أعلن الجيش الروسي، اليوم (الأحد)، سيطرته على قريتين في جنوب أوكرانيا، حيث تواصل قواته تقدّمها البطيء مستغلة تفوقها العددي على طول جبهة القتال الواسعة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر منصة «تلغرام» إن قواتها سيطرت على بلدتي روفنوبوليي ومالايا توكماتشكا في منطقة زابوريجيا، بعدما كانت أعلنت الأسبوع الحالي أيضاً السيطرة على قريتين أخريين هناك.
وحسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية»، كانت العمليات العسكرية على جبهة زابوريجيا أقل كثافة من نظيراتها في الشرق، وتتفوق القوات الروسية عدداً وعتاداً، ولذلك تواصل القضم الميداني في هذه المنطقة.
وفي الشرق، تهدف المعارك إلى السيطرة على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، والتي تمكن مئات الجنود الروس من دخولها في الأسابيع الأخيرة، مخترقين الدفاعات الأوكرانية.
ورغم امتلاكها جيشاً أصغر من الجيش الروسي، تسعى أوكرانيا جاهدة لتعزيز دفاعاتها في منطقة دونيتسك مع الحفاظ على استقرار بقية الجبهات، في ظل هجمات مكثفة بالمدفعية والطائرات المسيّرة تشنها وحدات روسية تتمتع بقدرة عالية على المناورة.
منذ زحفها إلى داخل منطقة دنيبروبتروفسك أواخر يونيو (حزيران)، أظهرت خرائط صادرة عن جهات مؤيدة لأوكرانيا أن القوات الروسية واصلت التقدم هناك وفي منطقة زابوريجيا المجاورة، حيث تقدمت بما لا يقل عن 30 كيلومتراً على طول جبهة واسعة نسبياً خلال الأسابيع الستة الماضية.
ووفقاً لـ«رويترز»، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على ريفنوبيليا، ما يهدد بلدة هوليايبول في الجنوب بأن تصبح هدفاً لهجمات روسية من عدة جهات. وقالت إن قواتها سيطرت أيضاً على بلدة مالا توكماتشكا التي تبعد 9 كيلومترات فقط عن أوريخيف.
وقال يوري بودولياكا، أحد كبار مدوني الحرب الروس: «من الصعب المبالغة في تقدير أهمية هذه البلدة في الدفاع عن أوريخيف»، مضيفاً أن مالا توكماتشكا في الأساس «بوابة أوريخيف».
ولم يصدر أي تعليق بعد من أوكرانيا. وقال القائد العام للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، الأسبوع الماضي، إن القتال احتدم في أجزاء من جبهة زابوريجيا، بما في ذلك المناطق المحيطة ببلدة هوليايبول.
من ناحية أخرى، قال الجيش الأوكراني، الأسبوع الماضي، إن قواته تراجعت من عدة بلدات في المنطقة.
ويقول الجنود والقادة الأوكرانيون إنهم لا يملكون ما يكفي من القوات للاحتفاظ بالكثير من المواقع الدفاعية، رغم تحليق آلاف الطائرات المسيّرة فوق ساحة المعركة والتي تجعل تقدم أي من الجانبين مكلفاً.
وتسيطر روسيا على نحو 19 في المائة من مساحة أوكرانيا، أو 115476 كيلومتراً مربعاً، بزيادة نقطة مئوية واحدة فقط عن العامين الماضيين. وتريد موسكو السيطرة على دونباس بأكملها، التي تشمل دونيتسك ولوجانسك بالإضافة إلى كامل منطقتي خيرسون وزابوريجيا.
وتقول روسيا إنها تسيطر على نحو 75 في المائة من منطقة زابوريجيا، مما يعني أن أوكرانيا لا تزال تسيطر على نحو 7 آلاف كيلومتر مربع هناك، بما في ذلك مدينة زابوريجيا التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب أكثر من 700 ألف نسمة.
ومفاوضات السلام بين كييف وموسكو معطلة تماماً، وخصوصاً بعد فشل انعقاد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين كانت مقررة في بودابست.


