محادثات أوكرانية أميركية في جنيف الأحد بشأن خطة ترمب لإنهاء الحرب

مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني والأميركي يلتقون أيضاً في سويسرا لبحث الملف

من اليسار: كوستا وستارمر وماكرون ورئيس الوزراء الفنلندي ستاب (أ.ف.ب)
من اليسار: كوستا وستارمر وماكرون ورئيس الوزراء الفنلندي ستاب (أ.ف.ب)
TT

محادثات أوكرانية أميركية في جنيف الأحد بشأن خطة ترمب لإنهاء الحرب

من اليسار: كوستا وستارمر وماكرون ورئيس الوزراء الفنلندي ستاب (أ.ف.ب)
من اليسار: كوستا وستارمر وماكرون ورئيس الوزراء الفنلندي ستاب (أ.ف.ب)

في تطور مفاجئ وخلال «محادثات أزمة» للدول الداعمة لأوكرانيا في جوهانسبيرغ بجنوب أفريقيا، على هامش قمة العشرين لمناقشة المبادرة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، أعلن مسؤول أميركي كبير أن جنيف ستستضيف، الأحد، محادثات بشأن الخطوات التالية لإحلال السلام في أوكرانيا.

وقال المسؤول لـ«رويترز» إن روسيا لن تشارك في محادثات جنيف، لكن أميركا تنوي عقد اجتماعات مع الروس قريباً جداً. وقد وصل وزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول، والتوقعات أن يصل الوفد الأوكراني لاحقاً هذه الليلة.

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين يوم 15 أغسطس 2025 عندما التقيا في ألاسكا (رويترز)

من المقرر أيضاً أن يجتمع مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني مع نظيرهم الأميركي والأوكراني، صباح الأحد، في جنيف لمناقشة الخطة الأميركية لأوكرانيا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة السبت.

وأشار أحد المصادر إلى أن «مستشار الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى جنيف غداً برفقة زملائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)».

وأوضح مصدر آخر أن «النقاش سيُجرى بين الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والأوكرانيين».

ورفض الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا خطة الولايات المتحدة لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا بصيغتها الحالية، وقالوا بعد اجتماع أزمة إن مسودة الخطة تصلح «أساساً» للمباحثات ولكنها تحتاج إلى «عمل إضافي».

وقال مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس»: «تفاصيل الاتفاق النهائي قد تختلف عن النسخة الأصلية لخطة ترمب للسلام في أوكرانيا».

وزراء دفاع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع في برلين (رويترز)

على هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون موافقة أوكرانيا نفسها.

ورداً على خطة السلام الأميركية الجديدة، قال ميرتس الذي يترأس الحزب المسيحي الديمقراطي: «لا يمكن للقوى الكبرى إنهاء الحروب متجاوزة إرادة الدول المعنية. ولا يمكن بالطبع إنهاء الحرب إلا في حال وجود موافقة غير مشروطة من أوكرانيا».

تنظر كييف بقلق بالغ إلى هذه الخطة المؤلفة من 28 نقطة؛ لأنها تتضمن عدة مطالب روسية رئيسية: تنازل أوكرانيا عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

لكن الخطة تقدم أيضاً لكييف ضمانات أمنية غربية لمنع أي هجمات روسية مستقبلاً. رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الخطة التي حثه ترمب على قبولها، مؤكداً أنه سيقترح على الأميركيين «بدائل» منها. وقال حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين لم يشاركوا في صوغ الاتفاق، إن الخطة «تتطلب مزيداً من العمل»، وذلك خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا. وأصدر زيلينسكي مرسوماً يقضي بتشكيل الوفد المُكلّف بالمشاركة في المحادثات مع واشنطن.

بوتين لدى استقباله ويتكوف في موسكو 6 أغسطس (رويترز)

سيقود هذا الوفد مدير مكتبه أندريه يرماك، ويضم رئيس مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش، ما يعطي الوفد طابعاً عسكرياً.

وقال الرئيس الأوكراني: «في الأيام المقبلة، ستجري مشاورات مع الشركاء بشأن الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب». وأضاف: «يعرف ممثلونا كيفية الدفاع عن المصالح الوطنية لأوكرانيا وما هو ضروري لمنع روسيا من شن غزو ثالث».

كما أجرى زيلينسكي مكالمات هاتفية مع القادة الأوروبيين، بعدما تعهد بالعمل على مدار الساعة لضمان أن يحمي اتفاق السلام النهائي مستقبل أوكرانيا. وكان رئيس مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف قد أشار في وقت سابق إلى أن المحادثات ستجري في سويسرا. وأضاف عمروف الذي تولى سابقاً حقيبة الدفاع: «هذه مرحلة أخرى من الحوار الجاري في الأيام الأخيرة، وتهدف بالأساس إلى توحيد رؤيتنا للخطوات المقبلة».

