للمرة الأولى في تاريخ أميركا.. مجلس النواب يعزل رئيسه

مكارثي يخرج من القاعة محبطا بعد التصويت (أ.ب)
مكارثي يخرج من القاعة محبطا بعد التصويت (أ.ب)
TT

للمرة الأولى في تاريخ أميركا.. مجلس النواب يعزل رئيسه

مكارثي يخرج من القاعة محبطا بعد التصويت (أ.ب)
مكارثي يخرج من القاعة محبطا بعد التصويت (أ.ب)

صوت مجلس النواب الأميركي لتنحية رئيسه الجمهوري كيفين مكارثي، في خطوة تاريخية تركت مجلس النواب في فراغ تشريعي حتى التوافق على رئيس له.

وصوت 216 نائباً ضد مكارثي منهم 8 جمهوريين مقابل 210 داعم له ما أدى إلى تنحية رئيس مجلس النواب للمرة الأولى في التاريخ الأميركي.

وبعد اجتماعات مغلقة للجمهوريين، أعلن مكارثي أنه لن يترشح للرئاسة مجدداً، وقال في مؤتمر صحافي: «ربما خسرت تصويت اليوم لكني قاتلت من أجل ما أؤمن به. وأنا أؤمن بأميركا. وكان شرفاً لي أن أخدم».

ورفع المجلس جلساته حتى يوم الثلاثاء المقبل بانتظار التوافق على مرشح للحزب يحظى بدعم الأغلبية.

ودعا الرئيس الأميركي جو بايدن المجلس إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن،

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: «الرئيس بايدن أثبت أنه يسعى دوماً للعمل مع الحزبين في الكونغرس... بسبب التحديات الطارئة التي تواجهها الأمة هو يأمل أن ينتخب مجلس النواب رئيساً له بسرعة».

وكان مكارثي فشل في إسقاط مساعي عزله في المجلس بعد تصويت أولي أسفر عن معارضة 218 نائباً له، منهم 11 جمهورياً مقابل دعم 208 من حزبه.

النائب الجمهوري مات غايتس أثناء مغادرته مبنى الكابيتول بعد الإطاحة بمكارثي (ا.ف.ب)

وقرر النائب الجمهوري مات غايتس، طرح مشروع العزل في قرار تاريخي حصل مرة واحدة فقط في الولايات المتحدة منذ 100 عام، يدل على اتساع هوة الانقسامات الجمهورية التي رسخها وصول مكارثي إلى مقعد الرئاسة بعد 15 جلسة تصويت ماراتونية في مجلس النواب بسبب عرقلة «صديقه» اللدود غايتس.

وما كانت خطوة النائب الجمهوري هذه لتكون ممكنة من دون الصلاحيات التي أعطاها له مكارثي ضمن تسوية توصل اليها معه مقابل صوته الحاسم الذي أوصله إلى رئاسة المجلس، ليصبح غايتس شوكة في خاصرة رئيس المجلس الذي سارع بعد طرح مشروع عزله إلى التغريد بلهجة ملئها التحدي: ما كانت لنفعل هذا“. ليهب غايتس قائلاً على منصة اكس (تويتر سابقاً): ما كانت لقد فعلت هذا للتو...».

وقد قرر الديمقراطيون عدم التصويت لحماية مكارثي رغم مساعي الجمهوريين الداعمين له بإقناعهم في التصويت لصالحه بحجة أنه تعاون معهم لإقرار مشروع التمويل المؤقت للمرافق الفدرالية.

كيفين مكارثي (58 عاماً)

في 7 يناير (كانون الثاني) 2023 انتخب رئيساً لمجلس النواب بعد 15 جولة من التصويت.

نائب عن ولاية كاليفورنيا منذ العام 2007.

2019-2023 زعيم الأقلية الجمهورية.

2014-2019 زعيم الأغلبية الجمهورية.

رئيس مجلس النواب الأميركي

هو الثاني لاستلام الرئاسة بالتراتبية.

الزعيم الفعلي لحزب الأغلبية بالمجلس.

لا يشارك في عضوية أي من اللجان الدائمة.

يحق له التصويت على مشاريع القوانين والمشاركة في المناقشات.

راتبه السنوي:223500 درولار.

انتخاب رئيس مجلس النواب

يُنتخب في اليوم الأول من انعقاد المجلس الجديد في بداية يناير.

يُنتخب أيضاً في حالة وفاة، استقالة أو إقالة رئيس المجلس.

ليس بالضرورة أن يكون نائباً.

يقرر كل حزب مرشحه في اجتماع مسبق.

على المرشح أن يحصل على أغلبية بسيطة.

في حال لم يفز المرشح بالأغلبية تُعقد جلسات تصويت متتالية حتى يتم اختيار رئيس للمجلس.

آلية عزل رئيس المجلس

بناء على اتفاق بين مكارثي ومعارضيه يمكن لأي نائب طرح مشروع لعزل رئيس المجلس.

يتطلب العزل الأغلبية البسيطة: 218 صوتاً.

تركيبة مجلس النواب اليوم

الجمهوريون: 221 مقعداً.

الديمقراطيون: 212 مقعداً.

مقعدان شاغران.

مفارقة تاريخية

عام 1910 طرح الجمهوريون لأول مرة في التاريخ مشروع قانون لعزل رئيس المجلس الجمهوري جوزيف كانون في محاولة لإظهار مدى الدعم الواسع له، وهي المرة الوحيدة التي طرح فيها مشروع من هذا النوع.



القوات الأميركية تعتبر جنودها الثمانية موتى بعد تحطم طائرتهم قبالة اليابان

خلال عمليات البحث التي أجرتها البحرية اليابانية في المياه التي تحطمت فيها الطائرة العسكرية الأميركية من طراز «أوسبري» قبالة ساحل جزيرة ياكوشيما، بمحافظة كاجوشيما، جنوب اليابان، يوم الخميس 30 نوفمبر 2023 (أ.ب)
خلال عمليات البحث التي أجرتها البحرية اليابانية في المياه التي تحطمت فيها الطائرة العسكرية الأميركية من طراز «أوسبري» قبالة ساحل جزيرة ياكوشيما، بمحافظة كاجوشيما، جنوب اليابان، يوم الخميس 30 نوفمبر 2023 (أ.ب)
TT

القوات الأميركية تعتبر جنودها الثمانية موتى بعد تحطم طائرتهم قبالة اليابان

خلال عمليات البحث التي أجرتها البحرية اليابانية في المياه التي تحطمت فيها الطائرة العسكرية الأميركية من طراز «أوسبري» قبالة ساحل جزيرة ياكوشيما، بمحافظة كاجوشيما، جنوب اليابان، يوم الخميس 30 نوفمبر 2023 (أ.ب)
خلال عمليات البحث التي أجرتها البحرية اليابانية في المياه التي تحطمت فيها الطائرة العسكرية الأميركية من طراز «أوسبري» قبالة ساحل جزيرة ياكوشيما، بمحافظة كاجوشيما، جنوب اليابان، يوم الخميس 30 نوفمبر 2023 (أ.ب)

أعلنت القوات الجوية الأميركية، الثلاثاء، أن الجنود الثمانية الذين كانوا في طائرتها العسكرية من طراز «أوسبري» التي تحطمت قبالة سواحل اليابان في 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، يعتبرون في عداد الأموات.

