ما الذي تسمح الولايات المتحدة بالاطلاع عليه بمحاكم الحرب في غوانتانامو؟

ضمن النظر في قضايا 5 رجال متهمين بالتخطيط لهجمات سبتمبر

معسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)
معسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)
TT

ما الذي تسمح الولايات المتحدة بالاطلاع عليه بمحاكم الحرب في غوانتانامو؟

معسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)
معسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

المبنى الذي أمامك هو جزء من «كامب جاستيس»، وهو مجمع المحاكم الذي يقع في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو، الذي يقع على بُعد أميال من السجن العسكري الذي بدأت عمليات الاحتجاز فيه في موقع منفصل يسمى «كامب إكس راي» في 11 يناير (كانون الثاني) 2002.

ويقع هذا المبنى في مكان عام أمام ساحة كرافانات (منازل متنقلة) غير مكتملة البناء بالقرب من قاعة محكمة شديدة الحراسة تُجرى فيها محاكمات جرائم الحرب،بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» الخميس.

مدخل معسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

وفي ظل القيود الأمنية، فإن هذا المكان هو أحد الأماكن القليلة التي يمكن للناس فيها التقاط صور للمنطقة التي تقع فوق مدرج قديم متصدع.

خيام مخصصة لاستضافة الأشخاص الذين يستقبلهم البنتاغون بوصفهم مبعوثين للمنظمات غير الحكومية خلال زيارات تستمر أسبوعاً لحضور جلسات المحاكمات (نيويورك تايمز)

ويبث مراسلو التلفزيونات تقاريرهم من هذا المكان، ويلتقط الزوار صوراً جماعية وصوراً شخصية أيضاً من هناك، كما يرفع الجنود الأعلام الأميركية هنا ليأخذها الزوار إلى منازلهم كهدايا تذكارية، وقد وضع الجيش أضواء كاشفة لإبقاء الأعلام مضاءة طوال الوقت.

وقد تكون هذه الصورة مألوفة؛ وذلك لأنه على مدى سنوات، كان هذا هو المنظر الوحيد الذي سمحت الحكومة الأميركية للجمهور برؤيته من مجمع المحاكم مترامي الأطراف، بينما يتابع جيش الولايات المتحدة النظر في قضايا جرائم الحرب ضد خمسة رجال متهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وغيرها من القضايا.

مدخل معسكر مجمع المحاكم (نيويورك تايمز)

وكان قد تم توجيه التهم ضد 11 سجيناً من بين 30 سجيناً الذين بقوا في غوانتانامو، ستة منهم في قضايا متعلقة بأحكام بالإعدام في محاكمات بدأت قبل أكثر من عقد من الزمان، ولكن التصوير ممنوع الآن داخل السجن.

السياج الخارجي لمعسكر دلتا في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

ولذا؛ فإن هذه الصورة تعكس قدر القوة التي يتمتع بها الجيش الأميركي في المحكمة، حيث تبدأ السرية من داخل هذا المكان؛ إذ تتولى الوكالات الحكومية الأميركية إصدار قرارات بشأن جلسات الاستماع المفتوحة للجمهور وأي أجزاء من الوثائق الأخرى التي يجري حجبها.

وإليك ما يمكن معرفته من خلال إلقاء نظرة فاحصة على هذه الصورة: يقع مجمع المحاكم خلف حواجز برتقالية ولفائف من الأسلاك الشائكة والأسوار المتسلسلة وحواجز سوداء تحجب الرؤية، ويوجد بالداخل العشرات من المباني المجهزة ذات الطراز الصناعي، أكبرها يشبه المستودع ويحتوي على قاعة المحكمة الرئيسية.

وقد تم بناء قاعة محكمة صغيرة أخرى بجوارها، وتشمل المباني الأخرى زنازين للسجناء ومكاتب المحامين والمترجمين وموظفي الأمن الذين يراقبون الموقع بمجموعة من كاميرات الدوائر المغلقة.

يبث مراسلو التلفزيونات تقاريرهم من هذا المكان ويلتقط الزوار صوراً جماعية وصوراً شخصية أيضاً لمعسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

ويُحظر تصوير وقائع المحاكمة أو المتهمين، وعوضاً عن ذلك، تسمح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للمصورين الصحفيين بالتقاط صور عامة للمنطقة، ثم يقرر مسؤولو الأمن في المجمع أياً منها يكشف أكثر مما ينبغي والتي يتعين إتلافها.

وتمثل الأعلام الموجودة بالخارج الهيئات الخمسة التي ساهمت بطواقم من الموظفين والحراس المنوط بهم حماية المحكمة، بالإضافة إلى أسرى الحرب الأميركيين والمفقودين أثناء القتال.

ويحمل الشعار المدوَّن على اللافتة عبارة «الحرية من خلال العدالة»، وهي نسخة أوضح من تلك التي وضعها مهندسو «سلاح الجو» الأميركي في عام 2007 للتحضير لمحاكمات هجمات 11 سبتمبر 2001 التي اعتقدوا حينها أنها يمكن أن تبدأ في العام التالي.

سياج يحيط بمعسكر العدالة في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

في السنوات الأولى، غطت الخيام ذات اللون الكاكي الكثير من المدرج القديم، ولكن الآن لم يتبق سوى عدد قليل منها، على سبيل المثال، منشأة التخزين التي تظهر في خلفية الصورة.

وفي الجوار، توجد هذه الخيام المخصصة لاستضافة الأشخاص الذين يستقبلهم البنتاغون بوصفهم مبعوثين للمنظمات غير الحكومية خلال زيارات تستمر أسبوعاً لحضور جلسات المحاكمات، ويحصل المنتسبون للمنظمات غير الحكومية، والذين يأتون عادة من كليات الحقوق وجماعات حقوق الإنسان ونقابات المحامين على سكن ورحلات جوية ووسائل نقل أخرى مجانية كضيوف على الحكومة الأميركية، في حين يدفع المراسلون الصحفيون مقابل رحلاتهم ومساكنهم في فندق متواضع في القاعدة العسكرية.

وكان العمال قد هدموا الخيام أثناء فترة وباء فيروس كورونا وبنوا ساحة «الكرافانات» بقيمة 10 ملايين دولار، والتي أطلق البعض عليها اسم القرية الصغيرة، لإيواء الموظفين القانونيين أثناء فترة المحاكمات التي ستُقام يوماً ما.

ويجب أن تكون هذه المباني جاهزة للمحامين للحصول على إقامة مؤقتة قبل البدء في جلسات محاكمة 11 سبتمبر، ولكن يبدو أنه في هذا اليوم، الذي التُقطت فيه الصورة لم يكن على العمال إزالة الأعشاب التي تنمو بين الوحدات؛ وذلك لأن المحاكمة ليس لها تاريخ محدد للبدء.

