روبرت كيندي يخشى اغتياله ويطالب بايدن بحمايته

روبرت كيندي يلقي خطاباً في لوس أنجليس بمناسبة شهر التراث الإسباني في 15 سبتمبر الحالي (أ. ب)
روبرت كيندي يلقي خطاباً في لوس أنجليس بمناسبة شهر التراث الإسباني في 15 سبتمبر الحالي (أ. ب)
TT

روبرت كيندي يخشى اغتياله ويطالب بايدن بحمايته

روبرت كيندي يلقي خطاباً في لوس أنجليس بمناسبة شهر التراث الإسباني في 15 سبتمبر الحالي (أ. ب)
روبرت كيندي يلقي خطاباً في لوس أنجليس بمناسبة شهر التراث الإسباني في 15 سبتمبر الحالي (أ. ب)

طالب روبرت إف كيندي، المرشح الديمقراطي المنافس للرئيس جو بايدن، بتوفير حماية من عملاء الخدمة السرية، بعد اعتقال رجل مسلح مساء الجمعة الماضي في مسرح ويلشاير إيبيل، بمدينة لوس أنجليس، حيث كان يلقي خطاباً بمناسبة شهر التراث الإسباني.

ووجّه المرشح الديمقراطي رسالة مفتوحة إلى بايدن يوم الاثنين طالب فيها بحمايته من محاولات اغتياله.

وقد اعتقلت الشرطة يوم الجمعة رجلاً ادعى كذباً أنه جزء من فريق كيندي الأمني، وكان يحمل شارة مارشال، وحاول الدخول إلى المكان الذي كان روبرت إف كيندي على وشك إلقاء خطاب فيه. ووفقاً لبيان صادر عن حملة روبرت كيندي، كان الرجل يحمل أسلحة وذخيرة، وتم اعتراضه من قبل وحدة أمنية خاصة، قبل أن يتمكن من إيذاء أي شخص، وتم اعتقاله من قبل شرطة لوس أنجليس. وقد وقع هذا الحادث على بعد أقل من ميلين من المكان الذي قُتل فيه السيناتور روبرت كيندي، والد المرشح الديمقراطي، في يونيو (تموز) 1968.

روبرت إف كيندي يلقي خطاباً في لوس أنجليس بمناسبة شهر التراث الإسباني في 15 سبتمبر الحالي (أ.ف.ب)

وقالت شرطة لوس أنجليس إنها استجابت لبلاغ عن رجل يحمل «مسدساً محشواً في حافظة كتف، ويحمل شارة تشير إلى أنه مارشال أميركي». وأفرجت الشرطة عنه الرجل بكفالة مقدارها 35 ألف دولار بتهمة جناية حمل سلاح مخفي.

وقال دنيس كوسينيتش، مدير حملة كيندي: «مستوى التهديد الذي يواجهه مرشحنا، روبرت إف كيندي الابن، يزداد كل يوم، إنه ليس الشخص الوحيد المعرض للخطر، كل شخص يحضر حدثاً انتخابياً معرض للخطر، وشبح العنف يطاردنا... الاغتيالات السياسية تشكل تهديداً خطيراً للديمقراطية».

ووجّه كوسينيتش كلماته للرئيس بايدن مباشرة، منتقداً تجاهل الإدارة لتوفير الحماية لكيندي، وقال: «من المدهش أنه في ظل هذه الظروف، ترفض توفير الخدمة السرية لروبرت إف كيندي جونيور، الذي حصل على أكثر من 20 في المائة من الأصوات في الولايات الخمس الأولى، والذي لديه شعبية تتجاوز كلاً من بايدن ودونالد ترمب».

روبرت إف كيندي يلقي كلمة في أيوا في 12 أغسطس 2023 (رويترز)

وشدد على المخاطر التي تواجه آل كيندي، وقال: «على الرغم من أنها حقيقة تاريخية معروفة، فإنه من الجدير التذكير بها، فقد اغتيل عم المرشح كيندي، الرئيس جون كيندي. واغتيل والد المرشح كيندي، السيناتور روبرت كيندي، بينما كان مرشحاً للرئاسة».