وقالت قيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأميركية، في بيان، إن السلطات عثرت على 6 جثث، لكن العمليات لم تعد تعتبر إنقاذاً لأنه «من غير المرجح» العثور على أي ناجين.

وأضافت: «من بين الجنود الثمانية، تم انتشال 3 جثامين، ويجري انتشال 3 آخرين، ولا يزال يتعين العثور على جثتي جنديين»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقدّم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تعازيه، مؤكداً أن الجيش «سيواصل جمع المعلومات» بشأن الحادثة، وسيجري «تحقيقاً حازماً ومعمّقاً».

وأما الرئيس الأميركي جو بايدن، فأكد في بيان أن «أمتنا بأكملها في حالة حداد إثر هذه الخسارة المأساوية».

وطائرة «أوسبري» قادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً مثل المروحية والتحليق أفقياً مثل طائرة عادية.

وتُطرح تساؤلات حول سلامة الطائرات من طراز «أوسبري»، في ظل تعدد الحوادث التي تعرضت لها خلال الأعوام الماضية.

وتحطمت هذه الطائرة في البحر الأربعاء، وعلى متنها طاقم من 8 أفراد، قرب جزيرة ياكوشيما في جنوب اليابان، بينما كانت في «مهمة تدريب روتينية»، وينشر الجيش الأميركي نحو 54 ألف جندي في اليابان.

ويأتي هذا الحادث بعد تحطّم طائرة عسكرية أخرى من طراز «أوسبري» في شمال أستراليا في أغسطس (آب)، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر من مشاة البحرية الأميركية.

وفي عام 2022، قضى 4 أشخاص في النرويج، كانوا في طائرة من طراز «أوسبري» أثناء تدريبات لحلف شمال الأطلسي.

وأوقفت اليابان رحلات طائراتها من طراز «أوسبري» منذ حادث الأربعاء، وطلبت من الجيش الأميركي أن يفعل الشيء نفسه على الأراضي اليابانية، كإجراء احترازي.


زيلينسكي يلغي بصورة مفاجئة خطابا كان مقرّرا أن يوجّهه للكونغرس الأميركي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
TT

زيلينسكي يلغي بصورة مفاجئة خطابا كان مقرّرا أن يوجّهه للكونغرس الأميركي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

ألغى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، بصورة مفاجئة مشاركته المقررة عبر الفيديو في جلسة مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي كان يُفترض أن يحضّ خلالها على مواصلة الدعم العسكري لبلاده في مواجهة الغزو الروسي، بحسب زعيم الديمقراطيين في المجلس.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر للصحافيين «لا يمكن لزيلينسكي المشاركة في الإيجاز معنا، طرأ أمر ما في اللحظة الأخيرة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.


استطلاع: شعبية جو بايدن تقترب من أدنى مستوياتها في فترة رئاسته

الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لمغادرة الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض للتوجه نحو بوسطن الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لمغادرة الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض للتوجه نحو بوسطن الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)
TT

استطلاع: شعبية جو بايدن تقترب من أدنى مستوياتها في فترة رئاسته

الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لمغادرة الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض للتوجه نحو بوسطن الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن في طريقه لمغادرة الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض للتوجه نحو بوسطن الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 (أ.ب)

أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته «رويترز - إبسوس» أن شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن اقتربت من أدنى مستوياتها خلال رئاسته هذا الشهر، في علامة على التحديات المقبلة أمام محاولة إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في العام المقبل.

وأظهر الاستطلاع الذي استمر 3 أيام وانتهى يوم الأحد، أن 40 في المائة من المشاركين يستحسنون أداء بايدن رئيساً، بزيادة هامشية على 39 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني). وبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع نحو 3 نقاط مئوية، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يواجه بايدن في نوفمبر 2024 الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظاً لترشيح الحزب الجمهوري. وأشارت استطلاعات أخرى أُجريت في الآونة الأخيرة إلى احتمال سباق متقارب بين الاثنين.

وأظهر الاستطلاع أن الأميركيين يعدّون «الاقتصاد» و«الجريمة» و«الهجرة» أكبر المشاكل التي تواجه البلاد، وهي جميع القضايا التي انتقد ترمب وغيره من الجمهوريين بايدن بشأنها. وصنف 19 في المائة من المشاركين في الاستطلاع الاقتصاد بوصفه القضية الأولى، في حين أشار 11 في المائة إلى الهجرة، و10 في المائة إلى الجريمة.

واستقر معدل القبول العام لبايدن عند أقل من 50 في المائة منذ أغسطس (آب) 2021، وظل تصنيف هذا الشهر قريباً من أدنى مستوى في رئاسته وهو 36 في المائة خلال منتصف عام 2022.

وجمع استطلاع «رويترز - إبسوس» ردوداً عبر الإنترنت من 1017 شخصاً بالغاً باستخدام عيّنة تمثيلية على المستوى الوطني.


لماذا تتردد واشنطن في الرد على هجمات الحوثيين؟

مسيرات عرضتها ميليشيات الحوثي في صنعاء يوم الاثنين استخدمت مثلها في تنفيذ هجمات في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
مسيرات عرضتها ميليشيات الحوثي في صنعاء يوم الاثنين استخدمت مثلها في تنفيذ هجمات في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
TT

لماذا تتردد واشنطن في الرد على هجمات الحوثيين؟

مسيرات عرضتها ميليشيات الحوثي في صنعاء يوم الاثنين استخدمت مثلها في تنفيذ هجمات في البحر الأحمر (إ.ب.أ)
مسيرات عرضتها ميليشيات الحوثي في صنعاء يوم الاثنين استخدمت مثلها في تنفيذ هجمات في البحر الأحمر (إ.ب.أ)

يثير الرد الأميركي «غير المتكافئ» على التصعيد العسكري الذي تمارسه ميليشيات الحوثيين في اليمن، المدعومة من إيران، بحجة «دعم غزة»، وكذلك هجمات ميليشياتها في العراق وسوريا، كثيراً من التساؤلات عن أسباب «ضبط النفس» الذي تمارسه إدارة بايدن، على الرغم من الأخطار التي تسببها تلك الهجمات، سواء على الأمن البحري أو على استقرار المنطقة.

خفض متعمد للتوتر

وفيما تؤكد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تقوم بالرد على التحرشات الحوثية، بالأدوات العسكرية اللازمة، أعرب العديد من المسؤولين الأميركيين عن إحباطهم جراء ما يعدّونه «تقليلاً متعمداً» من إدارة بايدن، للتهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية في المنطقة، من اليمن إلى سوريا والعراق.

مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أرلنغتون بولاية فيرجينيا بالقرب من العاصمة واشنطن (رويترز)

وأعلنت الخارجية الأميركية، مساء الاثنين، أن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سوف يزور منطقة الخليج هذا الأسبوع، «للعمل مع الأمم المتحدة والسعودية والإمارات وعمان والشركاء الدوليين لدعم حل الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن».