بالنسبة للبعض فإن هذا الموقع بات مزاراً أو مكاناً لإقامة احتفالات متطوعي الجندية أو توزيع الجوائز

وفي المسافة من مجمع المحكمة، عبر الخليج، يمكنك رؤية الريف الكوبي؛ إذ تحرس سرية من مشاة البحرية خط سياج يفصل بين الجانبين الأميركي والكوبي، والذي يظهر في الصورة هنا من رحلة جوية تقل بعضاً من موظفي المحكمة إلى غوانتانامو.

بالنسبة للبعض، فإن هذا الموقع بات مزاراً أو مكاناً لإقامة احتفالات متطوعي الجندية أو توزيع الجوائز، وفي بعض الأحيان، يترك أقرباء ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر تذكارات ورسائل هناك أثناء زيارته لحضور جلسات الاستماع السابقة للمحاكمة.


مقالات ذات صلة

تجارة الكوكايين... خطر مُحدق بدول غرب أفريقيا

حصاد الأسبوع عملية إحراق مخدرات في النيجر (آ ب)

تجارة الكوكايين... خطر مُحدق بدول غرب أفريقيا

تضاعف خلال العقد الأخير، وبشكل لافت، حجم المخدرات التي تعبر من دول غرب أفريقيا، مرسلة من أميركا اللاتينية نحو الأسواق الأوروبية، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة…

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً

بعد عام من الهجوم على كنيس يهودي: تونس تنفي الصبغة «الإرهابية» ومصادر فرنسية توضح

اتخذت السلطات الأمنية إجراءات أمنية «استثنائية جداً» هذه الأيام بمناسبة موسم «الزيارة» التي يقوم بها عادة آلاف اليهود التونسيين ومن العالم أجمع لكنيس جربة.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا أفراد أمن «طالبان» يقفون للحراسة في حين تسير امرأة أفغانية ترتدي البرقع (على اليمين) على طول شارع في سوق في منطقة باهاراك بمقاطعة بدخشان (أ.ف.ب)

إعلان «طالبان» حظر العمل مع «الإذاعة» الأفغانية ضد قوانين الإعلام

ذكر مركز «الصحافيون الأفغان» أن إعلان حركة «طالبان» حظر العمل والتعاون مع هيئة «الإذاعة والتلفزيون» الدولية الأفغانية، ضد قوانين الإعلام.

«الشرق الأوسط» (كابل)
الولايات المتحدة​ سمحت بليز لماجد خان بالاستقرار هناك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في بادرة إنسانية (نيويورك تايمز)

حياة جديدة لسجين سابق في «غوانتانامو»

في ليلة الخامس عشر من رمضان، في إحدى ضواحي مدينة بليز (شمال أميركا الوسطى)، جلس ماجد خان خريج غوانتانامو رفقة عائلته المكونة من 4 أفراد لتناول وجبة إفطار.

كارول روزنبرغ (واشنطن )
آسيا استنفار أمني باكستاني (أرشيفية)

مقتل 6 مسلحين خلال عمليتين أمنيتين شمال غربي باكستان

قضى الأمن الباكستاني على 6 مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عمليتين أمنيتين منفصلتين، في إقليم خيبر بختونخواه شمال غرب باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

بارون ترمب ينسحب من نشاطه الأول في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بارون ترمب ينسحب من نشاطه الأول في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

انسحب بارون ترمب، أصغر أبناء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يُعقد في يوليو (تموز).

وتصدر بارون (18 عاماً) الذي كان بعيداً عن عيون العامة، عناوين الأخبار العالمية هذا الأسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترمب يدخل الساحة السياسية. لكنّ بياناً صادراً عن مكتب والدته ميلانيا، الزوجة الثالثة للرئيس السابق، سرعان ما وضع حداً لمخطط المؤتمر. وجاء في البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوباً من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».

ومع غياب بارون، تتجه الأنظار إلى إيفانكا ابنة ترمب، التي شغلت منصباً استشارياً كبيراً في البيت الأبيض والتي لم تؤكد مشاركتها في المؤتمر حتى اليوم.


بايدن: وقف إطلاق النار بغزة ممكن «غداً» إذا أفرجت «حماس» عن الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن: وقف إطلاق النار بغزة ممكن «غداً» إذا أفرجت «حماس» عن الرهائن

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم (السبت)، أنّ وقف إطلاق النار ممكن «غداً» في الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» إذا أفرجت الحركة الفلسطينية عن الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وخلال حفل لجمع التبرّعات أقيم خارج سياتل في منزل مدير تنفيذي سابق في شركة «مايكروسوفت»، قال بايدن بعد أن تجنّب الخوض في هذا الموضوع في ثلاث مناسبات مماثلة (الجمعة)، إنّه «إذا أطلقت (حماس) سراح الرهائن فسيكون هناك وقف لإطلاق النار غداً».


ترمب: لا أفكر في نيكي هايلي لمنصب نائب الرئيس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
TT

ترمب: لا أفكر في نيكي هايلي لمنصب نائب الرئيس

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة بالبيت الأبيض في 9 أكتوبر 2018 (رويترز)

أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المرشح مجدداً للبيت الأبيض، السبت، أن منافسته الجمهورية السابقة نيكي هايلي ليست من بين الأشخاص الذين يفكر فيهم لمنصب نائب الرئيس.

وتكثر التكهنات حول من سيرشح الجمهوري السبعيني لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) التي سيخوضها ضد الديمقراطي جو بايدن.

ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً: السيناتوران تيم سكوت وجيه دي فانس، والنائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك، لكن بعض التقارير ذكرت أيضاً اسم نيكي هايلي، آخر منافسيه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وقال المرشح الجمهوري، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تروث سوشال»: «نيكي هايلي ليست من الأشخاص الذين أفكر فيهم لمنصب نائب الرئيس». مضيفاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لكنني أتمنى لها كل السعادة في العالم».

كان اختيار نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، سيكون مفاجئاً، لكن الحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية تحظى بشعبية لدى الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين، وهي الأصوات التي قد يسحبها جو بايدن من دونالد ترمب.

وترفض أوساط دونالد ترمب تقديم تفاصيل حول الصفات التي يعتمدها المرشح السبعيني في اختيار نائبه.

وقال أحد مستشاريه: «أي شخص يدعي أنه يعرف من أو متى سيختار الرئيس ترمب نائبه فهو يكذب... ما لم يكن اسم هذا الشخص هو دونالد ترمب».