وبحسب موقع الخدمة السرية، فإن الوكالة الفيدرالية مكلفة حماية «كبار المرشحين للرئاسة ونائب الرئيس»، بناءً على تفويض من وزير الأمن الداخلي، المعين حالياً من قبل بايدن، أليخاندرو مايوركاس.

مرشح مثير للجدل

ويحاول روبرت كيندي الاستفادة من تاريخ عائلته، التي طالما حملت لواء الحزب الديمقراطي، في محاولة لمنافسة بايدن في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة لعام 2024.

لكن كيندي (ابن شقيق الرئيس جون كيندي، وابن السيناتور روبرت كيندي) يثير الجدل بتصريحاته التي تتبنى نظريات المؤامرة، في ما يتعلق بفيروس «كوفيد» والهجرة والكائنات الفضائية، كما أنه يواجه تراجعاً كبيراً في استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن، الذي يتقدم عليه بأكثر من 50 نقطة، باعتباره المرشح الرئاسي المفضل للناخبين الديمقراطيين، وفقاً لأحد المواقع الإخبارية.

لكن تصريحات كيندي المثيرة للجدل، خاصة تشككه في لقاح فيروس «كورونا»، أكسبته قاعدة جماهيرية كبيرة، حيث قال مضيف قناة «فوكس نيوز»، شون هانيتي، إنه «الخيار الأفضل» لهزيمة بايدن.

وفي يوليو (تموز) الماضي، أعرب كيندي عن إحباطه لعدم حصوله على الحماية من الخدمة السرية. وقال في تغريدة له على موقع «إكس» (تويتر سابقاً): «منذ اغتيال والدي عام 1968، يتمتع المرشحون للرئاسة بحماية الخدمة السرية، إلا أنا».

ويتطلب الأمر الحصول على حماية الخدمة السرية للمرشحين الرئاسيين، لكن هذه الحماية تُمنح فقط في غضون عام واحد قبل الانتخابات العامة باستثناء «الظروف الاستثنائية لكل حالة على حدة».

وفي مايو (أيار) 2007، حصل باراك أوباما، الذي كان آنذاك مرشحاً للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، على موافقة جهاز الخدمة السرية على حمايته قبل أكثر من عام من الانتخابات الرئاسية عام 2008، بعد تلقيه عدداً كبيراً من التهديدات ذات الدوافع العنصرية في كثير من الأحيان. ويحق فقط للرؤساء السابقين الحصول تلقائياً على الحماية مدى الحياة من الخدمة السرية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

الاقتصاد ميدان في توبنغن بألمانيا (رويترز)

الاقتصاد الألماني ينكمش للعام الثاني على التوالي في 2024

انكمش الاقتصاد الألماني، أكبر اقتصاد في أوروبا، للعام الثاني على التوالي في عام 2024، وفقاً للأرقام الأولية الرسمية الصادرة يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

ماسك يصف المفوض الأوروبي السابق بروتون بأنه «طاغية أوروبا»

وصف إيلون ماسك، السبت، المفوض الأوروبي السابق للشؤون الرقمية بأنه «طاغية أوروبا»، في رسائل متوترة جديدة بين الرجلين بشأن دعم ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره لدى وصوله إلى الجمعية الوطنية لأداء اليمين الدستورية لولاية ثالثة في كاراكاس 10 يناير 2025 (رويترز)

أميركا تندد بتنصيب مادورو رئيساً... وتفرض عقوبات جديدة على فنزويلا

ندّدت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، بـ«مهزلة» تنصيب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة، وفرضت عقوبات جديدة على كاراكاس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية غلق جسر أتاناسيو غيرادوت الدولي بأوامر من رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

فنزويلا تغلق حدودها مع كولومبيا قبل تنصيب مادورو

أغلقت فنزويلا حدودها مع كولومبيا متحدثة عن «مؤامرة دولية» قبل ساعات من تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة من 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يصل إلى مقر الجمعية الوطنية لحضور حفل تنصيبه (أ.ف.ب)