وأضافت الخارجية، في بيان، أن الولايات المتحدة «تعمل مع شركاء بحريين رئيسيين لتأمين ممر آمن للشحن العالمي»، وأن المبعوث الأميركي «سيبحث مواصلة الدبلوماسية المكثفة والتنسيق الإقليمي لحماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، وسط الهجمات الإيرانية والحوثية على الشحن الدولي».

وأوضحت الخارجية الأميركية أن ليندركينغ سيؤكد ضرورة احتواء الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، مع مواصلة التشديد على أولوية الولايات المتحدة المتمثلة في الحوار السياسي اليمني - اليمني لإنهاء الحرب في اليمن.

وقالت الخارجية الأميركية إن «نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط لا يخدم مصالحنا ولا مصالح شركائنا الإقليميين الداعمين للسلام الدائم في اليمن».

ورغم مسارعة السفن الحربية الأميركية المنتشرة في المنطقة للاستجابة إلى نداءات الاستغاثة من سفن مدنية تعرضت لهجمات وعمليات قرصنة في البحر الأحمر، فإن البنتاغون رفض التأكيد ما إذا كان الهجوم الذي جرى يوم الأحد، كان يستهدف السفينة الحربية الأميركية، «يو إس إس كارني» التي أسقطت 3 مسيرات حوثية.

المدمرة الأميركية «يو إس إس كارني» تبحر في البحر الأحمر يوم الأحد (أ.ب)

كما رفض مستشار الأمن القومي جيك سوليفان «تقييم هذا الهجوم» على أنه يستهدف السفينة الأميركية، على ما درجت عليه إدارة بايدن في تقييم الهجمات السابقة، منذ اندلاع الحرب في غزة.

تجنب التصعيد مع إيران

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين دفاعيين أميركيين، قولهم إن الإدارة تقلل من خطورة الوضع في البحر الأحمر من أجل تجنب تصعيد التوترات في منطقة متوترة بالفعل بسبب الصراع بين إسرائيل و«حماس» في غزة. ورغم ذلك، أشاروا إلى أن الإدارة تعمدت ترك الباب مفتوحاً للمناورات السياسية، عندما رفضت التأكيد بشكل قاطع ما إذا كانت الهجمات تستهدف السفن الأميركية بشكل مباشر.

وردت الولايات المتحدة على عشرات الهجمات التي شنتها ميليشيات مدعومة من إيران، في العراق وسوريا في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك ضرب بعض القواعد التي يستخدمها المسلحون في كلا البلدين. ورصدت القوات الأميركية في العراق، يوم الأحد، خمسة مسلحين يستعدون لشن هجوم بطائرة مسيرة، قامت باستهدافهم بطائرة مسيرة ما أدى إلى مقتلهم، بحسب تأكيدات الجيش العراقي.

وفي بيان صدر يوم الاثنين للتعليق على مقتل المسلحين، وإسقاط المسيرات الحوثية في البحر الأحمر، حذرت القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم)، من أن الولايات المتحدة «تدرس جميع الاستجابات المناسبة».

قوة عمل بحرية

وقال سوليفان للصحافيين، يوم الاثنين: «لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم أن الحوثيين في اليمن يقفون وراءها، لكن تم تمكينها بالكامل من قبل إيران».

وأشار سوليفان إلى أن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات مع دول أخرى حول إنشاء «قوة عمل بحرية من نوع ما» تشمل سفن الدول الشريكة، إلى جانب السفن الأميركية، للمساعدة في ضمان «المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر».

وفيما يوجد بالفعل قوات بحرية مشتركة، تضم 38 دولة، مقرها البحرين وتركز على مكافحة الإرهاب والقرصنة، لم يستبعد المسؤولون احتمال رد الإدارة على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وقال مسؤول دفاعي: «إذا أجرينا التقييم أو شعرنا بالحاجة إلى الاستجابة، فسنتخذ دائماً هذا القرار في الوقت والمكان الذي نختاره. هذا قرار سيتخذه وزير الدفاع بالاشتراك مع الرئيس».

وسلط الأدميرال كريستوفر جرادي، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، خلال مشاركته في فعالية يوم الاثنين في واشنطن، الضوء على الهجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر ووصفها بأنها «أمر كبير».

وقال جرادي: «هذا إلى حد كبير توسع ربما للصراع الأكبر بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف قائلاً: «هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة فقط. هذه مشكلة دولية. هناك بلا شك يد إيرانية في هذا. لذا فإن هذا يبدو إلى حد ما مثل التصعيد الأفقي».


هل تكون المناظرة الجمهورية الرابعة هي الأخيرة؟

المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مشاركته في نشاط انتخابي في ولاية أيوا السبت الماضي (أ.ب)
المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مشاركته في نشاط انتخابي في ولاية أيوا السبت الماضي (أ.ب)
TT

هل تكون المناظرة الجمهورية الرابعة هي الأخيرة؟

المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مشاركته في نشاط انتخابي في ولاية أيوا السبت الماضي (أ.ب)
المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مشاركته في نشاط انتخابي في ولاية أيوا السبت الماضي (أ.ب)

يدرس الحزب الجمهوري ما إذا كان سيسمح بإجراء مناظرات لا ترعاها لجنته الوطنية، على خلفية تزايد الأصوات الداعية إلى وقف المناظرات «الرسمية» المرعية منه للمرشحين الجمهوريين. ويعود ذلك إلى استمرار مقاطعتها من المرشح الرئيسي دونالد ترمب، وعدم جدواها في تقديم صورة عن خيارات وبرامج المرشحين. وفيما يُرجح على نطاق واسع أن تكون مناظرة «الأربعاء»، التي ستجري بين المرشحين الأربعة الذين حظوا بشروط المشاركة فيها، هي الأخيرة التي ترعاها اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في السباق التمهيدي لعام 2024، فقد تصاعدت الدعوات من عدد من كبار المانحين المؤيدين لكريس كريستي، حاكم ولاية نيوجيرزي السابق، المعارض بشدة لترمب، بالانسحاب من السباق لمصلحة نيكي هيلي، حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، بعدما تمكنت من تثبيت نفسها في المرتبة الثانية في استطلاعات التفضيل.

هل ينسحب كريستي؟

ويضغط كثير من المانحين والاستراتيجيين الجمهوريين المناهضين لترمب على كريستي لإنهاء حملته الرئاسية، على غرار تيم سكوت ومايك بنس، ودعم هيلي، بدلاً من تشتيت الجهود. ويقترح هؤلاء نهجاً مختلفاً تماماً للمرشح الذي سيقف على خشبة المسرح في المناظرات التي ستجمعه بترمب، في حالة انسحاب كريستي والمرشحين الآخرين، رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، مع تراجع اهتمام الناخبين الجمهوريين بهم.