125 إعصاراً يضرب 22 ولاية أميركية بأقل من أسبوع

سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
TT

125 إعصاراً يضرب 22 ولاية أميركية بأقل من أسبوع

سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)
سيدة تبحث عن أغراضها وسط حطام منزلها المتضرر من العاصفة التي ضربت كولومبيا تينيسي (أ.ب)

ذكر تقرير إخباري أن 125 إعصاراً على الأقل ضربت 22 ولاية أميركية منذ الاثنين الماضي، بينما استمر الطقس السيئ حتى الجمعة بالتوقيت المحلي، في اجتياح أجزاء من الجنوب.

وكان هناك أكثر من 1400 تقرير، منذ الاثنين الماضي، بشأن سوء الأحوال الجوية بشكل عام، بما في ذلك أعاصير ورياح وبرد - من السهول والغرب الأوسط إلى الجنوب الشرقي، طبقاً لما ذكرته شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية الأميركية، الجمعة.

والجمعة، اجتاحت عواصف رعدية شديدة أجزاء من ولايتي جورجيا وفلوريدا. وجرى إصدار تحذير من هبوب إعصار، في مدينة تالاهاسي في مقاطعة ليون، صباح الجمعة، طبقاً لما ذكرته خدمة الأرصاد الجوية الوطنية.

وتوفيت امرأة في مدينة تالاهاسي بعد سقوط شجرة على منزل أسرتها، الجمعة، طبقاً لما ذكره مكتب عمدة مقاطعة ليون.

رجل يزيل متعلقاته من منزله المتضرر من العاصفة على طول بلاكبيرن لين (أ.ب)

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 142 ألف شخص، في ولاية فلوريدا، مساء الجمعة، وكان 3 أشخاص قد لقوا حتفهم بسبب العواصف، يوم الأربعاء الماضي.

كما لقي 4 أشخاص على الأقل، حتفهم الشهر الماضي وذلك بعدما ضربت عدة أعاصير شديدة ولاية أوكلاهوما الواقعة في جنوب وسط الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكره حاكم الولاية كيفن ستيت في مؤتمر صحافي.

وكانت العشرات من الأعاصير قد بدأت تجتاح منطقة الغرب الأوسط الأميركية، وسوَّت أحياءً بأكملها بالأرض، لا سيما في مدينة أوماها وما حولها بولاية نبراسكا في 26 أبريل (نيسان) الماضي.

كان إعصار إيان الذي الذي ضرب الولايات المتحدة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قد قتل 100 شخص؛ ما يجعله ثالث أكثر الأعاصير فتكاً التي تضرب البر الرئيسي الأميركي خلال عقد من الزمان.


بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)
بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

انسحب بارون ترمب، أصغر أبناء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يُعقد في يوليو (تموز).

وتصدر بارون (18 عاماً) الذي كان بعيداً عن عيون العامة عناوين الأخبار العالمية هذا الأسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترمب يدخل الساحة السياسية. لكنّ بياناً صادراً عن مكتب والدته ميلانيا، الزوجة الثالثة للرئيس السابق، سرعان ما وضع حداً لمخطط المؤتمر. وقال البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوباً من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».

ترمب مع زوجته ميلانيا في فلوريدا (أرشيفية - أ.ب)

اعتذار بارون

سيشهد المؤتمر في ميلووكي تتويج ترمب رسمياً منافساً جمهورياً للرئيس الديمقراطي جو بايدن، حيث يقوم مندوبو كل ولاية بتسمية مرشحهم لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وكان رئيس الحزب الجمهوري في فلوريدا، إيفان باور، قد أكد، الأربعاء، انضمام بارون إلى أشقائه دونالد جونيور وإريك وتيفاني بوصفهم جزءاً من وفد فلوريدا الذي يشمل 41 مندوباً.

بارون ترمب يقف في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في واشنطن 27 أغسطس 2020 (أ.ب)

وبعد اعتذار بارون، الذي سيتخرج في المدرسة الثانوية الأسبوع المقبل وعاش في البيت الأبيض عندما كان والده رئيساً، تساءل مراقبون عما إذا كان سيحضر المؤتمر الذي سيعقد في الفترة من 15 إلى 18 يوليو في ميلووكي بولاية ويسكونسن. وكان من اللافت، الأسبوع الماضي، موافقة القاضي المشرف على محاكمة دونالد ترمب في نيويورك، تعليق جلسات يوم 17 مايو (أيار)، حتى يتمكن الرئيس السابق من حضور حفل تخرج ابنه.

وفي حديثه عن نجله الأصغر، قال ترمب في مقابلة الجمعة: «إنه طالب عظيم، وهو يحب السياسة». وأضاف مازحاً: «يقول لي أحيانا: هذا ما ينبغي لك فعله (في قضية ما) يا والدي».

هل تغيب إيفانكا؟

ومع غياب بارون، تتجه الأنظار إلى إيفانكا التي لم تؤكد مشاركتها في المؤتمر حتى اليوم.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (في الوسط) وابنته إيفانكا وابنه دونالد ترمب جونيور يشقون طريقهم إلى طائرة الرئاسة (أ.ف.ب)

وكانت إيفانكا ترمب، التي شغلت منصباً استشارياً كبيراً في البيت الأبيض بمعية زوجها جاريد كوشنر خلال ولاية والدها، قد أكدت علنا أنها لن تكون جزءاً من حملة إعادة انتخاب الرئيس السابق.

أما ميلانيا، وهي زوجة ترمب الثالثة، فاكتفت بالمشاركة في المناسبات السياسية التي استضافها ترمب في منتجع مارالاغو في بالم بيتش، لكنها لم تنضم إلى الرئيس السابق في الحملة الانتخابية أو في محاكمته الجنائية الجارية في نيويورك.


واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية بغزة

امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
TT

واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية بغزة

امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)
امرأة تحتضن جثة فلسطيني قُتل في غارات إسرائيلية (رويترز)

انتقد تقرير لوزارة الخارجية الأميركية، طريقة استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في حرب غزة، لكنه لم يجد أدلة كافية على وجود انتهاكات من اجل تعليق الشحنات.

وقال التقرير إنه «كان منطقياً التقييم» بأن إسرائيل «استخدمت أسلحة بطرق لا تتفق مع القانون الإنساني الدولي»، لكن الولايات المتحدة لم تتمكن من التوصل إلى «نتائج قاطعة».

وأدى نقاش بشأن التقرير في وزارة الخارجية إلى إرجاء إصداره لأيام عدة، قبل ان يُنشر أخيراً بعد التهديد العلني للرئيس جو بايدن، بحجب بعض القنابل وقذائف المدفعية عن إسرائيل إذا مضت قدماً في هجومها على مدينة رفح المكتظة.