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة في فنزويلا

أدى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اليمين لولاية ثالثة تستمر 6 أعوام، الجمعة، ليبقى في السلطة على الرغم من نزاع استمر 6 أشهر بشأن نتائج انتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (كاراكاس)

بايدن ينسب نجاح التوصل لاتفاق غزة إلى الدبلوماسية المكثفة وجهود أفراد إدارته

الرئيس الأمريكي جو بايدن محاطاً بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق على مراحل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس (رويترز)
الرئيس الأمريكي جو بايدن محاطاً بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق على مراحل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس (رويترز)
TT

بايدن ينسب نجاح التوصل لاتفاق غزة إلى الدبلوماسية المكثفة وجهود أفراد إدارته

الرئيس الأمريكي جو بايدن محاطاً بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق على مراحل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس (رويترز)
الرئيس الأمريكي جو بايدن محاطاً بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق على مراحل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس (رويترز)

أعرب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن عن سعادته الكبيرة بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حماس»، مؤكداً أن الاتفاق يأتي نتيجة أشهر عديدة من الدبلوماسية المكثفة من جانب الولايات المتحدة ومصر وقطر. وقال بايدن: «خلال الأسابيع الستة المقبلة ستتفاوض إسرائيل على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية التي تمثل نهاية دائمة للحرب. وهناك عدد من التفاصيل التي يجب التفاوض عليها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية. لكن الخطة تقول إنه إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات».

وأشار بايدن إلى تعهدات الولايات المتحدة وقطر ومصر باستمرار المفاوضات قدماً للإفراج عن بقية الرهائن ويصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائماً. ثم بدء المرحلة الثالثة، حيث ستتم إعادة أي رفات للرهائن الذين قتلوا إلى أسرهم، ثم تبدأ خطة إعادة إعمار كبرى لقطاع غزة.

المفاوضات الأصعب

وشدد الرئيس الأميركي على أن الطريق إلى هذه الصفقة لم يكن سهلاً وأن هذه المفاوضات كانت الأصعب على الإطلاق، لكنه عزا نجاح التوصل إلى الاتفاق إلى الضغوط التي وضعتها إسرائيل على «حماس» بدعم من الولايات المتحدة ومقتل قادة «حماس» وضعف «حزب الله»، وتراجع قوة إيران والتصدي لهجمات الحوثيين والتغيرات السياسية بانتخاب رئيس للبنان لا يؤيد «حزب الله» وبداية فصل جديد للشعب اللبناني. وقال: «أدت هذه التطورات في المنطقة، والتي ساعدت الولايات المتحدة في تشكيلها، إلى تغيير المعادلة، ومن ثم فإن شبكة الإرهاب التي كانت تحمي (حماس) وتدعمها في السابق أصبحت الآن أضعف كثيراً. كما أصبحت إيران أضعف مما كانت عليه منذ عقود».

وأضاف: «لم يكن لدى (حماس) أي سبيل آخر لإنهاء هذه الحرب سوى إبرام صفقة رهائن، وأنا راضٍ للغاية لأن هذا اليوم قد جاء أخيراً من أجل شعب إسرائيل والأسر التي تنتظر في عذاب».

وأبدى بايدن تعاطفاً مع معاناة شعب غزة والدمار الذي لحق بالقطاع بسبب الحرب، وقال: «لقد مر الشعب الفلسطيني بجحيم. لقد مات الكثير من الأبرياء. ودُمرت العديد من المجتمعات، وبفضل هذه الصفقة، يمكن لشعب غزة أن يتعافى أخيراً ويعيد بناء نفسه ويتطلع إلى مستقبل دون (حماس) والسلطة».

ووجه بايدن الشكر لفريقه من الدبلوماسيين الأميركيين الذين عملوا لعدة أشهر لإنجاز الاتفاق، وقال: «لقد قاد وزير الخارجية بلينكن الجهود ومعه جيك سوليفان مستشار الأمن القومي وبيل بيرنز وجون فاينر وبريت ماكجورك وآموس هوكستين ونائبة الرئيس كامالا هاريس بلا هوادة لتحقيق هذه الصفقة».