وكان عمروف قد قاد بضع جولات من المفاوضات مع روسيا في تركيا، لم تُسفر إلا عن عمليات تبادل للأسرى والجثث. وجاء في مرسوم زيلينسكي أيضاً أن المفاوضات ستشمل «ممثلين لروسيا الاتحادية»، لكن لم يصدر أي تأكيد فوري من روسيا بشأن مشاركتها.

جانب من زيارة زيلينسكي إلى جنود الجبهة الأمامية في زابوريجيا يوم 13 نوفمبر (أ.ف.ب)

قال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن عقد لقاء جديد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب أمر محتمل.

وفي حديثه لمجلة الشؤون الدولية المملوكة للدولة، قال ريابكوف في مقابلة نشرت السبت: «لا أستبعد شيئاً». وأضاف أنه «يجري إيجاد طريقة للمضي قدماً».

وقال ريابكوف إن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة لم تتوقف، وإن قنوات الحوار لا تزال مفتوحة. وقال ريابكوف: «نعمل بشكل مستمر. لدينا صيغ وقنوات راسخة. ليست جميعها مرئية أو مسموعة، وليس بالضرورة التحدث علنا عنها جميعاً، لكن الحقيقة تظل هي أن كل شيء يسير جيداً». وذكر أن التقدم المحرز في إقامة حوار بين موسكو وواشنطن «رائع».

صورة تجمع الرئيسين الأميركي ترمب والأوكراني زيلينسكي ونائب الرئيس الأميركي فانس في البيت الأبيض (أ.ب)

وشارك كبار الساسة من دول عدة في «محادثات أزمة» لمناقشة المبادرة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا؛ إذ دعا رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ممثلي كندا وأستراليا واليابان، إلى محادثات على هامش القمة إضافة إلى رؤساء الدول والحكومات الأوروبية المشاركين بالفعل.

قال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن مشاورات ستُجرى خلال الأيام القادمة بشأن الخطة الأميركية لإنهاء الحرب مع روسيا.

وأضاف المكتب عبر منصة «إكس»: «نتطلع إلى عمل بناء، ومستعدون للتقدم بأسرع ما يمكن لتحقيق سلام حقيقي، لم ترغب أوكرانيا قط في هذه الحرب، وستبذل قصارى جهدها لإنهائها بسلام يحفظ الكرامة».

صورة مأخوذة من مقطع فيديو وزعته وزارة الدفاع الروسية في 18 نوفمبر 2025 تُظهر جندياً روسياً يطلق قذيفة مدفعية على مواقع للجيش الأوكراني في مكان غير معلوم بأوكرانيا (إ.ب.أ)

وأردف بالقول: «لن تكون أوكرانيا عائقاً أمام السلام، وسيدافع ممثلو الدولة الأوكرانية عن المصالح المشروعة للشعب الأوكراني وأسس الأمن الأوروبي».

وعبر المكتب عن الامتنان «لشركائنا الأوروبيين على استعدادهم للمساعدة».

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد، الجمعة، أن وفوداً من أوكرانيا وأميركا وأوروبا ستعمل معاً لبلورة الخطة الأميركية للسلام.

نقلت صحيفة «الغارديان»، السبت، عن مصادر القول إن مسؤولين أميركيين أبلغوا سفراء بلدان بحلف شمال الأطلسي (الناتو) أنهم يتوقعون الضغط على كييف خلال الأيام المقبلة للموافقة على الخطة.

وزراء خارجية أوروبيون خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل... 20 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

وحسب المصادر، فقد حذر المسؤولون الأميركيون خلال اللقاء من أن أوكرانيا ستواجه اتفاقاً أسوأ بكثير في المستقبل إذا لم توقع على الخطة الأميركية.

ونسبت «الغارديان» لوزير الجيش الأميركي دانيال دريسكول القول أثناء اللقاء: «لا يوجد اتفاق مثالي ولكن يجب إبرامه عاجلاً وليس آجلاً».

وقالت القائمة بالأعمال الأميركية في كييف جولي ديفيس: «ليس أمام أوكرانيا خيار سوى القبول أو مواجهة ما هو أسوأ في المستقبل».