ولا يؤثر التقرير في هذا القرار، حيث أعاد البيت الأبيض الجمعة تأكيد شعوره بالقلق إزاء عملية عسكرية إسرائيلية ضد رفح حيث لجأ نحو 1,4 مليون فلسطيني.

وفي رد على منتقدين للحرب في غزة داخل حزبه الديموقراطي، كان بايدن قد أصدر في فبراير (شباط) مذكرة تعرف باسم «أم أس أم-20» تطلب من الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية أميركية تقديم ضمانات «ذات صدقية وجديرة بالثقة» بأنها تلتزم قوانين حقوق الإنسان.

وقدمت ضمانات للولايات المتحدة و«حددت عدداً من الإجراءات لضمان الامتثال تم تضمينها في جميع مستويات صنع القرار في قواتها العسكرية»، وفق ما جاء في النسخة العامة من التقرير الذي تم تقديمه إلى الكونغرس.

وأضاف التقرير أن «طبيعة النزاع في غزة تجعل من الصعب تقييم الحوادث الفردية أو التوصل إلى نتائج حاسمة بشأنها».

وتابع التقرير «مع ذلك، ونظراً لاعتماد إسرائيل الكبير على مواد دفاعية أميركية الصنع، من المنطقي التقييم بأن المواد الدفاعية المشمولة بمذكرة +أن أس أم-20+ تم استخدامها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول ) في حالات لا تتفق مع التزاماتها بالقانون الإنساني الدولي أو مع أفضل الممارسات المعمول بها للتخفيف من الأضرار»، في إشارة إلى القانون الإنساني الدولي.

وأشار التقرير أيضاً إلى أنه رغم امتلاك القوات الإسرائيلية «المعرفة والخبرة والأدوات لتقليل الضرر، فإن النتائج على الأرض، بما في ذلك المستويات العالية من الضحايا المدنيين، تثير تساؤلات جوهرية حول ما إذا كان جيش الدفاع الإسرائيلي يستخدمها بشكل فعال في جميع الحالات».

ولكن على الرغم من بعض «المخاوف الجدية»، أفاد التقرير بأن جميع الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية أميركية قدمت ضمانات ذات صدقية وموثوقة بما يكفي «للسماح بمواصلة تقديم المواد الدفاعية المشمولة بموجب أن أس أم-20».

ووصف مسؤول أميركي التقرير بأنه مجرد لمحة سريعة، قائلاً إن وزارة الخارجية لا تزال تراقب استخدام الأسلحة.

والدول الأخرى التي يغطيها التقرير باعتبار أنها تلقت مساعدات عسكرية أميركية هي كولومبيا والعراق وكينيا ونيجيريا والصومال وأوكرانيا.


الانتخابات الأميركية: ترمب وبايدن يحشدان لـ«معركة 6 أشهر»

تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
TT

الانتخابات الأميركية: ترمب وبايدن يحشدان لـ«معركة 6 أشهر»

تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)
تظهر استطلاعات الرأي تقارباً بين ترمب وبايدن في السباق الرئاسي (أ.ب)

6 أشهر تفصل الولايات المتحدة عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، تحتدم خلالها المواجهة بين المتنافسين الأساسيين الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب، فاستطلاعات الرأي تُظهر تقارباً حاداً بين المرشحين في قضايا أساسية تهم الناخب الأميركي، في إشارة إلى سباق محموم قد تحسم فيه النتيجة بفارق ضئيل من شأنه أن يعزز الانقسامات الموجودة في الشارع الأميركي والكونغرس، وأن يتسبب بتكرار سيناريو رفض نتائج الانتخابات.

وبالتزامن مع السباق، تأتي محاكمة ترمب في نيويورك مصحوبة بعاصفة «ستورمي دانيالز» لتصب الزيت على نار التجاذبات الحزبية، التي بلغت ذروتها في تهديد جديد بعزل رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون.

يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، دلالات أرقام الاستطلاعات وتلويح الرئيس السابق باحتمال رفضه نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، بالإضافة إلى الانقسامات الحزبية مع عودة قضية عزل رئيس مجلس النواب إلى الواجهة.

بايدن في حدث انتخابي بويسكنسن في 2 مايو 2024 (رويترز)

استطلاعات الرأي والسباق المتقارب

تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقارباً في شعبية ترمب وبايدن، وتأرجحاً في مواقف الناخب الأميركي من ملفات جوهرية كالاقتصاد والهجرة والدفاع عن الديمقراطية، ما يدل على سابق متقارب للغاية بين المرشحين.

وتقول لورن بيلور، المديرة المساعدة في جمعية «بروسبيرتي ناو» إن هذه الأرقام لا تفاجئها، لأنها تظهر أن «النتيجة تتغير باستمرار»، مشيرة إلى أنه سيكون هناك مزيد من الاستطلاعات المماثلة التي «لا تُشكّل مؤشراً دقيقاً في هذه المرحلة، لكنها ستلعب دوراً في تحديد الثغرات التي ينبغي التطرّق إليها في دورة الانتخابات حتى نوفمبر». وتضيف بيلور أن «الأرقام لا تفاجئني أبداً مع موقف إدارة بايدن الأخير فيما يتعلّق بإسرائيل وفلسطين؛ فهذا سيلعب دوراً كبيراً وأساسياً في المعركة الانتخابية».

أنصار ترمب في مواجهة مع شرطة الكابيتول في 6 يناير 2021 (أ.ب)

ومن ناحيته، يتحدث دانيال ليبمان، مراسل البيت الأبيض في صحيفة «بوليتيكو»، عن اهتمام الناخب الأميركي بقضية حماية الديمقراطية التي يتعادل فيها كل من ترمب وبايدن، وفق استطلاع لشبكة «إي بي سي» بالتعاون مع «إبسوس»، وقال إن «الديمقراطيين والجمهوريين مهتمون بالقضية لأسباب مختلفة؛ فالديمقراطيون يخشون من أن عودة ترمب إلى الرئاسة ستعني نهاية الديمقراطية، أما الجمهوريون فيشككون بـ(نزاهة الانتخابات)، وهم لا يعتقدون أن جو بايدن رئيس شرعي».

لكن هال لامبرت، العضو السابق في لجنة تنصيب ترمب، يرى أن الملفين الأساسيين اللذين يُهمّان الناخب الأميركي هما الاقتصاد والهجرة، مشيراً إلى عدم رضا الناخب عن أداء بايدن فيهما، وهو «أمر كارثي» بالنسبة للرئيس الأميركي. وأضاف لامبرت: «سيُحسم السباق في الولايات الست المتأرجحة، وهي أريزونا ونيفادا وويسكونسن وميتشيغان وبنسلفانيا ونيوهامبشير».

