الدفاعات الأميركية تُسقط مُسيّرة أطلقت على «الشدادي» بالحسكة

دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
TT

الدفاعات الأميركية تُسقط مُسيّرة أطلقت على «الشدادي» بالحسكة

دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)
دورية لجنود أميركيين في 12 ديسمبر على مشارف الرميلان بالحسكة شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها الأكراد (أ.ف.ب)

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الجمعة)، بأن الدفاعات الجوية الأميركية أسقطت طائرة مُسيرة يرجَّح أن فصائل عراقية مسلحة أطلقتها على قاعدة «الشدادي» في ريف الحسكة شرق سوريا.

وأعلنت فصائل عراقية مسلحة، يوم الثلاثاء الماضي، استهدافها قاعدتين أميركيتين في سوريا، رفضاً للوجود الأميركي في العراق، ورداً على القصف الإسرائيلي للمدنيين بقطاع غزة. من جهته، وجه الجيش الأميركي الشكر للشرطة العراقية علناً اليوم لاكتشافها صاروخ كروز يوم الثالث من يناير (كانون الثاني)، قال مسؤول أميركي إنه كان يستهدف قوات أميركية بالبلاد.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية عبر موقع «إكس» أن الشرطة العراقية «عثرت في محافظة بابل في وسط العراق في 3 يناير (كانون الثاني) على صاروخ هجومي بري من صناعة إيرانية وقد فشل إطلاقه».

وعدّت أن «استخدام المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا أسلحة تزوّدها بها إيران، يضع قوات التحالف والسكان المحليين بخطر».

ويضمّ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، دولاً أخرى مثل فرنسا وإسبانيا. وأنشئ قبل نحو عشر سنوات لمكافحة تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

وأعلن العراق انتصاره على التنظيم أواخر عام 2017، لكنه لا يزال يحتفظ ببعض الخلايا في مناطق نائية وبعيدة في شمال البلاد، تشنّ بين حين وآخر هجمات ضد الجيش والقوات الأمنية.

وفي أواخر عام 2021، أعلن العراق انتهاء المهمّة «القتالية» للتحالف، وتحوّلها إلى مهام «استشارية». وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا في إطار هذا التحالف.

السوداني

إلى ذلك، جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، موقف بلاده «الثابت» بإنهاء حضور التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الذي تقوده واشنطن بعد «انتهاء مبررات وجوده»، في تصريح يأتي غداة ضربة أميركية في بغداد أودت بقيادي في فصيل موال لإيران، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

كانت حكومة السوداني المدعومة من تيارات وأحزاب مقربة من طهران، قد أكّدت في الأسابيع الماضية رغبتها في إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد. لكن موقفه الأخير يأتي في ظلّ توترات متصاعدة في العراق على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

وقتل قيادي عسكري وعنصر في «حركة النجباء» بقصف استهدف مقراً لـ«الحشد الشعبي» في بغداد الخميس، في ضربة أكدت واشنطن شنّها «دفاعاً عن النفس»، وعدّها العراق «اعتداء» عليه.

وجاءت كلمة السوداني خلال حفل تأبيني في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس «الحشد الشعبي» بضربة أميركية في بغداد.

وقال رئيس الوزراء العراقي، وفق بيان صدر عن مكتبه، نؤكد موقفنا الثابتَ والمبدئيَّ في إنهاءِ وجودِ التحالفِ الدولي بعد أن انتهت مبرراتِ وجوده. وأضاف: «إننا بصددِ تحديدِ موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنةِ الثنائيةِ التي شُكلت لتحديدِ ترتيباتِ انتهاءِ هذا الوجود». وأكد أنه «التزامٌ لن تتراجع عنهُ الحكومةُ، ولن تفرطَ بكلِّ ما من شأنهِ استكمالُ السيادةِ الوطنيةِ على أرضِ وسماءِ ومياه العراق».

كان العراق قد حمّل في بيان الخميس التحالف الدولي المسؤولية عن «هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية». ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول)، تتعرض القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ عام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.

وتتبنى معظم تلك الهجمات «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بـ«الحشد الشعبي»، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.

وتعرّضت «قاعدة حرير» التي تقع في إقليم كردستان في شمال العراق لهجوم «بطائرة مسيّرة عند الساعة 16.29»، الجمعة، وفق بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم. ولم يذكر البيان ما إذا كانت هناك خسائر في القاعدة التي قال إنها «كانت تستخدم سابقاً كقاعدة للتحالف الدولي».