المرشحة الرئاسية الجمهورية نيكي هيلي خلال حملة انتخابية في ولاية نيوهامشير في 30 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

ويرى المانحون أنه مع انتقال السباق إلى الأسابيع الأخيرة قبل انعقاد المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في 15 يناير (كانون الثاني)، لا بد من التركيز على انسحاب كريستي لتفادي تشتيت الجهود المناهضة لعودة ترمب. وبعد 3 مناظرات وإنفاق عشرات الملايين من الدولارات، وأشهر كثيرة من الحملات الانتخابية، لم تتمكن سوى هيلي من إثبات نفسها، من بين المرشحين الستة الذين ما زالوا ينافسون ترمب، رغم أن الفارق لا يزال كبيراً بينهما.

هيلي تثبت نفسها

وبالفعل، فقد تمكنت هيلي في الأسابيع الأخيرة من رفع أرقامها في استطلاعات الرأي، في الولايات التي ستشهد تصويتاً مبكراً. وفيما يخشى كثير من المراقبين من تكرار ما حصل في انتخابات 2016، حين نجح ترمب في تشتيت الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب، على عدد كبير من المرشحين، قال ريك سانتوروم، عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية بنسلفانيا: «الأشخاص الذين يدعمون كريس لا يدعمونه لأنهم يحبونه، إنهم يريدون شخصاً ما ليواجه ترمب». وأضاف: «لديه قرار مهم حقاً لاتخاذه بشأن ما إذا كان سيتراجع ويترك أصواته تذهب إلى شخص آخر، أو ما إذا كان سيحسن بالفعل فرص ترمب في الفوز مرة أخرى».

المرشح الرئاسي الجمهوري كريس كريستي خلال حملة انتخابية في ولاية نيوهامشير في 30 نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

غير أن كريستي لا يزال يعتبر أن المرشحين الذين ينافسون ترمب، بما في ذلك هو نفسه، قد فشلوا في أخذ التهديد بترشحه على محمل الجد، بما فيه الكفاية. وقال في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، يوم الاثنين: «لقد اعتقدنا جميعاً أنه سوف ينسحب أو يختفي في مرحلة ما. وانتظرنا جميعاً». وأضاف: «الأمل ليس استراتيجية. إذا كنت تريد التغلب على شخص ما، عليك أن تخرج وتخبر الناس لماذا هو غير مناسب للوظيفة، ولماذا أنت كذلك».

قضايا ترمب الجنائية

غير أن أرقام كريستي، على الأقل في ولاية نيوهامشير، وهي من ولايات التصويت المبكرة، لا تشجع على الإطلاق، في ظل أرقامه المتواضعة فيها. ونقلت «نيويورك تايمز» عن باتريك موراي، خبير استطلاعات الرأي في ولاية نيوجيرسي، قوله إن بياناته تشير إلى أن نحو نصف أصوات الدعم لكريستي فقط في نيوهامشير، ستذهب إلى هيلي، بينما سيتم توزيع الباقي على الآخرين. ورغم ذلك، لن تكون النقاط الخمس أو الست التي ستحصل عليها هيلي كافية للاقتراب من ترمب، الذي يتقدم في تلك الولاية بنحو 30 نقطة.

ومع ذلك، فقد يساعدها ذلك على الاقتراب جدياً من المركز الثاني، بما يجعلها قادرة على استغلال أي تطور يبرز في سياق المعارك القضائية التي يواجهها ترمب، واحتمال إبعاده عن السباق الرئاسي. وتستعد ولاية نيويورك هذا الأسبوع لإصدار المحكمة، التي تنظر في ادعاءات التزوير الضريبي ضد ترمب، حكمها في القضية، فيما تتكثف الجهود لتسريع محاكماته في قضايا تزوير الانتخابات في جورجيا ومسؤوليته عن أحداث 6 يناير لعدم التصديق على نتائج انتخابات 2020، وقضية احتفاظه بالوثائق السرية، فضلاً عن قضية «أموال الصمت» التي دفعها لإسكات نجمة إغراء في نيويورك.


حراك دبلوماسي مكثف لإقرار تمويل أوكرانيا

يعارض الجمهوريون إقرار مساعدات لأوكرانيا من دون ضمان أمن الحدود (إ.ب.أ)
يعارض الجمهوريون إقرار مساعدات لأوكرانيا من دون ضمان أمن الحدود (إ.ب.أ)
TT

حراك دبلوماسي مكثف لإقرار تمويل أوكرانيا

يعارض الجمهوريون إقرار مساعدات لأوكرانيا من دون ضمان أمن الحدود (إ.ب.أ)
يعارض الجمهوريون إقرار مساعدات لأوكرانيا من دون ضمان أمن الحدود (إ.ب.أ)

يتخبط الكونغرس في دوامة تجاذبات حزبية تنامت فيها الاعتراضات على تمويل الحرب في أوكرانيا. فالتمويل الطارئ الذي أرسله الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المشرعين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والذي تضمن أكثر من 61 ملياراً من مساعدات لكييف لا يزال عالقاً، بسبب الاعتراضات الجمهورية، من دون انفراجة واضحة تضمن إقراره.

ولم تنفع تحذيرات البيت الأبيض من نفاد الأموال المخصصة لأوكرانيا نهاية العام في تغيير المواقف المعارضة، الأمر الذي دفع بزعيم مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحديث مع المشرعين، في دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الثلاثاء، لإقناعهم بضرورة إقرار التمويل تحت طائلة خسارة الحرب بوجه روسيا. كما زار رئيس مجلس النواب الأوكراني روسلان ستيفانشيك «الكابيتول» في اليوم نفسه، للحديث مع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب، في محاولة لتغيير مواقف معارضي التمويل.

زيلينسكي خلال زيارة له الى مجلس الشيوخ في 21 سبتمبر 2023 (أ.ب)

ولم تتوقف المساعي عند هذا الحد؛ إذ أرسل البيت الأبيض كلاً من: وزير خارجيته أنتوني بلينكن، ومديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، إلى مجلس النواب، لعقد اجتماع مغلق مع أعضائه الذين أعربوا بأغلبيتهم علناً عن معارضتهم الشرسة لإقرار التمويل.

وحذّر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان، الاثنين، من أن وقف المساعدات الأميركية لكييف سيسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بالانتصار» في حرب أوكرانيا. وقال سوليفان: «على الكونغرس أن يقرر ما إذا كان سيواصل دعمه للقتال من أجل الحرية في أوكرانيا (...) أم أنه سيتجاهل الدروس التي تعلمناها من التاريخ، ويترك بوتين ينتصر... الأمر بهذه البساطة».

وفي رسالة وجّهتها، الاثنين، إلى مايك جونسون، رئيس مجلس النواب؛ حيث الغالبية بيد الجمهوريين، حذّرت مديرة الموازنة في البيت الأبيض شالاندا يونغ من أنه «إذا لم يتحرك الكونغرس بحلول نهاية العام، فستنفد لدينا الموارد اللازمة لتسليم مزيد من الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا، وتقديم المعدات من المخزونات العسكرية الأميركية».

وجاء نشر رسالة مديرة الموازنة في البيت الأبيض، في وقت تقر فيه أوكرانيا بفشل هجومها المضاد الذي بدأ في يونيو (حزيران)، في حين تهاجم القوات الروسية مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق أوكرانيا من اتجاهين جديدين.