ويشير لامبرت إلى أن الديمقراطيين يسعون لتسليط الضوء على قضية الإجهاض، «لكن ذلك لا يصبّ في مصلحتهم، لأن هناك أحداثاً كثيرة في الشرق الأوسط أو متعلقة بالاقتصاد». ويرى لامبرت أن بايدن «يائس»، إذ يسعى لـ«شراء أصوات» الناخبين دون الثلاثين من العمر من خلال العفو عن القروض الطلابية. وأضاف: «إذا نظرنا إلى قاعدته، التي لا تدعمه في قضية إسرائيل وفلسطين، نراه يتأرجح في مواقفه، ويتخذ قرارات مختلفة كل يوم لأن قاعدته لا تدعمه في هذه القضية».

ومن ناحيته، يرى ليبمان أن مشكلة بايدن الأساسية في جذب الناخبين تتعلق بأدائه، مشيراً إلى أنه «غير واثق بنفسه، ويتلعثم، كما أنه لا يشارك في فعاليات كثيرة». كما تحدث عن تأثير حرب غزة الكبير على الفعاليات الانتخابية، قائلاً: «لقد اضطر فريق بايدن إلى تقليص الفعاليات بسبب الاحتجاجات الموالية لفلسطين. (...) فنقلوا المناسبات إلى أماكن أصغر، وهذا يؤدي إلى عدم الوصول إلى أغلبية الناخبين المتأرجحين». كما ذكر ليبمان نقطة اختلاف مهمة بين انتخابات 2020 وانتخابات هذا العام، حيث كانت عملية التصويت أسهل في الانتخابات السابقة بسبب جائحة «كورونا»، إذ تمكّن الأميركيون من التصويت من منازلهم، بينما هذا العام سيتوجب عليهم التوجه إلى صناديق الاقتراع، الأمر الذي قد يدفع البعض لعدم التصويت.

ترمب خلال محاكمته في قضية «اموال الصمت» في 9 مايو 2024 (رويترز)

ترمب: محاكمات وتهديدات

بالتزامن مع السباق الانتخابي، يمثل ترمب أمام محكمة نيويورك في قضية «أموال الصمت»، ويغيب عن الأحداث الانتخابية. لكن هذا لم يؤثر في آراء مناصريه. وتشير بلور إلى أن قاعدة ترمب الانتخابية لن تتأثر مهما كانت القضايا التي يواجهها، مشددة على أهمية أن يرسم الحزب الديمقراطي استراتيجية واضحة للتعامل مع المسألة.

ويرى ليبمان أن سبب دعم قاعدة ترمب إياه بمواجهة القضايا المختلفة يعود إلى أن هذه القاعدة ترى أنه «يعامل بطريقة غير منصفة، وقد بدأ ذلك منذ اللحظة التي انتخب فيها مع قضية التواطؤ مع روسيا». ويشير ليبمان إلى أن محاكمة «أموال الصمت» تساعد ترمب كذلك في استقطاب المستقلين، وهي فئة انتخابية ستحسم نتيجة الانتخابات. ويُفسّر قائلاً: «من خلال تغطية المحاكمة، يرى هؤلاء أنها قضية غريبة وغير منصفة وسياسية، لذا لا أعتقد أن ذلك يساعد الديمقراطيين، بل يؤذيهم مع المستقلين».

أنصار ترمب في مواجهة مع شرطة الكابيتول في 6 يناير 2021 (أ.ب)

ولم يمنع انشغال ترمب بالمحاكمة من تلويحه باحتمال رفض نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، ما أثار مخاوف من اندلاع أعمال عنف مشابهة لأحداث السادس من يناير (كانون الثاني) لدى اقتحام الكابيتول. لكن ليبمان رأى أنه رغم الاحتمالات الكبيرة بعدم اعتراف ترمب بنتائج الانتخابات، فإن ذلك لن يؤدي إلى تكرار أحداث السادس من يناير. ويُفسّر: «لقد دُمرت حياة داعمي ترمب الذين دخلوا الكابيتول بطريقة غير شرعية، وواجهوا المحاكم جراء ذلك. بعضهم دخل السجن وخسروا وظائفهم وعائلاتهم؛ لذا لا يمكنني أن أتخيل أن هناك العديد من داعمي ترمب يفكرون بأن مساعيهم نجحت بالفعل في المرة السابقة».

انتخابات تشريعية وانقسامات حزبية

بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، تشهد الولايات المتحدة انتخابات تشريعية يسعى فيها الديمقراطيون والجمهوريون لانتزاع الأغلبية في مجلسي الكونغرس الذي يعيش حالياً انقسامات عميقة أدّت إلى إعادة إحياء مساعي عزل رئيس مجلس النواب مايك جونسون من قبل النائبة الجمهورية المناصرة لترمب مارجوري تايلور غرين.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون برفقة ترمب في مارلاغو في 12 أبريل 2024 (أ.ب)

وأعرب لامبرت عن مفاجأته من إصرار غرين على المضي قدماً بمساعي العزل، رغم إعلان ترمب دعمه لجونسون ومعارضته لمساعيها، مشيراً إلى أن الحزب الجمهوري قد تنفس الصعداء بعد فشل مساعي غرين، وانضمام الديمقراطيين إلى صفوفهم. وأضاف: «سنرى ما سيحدث في انتخابات نوفمبر. فإذا استطاع الجمهوريون الفوز بمقاعد إضافية في مجلس النواب وفاز ترمب، فإنه يمكن حينها إعادة النظر في رئيس المجلس، لكن برأيي لم يكن هذا الوقت المناسب».

وأشار ليبمان إلى أن الحزب الجمهوري «قلق حيال سلوك غرين في محاولتها لإثارة الفوضى». وأضاف: «الأمر المثير للاهتمام هنا هو أن الديمقراطيين دعموا جونسون، بينما لم يساعدوا سلفه كيفن مكارثي عندما تمت الإطاحة به؛ فالحزب الديمقراطي لديه علاقة جيدة مع جونسون، إذ إنه أمّن المساعدات لأوكرانيا ولإسرائيل والمساعدات الإنسانية لغزة وشحنة الأسلحة إلى تايوان، ويرونه رجلاً يحترم كلمته على خلاف مكارثي».

أما بيلور، فترى أن هذه الأزمة في صفوف الحزب الجمهوري تعكس أزمة هوية فعلية، ينبغي للحزب النظر فيها لإعادة بناء هويته.