مقالات ذات صلة

إردوغان أبلغ بوتين ترحيبه بجهود ترمب لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا

أوروبا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بوتين ترحيبه بجهود ترمب لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين يترحيبه بالحوار الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام مع أوكرانيا

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جهود لإطفاء الحريق بعد الهجوم الروسي على ميناء تشورنومورسك الأوكراني (رويترز)

إردوغان يحذّر من تحويل البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة»

حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت، من تحويل البحر الأسود إلى «منطقة مواجهة» بين روسيا وأوكرانيا، بعد سلسلة ضربات شهدتها الأسابيع الأخيرة.

أوروبا شاحنة إطفاء متوقفة بجوار مبنى محترق عقب هجوم جوي في موقع لم يُكشف عنه في منطقة أوديسا الأوكرانية (أ.ف.ب)

روسيا تهاجم منشآت أوكرانية بصواريخ فرط صوتية... وزيلينسكي يندد

أعلنت روسيا اليوم (السبت) أنها ضربت منشآت للصناعة والطاقة في أوكرانيا، ليل الجمعة- السبت بصواريخ فرط صوتية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (رويترز) play-circle

ويتكوف إلى برلين للقاء زيلينسكي وزعماء أوروبيين

قال مسؤول أميركي مطلع إن المبعوث ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترمب سيلتقيان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين في برلين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يستقبل جنوداً من فوج المهندسين 528 العائدين من روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:42

زعيم كوريا الشمالية يلتقي قوات شاركت في إزالة الألغام بروسيا

ذكرت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» اليوم السبت أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون حضر حفل استقبال لوحدة هندسية عسكرية عادت إلى الوطن بعد أداء مهام في روسيا.

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

إردوغان أبلغ بوتين ترحيبه بجهود ترمب لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان أبلغ بوتين ترحيبه بجهود ترمب لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى نظيره الروسي في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بترحيبه بالحوار الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وناقش معه المساهمات التي يمكن لتركيا تقديمها لجهود السلام مع أوكرانيا.

وقال إردوغان إنه تبادل مع بوتين، خلال لقائهما الجمعة على هامش «منتدى السلام والثقة الدولي» في عشق أباد، وجهات النظر حول العلاقات بين بلديهما والحرب في أوكرانيا، والقضايا الإقليمية، «وأبلغته بأننا نرى الحوار الذي أطلقته مبادرات السيد ترمب إيجابياً». وأضاف أنه ناقش مع بوتين المساهمات التي يمكن أن تقدمها تركيا لجهود السلام، «إننا ناقشنا ضرورة الاجتماع في أقرب وقت ممكن، ودعوته لزيارة تركيا، وأكد أنه سيعمل على تحقيق هذه الزيارة».

التصعيد بالبحر الأسود

وأكد إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من تركمانستان بعد مشاركته في المنتدى نُشرت السبت، أنه «لا ينبغي النظر إلى البحر الأسود بوصفه ساحة حرب، مثل هذا الوضع لن يضر إلا بروسيا وأوكرانيا ولن يفيدهما بأي شكل من الأشكال. الجميع بحاجة إلى ملاحة آمنة في البحر الأسود، ويجب ضمان ذلك».

عمال إطفاء خلال العمل على إخماد حريق نتج عن القصف الروسي في أوديسا... 12 ديسمبر (أ.ف.ب)

وطالبت تركيا بالعمل على إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية بشكل عاجل بعد تعرض سفينة شحن مملوكة لإحدى شركاتها لأضرار في هجوم على ميناء تشورنومورسك الأوكراني مساء الجمعة.

وعدَّت أن الحادث يُبرز المخاطر التي تهدد الأمن البحري في البحر الأسود، داعية إلى وضع آلية لوقف الهجمات التي تستهدف سلامة الملاحة والبنية التحتية للطاقة والمواني لدى الطرفين الروسي والأوكراني؛ لمنع التصعيد في المنطقة.

وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان ليل الجمعة - السبت، أن «الهجوم على سفن تجارية في ميناء تشورنومورسك الأوكراني، يؤكد صحة مخاوفنا من امتداد الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى البحر الأسود، وانعكاس ذلك على الأمن البحري وحرية الملاحة».

وذكرت شركة «جينك دينيزجيليك»، المشغلة لسفينة الشحن «جينك تي»، أن السفينة التي كانت تحمل إمدادات غذائية تعرَّضت لهجوم جوي بعد وقت قصير من رسوها في نحو الساعة 16:00بالتوقيت المحلي (بتوقيت غرينتش+2)؛ ما أدى إلى اندلاع حريق في مقدمتها.

وأضافت أن السفينة، التي تعمل بين ميناءي كاراصو التركي وأوديسا الأوكراني، استُهدفت بعد فترة وجيزة من رسوها؛ ما أدى إلى اشتعال حريق عملت زوارق القطر وفرق مكافحة الحرائق في الميناء على احتوائه.