أمن الحدود قبل تمويل أوكرانيا

لكن رغم هذه التحركات والتحذيرات، يصرّ الجمهوريون على موقفهم الرافض لإقرار التمويل، من دون تغيير حاسم في سياسة الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود. وقد دفع هذا بالسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي كان يعد من الداعمين الشرسين لتمويل كييف، إلى الإعلان عن رفضه إقرار أي تمويل من دون تغيير في سياسة الهجرة. وقال غراهام في تصريح مفاجئ لشبكة «سي إن إن»: «لن أصوّت لصالح أي مساعدة حتى نؤمِّن حدودنا... لن أساعد أوكرانيا حتى نساعد أنفسنا». لهجة صادمة من سيناتور عُرف بدعمه الدائم لكييف في وجه موسكو؛ لكنها خير دليل على إصرار الجمهوريين على عدم تقديم تنازلات هذه المرة، من دون الحصول على ضمانات جذرية من الإدارة بخصوص ملف الهجرة.

يطالب الجمهوريون بضمان أمن الحدود مقابل إقرار تمويل أوكرانيا (إ.ب.أ)

وقد تحدث السيناتور الجمهوري جون كورنين عن استراتيجية حزبه في مجلس الشيوخ، قائلاً: «إنها استراتيجية ضغط. فهناك أغلبية من الأشخاص هنا الذين يريدون إقرار هذه المساعدات؛ لكننا ننظر إلى الأمر كفرصة لنا».

ويتمثل هذا الضغط في رفض الجمهوريين دعم تصويت تمهيدي لمجلس الشيوخ لإقرار الموازنة الطارئة التي أرسلها البيت الأبيض للكونغرس، والتي بلغت قيمتها نحو 106 مليارات دولار، وتتضمن مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان.

مرفي يتحدث مع الصحافيين في الكونغرس في 4 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)

تحذيرات ديمقراطية

ويحذّر الديمقراطيون من هذه المناورات الجمهورية، ويتهمون الجمهوريين بـ«التلاعب بالأمن القومي» للولايات المتحدة، ويقول السيناتور الديمقراطي كريس مرفي: «أعتقد أن العالم يجب أن يقلق جداً حيال ما يحصل هنا. فالجمهوريون قرروا احتجاز تمويل أوكرانيا رهينة لسياسة داخلية، يعتبر التوصل إلى حل لها من أصعب الأمور على صعيد السياسات الداخلية».

وهذا ما كرره البيت الأبيض الذي اتهم «كل عضو في الكونغرس لا يدعم تمويل أوكرانيا بالتصويت لصالح سيناريو يسهّل من فوز بوتين»، على حد تعبير مستشار الأمن القومي جايك سوليفان الذي أضاف: «التصويت ضد التمويل الإضافي لأوكرانيا سوف يؤذي أوكرانيا ويساعد روسيا... إنه درس خاطئ للتاريخ، وعلى كل ديمقراطي وجمهوري التصويت لدعم التمويل».

لكن المعضلة أمام البيت الأبيض لا تكمن في مجلس الشيوخ؛ حيث من المتوقع أن يتوصل أعضاؤه في نهاية المطاف إلى تسويات سياسية تضمن إقرار التمويل بعد المناورات الجمهورية؛ بل إن التحدي الأكبر يكمن في مجلس النواب؛ حيث أعرب كثير من الجمهوريين عن رفضهم التام لإقرار أي تمويل من دون استراتيجية واضحة من قبل الإدارة لإنهاء الحرب. وهذا ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي قال: «لقد فشلت إدارة بايدن في التطرق إلى التحفظات المشروعة لحزبي حول غياب استراتيجية واضحة في أوكرانيا، ومسار لحل النزاع، وخطة للتحقق من المساعدات التي يقدمها دافع الضرائب الأميركي». وتابع جونسون في تصريح له على «إكس» (تويتر سابقاً): «النواب الجمهوريون قرروا أن أي تمويل للأمن القومي يجب أن يبدأ بحدودنا».


البيت الأبيض: المساعدات المالية لكييف تنفد

اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)
اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)
TT

البيت الأبيض: المساعدات المالية لكييف تنفد

اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)
اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)

حذَّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس من مخاطر التأخر في توفير عشرات المليارات من الدولارات لأوكرانيا.

ووجّهت شالاندا يونغ، مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، رسالة إلى زعماء مجلسي النواب والشيوخ، قالت فيها إنَّ الولايات المتحدة «ستنفد لديها الأموال لتلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة والمساعدات بحلول نهاية العام»، مضيفة أنَّ هذا يجعل أوكرانيا جاثمة في ساحة المعركة، ويؤدي إلى «مخاطر أمنية وطنية حرجة». وشدَّدت يونغ على أنَّ وقف إمدادات الأسلحة والمعدات الأميركية سيزيد من «احتمالية الانتصارات العسكرية الروسية»، وأنَّ استمرار التمويل لأوكرانيا «هو المفتاح لتجنب صراع أكبر في المنطقة».

وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنَّ قواتها كبّدت الجانب الأوكراني خسائر بشرية فادحة خلال المواجهات في اليوم الأخير. وأكد ناطق عسكري أن كييف خسرت خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 800 قتيل، في أكبر حصيلة يومية. واللافت أنَّ موسكو كانت قد أعلنت إيقاع خسائر مماثلة، خلال مواجهات اليوم السابق، قائلة إنَّ حصيلة الخسائر يوم الأحد بلغت 750 جندياً أوكرانياً، ولم يتسن التحقق من صحة هذه الأرقام.

وأقرت موسكو بمقتل أحد جنرالاتها في أوكرانيا، إذ كتب ألكسندر غوسيف، حاكم فورونيغ، على تطبيق «تلغرام»: «ألم شديد. توفي اللواء فلاديمير زافادسكي، نائب قائد الفيلق الرابع عشر بالأسطول الشمالي بالجيش أثناء أداء واجبه في منطقة عمليات خاصة»، مستخدماً المصطلح الروسي للعملية في أوكرانيا.


هل تقدم إدارة بايدن على وضع خطوط حمراء لإسرائيل في حملتها العسكرية على جنوب غزة؟

متظاهرون في العاصمة واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين المدنيين ومحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)
متظاهرون في العاصمة واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين المدنيين ومحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

هل تقدم إدارة بايدن على وضع خطوط حمراء لإسرائيل في حملتها العسكرية على جنوب غزة؟

متظاهرون في العاصمة واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين المدنيين ومحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)
متظاهرون في العاصمة واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين المدنيين ومحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)

دفعت الأعداد المتزايدة من القتلى المدنيين الفلسطينيين، مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إصدار تحذيرات علنية لإسرائيل بضرورة حماية المدنيين والاستماع للنصائح الأميركية، وعدم تجاهل الحدود التي وضعتها الولايات المتحدة لأطر العمليات العسكرية وكيفية القيام بها.