ترمب غاضباً: أنا بريء

الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
TT

ترمب غاضباً: أنا بريء

الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)
الرئيس السابق دونالد ترمب لدى وصوله إلى محكمة مانهاتن في نيويورك الجمعة (أ.ب)

غداة الشهادة النارية التي قدمتها الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قضية «أموال الصمت» التي تدعي أنه دفعها لها خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لقاء سكوتها عن علاقة عام 2006، شخصت الأنظار داخل محكمة جنايات نيويورك وخارجها في نهاية الأسبوع الثالث من استجوابات الشهود الجمعة إلى «الشاهد الملك» في القضية؛ محامي ترمب السابق مايكل كوهين.

واستمع القاضي المشرف على القضية وهيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء، إلى الرواية الدرامية التي قدمتها دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، خلال عملية استجواب نارية استمرت 7 ساعات، الخميس، مع وكلاء الدفاع عن ترمب، الذي بات أول رئيس أميركي سابق يواجه محاكمة جنائية، تتضمن 34 تهمة، وتركز على تزوير وثائق وسجلات تجارية.

استجواب حاد

وكانت رواية دانيالز عن لقائها الوجيز مع ترمب بمثابة حجر أساس للمدعين العامين الذين يسعون إلى كشف ملابسات ما فعله المرشح الأبرز لنيل بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، لإخفاء دفعه مبلغ 130 ألف دولار لدانيالز عبر كوهين خلال فترة حاسمة من انتخابات 2016 التي أوصلت ترمب إلى البيت الأبيض، في ما يصفه الادعاء بأنه محاولة للتأثير بشكل غير قانوني على السباق ضد المرشحة عن الحزب الديمقراطي عامذاك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

ومن المقرر أن يمثل كوهين أمام المحكمة، الاثنين، ليقدم شهادته في هذه القضية ضد ترمب. وعرضت دانيالز بالتفصيل للقاء مع ترمب في نادي غولف عند بحيرة تاهو، مؤكدة أنها شعرت بالمفاجأة والخوف والانزعاج، حتى عندما وافقت على العلاقة معه. وعندما سعت وكيلة الدفاع عن ترمب المحامية سوزان نيتشلز الضغط على دانيالز وتصويرها على أنها كاذبة وتبتغي التربح، رفضت دانيالز بشدة هذه الاتهامات. وسعى فريق الدفاع إلى إظهار أن المبالغ المالية المدفوعة نيابة عن ترمب إنما كانت محاولة لحماية سمعته وعائلته، وليس لحماية حملته الرئاسية.

تمسك بالبراءة

وبعد انتهاء دانيالز من شهادتها أمام المحكمة، خرج ترمب ليقول للصحافيين بغضب: «أنا بريء» من تهم العلاقة مع دانيالز.

ودفع وكلاء الدفاع عن ترمب من أجل إعلان بطلان المحاكمة بسبب التفاصيل غير ذات الصلة التي قدمها دانيالز على منصة الشهود، لكن القاضي ميرشان رفض الطلب. وكذلك ضغط محامو ترمب على القاضي ميرشان لتعديل أمر حظر النشر الذي يمنعه من التحدث عن الشهود في القضية، حتى يتمكن من الرد علناً على أقوال دانيالز أمام المحلفين. ورفض القاضي هذا الطلب أيضاً.

وخسر ترمب، الجمعة، أيضاً محاولة للحصول على سجلات من المدعي العام السابق في مانهاتن مارك بومرانتز، الذي ألّف كتاباً، العام الماضي، يشرح فيه بالتفصيل التوترات مع المدعي العام ألفين براغ حيال ما إذا كان ينبغي إصدار قرار اتهامي لترمب. ولكن المدعين العامين طلبوا من القاضي ميرشان رفض استدعاء بومرانتز. وبالفعل وافق ميرشان على طلب الادعاء، رافضاً بالتالي طلب وكلاء الدفاع عن ترمب.

رسم للرئيس السابق دونالد ترمب خلال شهادة مساعدته السابقة التي كانت تعمل في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مادلين ويسترهوت (رويترز)

وبعد شهادة دانيالز، عادت إلى منصة الشهود، الجمعة مادلين، ويسترهوت، مساعدة ترمب التي كانت تعمل في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري عندما جرى تسريب شريط «الوصول إلى هوليوود» عن علاقات ترمب مع النساء قبيل انتخابات عام 2016 مباشرة. ويركز الادعاء على هذا الشريط لأن العاصفة السياسية التي سببها أدت إلى تسريع دفع مبلغ الـ130 ألف دولار لدانيالز. وشهدت ويسترهوت، الخميس، أن الشريط هز قيادة الحزب الجمهوري إلى درجة «إجراء محادثات حول كيفية وإمكان استبداله كمرشح».

وباستثناء دانيالز، شملت لائحة الشهود حتى الآن محاسبين ومصرفيين قدموا شهادات جافة في كثير من الأحيان في محاكمة تركز في جوهرها على تزوير المعاملات التجارية والمدفوعات التي قدمت للتأثير بشكل غير قانوني على انتخابات عام 2016.


توقيف متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعتين أميركيتين رائدتين

مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)
مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)
TT

توقيف متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعتين أميركيتين رائدتين

مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)
مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أ.ف.ب)

اقتحمت الشرطة، في وقت مبكر، اليوم (الجمعة)، مخيمات متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في حرم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا، وهما من أعرق الجامعات في الولايات المتحدة، وأوقفت عدة أشخاص، بعد أيام من التوتر.

وقالت رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، سالي كورنبلوث، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «بناء على طلب مني، تم في وقت مبكر جداً من هذا الصباح تفكيك المخيم في حديقة كريسج. وتم تحذير الأفراد الموجودين بالمخيم في ذلك الوقت 4 مرات شخصياً، بضرورة المغادرة أو الاستعداد لاحتمال الاعتقال».

وأضافت أن «العشرة الذين بقوا لم يقاوموا اعتقالهم، واصطحبهم عناصر شرطة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بهدوء إلى خارج المخيم، ثم تم نقلهم إلى خارج الحرم الجامعي»، مشيرةً إلى «توترات غير قابلة للحل» أدَّت إلى استدعاء الشرطة.

ودان ائتلاف طلاب «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» لمناهضة الفصل العنصري تدخل الشرطة في الحرم الجامعي.

وقال الائتلاف في حسابه على موقع «إنستغرام»: «لقد اعتقل (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا) الطلاب (...) في الساعة الرابعة من صباح اليوم، وقاموا بمداهمة المخيم بأكمله». وأضاف: «لا يمكن أن توقفوا الحركة، سنعود».