وأوضح الرئيس المنتهية ولايته أن تنفيذ بنود الاتفاقية سيكون ملقىً على عاتق الإدارة الأميركية القادمة، مشيراً إلى التنسيق بين فريقه وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وقال: «بينما أستعد لمغادرة منصبي، أصدقاؤنا أقوياء، وأعداؤنا ضعفاء، وهذه فرص حقيقية لمستقبل جديد في لبنان، وهناك فرصة لمستقبل خالٍ من قبضة (حزب الله) في سوريا، ومستقبل خالٍ من طغيان الأسد. وبالنسبة للشعب الفلسطيني، هناك طريق موثوق به لدولة خاصة بهم. وبالنسبة للمنطقة، هناك مستقبل للتكامل الطبيعي لإسرائيل وجميع جيرانها العرب».

واختتم بايدن خطابه الذي استمر عشر دقائق محاطاً بوزير الخارجية أنتوني بلينكن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، وقال: «لقد مررنا بأيام صعبة منذ بدأت (حماس) حربها الرهيبة. لقد واجهنا عقبات ونكسات. لم نستسلم، والآن، بعد أكثر من 440 يوماً من النضال، جاء يوم النجاح. بارك الله كل أولئك الذين يعملون من أجل السلام».

هل هذه مزحة؟

وحينما سئل الرئيس الأميركي عما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترمب يستحق الثناء، ومن سينسب إليه الفضل في وقف إطلاق النار، ابتسم بايدن وقال: «هل هذه مزحة؟».

وفي بيان استبق الخطاب بدقائق قليلة قال الرئيس الأميركي: «لقد وضعت الخطوط العريضة الدقيقة لهذه الخطة في الحادي والثلاثين من مايو (أيار) 2024، وبعد ذلك أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع. وهي ليست نتيجة للضغوط الشديدة التي تعرضت لها (حماس) والمعادلة الإقليمية المتغيرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان وإضعاف إيران فحسب ــ بل وأيضاً نتيجة للدبلوماسية الأميركية العنيدة والمضنية. ولم تتوقف دبلوماسيتي قط في جهودها الرامية إلى إنجاز هذه المهمة».

وشدد بايدن على أن الوقت قد حان لإنهاء القتال وبدء العمل على بناء السلام والأمن، متوقعاً عودة 3 رهائن أحياء من مزدوجي الجنسية (الإسرائيلية - الأميركية) واستقبال رفات أربعة آخرين توفوا في أثناء احتجازهم لدى (حماس)».

من جانبه، وجه الرئيس المنتخب دونالد ترمب رسالة شكر عبر منصة «تروث سوشيال»، وقال: «لدينا صفقة بشأن الرهائن وسيتم إطلاق سراحهم قريباً وأنا سعيد للغاية لأن الرهائن الأميركيين والإسرائيليين سيعودون إلى ديارهم وأسرهم وأحبائهم». وأضاف أن التوصل إلى هذا الاتفاق ما كان ليحدث إلا بعد الانتصار التاريخي (في الانتخابات الرئاسية الأميركية) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي متعهداً بقيام فريقه للأمن القومي ومن خلال مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بمواصلة تعزيز السلام في جميع أنحاء المنطقة وتوسيع نطاق اتفاقات إبراهيم. وقال: «هذه ليست سوى بداية لأشياء عظيمة قادمة لأميركا وللعالم».

ورحب المشرعون الأميركيون بالاتفاق وتحرير بعض الرهائن الإسرائيليين ووقف إسالة الدماء للفلسطينيين، وعدّوه اختراقاً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط. وقال السيناتور تشاك شومر من نيويورك أمام المشرعين في مبنى الكونجرس: «لقد أبلغتني الإدارة للتو أن الاتفاق تم التوصل إليه، إنه خبر سار أن هناك اتفاقاً من شأنه أن يحرر العديد من الرهائن».