وبدا الارتباك والتناقض واضحين على إدارة الرئيس بايدن، في كيفية التوفيق بين دعمها الصارم لإسرائيل وأهدافها الاستراتيجية في تدمير «حماس»، وغضب الإدارة لتجاهل إسرائيل تحذيرات الولايات المتحدة بضرورة تجنب سقوط قتلى مدنيين.

وأثارت الانتقادات العلنية الأميركية الأخيرة تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على تجاهل التحذيرات الأميركية دون رادع، وما إذا كانت مخاطر الكارثة الإنسانية ستدفع إدارة بايدن إلى وضع محاذير وخطوط حمراء لإسرائيل، ومتى يمكن أن يحدث ذلك.

وحتى يوم الاثنين، ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين الفلسطينيين إلى أكثر من 15 ألف شخص، منهم أكثر من 700 مدني فلسطيني منذ استئناف إسرائيل العمليات العسكرية في جنوب غزة، بعد انتهاء الهدنة صباح الجمعة الماضي.

تجاهل إسرائيلي

يقول المحللون إنه لا يوجد أي حافز يدفع حكومة نتنياهو للاستماع إلى تحذيرات الولايات المتحدة، لأنه من الناحية العملية، وضعت الولايات المتحدة جميع الإمكانات السياسية والدبلوماسية والعسكرية تحت طلب إسرائيل، ورفضت مطالب المشرعين في الكونغرس لوضع شروط على المساعدات لإسرائيل.

وقد وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، استراتيجية بايدن بأنها «ترسل القنابل المدمرة ملفوفة بتفاهات اهتمام إنساني بالمدنيين». وقالت الصحيفة إن الإدارة ترسل لإسرائيل قنابل ضخمة وقنابل ذكية وقذائف مدفعية، وفي الوقت نفسه تحث إسرائيل على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين، في إشارة إلى موقف أميركي يتسم بالتناقض.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحدثت أمام مؤتمر «كوب 28» في الإمارات السبت (رويترز)

نائبة الرئيس كاملا هاريس، تحدثت يوم الأحد، منتقدة مقتل أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء ورفضت أطماع إسرائيل في وضع شريط أمني عازل واستقطاع جزء من أراضي قطاع غزة. كما رفضت طموحات إسرائيل لتولي السلطة الأمنية في القطاع بعد انتهاء الحرب، وحذرت من أن إدارة بايدن لن تقبل تحت أي ظروف بالترحيل القسري للفلسطينيين.

وأجرت هاريس، يوم الاثنين، محادثات هاتفية مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكررت المخاوف من تصعيد التوترات وارتفاع أعداد القتلى المدنيين ومن عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وأكدت على الالتزام الأميركي بحل الدولتين.

ومن قبلها، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في زيارته لإسرائيل، الجمعة الماضي، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وشدد على أن ما حدث في شمال غزة من عمليات تهجير وسقوط عشرات المدنيين الأبرياء، لن يتكرر في الجنوب. ودعا إلى توفير مناطق آمنة للسماح للفلسطينيين بالهروب من القصف الإسرائيلي.

وحاول رون ديرمير، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، تجميل وجه إسرائيل أمام شبكة «إيه بي سي»، يوم الاثنين، مؤكداً أنها تتخذ كل السبل لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. كما دافع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي عن المواقف الأميركية، مشيراً إلى أن إدارة بايدن لا تزال تعمل على وقف الأعمال العدائية ومواصلة المفاوضات لإخراج الرهائن.

النصر التكتيكي والهزيمة الاستراتيجية

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يحذّر إسرائيل من نصر تكتيكي وهزيمة استراتيجية (أ.ف.ب)

أما أقوى التحذيرات الأميركية، فجاء من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي وجه توبيخاً علنياً لإسرائيل لم يركز فقط على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني وقتل المدنيين عشوائياً، بل تطرق إلى عدم تماسك الخطط الاستراتيجية العسكرية لدى إسرائيل، وحذّر من أن الفشل في حماية المدنيين في غزة، قد يحول الانتصارات التكتيكية إلى هزائم استراتيجية.

وقال أوستن، خلال مشاركته في منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا، يوم السبت: «في هذا النوع من القتال، يكون السكان المدنيون هم مركز الثقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تغير النصر التكتيكي إلى هزيمة استراتيجية». وحذر من أن إسرائيل تخاطر بهزيمة استراتيجية في غزة إذا لم تفعل المزيد لحماية المدنيين.

وتابع: «لقد أوضحت مراراً وتكراراً لقادة إسرائيل أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية». وشدد وزير الدفاع الأميركي على أنه حثّ القادة الإسرائيليين على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وعلى منع عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وتعزيز إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.

وأضاف أن حل الدولتين يظل هو السبيل الوحيدة للخروج من الصراع «من دون أفق من الأمل، سيظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محركاً لعدم الاستقرار وانعدام الأمن والمعاناة الإنسانية».

وحملت تحذيرات وزير الدفاع معاني استراتيجية، فحتى وإن استطاعت إسرائيل إلحاق هزيمة عسكرية بـ«حماس» وتدمير بنيتها العسكرية، فإن ما تقوم به من تدمير وقتل يدفع جيلاً كاملاً من الفلسطينيين إلى التطرف، ويباعد من جلب الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية لطاولة التفاوض والمضي في حل الدولتين. وهو ما قد يدمر سمعة الولايات المتحدة في أنحاء المنطقة، ويزيد من فرص ظهور الإرهاب، مع تآكل التحالفات والاتفاقات التي أبرمت خلال الفترة الماضية.

الرغبة والنية

أوضح المسؤولون الأميركيون في إحاطات متعددة مع الصحافيين، أنهم يريدون من إسرائيل اتخاذ خطوات لحماية سكان غزة. وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أنهم يستمعون لحجج إسرائيل حول وجود «حماس» في الأوساط السكانية وبين المدنيين، لكنهم ليسوا مقتنعين بأن إسرائيل تتخذ كل السبل للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنيين.

نازحون فلسطينيون من خان يونس نزحوا إلى مخيمات في رفح جنوب قطاع غزة هرباً من القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ويدرك المسؤولون في الإدارة الأميركية مخاطر استمرار حرب إسرائيل في غزة بهذا المعدل، واستمرار سقوط القتلى المدنيين واستمرار دفع إسرائيل السكان للنزوح جنوباً إلى الحدود مع مصر. ويتفق المحللون على أن الأمر بيد الرئيس بايدن في وقف هذه الكارثة والتوضيح لإسرائيل وحكومة نتنياهو صراحة، أن هناك عواقب لحملة التطهير العرقي التي يمارسها ضد سكان غزة، لكن يبدو أن بايدن ليست لديه الرغبة أو النية في اتخاذ مثل هذه الخطوط ورسم خطوط حمراء لإسرائيل.

وتخاطر إدارة بايدن بتقويض فرص الرئيس في إعادة انتخابه مرة أخرى، في ظل انقسام داخل الحزب الديمقراطي من التيار الليبرالي والتقدمي، والغضب بين الفئات السكانية الرئيسية التي تشكل كتلة تصويتية رئيسية في الانتخابات، وهي كتلة الشباب والنساء والأميركيين من أصول أفريقية.

