ترمب: سأفرض رسوماً جمركية على الصين مجدداً حال فوزي بالرئاسة

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب: سأفرض رسوماً جمركية على الصين مجدداً حال فوزي بالرئاسة

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنه سيفرض رسوماً جمركية على الصين مجدداً حال فوزه في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وأضاف في مقابلة بُثت، اليوم (الأحد)، عبر قناة «فوكس نيوز»: «علينا أن نفعل ذلك... أعني، انظروا، سوق الأوراق المالية كادت تنهار...».

ورداً على سؤال عن تقرير أشار إلى أن ترمب يفكر في فرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على البضائع الصينية حال انتخابه، قال الرئيس السابق: «لا، أود أن أقول ربما ستكون (الرسوم) أكثر من ذلك».

وترمب هو المرشح الأبرز لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر التي سيخوض غمارها أيضاً الرئيس الحالي جو بايدن عن الحزب الديمقراطي.

وفرض ترمب رسوماً جمركية على بضائع صينية قيمتها مئات المليارات من الدولارات في عامي 2018 و2019 في خضم حرب تجارية مريرة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأبقت إدارة بايدن على الرسوم الجمركية وأضافت قيوداً جديدة تحظر تصدير أشباه الموصلات المتقدمة والمعدات اللازمة لتصنيعها بسبب مخاوف أمنية.

ويجري الممثل التجاري الأميركي مراجعة للرسوم الجمركية.

ورفض ترمب فكرة أنه سيخوض حرباً تجارية أخرى مع الصين.

وقال في المقابلة التي سُجلت الأسبوع الماضي إنها «ليست حرباً تجارية. لقد قمت بعمل رائع مع الصين في كل شيء».

وتابع: «أريد أن يكون أداء الصين عظيماً، أريد ذلك. وأنا أحب الرئيس شي كثيراً. لقد كان صديقاً جيداً لي خلال فترة ولايتي».


مقالات ذات صلة

لماذا تعدّ دعوات حلفاء ترمب لاستئناف التجارب النووية «كارثية» لأميركا والعالم؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث إلى أنصاره في فلوريدا (أ.ب)

لماذا تعدّ دعوات حلفاء ترمب لاستئناف التجارب النووية «كارثية» لأميركا والعالم؟

حذر مقال نشرته قناة «إم إس إن بي سي» الأميركية، السبت، من الدعوات التي أطلقها حلفاء للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لاستئناف إجراء التجارب النووية

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سياح قرب الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (أ.ف.ب)

من ينقذ «الحلم الأميركي» من اعتلالات الديمقراطية؟

لا يمنع هذا النظام الديمقراطي نظرياً نشوء أحزاب متعددة، لكنه عملياً يحصر الحياة السياسية بحزبين يتبادلان إدارة البلاد عبر البيت الأبيض والكونغرس بمجلسَيه...

أنطوان الحاج
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وجو بايدن خلال المناظرة التي أجرتها «سي إن إن» يوم 27 يونيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية: أزمة ثقة في استطلاعات الرأي

تشكِّل استطلاعات الرأي -رغم إخفاقاتها- هيكلاً أساسياً للانتخابات الأميركية، تعتمد عليها الحملات الانتخابية والوسائل الإعلامية لقراءة ميول الناخب وتوجهاته.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن سيخوض سباق الرئاسة لن يتنحى (أ.ب)

إذا انسحب بايدن... من هم الديمقراطيون المحتملون لخوض السباق الرئاسي؟

«وحدَه الربُّ القدير يستطيع إقناعي بالتنحي»، أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة، رغم مخاوف الديمقراطيين بشأن قدرته على المضي قدماً بترشحه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)

استطلاع: 86 % من الديمقراطيين سيصوتون لبايدن في الانتخابات

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن 86 في المائة من الديمقراطيين قالوا إنهم سيصوتون للرئيس جو بايدن أمام منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الانتخابات الأميركية: أزمة ثقة في استطلاعات الرأي