كما فككت الشرطة مخيماً مماثلاً في حرم جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا (شمال شرق)، قبل فجر (الجمعة)، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.

ودهم عشرات من عناصر الشرطة المخيم، وأمهلوا المحتجين دقيقتين للمغادرة، وإلا فسيتم توقيفهم، وفق قناة «إن بي سي 10».

ثم قامت الشرطة بتفريق مجموعة من نحو 30 متظاهراً.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في حرم جامعة بنسلفانيا (أ.ب)

وتشهد الجامعات الأميركية منذ أسابيع مظاهرات ضد الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، منذ أكتوبر (تشرين الأول)، رداً على هجوم شنَّته حركة «حماس» الفلسطينية على الدولة العبرية.

واستدعت إدارات الجامعات الشرطة لتفكيك المخيمات وطرد المتظاهرين في أنحاء الولايات المتحدة.

من جهته، قال الرئيس جو بايدن، الأسبوع الماضي، إن «النظام يجب أن يسود» في الجامعات، وتعهَّد (الثلاثاء) بمكافحة «الزيادة الهائلة» في مستويات معاداة السامية.


حياة جديدة لسجين سابق في «غوانتانامو»

سمحت بليز لماجد خان بالاستقرار هناك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في بادرة إنسانية (نيويورك تايمز)
سمحت بليز لماجد خان بالاستقرار هناك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في بادرة إنسانية (نيويورك تايمز)
TT

حياة جديدة لسجين سابق في «غوانتانامو»

سمحت بليز لماجد خان بالاستقرار هناك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في بادرة إنسانية (نيويورك تايمز)
سمحت بليز لماجد خان بالاستقرار هناك بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو في بادرة إنسانية (نيويورك تايمز)

في ليلة الخامس عشر من رمضان، في إحدى ضواحي مدينة بليز (شمال أميركا الوسطى)، جلس ماجد خان خريج غوانتانامو رفقة عائلته المكونة من 4 أفراد لتناول وجبة إفطار تقليدية لكسر صيام ساعات النهار.

كانت هناك ساق من لحم الخروف الذي ذبحه ماجد بنفسه، وهو المعتقل السابق في غوانتانامو، مع بعض الحلوى التي جلبتها أخته في ماريلاند، وتمور من منطقة الخليج. وكانت الأجواء صاخبة بعض الشيء، لكنها لم تكن كافية لإزعاج نوم الطفل حمزة، الذي وُلد قبل أسبوعين في مستشفى بالمدينة الواقعة في أميركا الوسطى.

انتقلت ربيعة خان زوجة ماجد على اليمين وابنتهما منال إلى بليز من باكستان عقب الإفراج عنه بترتيب من السلطات الأميركية (نيويورك تايمز)

كان الحديث موجزاً حول ما إذا كان طبق البرياني كثير التوابل، وكيف كان لحم الخروف مشوياً بشكل كامل. هذه أمور دنيوية، صارت أكثر أهمية لأن ماجد خان، المبعوث السابق لدى تنظيم «القاعدة»، كان يحتفل مع زوجته ربيعة وابنته منال في أول بيت يجمعهم معاً، في بليز، موطنهم الجديد.

 

في صفوف تنظيم «القاعدة»

 

طوال عقدين من الزمن، لم تكن هذه الوجبة العائلية ممكنة. بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، انضم ماجد خان إلى تنظيم «القاعدة»، ووافق على أن يصبح مفجراً انتحارياً، وسلّم 50 ألف دولار لاستخدامها في تفجير مميت بفندق في إندونيسيا. وبسبب جرائمه، تم احتجازه من قبل الولايات المتحدة، وتعذيبه على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية، ثم سجنه في خليج غوانتانامو. وقد اعترف بأنه مذنب وأصبح متعاوناً مع الحكومة، وطوال ذلك الوقت، كانت زوجته تنتظره في باكستان.

ربيعة خان: «انتظرته 20 عاماً»

 

تقول ربيعة خان، وهي تتنفس الصعداء: «انتظرته 20 عاماً. وقال الجميع، (أنتِ شجاعة، أنتِ قوية). فالظروف كانت تتطلب ذلك. والآن أقول لماجد، (الأمر كله عليك، وليس عليّ وحدي)». أسئلة الحياة الكبيرة تنتظر هذه العائلة. هل سوف يستمر ماجد، (44 عاماً)، في عمله الناشئ في استيراد الأواني الفخارية؟ هل تحتاج ربيعة (40 عاماً)، إلى اصطحاب ولدها حمزة إلى المكسيك لزيارة طبيب متخصص في أمراض الكلى؟ أين الجامعة التي سوف تلتحق بها منال، (20 عاماً)، لكي تصبح طبيبة أسنان؟ لكن هناك صراعات أخرى تلوح في الأفق بصورة كبيرة.

ماجد خان يحمل طفله حمزة في موطنه الجديد... ويقول «الحياة اختبار» واصفاً نفسه برجل نصف الكوب الممتلئ (نيويورك تايمز)

«أستغفر الله» تتخلل كلماته

 

لا يزال ماجد بحاجة إلى العثور على رعاية صحية للأضرار التي ألمّت به في سجون الاستخبارات الأميركية السرية في الخارج. ولم يندمج بعد في البلد الذي استقرّ فيه مع عائلته. ولم يتمكّن من فتح حساب مصرفي بسبب ماضيه. يقول: «الحياة اختبار»، ويصف نفسه بأنه رجل نصف الكوب الممتلئ (متفائل).

وهو يرى الفصل التالي من حياته فرصة لتصحيح الأمور. حيث قال إنه تأذى، وفعل أشياء آذت الآخرين. وعبارة «أستغفر الله» تتخلل كلماته من حين لآخر.

وحتى بين 750 رجلاً وصبياً مروا عبر السجن في غوانتانامو، كان ماجد خان يقف دائماً متميزاً عن الآخرين. إنه مواطن باكستاني، التحق بالمدرسة الثانوية في ضواحي بالتيمور، وتحوّل إلى التطرف هناك بعد وفاة والدته عام 2001.

وغادر إلى باكستان في العام نفسه، بعد هجمات 11 سبتمبر، في سن 21، وتزوج ربيعة في زواج عائلي مُرتب. كما انضم إلى أعضاء تنظيم «القاعدة»، من بينهم رجال متهمون بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر، وتم تجنيده ليكون عنصراً انتحارياً في هجوم لم يتحقق أبداً على الرئيس الباكستاني الأسبق، برويز مشرف.

