلس الشيوخ يدعم جي دي فانس، غير السيناتور مايك لي».

وتأتي هذه التعليقات، فيما حملة هاريس تحطم أرقاماً قياسية في جمع التبرعات، وتقدمها في استطلاعات الرأي، مزيلة تفوق ترمب السابق. وفي ردها على تعليقات فانس، أصدرت حملة هاريس بياناً بعنوان «يوم سعيد للتلقيح الاصطناعي للجميع باستثناء جيه دي فانس».

ومنذ أن بدأت هاريس حملتها الانتخابية، بدأ الديمقراطيون في شن هجمات على فانس، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذه الهجمات بدأت تؤثر عليه. وقال محلل شبكة «سي إن إن»، هاري إنتن، إن فانس «حصل على نسبة تأييد (سالب 5 في المائة) في استطلاعات الرأي، وهو أقل من أي مرشح لمنصب نائب الرئيس في التاريخ».

وكانت شعبية فانس أقل بنحو 3 نقاط مئوية في استطلاعين للرأي أصدرتهما هذا الأسبوع صحيفة «نيويورك تايمز/كلية سيينا»، والإذاعة الوطنية «إن بي آر» مع «بي بي إس نيوز/ كلية ماريست»، حيث وجد الأخير أن 28 في المائة من الناخبين المسجلين لديهم وجهة نظر إيجابية لفانس، بينما نظر إليه 31 في المائة بشكل سلبي، و41 في المائة غير متأكدين أو لم يسمعوا عنه.

جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

المعركة تغيرت

يقول خبراء إن اختيار فانس جاء خلال مرحلة مختلفة تماماً من السباق الرئاسي، حين كانت المنافسة بين بايدن وترمب قبل أسبوع واحد فقط، كوسيلة لتنشيط قاعدة كانت بالفعل موحدة بقوة خلف ترمب بدلاً من استقطاب أي دوائر انتخابية جديدة.

وقال جوشوا نوفوتني، وهو استراتيجي جمهوري: «لم يكن فانس اختياراً سياسياً. لم يتم اختياره للحصول على أفضلية في بعض المجالات، بل تم اختياره كشخص يثق به ترمب، ويريد أن يخدم معه».

ورغم ذلك، يصر ترمب على أنه «لا يشعر بأي ندم» على اختياره لفانس. وقال لشبكة «فوكس نيوز»، الخميس، إنه لم يكن ليختار بشكل مختلف، حتى لو كان يعلم أن هاريس ستكون هي مرشحة الديمقراطيين.

ويخشى الجمهوريون من أن يؤدي التركيز على سجل فانس وتعليقاته اليمينية المتشددة، تجاه قضايا الإجهاض والمرأة والجندر والمتحولين جنسياً، إلى حرمانهم، ليس فقط من الفوز في انتخابات الرئاسة، بل خسارة سباقات مهمة في مجلسي الشيوخ والنواب أيضاً. وغني عن الذِّكْر أن المعارك الانتخابية تدور على الفوز فيما يسمى بالولايات المتأرجحة، وغالبيتها تضم ناخبين لا يحملون توجهات اجتماعية متشددة، وقد لا يكفي تحريضهم على قضايا الاقتصاد وأمن الحدود، للفوز بأصواتهم.