دونالد ترمب وجو بايدن خلال المناظرة التي أجرتها «سي إن إن» يوم 27 يونيو (رويترز)
دونالد ترمب وجو بايدن خلال المناظرة التي أجرتها «سي إن إن» يوم 27 يونيو (رويترز)
TT

الانتخابات الأميركية: أزمة ثقة في استطلاعات الرأي

دونالد ترمب وجو بايدن خلال المناظرة التي أجرتها «سي إن إن» يوم 27 يونيو (رويترز)
دونالد ترمب وجو بايدن خلال المناظرة التي أجرتها «سي إن إن» يوم 27 يونيو (رويترز)

تشكِّل استطلاعات الرأي هيكلاً أساسياً للانتخابات الأميركية، تعتمد عليها الحملات الانتخابية والوسائل الإعلامية، لقراءة ميول الناخب وتوجهاته. لكن الأعوام الأخيرة أثبتت فشل التوقعات الناجمة عن هذه الاستطلاعات، من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب المفاجئ في عام 2016، مقابل منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، مروراً بفوز بايدن المتواضع أمام خصمه في انتخابات عام 2020، ووصولاً إلى الانتخابات النصفية في عام 2022، وغياب موجة جمهورية حمراء، على عكس ما توقعت الاستطلاعات.

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، مدى مصداقية استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، وأسباب إخفاقاتها، وما إذا كان يمكن الوثوق بها لقراءة التوقعات في هذا العام الانتخابي الحاسم.

تحديات وإخفاقات

يقول كريس جاكسون، نائب رئيس شركة «إبسوس» للاستطلاعات، إن أحد أبرز تحديات استطلاعات الرأي، هو أن الأشخاص ينظرون إليها وكأنها التمثيل المثالي لمعرفة نتائج الانتخابات: «لكنها في الحقيقة مجرد تمثيل للحظة معينة، ويجب النظر إليها كانطباعات وليس كحقيقة مطلقة». وذكَّر جاكسون بأن بعض مؤشرات الاستطلاعات في عام 2016 خلال السباق بين كلينتون وترمب دلَّت على أن ترمب هو المرشح المفضل؛ لكن تم تجاهلها.

دونالد ترمب متحدثاً في برجه بنيويورك يوم 31 مايو (أ.ب)

وبالفعل، فقد توقع البعض في عام 2016 فوز ترمب على كلينتون، منهم دستن أولسن، الشريك الإداري في شركة «أميركان بلَس» للاستطلاعات الذي قال: «كنت من ضمن المستشارين القلائل الذين رجحوا فوز ترمب. فبالنسبة إليَّ، كان من الواضح جداً أن السباق كان متقلّباً؛ إذ لدينا مرشحة تقليدية مثل هيلاري كلينتون التي كانت تدير حملة تشبه حرب الاستنزاف، وتخسر الدعم شيئاً فشيئاً، بينما ترمب يملك هذه القدرة الاستثنائية على الاستحواذ على اهتمام الناس، وتغيير الأرقام بشكل ديناميكي».

ويعترف توم بيفان، رئيس موقع «ريل كلير بوليتيكس» الإخباري، بوجود «بعض الأخطاء» في استطلاعات الرأي عام 2016؛ خصوصاً على مستوى الولايات؛ لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن هذه الاستطلاعات كانت دقيقة في توقع أن هيلاري كلينتون ستفوز في الأصوات الشعبية، وهذا ما حصل. ويسلِّط بيفان الضوء على مشكلة أساسية في الموسم الانتخابي، وهي «قراءة هذه الاستطلاعات». ويفسر قائلاً: «المشكلة كانت مع المحللين الذين صرحوا على القنوات الوطنية بأن هيلاري كلينتون تملك فرصة 99 في المائة للفوز بهذه الانتخابات، فهذه الثقة التي أظهرها الديمقراطيون والإعلاميون انعكست على التغطية، ومن كان يشاهد افترض على غرار كثيرين أن هيلاري كلينتون كانت ستفوز بهذه الانتخابات».

