يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سلسلة من الأزمات التي تختبر قدرته على قيادة بلد أنهكته الحرب بعد نحو أربع سنوات على الغزو الروسي الواسع.
فعلى مدى أكثر من أسبوع، يكافح زيلينسكي لاحتواء تداعيات فضيحة فساد بقيمة 100 مليون دولار تورّط فيها مسؤولون كبار ومقرّبون منه. وتتزايد الضغوط مع طرح الولايات المتحدة مقترحاً صاغته بالتعاون مع روسيا لإنهاء الحرب، يتضمّن تنازلات كبيرة من أوكرانيا مقابل تنازلات محدودة من موسكو.
يأتي ذلك فيما تواصل القوات الروسية تحقيق تقدّم بطيء وثابت على جبهات تمتد لنحو ألف كيلومتر، إلى جانب تكثيف قصف محطات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب بنقص حاد في الكهرباء مع حلول الشتاء.
في ما يلي أبرز خمس نقاط لفهم الضغوط المتصاعدة على زيلينسكي، وفق تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

1- تمرّد داخل الحزب الحاكم
كشف جهاز مكافحة الفساد الأوكراني عن اختلاس 100 مليون دولار من قطاع الطاقة عبر رشى دفعتها شركات متعاقدة. وعقب ذلك أقال زيلينسكي مسؤولَيْن كبيرَيْن وفرض عقوبات على مقرّبين منه، فيما أفيد بأن أحد المتورطين، تيمور مينديتش، قد فرّ من البلاد.
يطالب بعض النواب والنشطاء بإقالة مدير مكتب الرئيس، أندريه يرماك، الذي يُعتقد أنه يملك نفوذاً واسعاً في التعيينات والقرارات السياسية، رغم عدم اتهامه رسمياً. ويخشى سياسيون من حدوث انقسام داخل الحزب الحاكم إذا لم يتخلّ زيلينسكي عنه.

2- تراجع شعبية زيلينسكي
أدت حالة الطوارئ التي فرضتها الحرب إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى أجل غير مسمّى. لذلك، ورغم تراجع شعبية الرئيس أو اهتزاز سيطرته البرلمانية، يبقى من غير المرجح إبعاده ما دامت الحرب مستمرة، إلا إذا استقال طوعاً.
لكن تراجع الدعم السياسي لزيلينسكي قد يعقّد تمرير أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا في البرلمان الأوكراني، وقد يؤثر على فرص زيلينسكي إذا قرر الترشح بعد انتهاء الحرب.

3- قائد عسكري سابق منافس محتمل لزيلينسكي
لا يهدد أي سياسي معارض حالياً موقع زيلينسكي. لكن القائد العام السابق للجيش، فاليري زالوجني، الذي أُقيل في أواخر 2023 ويشغل حالياً منصب سفير أوكرانيا لدى بريطانيا، يظهر في استطلاعات الرأي منافساً نظرياً قوياً، رغم نفيه نية دخول المعترك السياسي.

4- خطة أميركية-روسية لإنهاء الحرب
ذكرت مصادر أن واشنطن وموسكو أعدّتا خطة تتطلب من أوكرانيا تقديم تنازلات كبيرة، من ضمنها التخلي عن أجزاء من أراضيها ووقف استخدام بعض أنواع الأسلحة، مقابل تقليص جزء من الدعم العسكري الأميركي.
وتمنح الخطة روسيا سيطرة فعلية على كامل إقليم دونباس الشرقي، رغم بقاء مناطق منه تحت سيطرة كييف. زيلينسكي رفض سابقاً شروطاً مشابهة ووصفها بأنها غير عادلة وغير دستورية، ولم يعلّق بعد على الخطة الجديدة.
5- ضغط عسكري متزايد على الجبهات
تستغل روسيا الوضع السياسي في كييف بتكثيف هجماتها على الجبهات وفي العمق الأوكراني. وتتقدم القوات الروسية في خاركيف باتجاه كوبيانسك وليمان، فيما تدور أعنف المعارك حول مدينة باكروفسك، التي تُعد مركزاً لوجستياً مهماً في دونيتسك.

كما أدت ضربات نوفمبر (تشرين الثاني) على محطات الطاقة إلى أسوأ أزمة كهرباء في أوكرانيا منذ بدء الحرب.

