تفاؤل أميركي بإعلان صفقة إطلاق رهائن بين إسرائيل و«حماس» خلال ساعات

«حماس» قد تطلق سراح 50 محتجزاً مقابل 150 أسيراً فلسطينياً

رجل يحمل صور الرهائن لدى حركة «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)
رجل يحمل صور الرهائن لدى حركة «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)
TT

تفاؤل أميركي بإعلان صفقة إطلاق رهائن بين إسرائيل و«حماس» خلال ساعات

رجل يحمل صور الرهائن لدى حركة «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)
رجل يحمل صور الرهائن لدى حركة «حماس» خلال مظاهرات في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية بالسعي للإفراج عنهم (أ.ف.ب)

أبدى مسؤولون أميركيون تفاؤلاً كبيراً باقتراب إعلان التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» بعد تخطي كثير من العراقيل اللوجستية وتجاوز القضايا الجوهرية، وتوقعت مصادر أن تعلن إسرائيل موافقتها على الصفقة بعد اجتماعات مجلس الوزراء في حكومة الحرب الإسرائيلية ومجلس الوزراء الأمني، ثم اجتماع الحكومة الإسرائيلية بكامل هيئتها في الثامنة مساء بتوقيت القدس، على أن يدلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بياناً حول تفاصيل الاتفاق، ثم تعلن فترة من 24 إلى 48 ساعة يتم خلالها نشر قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، وهو ما يعني أن بدء تنفيذ الاتفاق (في حال موافقة الحكومة الإسرائيلية عليه) سيبدأ نهاية الأسبوع الحالي.

وأشارت مصادر إلى أن الصفقة تتضمن إطلاق بين 50 و100 رهينة لدى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من المدنيين وحاملي الجنسيات الأجنبية، مقابل إفراج إسرائيل عن 3 أضعاف عدد الرهائن المفرج عنهم، أي ما بين 150 و300 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية من النساء والأطفال.

دخان قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

وتتضمن الصفقة إعلان هدنة لـ5 أيام مع وقف شامل لإطلاق النار، ووقف تحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، خاصة في الشمال، لمدة 6 ساعات يومياً، والسماح بإدخال ما بين 100 و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.

وتتضمن العملية اللوجستية الإفراج عن الرهائن على مراحل. فتفرج «حماس» عن 10 رهائن يومياً مقابل إطلاق إسرائيل سراح 30 أسيراً فلسطينياً خلال الأيام الخمسة من الهدنة. وفي حال الالتزام من كلا الطرفين ببنود الاتفاق، تفرج «حماس» عمن تبقى من رهائن متفق عليهم في اليوم الأخير من الهدنة.

ولا تتضمن الصفقة الإفراج عن العسكريين والجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس»، فيما كشفت المصادر أن ما عرقل المفاوضات لعدة أيام هو إصرار الجانب الإسرائيلي على أن تفرج «حماس» عن الرهائن من الأسر المحتجزة، بحيث تفرج عن السيدات والأطفال والأزواج ولو كانوا من العسكريين، لكن «حماس» رفضت.

توقيت التنفيذ

وتوقعت المصادر الأميركية تطبيق الاتفاق نهاية الأسبوع الحالي. وإذا تمكن الطرفان من احترامه، قد يكون هناك تمديد لوقف القتال وإطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن المحتجزين في غزة لدى «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وأوضحت المصادر أن «حماس» عبّرت عن عدم قدرتها عن تجميع الرهائن لديها ولدى حركة «الجهاد الإسلامي»، قبل التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وهناك مساعٍ أميركية وقطرية للضغط على الأطراف كافة لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت حتى يتم إطلاق سراح مزيد من الرهائن. وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً متزايدة من أسر الرهائن، التي طالبت بوضع مسألة الإفراج عنهم على رأس أولويات أهداف الحكومة قبل ملاحقة «حماس» واستهداف بنيتها التحتية.

وأشار مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، طالباً عدم كشف اسمه، إلى «أن هناك إجراءات دقيقة يجب تنفيذها في هذه المرحلة، من أطراف متعددة، ليس في إسرائيل أو في الولايات المتحدة فقط، لكن في قطر أيضاً، حيث يحاول الجميع التأكد من قدرة جميع الأطراف على تنفيذ الاتفاق بعد مفاوضات معقدة وصعبة للغاية». وأضاف: «الجانب الإسرائيلي كان معترضاً على وقف تحليق الطائرات من دون طيار لمدة 6 ساعات يومياً، فهي تراقب سماء شمال غزة وتجمع المعلومات الاستخباراتية».

وأكد المسؤول الأميركي أن الهدنة ووقف الأعمال القتالية لا يعنيان وقفاً (نهائياً) لإطلاق النار، وإنما هي هدنة مؤقتة للسماح بالإفراج عن الرهائن. وقال: «إذا التزم الأطراف بمدة الهدنة وتنفيذ تفاصيل الاتفاق، فإننا نرغب في إطلاق عدد آخر من الرهائن مقابل توقف العمليات العسكرية لمدة يومين آخرين، تقوم فيهما (حماس) بإطلاق سراح 20 رهينة أخرى على الأقل».

الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم هم من جنسيات مختلفة من الأميركيين والبريطانيين والنرويجيين، ويأمل الأميركيون إطلاق سراح الطفلة الأميركية أبيغيل إيدان، البالغة من العمر 3 سنوات، وهي أصغر رهينة أميركية لدى «حماس»، فيما لا يزال غير معروف عدد المواطنين الأميركيين الآخرين الذين ستطلق «حماس» سراحهم في البداية.

وكان مسؤولون دبلوماسيون أميركيون أبدوا تفاؤلاً في الأيام الأخيرة بإمكان إبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن. وقال الرئيس جو بايدن، يوم الاثنين، إن إسرائيل والحركة الفلسطينية المسلحة تقتربان من اتفاق لإطلاق سراح بعض من 240 شخصاً اختطفتهم «حماس» منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وأعلن إسماعيل هنية، زعيم حركة «حماس»، في بيان، عبر تطبيق «تلغرام»، أن «الحركة سلّمت ردّها للأشقاء في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل إلى اتفاق تهدئة».

وحذّر الجانب الأميركي المسؤولين الإسرائيليين من التعنت في الاستجابة للمفاوضات، بعد أن رفض قادة حكومة الحرب الإسرائيلية وقف إطلاق النار حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن. وتحت الضغط الأميركي والقطري، أظهر الجانبان بعض المرونة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض الرهائن، يتضمن وقفاً مؤقتاً للقتال.


مقالات ذات صلة

إردوغان: مبادرة بايدن لوقف النار في غزة متأخرة لكنها خطوة مهمة

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (يمين) يصافح سلطان عمان هيثم بن طارق خلال اجتماعهما في أنقرة (إ.ب.أ)

إردوغان: مبادرة بايدن لوقف النار في غزة متأخرة لكنها خطوة مهمة

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، إن إعلان نظيره الأميركي جو بايدن إطلاق مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد خطوة متأخرة، لكنها مهمة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
المشرق العربي وزير الإسكان الإسرائيلي يتسحاق غولدكنوبف ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في الكنيست (أ.ف.ب)

وزير إسرائيلي يحث على الاستيطان في غزة خلال جولة مع زعيمة للمستوطنين على الحدود

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن وزير الإسكان والبناء، يتسحاق غولدكنوبف، حث على الاستيطان في غزة خلال تفقده المنطقة الحدودية مع القطاع رفقة زعيمة للمستوطنين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي مناصرون لجماعة الحوثي المتمردة يرفعون أسلحتهم خلال احتجاج مناهض لإسرائيل في صنعاء (إ.ب.أ)

الحوثيون يؤكدون استمرار «العمليات بالصواريخ والمسيّرات» ضد إسرائيل

أكد زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، استمرار الهجمات التي تشنها قواته «بالصواريخ والمسيرات» ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز) play-circle 00:30

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً على الأقل في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة بالمخيم، اليوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (إ.ب.أ)

ساعر: إسرائيل ستنهي حرب غزة عندما تحقق أهدافها... والسلام حتمي

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الخميس)، لـ«رويترز»، إن إسرائيل لا تنوي السيطرة على الحياة المدنية في غزة، معتبرا أن السلام «حتمي».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رئيسة المكسيك تبحث مع ترمب ملفي الهجرة والأمن

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

رئيسة المكسيك تبحث مع ترمب ملفي الهجرة والأمن

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلنت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، أنّها أجرت الأربعاء «محادثة ممتازة» مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بحثا خلالها ملفي الهجرة والأمن، القضيتين اللتين توعّد الملياردير الجمهوري بسببهما جارته الجنوبية بفرض رسوم جمركية ضخمة على صادراتها إلى بلاده.

رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم (إ.ب.أ)

وقالت شينباوم على حسابها في منصة (إكس): «لقد أجريتُ محادثة ممتازة مع الرئيس دونالد ترمب. ناقشنا استراتيجية المكسيك في ما يتعلق بظاهرة الهجرة»، مضيفة «تحدّثنا أيضاً عن تعزيز التعاون (...) وعن الحملة التي نقودها في البلاد لمنع استهلاك الفنتانيل»، المخدّر الذي يغزو حالياً الولايات المتحدة ورفع ترامب لواء مكافحته.

من جهته أعلن ترمب، أنّ الرئيسة المكسيكية وافقت خلال المحادثة على «وقف الهجرة» غير الشرعية من بلادها إلى الولايات المتحدة.

وقال ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل»: «لقد أجريتُ لتوّي محادثة رائعة مع رئيسة المكسيك الجديدة (...) كلاوديا شينباوم وافقت على وقف الهجرة إلى الولايات المتّحدة عبر المكسيك، ممّا يعني إحكام إغلاق حدودنا الجنوبية».