احتفل ماجد وعائلته بليلة رمضان في مطعم على الطراز اللبناني (نيويورك تايمز)

تعاون مع السلطات الأميركية

 

ويقول ماجد إن قراراته كانت متهورة وخاطئة. كان أول سجين يُعذب في سجون الاستخبارات المركزية ويعترف بذنبه في جرائم الحرب، بعد نحو عقد من الزمان من احتجازه، بوصفه «معتقلاً ذا قيمة عالية».

وأمضى سنوات معزولاً عن معتقلين آخرين أكثر من أي سجين آخر، قضى أغلب ذلك الوقت متعاوناً مع الحكومة. وبعد 16 شهراً من إدانة هيئة المحلفين العسكرية الأميركية لمعاملته - ووصفتها بأنها «وصمة عار على النسيج الأخلاقي لأميركا» - سمحت له دولة بليز بإعادة التوطين هناك في بادرة إنسانية. وبإلحاح من بليز، دفعت الولايات المتحدة ثمن منزله وسيارته وهاتفه وقدمت له راتباً.

وأمضت ربيعة خان تلك السنوات أمّاً عازبة مع والديها في منزل مليء بالأخوات والإخوة وأبناء وبنات الإخوة والأخوات. تقضي وقتها في تربية منال، ابنتهما التي وُلدت بعد اعتقال الزوج.

 

التقى ابنته للمرة الأولى

 

وفي غوانتانامو، كان يصلي وحده، ويقضي الأيام في النوم، ويتناول طعامه بمفرده. وقال: «اعتدت على ذلك. وكانت وجبة الإفطار في رمضان تأتي بـ3 تمور، وأحياناً علبة من العسل». واجتمع شمل الأسرة بعد شهرين من الإفراج عنه. التقى ابنته للمرة الأولى في صالة «كبار الزوار» في مطار بليز. ولم يشعر الزوج والزوجة اللذان كانا منفصلين خلال العشرينات والثلاثينات من عمرهما بأنهما غريبان. وقالت ربيعة: «إنني لا أعرف السبب. ربما بسبب الرسائل». تقول منال إنها كانت سنة مثيرة للغاية، ابتداءً من الأخبار المفاجئة بأن الوالد الذي لم تلتقه أبداً قد أُطلق سراحه من السجن.

يقول كليم الأمين إمام المسجد الذي يرتاده ماجد إن الجالية المسلمة في بليز رحبت بماجد خان على الفور (نيويورك تايمز)

من كراتشي إلى بليز

 

وبعد 8 أسابيع، سافرت رفقة والدتها لمدة 48 ساعة - من كراتشي إلى الدوحة إلى نيويورك إلى ميامي إلى مدينة بليز - وانضمتا إليه. كانت هناك زيارات من عائلة والدها في الولايات المتحدة، وزيارات لمناطق سياحية على طول ساحل بليز الكاريبي والآن، هناك أخ رضيع - كل العوامل المطلوبة لوجود فجوة غير عادية في حياتها قبل عام أو عامين من ذهابها إلى الكلية، إنها تطوف حول منزل عائلتها المكون من 3 غرف نوم مع إحساس بالهدوء، إذ لديها غرفة نوم خاصة بها للمرة الأولى، مزينة بخيوط من أضواء احتفالية مبهجة. وصممت إعلان ولادة حمزة، مع صورة بالون على شكل قلب. وقد أرسلته على هاتفها من المستشفى إلى أسرته في 3 مناطق زمنية بعد دقائق من وصوله. خارج المنزل، ترتدي هي ووالدتها عباءتين وتغطيان شعرهما بالحجاب ووجهيهما بكمامات واقية من فيروس «كورونا»، وهي نسخة حديثة من النقاب المتشدد.

 

باكستاني القلب

 

ويقود ماجد سيارة العائلة، وهي سيارة «تشيفي إيكوينوكس» مستعملة. ويقول: «أنا رجل باكستاني القلب مع قليل من الأمركة في الخارج. لذا، فأنا أؤمن بالنسوية إلى حد ما. لكنني أؤمن بشدة بالاحتشام الإسلامي، وبالشرف. يجب أن أتأكد من أن ابنتي محتشمة إلى أن تتزوج. لقد كان الاندماج في الحياة في بليز تحدياً بالنسبة لي». ويبلغ عدد سكان بليز نحو 415 ألف نسمة، وهي بحجم ولاية نيوجيرسي، مع نسبة تبلغ نحو 5 في المائة من إجمالي سكان الولاية.

 

الاندماج كان تحدياً

 

واللغة الرسمية في بليز هي الإنجليزية، مما يساعد على التأقلم. ولكن بالنسبة لماجد خان، الرجل الذي كان في عجلة من أمره، فإن الاندماج كان تحدياً. قال كليم الأمين، إمام المسجد، الذي يُعرف باسم الأخ كليم: «إنه لم يتماهَ بعد مع سياسة حرية التصرف في بليز. وأعتقد بأنه يحتاج إلى مزيد من الوقت». لم يقم ماجد بعد واجهة المتجر لأعماله التجارية، حيث يبيع الأواني الفخارية الملونة من باكستان، ولم يجد مشترياً تجارياً كبيراً بعد. وأضاف أن جزءاً من المشكلة يكمن في عدم استعداد أي مصرف لفتح حساب دولي للمتهم الذي سلّم 50 ألف دولار إلى جماعة متفرعة عن تنظيم «القاعدة» من دون أن يعلم بالغرض من ذلك.

وكان بالفعل محتجزاً لدى الولايات المتحدة في الوقت الذي تم فيه استخدام المال في تفجير أسفر عن مقتل نحو 10 أشخاص في فندق «ماريوت» في جاكرتا بإندونيسيا، بتاريخ 5 أغسطس (آب) 2003. وتُلقي حكومة بليز باللائمة على الأنظمة المالية العالمية التي فُرضت بعد 11 سبتمبر.

وقال مسؤول حكومي ناقش المشكلة، بشرط عدم الكشف عن هويته؛ لأنها تنطوي على علاقات دبلوماسية حساسة: «إن القضية بعيدة عن متناول حكومة بليز»، واصفاً إياها بأنها «عقبة أمام تأسيس ماجد عملاً تجارياً مستداماً هناك. ومرافق العائلة موجودة على بطاقة الائتمان الخاصة بوالده، الذي زاره لفترات طويلة. فأي عمل يقوم به يحتاج إلى نقود، وأحياناً إلى شريك بليزي الجنسية. وإذا احتاجت زوجته إلى السفر بطفلها للخارج لتلقي الرعاية الصحية، فلا يمكنه مرافقتهما. فلديه إقامة في بليز فقط ومنفذ للحصول على الجنسية، ولكن بناء على طلب من الحكومة الأميركية، لا يملك ماجد وثائق للسفر».

 

*خدمة «نيويورك تايمز»