وقد أظهرت استطلاعات رأي كثيرة انخفاض شعبية بايدن، وتآكل الدعم لإسرائيل بين عدد كبيرة من الناخبين الأميركيين. وإذا ظل هؤلاء الناخبون غاضبين من سياسة إدارة بايدن حيال الحرب بين إسرائيل و«حماس»، فإن فرص بايدن في إعادة انتخابه ستكون ضعيفة للغاية.

تحول في العلاقات؟

أشار أرون ديفيد ميللر، الباحث المخضرم في معهد كارنيغي الذي كان أحد المفاوضين في عملية السلام في إدارات أميركية عدة، إلى أن خطاب إدارة بايدن تجاه إسرائيل شهد تحولاً خلال الفترة الأخيرة. وقال، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، مساء الأحد، إن رسائل الإدارة كانت أنه إذا كان الإسرائيليون سيواصلون هذه الحملة فيجب عليهم التعامل مع قضيتين؛ الأولى عدم مهاجمة المواقع المكتظة بالسكان، والأخرى السماح بزيادة المساعدات الإنسانية لثلثي سكان غزة الذين نزحوا من منازلهم.

متظاهرون في العاصمة واشنطن يطالبون بوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين المدنيين ومحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ويقول ميللر إن بايدن يحاول التخفيف من الضغوط السياسية الداخلية من داخل التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي، ويهدئ من الغضب في أوساط الشباب والمظاهرات التي تنتقد سقوط المدنيين من الفلسطينيين، لكنه سيواجه الانتقادات من الحزب الجمهوري الذي سيتهمه بتقليص حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أعقاب هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وحذّر ميللر أيضاً من أنه إذا لم تستمع إسرائيل للتحذيرات الأميركية، فإن إدارة بايدن ستبدو ضعيفة.

بايدن مع بنيامين نتنياهو خلال زيارته التضامنية لإسرائيل في 18 أكتوبر (د.ب.أ)

محاسبة نتنياهو

يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحسابات دقيقة، تضيف بُعداً آخر في المعضلة السياسية والعسكرية والأخلاقية التي تواجهها إسرائيل، ما بين ضغوط أميركية وضغوط من أهالي بقية الرهائن المحتجزين لدى «حماس» وحركة الجهاد، بمَن فيهم الجنود والمجندات.

ويواجه نتنياهو محاسبة سياسية وقضائية تنتظره بعد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» كشف عن وثائق ومقابلات تثبت أن خطط هجوم «حماس» الأخير كانت معروفة لقادة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية منذ أكثر من عام، لكنهم استبعدوا إمكانية حدوثه.

فلسطيني مصاب خلال القصف الإسرائيلي على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

أقسم نتنياهو على تدمير «حماس»، لكن هناك تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت إسرائيل ستغير من خططها العسكرية للاستجابة للتحذيرات الأميركية، لأن الدعم الأميركي لإسرائيل له ثقله القوي على المستوى الدولي، لكن القصف الإسرائيلي المكثّف في مناطق مكتظة بالسكان سيؤدي إلى نتائج كارثية وتداعيات تلقي بظلالها على الولايات المتحدة وإسرائيل، وأيضاً على الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.


ترمب يعود للشهادة في قضية الاحتيال المالي وسط توقعات بالإدانة

ترمب يرمي قبعات أنصاره خلال اجنماع في أيوا في 2 ديسمبر الحالي (أ. ب)
ترمب يرمي قبعات أنصاره خلال اجنماع في أيوا في 2 ديسمبر الحالي (أ. ب)
TT

ترمب يعود للشهادة في قضية الاحتيال المالي وسط توقعات بالإدانة

ترمب يرمي قبعات أنصاره خلال اجنماع في أيوا في 2 ديسمبر الحالي (أ. ب)
ترمب يرمي قبعات أنصاره خلال اجنماع في أيوا في 2 ديسمبر الحالي (أ. ب)

يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للإدلاء بشهادته مرة أخرى في قضية الاحتيال المالي المدنية، وتضخيم الأصول العقارية، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو الأسبوع الأخير قبل انتهاء جلسات المرافعة. وتستمع المحكمة لشهادة نجله إريك ترمب في السادس من ديسمبر، وفقاً للمحامي كريستوفر كيس.

وتسود مخاوف بين فريق الدفاع لترمب من أنه قد يواجه إدانة محتملة قد تفضي لغرامة مالية تتجاوز 250 مليون دولار على إمبراطورية ترمب العقارية، إضافة إلي احتمالات الحكم بمنع ترمب وأبنائه من ممارسة الأعمال التجارية في مدينة نيويورك. وهو ما يعد حكماً بالموت على أعمال ترمب التجارية في نيويورك، وسيؤثر سلباً على أعماله في بقية العالم.

وخلال الشهور الماضية، حرص ترمب على حضور بعض جلسات المحاكمة في نيويورك، وهاجم المحاكمة وعدّها زائفة وغير عادلة ومدفوعة بأسباب سياسية، كما هاجم القاضي ووصفه بأنه كاره ومتعصب ضد ترمب.

رسم فني لترمب في المحكمة بنيويورك في 6 نوفمبر الماضي (رويترز)

تفاصيل الدعوى القضائية

وفي الدعوى القضائية التي رفعتها المدعية العامة في نيويورك، ليتيشيا جيمس، العام الماضي، اتهمت ترمب وأبناءه البالغين وكبار المسؤولين التنفيذيين في منظمة ترمب، بالاحتيال المالي والتآمر لزيادة صافي ثروته بمليارات الدولارات فى البيانات المالية المقدمة للبنوك وشركات التأمين للحصول على قروض وتخفيضات في الضرائب.

وخلال عدة جلسات للمحاكمة، نفى ترمب، المرشح الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة عام 2024، ارتكاب أي مخالفات، وقال إن المحاكمة لها دوافع سياسية. وجادل محاموه بأن الأصول ليست لها قيمة موضوعية، وأن التقييمات المختلفة شائعة في العقارات.

وقبل بدء المحاكمة، أصدر القاضي آرثر إنجورون تقييمه، بأن ترمب وأبناءه والمتهمين الآخرين مسؤولون عن الاحتيال المالي والتلاعب في قيمة الأصول العقارية. وقرر إنجورون أن ترمب قام بتضخيم عقاره في منتجع مار لارغو في ولاية فلوريدا بنسبة 2300 بالمائة، وإدراج قيمته بمبلغ 426 مليون دولار، على الرغم من أنه وضعه في التقييم الضريبي بمبلغ 27.6 مليون دولار. ووجد القاضي أدلة قاطعة على أن ترمب ضخّم أصوله العقارية بما يتراوح بين 812 مليون دولار و2.2 مليار دولار. وقالت المدعية ليتيشيا جيمس إن بيانات ترمب المالية الخاطئة كلفت المقرضين 168 مليون دولار من الفوائد الضائعة.