مقالات ذات صلة

السلطات السورية تعلن إحراق نحو مليون حبة كبتاغون

العالم العربي أحد عناصر الفصائل السورية المسلحة يقف بجوار كومة من الكبتاغون والمواد المخدرة تشتعل بها النيران في دمشق (أ.ب)

السلطات السورية تعلن إحراق نحو مليون حبة كبتاغون

أحرقت السلطات الجديدة في سوريا كميات كبيرة من المخدّرات، منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون، التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من «الخوذ البيضاء» يحاولون السيطرة على حريق بإحدى السيارات جراء انفجار في حلب (الخوذ البيضاء - إكس)

سوريا: مخلفات الحرب والألغام تحصد حياة 24 شخصاً خلال شهر

لقي ما لا يقل عن 24 شخصاً حتفهم، وأُصيب العشرات، خلال أقل من شهر، جراء انفجار مخلّفات الحرب والألغام في المناطق السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي مظاهرة لمسيحيين سوريين في حي باب توما بدمشق أمس احتجاجاً على حرق شجرة لأعياد الميلاد من قبل ملثمين ببلدة السقيلبية بمحافظة حماة (إ.ب.أ)

الفصائل السورية توافق على الاندماج في وزارة الدفاع

أعلنت السلطات السورية، أمس (الثلاثاء)، التوصل إلى اتفاق لحل الفصائل المسلحة واندماجها تحت مظلة وزارة الدفاع عقب اجتماع قادتها مع قائد الإدارة الجديدة، أحمد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة) «الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أسعد حسن الشيباني المكلف بحقيبة الخارجية السورية (سانا)

الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سوريا

حث أسعد الشيباني، وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، إيران، على احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
رياضة عربية لوغو الاتحاد السوري لكرة القدم (الشرق الأوسط)

استقالة مجلس إدارة الاتحاد السوري لكرة القدم

في خطوة لافتة، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تقديم رئيسه وأعضاء مجلس إدارته استقالتهم رسمياً إلى ديوان الاتحاد، وذلك استناداً إلى أحكام النظام الأساسي للاتحاد.

فاتن أبي فرج (بيروت)

ترمب: سأوجه وزارة العدل نحو السعي بقوة لتطبيق عقوبة الإعدام

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (يسار) يتحدث مع الرئيس جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (يسار) يتحدث مع الرئيس جو بايدن (رويترز)
TT

ترمب: سأوجه وزارة العدل نحو السعي بقوة لتطبيق عقوبة الإعدام

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (يسار) يتحدث مع الرئيس جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (يسار) يتحدث مع الرئيس جو بايدن (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، إنه سيوجه وزارة العدل نحو «السعي بقوة» لتطبيق عقوبة الإعدام؛ لحماية الأميركيين من «المغتصبين العنيفين والقتلة والوحوش»، وذلك حين يتولى السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وجاء بيان ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» رداً على إعلان الرئيس جو بايدن، أمس الاثنين، أنه خفف الحكم عن 37 من أصل 40 سجيناً على المستوى الاتحادي كان محكوماً عليهم بالإعدام، لتصبح عقوبتهم السجن مدى الحياة دون السماح بالإفراج المشروط.

وقال ترمب: «بمجرد تنصيبي، سأوجّه وزارة العدل إلى السعي بقوة لتطبيق عقوبة الإعدام؛ لحماية الأسر والأطفال الأميركيين من المغتصبين العنيفين والقتلة والوحوش».

ووفق «رويترز»، فقد أعاد ترمب تنفيذ عقوبات الإعدام الاتحادية في فترة ولايته الأولى بالمنصب من عام 2017 إلى 2021 بعد توقف لنحو 20 عاماً. وقد أعلن بايدن حين كان مرشحاً للرئاسة وقتها معارضته عقوبة الإعدام، وقد أوقف عمليات الإعدام على المستوى الاتحادي حين تولى المنصب في يناير 2021.

وعلى خلاف الأوامر التنفيذية، لا يستطيع رئيس تالٍ إلغاء قرارات العفو، ولكن بالإمكان السعي إلى فرض عقوبة الإعدام بقوة أكبر في القضايا المستقبلية.

وندد الفريق الانتقالي لترمب، أمس الاثنين، بقرار بايدن، ووصفه بأنه «مَقيت ومؤيد للمدانين الذين هم من بين أسوأ القتلة في العالم».