عقوبات أميركية على مسؤولين صينيين جراء «الاستيعاب القسري» لأطفال التيبت

تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الصينية الطلاب في فصل دراسي بمدرسة لاسا ناغتشو الثانوية في العاصمة الإقليمية لاسا في إقليم التيبت ذاتي الحكم بالصين في 1 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الصينية الطلاب في فصل دراسي بمدرسة لاسا ناغتشو الثانوية في العاصمة الإقليمية لاسا في إقليم التيبت ذاتي الحكم بالصين في 1 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
TT

عقوبات أميركية على مسؤولين صينيين جراء «الاستيعاب القسري» لأطفال التيبت

تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الصينية الطلاب في فصل دراسي بمدرسة لاسا ناغتشو الثانوية في العاصمة الإقليمية لاسا في إقليم التيبت ذاتي الحكم بالصين في 1 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة التي تم التقاطها خلال جولة إعلامية نظمتها الحكومة الصينية الطلاب في فصل دراسي بمدرسة لاسا ناغتشو الثانوية في العاصمة الإقليمية لاسا في إقليم التيبت ذاتي الحكم بالصين في 1 يونيو 2021 (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أنها ستفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين الذين ينفذون سياسة «الاستيعاب القسري» للأطفال في التيبت؛ حيث يقول خبراء الأمم المتحدة إن مليون طفل فُصلوا عن عائلاتهم، وفق وكالة «الصحافة الفرنسية».

ورغم استئناف الحوار الرفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن بلاده ستفرض قيوداً على منح تأشيرات الدخول للمسؤولين الصينيين الذين يقفون وراء سياسة المدارس الداخلية الحكومية.

وقال بلينكن في بيان: «تسعى هذه السياسات القسرية إلى القضاء على التقاليد اللغوية والثقافية والدينية المميزة للتيبت، بين الأجيال الشابة من التيبتيين... إننا نحث سلطات جمهورية الصين الشعبية على الكف عن إكراه أطفال التيبت على الالتحاق بالمدارس الداخلية التي تديرها الحكومة، ووقف سياسات الاستيعاب القمعية، سواء في التيبت أو في أجزاء أخرى من جمهورية الصين الشعبية».

وتتهم الولايات المتحدة منذ عام 2021 الصين بارتكاب إبادة جماعية في منطقة شينجيانغ، من خلال ما يقول مسؤولون أميركيون وجماعات حقوقية وشهود، إنها شبكة واسعة من معسكرات العمل القسري.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، إن القيود الجديدة ستنطبق على المسؤولين الحاليين والسابقين المشاركين في السياسة المتبعة في التيبت؛ لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل، مستشهداً بقوانين السرية الأميركية المتعلقة بسجلات التأشيرات.

في ديسمبر (كانون الأول)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على اثنين من كبار المسؤولين الصينيين، هما وو ينغجي وتشانغ هونغبو، بسبب ما قالت واشنطن إنها انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في التيبت.

واستشهد بلينكن في بيانه بالرقم الذي قدمه في فبراير (شباط) 3 خبراء من الأمم المتحدة، قالوا إن نحو مليون طفل تيبتي تم نقلهم قسراً إلى المدارس الداخلية.

وقال المقررون الخاصون إن البرنامج يهدف على ما يبدو إلى دمج التيبتيين قسراً في ثقافة «الهان» الذين يمثلون الأغلبية في الصين، مع التعليم الإلزامي بلغة الماندرين، وفي غياب مناهج تعليمية ذات صلة ثقافية بمنطقة الهيمالايا ذات الأغلبية البوذية.

وجاء في تقرير منفصل هذا العام صادر عن خبراء الأمم المتحدة، أن مئات الآلاف من سكان التيبت أُجبروا أيضاً على ترك نمط الحياة الريفية التقليدية، لاتباع «تدريب مهني» لا يتطلب مهارات عالية، كذريعة لتقويض هويتهم.

ووصفت وزارة الخارجية الصينية التقرير بأنه «لا أساس له من الصحة على الإطلاق»، وقالت إن منطقة التيبت «تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية والوئام الديني، ويعيش الناس فيها ويعملون في سلام».