القاضي آرثر إنجورون خلال احدى جلسات محاكمة ترمب بنيويورك في 3 نوفمبر الماضي (رويترز)

وبعد جلسات المحاكمة والاستماع لكافة الشهود ومراجعة الأدلة والقوائم المالية، سيصدر القاضي العقوبات التي يجب أن يواجهها ترمب وأبناؤه والمسؤولون في شركاته بحلول نهاية الشهر الحالي. وقد طالبت المدعية العامة ليتشيا جيمس بتغريم الرئيس السابق مبلغ 250 مليون دولار، ومنعه هو وأبنائه بشكل دائم من إدارة الأعمال التجارية في نيويورك.

شهادات المصرفيين

وخلال الأسبوع الماضي استمعت المحكمة إلى مصرفيين من «دويتشه بنك». وقال ديفيد ويليامز، وهو مصرفي في مجموعة إدارة الثروات الخاصة التابعة لـ«دويتشه بنك»، إن البيانات المالية تعتمد على التقديرات، لكنه أشار إلى أن تعديل صافي ثروة ترمب من 4.9 مليار دولار (التي أبلغ عنها في البداية) إلى 2.6 مليار دولار أمر غير عادي، لأن التغيير كبير للغاية. واستمعت المحكمة أيضاً إلى روزماري فرابليك، الموظفة السابقة في «دويتشه بنك»، التي عملت وسيطاً بين البنك وعائلة ترمب، والتي أشرفت على قروض بمئات الملايين من الدولارات لشركات ترمب.

أثناء المحاكمة، شن ترمب هجمات متكررة على القضاة وموظفي المحكمة، وغالباً ما كان يلجأ إلى منصة التواصل الاجتماعي «Truth Social» للتعبير عن موقفه، وهاجم ترمب القاضي آرثر إنجورون، الذي يشرف على القضية، ما جعل القاضي يقضي بتغريم ترمب مرتين بغرامة قدرها 15 ألف دولار، كما أصدر أمرين بحظر النشر على ترمب مؤقتاً.


البيت الأبيض يحذِّر من نفاد المساعدات لأوكرانيا قبل نهاية العام

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
TT

البيت الأبيض يحذِّر من نفاد المساعدات لأوكرانيا قبل نهاية العام

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)
شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)

​وجّهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً إلى الكونغرس، الاثنين، من مخاطر التأخر في توفير عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا. وقال البيت الأبيض في رسالة إلى زعماء مجلسي النواب والشيوخ، إن الأموال المخصصة لإرسال أسلحة ومساعدات إلى أوكرانيا توشك أن تنفد بحلول نهاية العام الجاري، وهو ما قد يعني هزيمة أوكرانيا في ساحة المعركة إذا لم تتم الموافقة على التمويل. وحذر البيت الأبيض من عواقب وخيمة على ساحة المعركة في حال فشل المشرّعون في التحرك بشكل عاجل.

شالاندا يونغ مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض خلال إحاطة صحافية (أ.ب)

وكتبت شالاندا يونغ، مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة «ستنفد لديها الأموال لتلبية احتياجات أوكرانيا من الأسلحة والمساعدات بحلول نهاية العام»، مضيفة أن هذا يجعل أوكرانيا جاثمة في ساحة المعركة، ويؤدي إلى مخاطر أمنية وطنية حرجة.

وشددت يونغ في الرسالة على أنه من دون تحرك الكونغرس بشكل عاجل وسريع لتوفير الأموال، فإن الموارد اللازمة لشراء مزيد من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا ستنفد، وأن الوقت أيضاً ينفد لتوفير المعدات من المخزونات العسكرية الأميركية، مضيفة أنه «لا يوجد وعاء سحري متاح للتمويل لتلبية هذه اللحظة». وقالت يونغ لقيادات الكونغرس: «لقد نفد المال لدينا، ونفد الوقت تقريباً».

وشددت يونغ على مخاطر عدم الموافقة على التمويل، قائلة إن وقف إمدادات الأسلحة والمعدات الأميركية سيزيد من «احتمالية الانتصارات العسكرية الروسية»، وإن استمرار التمويل لأوكرانيا «هو المفتاح لتجنب صراع أكبر في المنطقة». وتابعت قائلة: «يجب أن أؤكد أن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وتأمين مستقبلها كدولة ذات سيادة وديمقراطية ومستقلة ومزدهرة، يعزز مصالح أمننا القومي».

وحاولت يونغ استمالة أعضاء الكونغرس ولوبي الصناعات العسكرية أمام الجمهوريين المتشككين في الكونغرس، بقولها إن التمويل سيقدم فوائد مباشرة للولايات المتحدة، من خلال تعزيز صناعة الدفاع الأميركية، وإن 60 في المائة من الأموال التي وافق عليها الكونغرس حتى الآن دعمت القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية. وقالت إن طلب الرئيس بايدن الأخير بالحصول على أموال إضافية من شأنه أن يحوّل عشرات المليارات من الدولارات الإضافية إلى صناعة الدفاع الأميركية.

وخلال الشهور الماضية ضغطت إدارة بايدن من أجل الحصول على مساعدات إضافية لأوكرانيا، وأرسلت طلباً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتوفير أكثر من 100 مليار دولار للأمن القومي، بما في ذلك 61.4 مليار دولار لأوكرانيا و14.3 مليار دولار لإسرائيل، بينما طالب الجمهوريون بالقيام بمزيد من الإجراءات الأمنية على الحدود، وتغييرات في سياسة الهجرة مقابل الموافقة على الأموال الإضافية لأوكرانيا.

ورأى محللون أنه على الرغم من الجدل المستمر بين الجمهوريين والبيت الأبيض حول تمويل أوكرانيا، فإن الرسالة الجديدة تمثل إلحاحاً متزايداً لما وصفه الرئيس بايدن بأنها مسألة تتعلق بمستقبل الديمقراطيات في العالم.

وتقول التقديرات الرسمية إن الوكالات الفيدرالية الأميركية أنفقت ما يقرب من 111 مليار دولار، من التمويل الإضافي الذي وافق عليه الكونغرس لدعم أوكرانيا. وحتى منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، استخدمت وزارة الدفاع 97 في المائة من الأموال التي تلقتها، بينما أنفقت وزارة الخارجية 100 في المائة من التمويل المتعلق بالمساعدة العسكرية التي تلقتها، كما استُنفدت أوعية مساعدات أخرى. وقال مسؤولو «البنتاغون» إنهم أصدروا عقوداً لجميع الأموال المتاحة البالغة 10.5 مليار دولار للأسلحة الجديدة لأوكرانيا، ولم يتبقَّ سوى القليل لتجديد المخزونات الأميركية، بعد إنفاق 16.8 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي وقذائف المدفعية والدبابات وغيرها من المعدات.

اجتماع الرئيس الأميركي بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر الماضي (أ.ب)

وقال بيل لابلانت، رئيس قسم المشتريات في «البنتاغون» الذي كان يتحدث على هامش «منتدى ريغان للدفاع الوطني» في جنوب كاليفورنيا، إن هناك بالفعل طلبات قائمة للحصول على مزيد من الدعم لأوكرانيا، تصل إلى أربعة أضعاف التمويل المتاح.