قراءة الاستطلاعات

وفي هذا السياق، يشدد جاكسون على أهمية قراءة الاستطلاعات بشكل بنَّاء؛ مشيراً إلى أن بعض شركات الاستطلاعات، كشركته «إبسوس»، بدأت التواصل مع الصحافيين، في محاولة لشرح الاستطلاعات وترجمة البيانات. يقول: «يجب ألا نركز كثيراً على استطلاع واحد فقط؛ بل النظر في كل الأبحاث وكل الأسئلة التي تُطرح، كي تكون لدينا فكرة أفضل عما يجري». ويعطي جاكسون مثالاً على ذلك في الموسم الانتخابي الحالي، فيشير إلى ضرورة عدم التركيز على شعبية ترمب، مقابل شعبية بايدن مثلاً؛ بل على الأسئلة الأخرى في الاستطلاع، مثل: «ما هي المشكلات الرئيسية؟ مَن برأي الناس لديه موقف أفضل في هذه المسائل: ترمب أم بايدن؟ هل يعتقد الناس أن حياتهم جيدة أم سيئة؟».

ويضيف: «هذه الأمور تدل على كثير، وهي لا تتعرض لبعض الأخطاء التي نراها في أرقام السباق الرئيسي، وقد تقدّم لنا صورة أوضح لما يجري مع الشعب الأميركي في فترة زمنية محددة».

بايدن مخاطباً أنصاره في ويسكونسن يوم الجمعة (إ.ب.أ)

ويوافق بيفان على هذه المقاربة، مضيفاً نقطة أخرى، وهي آراء المستقلين في المرشحين. ويقول: «يشكل المستقلون فئة صغيرة؛ لكن مهمة جداً؛ خصوصاً في الولايات المتأرجحة؛ حيث يتم تحديد نتائج الانتخابات بفارق نقطة أو نقطتين. سيشكل المستقلون جانباً رئيسياً، ويجب على الحملتين أن تحرزا نتائج إيجابية في هذه الاستطلاعات للحصول على فرصة للفوز في هذه الانتخابات».

من ناحيته، يشير أولسن إلى أهمية استطلاعات الرأي بالنسبة للحملات الانتخابية؛ إذ تُعَد المؤشر الأفضل لتوقع النتائج، وأداة مهمة «لتحديد الرسائل التي تُحدث فارقاً بالنسبة للناخب»، مضيفاً: «هي أداة استراتيجية، وليست كرة بلورية تطلعنا على المستقبل».

ويحذّر أولسن من تجاهل ما يُسمَّى «هامش الخطأ» في الاستطلاعات. ويوضح: «من الأمور التي يجب أن نتذكرها -سواء في 2016 أو 2020 وفي هذه الانتخابات الآن- أن معظم الاستطلاعات حتى إن كانت تُظهر تقدّم دونالد ترمب أو جو بايدن، فهي تقع تقريباً جميعها ضمن هامش الخطأ».

تأثير ترمب

من التحديات الأساسية التي واجهها المستطلعون في الأعوام السابقة، هو مَن يُسمَّى «الناخب الخجول»، وهو تعبير أطلقه المستطلعون على الناخبين الذي لم يعبِّروا عن توجهاتهم الحقيقية في استطلاعات عام 2016. ويتحدث جاكسون عن هذه التحديات، فيقول إن استطلاعات الرأي «استهانت» بدعم هذا النوع من الناخبين لترمب؛ خصوصاً في بعض الولايات المتأرجحة؛ مضيفاً: «إن كان هناك مصوِّت خجول لترمب في 2016، فهو ليس بخجول بعد الآن. إنهم سعداء بالإفصاح عن دعمهم له اليوم».