مساعٍ تركية للسلام

وجاء الهجوم بعد ساعات من لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركمانستان على هامش «منتدى السلام والثقة الدولي» في عشق آباد، حيث دعا إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا يحيد المواني والبنى التحتية للطاقة.

جانب من الاجتماع بين إردوغان وبوتين في تركمانستان... 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)

وبحسب بيان للرئاسة التركية، بحث إردوغان وبوتين العلاقات بين تركيا وروسيا، وجهود السلام الشاملة في أوكرانيا، وجميع القضايا، بما في ذلك تجميد الاتحاد الأوروبي للأموال الروسية.

وذكر البيان أن إردوغان أكد استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بأي صيغة. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «إن بوتين وإردوغان تبادلا وجهات النظر حول القضية الأوكرانية والشؤون الإقليمية والدولية»، مؤكداً أن روسيا ترحِّب برغبة تركيا في الإسهام في التوصُّل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.

جانب من جولة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بإسطنبول في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

وتواصل تركيا، التي استضافت 3 جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول بين شهرَي مايو (أيار) ويوليو (تموز) الماضيين، لم تسفر عن نتائج ملموسة باستثناء تبادل للأسرى، مساعيها من أجل استئناف المفاوضات بغية التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار وتحقيق السلام الشامل.

وكان إردوغان أكد، خلال مؤتمر عبر الفيديو لائتلاف يضم 30 بلداً تدعم أوكرانيا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن وقفاً للهجمات المتبادلة على البنى التحتية ومنشآت الطاقة «يمكن أن يشكِّل تدبيراً من شأنه تهيئة الظروف المناسبة للتفاوض حول اتفاق سلام شامل بين روسيا وأوكرانيا».

وأيَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي التقاه إردوغان في أنقرة في 19 نوفمبر، الاقتراح التركي، لكنه قال إن روسيا لن تقبل بأي وقف لإطلاق النار ما لم يُوقَّع اتفاق سلام شامل.

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التي استهدفتها أوكرانيا قبالة سواحل تركيا في 28 نوفمبر (رويترز)

وبعد أيام، عبَّر إردوغان عن أسفه إزاء «تصعيد مقلق» في البحر الأسود، بعد هجمات أوكرانية طالت ناقلتَي النفط «كايروس» و«فرات» التابعتين لـ«أسطول الظل الروسي» قبالة السواحل التركية.

واستدعت الخارجية التركية في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بالإنابة إلى وزارة الخارجية للتعبير عن قلقها إزاء سلسلة الهجمات على الناقلتين داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر الأسود.


بابا الفاتيكان يطالب المخابرات الإيطالية بعدم تشويه سمعة السياسيين والصحافيين

البابا ليو بابا الفاتيكان (إ.ب.أ)
البابا ليو بابا الفاتيكان (إ.ب.أ)
TT

بابا الفاتيكان يطالب المخابرات الإيطالية بعدم تشويه سمعة السياسيين والصحافيين

البابا ليو بابا الفاتيكان (إ.ب.أ)
البابا ليو بابا الفاتيكان (إ.ب.أ)

حث البابا ليو الرابع عشر (بابا الفاتيكان) أجهزة المخابرات الإيطالية على تجنب «تشويه سمعة الشخصيات العامة والصحافيين»، قائلاً إن إساءة استخدام المواد السرية تهدد بتقويض الديمقراطية وثقة الجمهور.

وجاءت مناشدته أمس (الجمعة) وسط تدقيق متزايد في أجهزة الأمن الإيطالية، بعد فضائح مراقبة في الآونة الأخيرة، شملت استخدام برامج تجسس واتهامات باختراق هواتف صحافيين ونشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان.

وفي حديثه خلال حفل أقيم بمناسبة الذكرى المئوية لجهاز المخابرات الإيطالي، أشاد البابا بدور الجهاز في حماية الأمن القومي، بما في ذلك في الفاتيكان، ولكنه شدد على ضرورة أن يسترشد بالقانون والأخلاق.

وقال: «المراقبة الصارمة ضرورية حتى لا تُستخدم المعلومات السرية لترهيب السياسيين أو الصحافيين، ولا غيرهم من الفاعلين في المجتمع المدني، أو لاستغلالهم أو ابتزازهم أو تشويه سمعتهم»؟

وأضاف أن أفراد المخابرات يتعين أن يظلوا متيقظين في مواجهة «الإغراءات التي يعرضكم لها عمل مثل عملكم».