وتناوبت التيبت على مر القرون بين الاستقلال والخضوع لسيطرة الصين التي تقول إنها «حررت سلمياً» الهضبة الوعرة في عام 1951، وجلبت البنية التحتية والتعليم إلى المنطقة بعد أن عانت من التخلف.

وعمل الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما الذي فر إلى المنفى في الهند عام 1959، على توعية العالم بشأن بالمنطقة؛ لكن تحركاته صارت بطيئة وهو في الثامنة والثمانين من عمره.


مقالات ذات صلة

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
شؤون إقليمية مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في 3 مارس 2011 (رويترز)

الصين تدعو «الجنائية الدولية» لاتخاذ موقف «موضوعي» بشأن مذكرة توقيف نتنياهو

دعت الصين، اليوم (الجمعة)، المحكمة الجنائية الدولية إلى الحفاظ على «موقف موضوعي وعادل» بعدما أصدرت مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين تدعو إلى «الهدوء» بعد توسيع بوتين إمكانية استخدام الأسلحة النووية

دعت الصين، الأربعاء، إلى «الهدوء» و«ضبط النفس»، غداة إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يوسع إمكانية استخدام الأسلحة النووية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الخليج م. وليد الخريجي ترأس الجانب السعودي في الجولة الثانية من المشاورات السياسية مع «الخارجية الصينية» (واس)

مشاورات سعودية – صينية تعزز التنسيق المشترك

بحثت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والصينية في الرياض، الاثنين، تطوير العلاقات الثنائية، وأهمية تعزيز التنسيق المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»
TT

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، وفق ما أعلنت الناطقة باسم «الناتو» اليوم (السبت).

وقالت فرح دخل الله في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وكان رئيس الوزراء الهولندي السابق أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوز الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال في 7 نوفمبر على هامش قمة للزعماء الأوروبيين في بودابست «أنا أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس ترمب للبحث في كيفية ضمان مواجهة هذا التهديد بشكل جماعي».

ومذاك يحذّر روته بصورة متواصلة من التقارب بين الصين وكوريا الشمالية وإيران، وهي ثلاث دول متهمة بمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا.

واختار ترمب يوم الأربعاء مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيرا لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي.

وأوضح الرئيس المنتخب في بيان إن ويتاكر «محارب قوي ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار».

ويعد اختيار ويتاكر ممثلا للبلاد لدى الحلف العسكري اختيارا غير اعتيادي، نظرا لخلفيته كمحام وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

كشفت أربعة مصادر مطلعة على خطط انتقال السلطة أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال ولايته السابقة مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل منصب سفير ترمب لدى ألمانيا وكان أيضاً قائماً بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال فترة ترمب من 2017 إلى 2021، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً للمصادر الأربعة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها.

ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك. وإذا فعل ذلك، فقد يختار في النهاية شخصاً آخر لهذا الدور، ولا يوجد ما يضمن أن يقبل غرينيل هذا المنصب. وكان ترمب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع سريعاً، رغم أنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.

وقد تؤدي بعض مواقف غرينيل إلى إثارة حفيظة زعماء أوكرانيا. فخلال مائدة مستديرة عقدتها وكالة «بلومبرغ» في يوليو (تموز)، دعا إلى إنشاء «مناطق ذاتية الحكم» كوسيلة لتسوية الصراع، الذي بدأ بعد غزو روسيا للأراضي الأوكرانية ذات السيادة. كما أشار إلى أنه لن يؤيد انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، وهو الموقف الذي يتقاسمه مع العديد من حلفاء ترمب.

ويشير أنصار غرينيل إلى أنه يتمتع بمسيرة دبلوماسية طويلة ولديه معرفة عميقة بالشؤون الأوروبية. فبالإضافة إلى عمله سفيراً لدى ألمانيا، كان غرينيل أيضاً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لمفاوضات السلام في صربيا وكوسوفو.

ورفضت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترمب الانتقالي، التعليق، وقالت إن القرارات المتعلقة بموظفي إدارة الرئيس المنتخب «سوف يستمر في الإعلان عنها بنفسه عندما يتخذها».