أنصار ترمب ينتظرون خطابه في تشيسابيك بفرجينيا يوم 28 يونيو (أ.ف.ب)

لكن جاكسون يذكِّر بمشكلة أخرى، وهي أن الناخبين الذين يتم استطلاع آرائهم لا يتوجهون بالضرورة إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات للإدلاء بأصواتهم، ما يؤثر بالتالي على النتيجة؛ مشيراً إلى أن ترمب نجح في حث المترددين على التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت.

ويتحدث بيفان هنا عما يصفه بـ«تأثير ترمب»؛ مشيراً إلى أن العامل المشترك في استطلاعات عامَي 2016 و2020، هو وجود ترمب على لوائح الاقتراع. ويفسر قائلاً: «إذا قارنَّا بين نتائج الاستطلاعات في 2016 و2020، مقابل نتائج الاستطلاعات خلال الانتخابات النصفية في 2018 و2022، فقد كانت النتائج (أكثر دقة) في الانتخابات النصفية؛ لأن دونالد ترمب لم يكن على لائحة الاقتراع». ويضيف بيفان: «لديه (ترمب) هذا التأثير على الناخب، يبعث الطاقة في داعميه وفي خصومه، ويجلب أشخاصاً جدداً إلى عملية الانتخاب... لذا كان من الصعب جداً على منظمي الاستطلاعات أن يفهموا الانتخابات التي كان يشارك فيها دونالد ترمب».

هل تصدُق الاستطلاعات هذا العام؟

مع ازدياد أزمة الثقة باستطلاعات الرأي، يشدد المستطلعون على أنهم «تعلموا من أخطاء الماضي» واعتمدوا على أساليب جديدة في استطلاعات هذا العام. ويشير جاكسون إلى أن سبب غياب الثقة يعود أيضاً إلى أن الأميركيين «يربطون استطلاعات الرأي بالأخبار، وهم لا يثقون بالأخبار». وأضاف: «رأينا في الولايات المتحدة انعداماً للثقة في المؤسسات على أنواعها، وليس فقط في المؤسسات الصحافية، مثل الحكومة ونظام العدالة. ولا شك أن الاستطلاعات قد شكَّلت جزءاً من هذا الشعور». ويشير جاكسون إلى مشكلة أخرى، وهي اعتماد الوسائل الإعلامية على «عناوين جذابة» من خلال اختيار أرقام معينة للاستطلاعات تضلل الناخب.

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب خلال حدث انتخابي يوم 18 يونيو 2024 (أ.ب)

وحول مصداقية الاستطلاعات في توقع نتائج هذه الانتخابات، يقول جاكسون: «قد تتغير الأمور؛ لأن الانتخابات على بعد أشهر من الآن... هناك فصل الصيف والمناظرات وغيرها من التطورات. لكن حالياً، في هذه الفترة، يبدو أن ترمب في موقع أقوى».

وهذا ما يوافق عليه أولسن جزئياً قائلاً: «النتائج تميل باتجاه ترمب في المسائل المهمة، ولا أرى أي تغير في ذلك بين الآن ويوم الانتخابات. إنه أمر مؤسف بالنسبة إلى بايدن؛ لأنه لا يحرز نتائج جيدة في هذه المسائل».

ويختم بيفان متحدثاً عن معدلات الاستطلاعات الوطنية التي تنشرها «ريل كلير بوليتكس» بشكل دوري، فيقول: «إذا عُقِدت الانتخابات اليوم، فأعتقد أن دونالد ترمب هو المرشح المفضل. فالسباق متعادل على مستوى وطني؛ لكن في الولايات السبع التي تعد ساحة المعركة -حيث سيتم تحديد نتائج هذه الانتخابات- يتقدم ترمب في كافة حساباتنا. لذا أعتقد أنه إذا عُقدت الانتخابات اليوم، وإن كانت استطلاعات الرأي دقيقة -وهو ما لن نعرفه إلا في اليوم التالي للانتخابات- فأقول إن دونالد ترمب هو الفائز».