كان البرلمان الإيطالي قد كشف، في وقت سابق من هذا العام، أن الحكومة استخدمت برنامج تجسس إسرائيلي الصنع لاختراق هواتف عدد من الأشخاص، من بينهم لوكا كاثاريني وجوزيبي كاتشا، مؤسسا منظمة «ميديتيرانيا لإنقاذ البشر»، وهي منظمة غير حكومية تحاول حماية اللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط.

وشدد البابا ليو على الحاجة إلى ضمانات قانونية وأخلاقية مع ازدياد تعقيد العمل المخابراتي في العصر الرقمي، وحث على اليقظة في مواجهة الأخبار المزيفة والتلاعب عبر الإنترنت.

وشدد: «احرصوا على أن تكون أعمالكم متناسبة دائماً مع الصالح العام».

وكشف أيضاً أن كنائس في عدد من البلدان وقعت ضحية لأجهزة المخابرات «التي تعمل لغايات سيئة، وتفرض قيوداً على حريتها»، ولكنه لم يذكر تفاصيل.


روسيا تهاجم منشآت أوكرانية بصواريخ فرط صوتية... وزيلينسكي يندد

شاحنة إطفاء متوقفة بجوار مبنى محترق عقب هجوم جوي في موقع لم يُكشف عنه في منطقة أوديسا الأوكرانية (أ.ف.ب)
شاحنة إطفاء متوقفة بجوار مبنى محترق عقب هجوم جوي في موقع لم يُكشف عنه في منطقة أوديسا الأوكرانية (أ.ف.ب)
TT

روسيا تهاجم منشآت أوكرانية بصواريخ فرط صوتية... وزيلينسكي يندد

شاحنة إطفاء متوقفة بجوار مبنى محترق عقب هجوم جوي في موقع لم يُكشف عنه في منطقة أوديسا الأوكرانية (أ.ف.ب)
شاحنة إطفاء متوقفة بجوار مبنى محترق عقب هجوم جوي في موقع لم يُكشف عنه في منطقة أوديسا الأوكرانية (أ.ف.ب)

أعلنت روسيا اليوم (السبت)، أنها ضربت منشآت للصناعة والطاقة في أوكرانيا، ليل الجمعة- السبت بصواريخ فرط صوتية، في هجوم قالت إنه يأتي رداً على هجمات أوكرانية طالت «أهدافاً مدنية» في روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفَّذت «ضربة واسعة النطاق» على الجيش الأوكراني ومنشآت للطاقة، باستخدام أسلحة من بينها صواريخ فرط صوتية من طراز «كينجال»، رداً على «الهجمات الإرهابية الأوكرانية على أهداف مدنية في روسيا».

من جهته، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، إن ضربات ليلية روسية ألحقت أضراراً بأكثر من 10 مرافق مدنية في أنحاء أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن آلاف الأشخاص في 7 مناطق.

وأضاف زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه «من المهم أن يرى الجميع الآن ما تفعله روسيا... فهذا ليس بأي شكل من الأشكال سعياً لإنهاء الحرب»، مؤكداً أن موسكو لا تزال ترمي إلى «تدمير دولتنا وإلحاق أكبر قدر من الألم بشعبنا».

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن روسيا استهدفت قطاع الطاقة ومناطق بجنوب البلاد، منها أوديساً، مساء أمس (الجمعة) بأكثر من 450 طائرة مُسيَّرة و30 صاروخاً.

وأضاف زيلينسكي -عبر منصة «إكس»- أن الجهات المعنية في البلاد تعمل على إعادة الكهرباء والمياه إلى المناطق المتضررة جراء الهجوم، الذي أشار إلى أنه أسفر عن إصابة شخصين، وتضرر أكثر من 12 منشأة مدنية في جميع أنحاء البلاد.

وجدد زيلينسكي التأكيد على أن موسكو تريد «تدمير دولتنا وإلحاق أقصى قدر من المعاناة بشعبنا»، داعياً لتوفير «الدعم في كل ما يُسهم في حماية الأرواح وإنهاء هذه الحرب، من خلال تعزيز الدفاعات الجوية والقوات على جبهات القتال».

كما دعا الرئيس الأوكراني إلى تكثيف الضغط على روسيا، معتبراً أنه «كي تُؤتي الجهود الدبلوماسية ثمارها، فلا بد من ممارسة الضغط على المعتدي لإجباره على إنهاء الحرب التي أشعلها».

وعانت مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا والمنطقة المحيطة بها من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع اليوم، بعد الهجوم الروسي الكبير خلال الليل على شبكة الكهرباء في أنحاء البلاد.

وتقصف موسكو نظام الطاقة في أوكرانيا كثيراً منذ غزوها عام 2022، مما يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي ساعات يومياً في جميع أنحاء البلاد.