المحكمة العليا الأميركية تصادق على أولويات إدارة بايدن في ترحيل المهاجرين

مبنى المحكمة العليا الأميركية في واشنطن (رويترز)
مبنى المحكمة العليا الأميركية في واشنطن (رويترز)
TT

المحكمة العليا الأميركية تصادق على أولويات إدارة بايدن في ترحيل المهاجرين

مبنى المحكمة العليا الأميركية في واشنطن (رويترز)
مبنى المحكمة العليا الأميركية في واشنطن (رويترز)

منحت المحكمة العليا الأميركية التي تهيمن عليها أغلبية محافظة للغاية، اليوم (الجمعة)، الرئيس الديمقراطي جو بايدن فوزاً صريحاً بقرارها السماح بترحيل المهاجرين غير الشرعيين وفق الأولويات التي حدّدتها إدارته، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وبأغلبية ثمانية قضاة من أصل تسعة، رفضت المحكمة العليا - لأسباب إجرائية - طعناً قدّمته ولايتا تكساس ولويزيانا اللتان يسيطر الجمهوريون على برلمانيهما.

وبرفض المحكمة العليا الطعن بات ممكناً لإدارة بايدن تنفيذ قرار أصدره وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس في سبتمبر (أيلول) 2021 وأمر فيه شرطة الهجرة بإعطاء الأولوية في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين لأولئك الذين يشكّلون تهديداً إرهابياً أو جنائياً ولأولئك الذين دخلوا الولايات المتّحدة بعد الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وقال الوزير في معرض تبريره لهذه السياسة إنّ أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي يقيمون حالياً في الولايات المتّحدة، و«ليس لدينا الموارد الكافية لتوقيف وترحيل كلّ واحد منهم».

وتتعارض هذه السياسة مع تلك التي كانت معتمدة في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب.

وما إن أصدر الوزير تعليماته هذه حتى طعنت بها ولايتا تكساس ولويزيانا أمام القضاء.

وبرّرت الولايتان الطعن بأنّ تطبيق هذه السياسة ستترتّب عليها تكاليف إضافية في مجالات التعليم والشرطة والخدمات الاجتماعية.

وفي يونيو (حزيران) 2022، أصدر قاض فيدرالي حكماً في هذه القضية أيّد فيه موقف الولايتين ومنع الإدارة من تنفيذ تعليمات الوزير.

لكنّ إدارة بايدن طعنت بهذا الحكم الفيدرالي أمام المحكمة العليا التي قبلت الطعن لأسباب إجرائية من دون أن تخوض في جوهر الدعوى.

وقالت المحكمة في قرارها إنّ «الولايتين تريدان من القضاء الفيدرالي أن يأمر السلطة التنفيذية بتغيير سياستها المتعلّقة بالتوقيفات من أجل إجراء مزيد من التوقيفات».

وذكّرت المحكمة العليا بأنّها أوضحت في مناسبات عديدة أنّ من بإمكانهم الطعن في هذه السياسة هم الأشخاص المستهدفون بها حصراً. وأضافت: «تطبيقاً لهذا المبدأ الأساسي...، نستنتج أن لا صفة للولايتين لتقديم هذه الدعوى».

لكنّ المحكمة حرصت على الإشارة إلى أنّه «لا ينبغي أن يُفهم من هذا القرار أنّه يعني أنّ السلطة التنفيذية تتمتّع بالحرية الكاملة» في هذه المسألة، ما يترك الباب مفتوحاً أمام دعاوى مستقبلية في هذه القضية.


مقالات ذات صلة

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

شمال افريقيا قوات بحرية إسبانية تعترض قارب مهاجرين غير نظاميين انطلق من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

«رغم المسافة الكبيرة التي تفصل موريتانيا عن باكستان، والتي تقدر بنحو 7700 كيلومتر، فإنها أصبحت وجهة للمهاجرين الآسيويين».

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ تعيينات دونالد ترمب في إدارته الجديدة تثير قلق تركيا (رويترز)

ترمب يؤكد عزمه على استخدام الجيش لتطبيق خطة ترحيل جماعي للمهاجرين

أكد الرئيس المنتخب دونالد ترمب أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

عثرت السلطات الأمنية في مدينة صبراتة الليبية على «وكر» يضم 90 مهاجراً غير نظامي، تديره إحدى عصابات الاتجار بالبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وزارة العدل الأميركية تطالب بإسقاط قضية ترمب بشأن تدخله في انتخابات 2020

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

وزارة العدل الأميركية تطالب بإسقاط قضية ترمب بشأن تدخله في انتخابات 2020

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

تحركت وزارة العدل الأميركية من أجل إسقاط القضية المقامة ضد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن التدخل في انتخابات 2020 بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة.

في خطوة مفاجئة، قرر المدعون الفيدراليون التخلي عن قضية الوثائق السرية ضد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في ضوء سياسة وزارة العدل الأميركية الراسخة التي تقول إن الرؤساء الأميركيين أثناء رئاستهم لا يمكن أن يواجهوا ملاحقة جنائية.

وجاء الإعلان في ملف قدمته محكمة الاستئناف في فلوريدا بعد وقت قصير من تقديم المدعين العامين في العاصمة واشنطن ملفا مماثلا، حيث طلبوا رفض القضية التي تتهم ترمب بالتخطيط لقلب نتائج انتخابات 2020، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وترقى هذه الخطوة إلى استنتاج متوقع لقضية جنائية كانت تعتبر قبل عام واحد فقط أخطر تهديد قانوني يواجه ترمب. وهي تعكس النتائج العملية لفوز ترمب بالانتخابات، مما يضمن دخوله منصبه خاليا من التدقيق بشأن تخزينه لوثائق سرية للغاية وسلوكه الذي قال المدعون العامون إنه عرّض التدقيق الوطني للخطر.

تقول آراء قانونية لوزارة العدل يعود تاريخها إلى عقود من الزمان أنه لا يمكن توجيه الاتهام إلى الرؤساء الحاليين أو محاكمتهم أثناء وجودهم في مناصبهم.

طلب المستشار الخاص جاك سميث من قاضٍ فيدرالي يوم الاثنين رفض القضية التي تتهم الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالتخطيط لقلب انتخابات عام 2020، مشيراً إلى سياسة وزارة العدل القديمة التي تحمي الرؤساء من الملاحقة القضائية أثناء وجودهم في مناصبهم. وتمثل الخطوة التي أُعلن عنها في أوراق المحكمة نهاية الجهود البارزة التي بذلتها وزارة العدل لمحاسبة ترمب على ما سمّاه المدعون مؤامرة إجرامية للتشبث بالسلطة في الفترة التي سبقت هجوم أنصار ترمب على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، حسب «أسوشييتد برس».

وقال ممثلو الادعاء في وزارة العدل، مستشهدين بتوجيهات الوزارة القديمة التي تقضي بعدم إمكانية محاكمة الرئيس الحالي، إن موقف الوزارة هو أن «الدستور يتطلب رفض هذه القضية قبل تنصيب المدعى عليه».

وكان القرار متوقعاً بعد أن بدأ فريق سميث في تقييم كيفية إنهاء قضية التدخل في انتخابات عام 2020 وقضية الوثائق السرية المنفصلة في أعقاب فوز ترمب على نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية.

وصف ترمب القضيتين بأن وراءهما دوافع سياسية، وتعهد بطرد سميث بمجرد توليه منصبه في يناير.