طلعات روسية في سماوات الأطلسي تعيد للأذهان قراراً تركياً محفوفاً بالمخاطر في 2015

أعلام الدول الأعضاء بـ«الناتو» أمام مقر الحلف في بروكسل (أ.ب)
أعلام الدول الأعضاء بـ«الناتو» أمام مقر الحلف في بروكسل (أ.ب)
TT

طلعات روسية في سماوات الأطلسي تعيد للأذهان قراراً تركياً محفوفاً بالمخاطر في 2015

أعلام الدول الأعضاء بـ«الناتو» أمام مقر الحلف في بروكسل (أ.ب)
أعلام الدول الأعضاء بـ«الناتو» أمام مقر الحلف في بروكسل (أ.ب)

أعادت سلسلة من الانتهاكات الروسية للمجال الجوي لدول أعضاء بحلف شمال الأطلسي، الشهر الماضي، إلى الأذهان رد تركيا السريع والمميت قبل 10 سنوات عندما أسقطت مقاتلة روسية عبرت حدودها الجنوبية.

ووفقاً لـ«رويترز»، قالت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيل ساكالين، في منشور على منصة «إكس» إن تركيا «ضربت مثالاً قبل 10 سنوات» للحلف، ودعت إلى اتخاذ إجراءات أقوى في مواجهة «الاختبارات» الروسية اليوم.

وشعرت تركيا في عام 2015 بالانكشاف بسبب ما اعتبرته رد فعل فاتراً من الحلف، وكذلك بسبب التداعيات الاقتصادية لإسقاطها الطائرة الروسية.

ومن المفارقات أن ذلك دفع أنقرة في نهاية المطاف إلى السعي لتوطيد العلاقات مع موسكو، والاستمرار في ذلك حتى مع استمرار نار الحرب في أوكرانيا.

وأسقطت طائرة تركية من طراز «إف - 16» طائرة روسية من طراز سو - 24 بالقرب من الحدود السورية في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، فيما كان أول اشتباك عسكري من نوعه بين دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ إنشاء الحلف في عام 1949.

وقالت تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الحلف، إنها أصدرت تحذيرات متكررة قبل أن تلجأ لقواعد الاشتباك المعروفة. ونفت روسيا ارتكاب أي انتهاكات، وجمدت العلاقات مع تركيا، وفرضت قيوداً على التجارة والسياحة معها.

وعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً في غضون ساعات، وعبر عن تضامنه مع تركيا ووحدة أراضيها، لكنه ضغط أيضاً من أجل التهدئة. وكانت خطواته التالية، ومن بينها طلعات للمراقبة والإنذار المبكر، بهدف التهدئة وليس لإثارة المواجهة.

وتضرر الاقتصاد التركي بشدة من القيود التجارية التي فرضتها روسيا، وأصدرت أنقرة في وقت لاحق ما وصفته موسكو بالاعتذار.

وأحدثت الحرب الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع الآن، تحولاً في المشهد الأمني بأوروبا، وتولدت في الأشهر القليلة الماضية مخاوف من انتشار الحرب إلى دول أعضاء في الحلف من شرق أوروبا.

فقد أسقطت بولندا طائرات مسيرة في 10 سبتمبر (أيلول) فوق أراضيها، بعد ما وصفه رئيس الوزراء دونالد توسك بأنه «استفزاز كبير» من روسيا.

وقالت إستونيا إن ثلاث طائرات عسكرية روسية انتهكت مجالها الجوي لمدة 12 دقيقة في 19 سبتمبر.

وتنفي روسيا أي نوايا عدائية لديها تجاه دول الحلف.

وأغلقت الدنمارك والنرويج مجالهما الجوي مؤقتاً، الأسبوع الماضي، بعد رصد طائرات مسيرة أكثر من مرة. وأشارت الدنمارك بأصابع الاتهام إلى روسيا التي نفت تورطها.

وتمثل هذه التوغلات عوامل ضغط باتجاه رد فعل قوي وموحد من الحلف، وتشكل حافزاً له على إسراع الخطى لتعزيز دفاعات أوروبا.

وتدفع دول الحلف الآن بطائرات في غضون دقائق، وتعقد مشاورات سياسية بموجب المادة الرابعة من المعاهدة التأسيسية للحلف للإشارة إلى وحدة الحلفاء.

غير أن الحلف يتجنب حتى الآن على الأقل إسقاط طائرات روسية مأهولة، على غرار ما فعلته تركيا في عام 2015، وهو تحرك يقول بوتين إنه قد يؤدي إلى تصعيد خطير.


مقالات ذات صلة

وزير الدفاع السوري يستقبل وفداً روسياً رفيع المستوى في دمشق

المشرق العربي مدير إدارة التدريب في القوى الجوية والدفاع الجوي بوزارة الدفاع العميد يحيى بيطار مستقبلاً وفداً عسكرياً روسياً برئاسة اللواء البحري كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش 2 نوفمبر (الدفاع السورية)

وزير الدفاع السوري يستقبل وفداً روسياً رفيع المستوى في دمشق

استقبل وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة في دمشق، الأحد، وفداً رفيع المستوى من جمهورية روسيا الاتحادية برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف.

«الشرق الأوسط» (لندن - دمشق)
المشرق العربي وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة يلتقي وفداً روسياً برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف في دمشق (وزارة الدفاع الروسية عبر فيسبوك)

وزير الدفاع السوري يلتقي وفداً عسكرياً روسياً في دمشق 

التقى وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الأحد، وفداً روسياً رفيع المستوى في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا علم روسيا (رويترز)

ميناء نوفوروسيسك الروسي يستأنف تحميل النفط بعد هجوم أوكراني

أفاد مصدران في قطاع النفط وبيانات مجموعة بورصات لندن بأن ميناء نوفوروسيسك الروسي استأنف تحميل النفط اليوم الأحد بعد توقف دام يومين بسبب هجوم أوكراني.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)

وزيرا خارجية مصر وروسيا يبحثان الوضع في غزة والسودان ونووي إيران

قالت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الوضع في غزة والسودان والملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة - موسكو)
أوروبا مدنيون أوكرانيون يتلقون تدريباً تكتيكياً وتخصصياً شاملاً في مركز للمقاومة الوطنية في موقع غير معلن عنه بمنطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا (إ.ب.أ)

روسيا: قواتنا تتقدم في زابوريجيا الأوكرانية

أعلن الجيش الروسي اليوم (الأحد) سيطرته على قريتين في جنوب أوكرانيا، حيث تواصل قواته تقدّمها البطيء مستغلة تفوقها العددي على طول جبهة القتال الواسعة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
TT

«غرينبيس» تندد باستئناف فرنسا تصدير شحنات يورانيوم إلى روسيا

صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة باريس (أرشيفية - رويترز)

ندّدت «غرينبيس»، اليوم (الأحد)، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بـ«تكثّف» المبادلات النووية بين فرنسا وروسيا في خضمّ الحرب في أوكرانيا، بعدما رصدت أمس في دنكيرك حمولة من اليورانيوم المستردّ من إعادة المعالجة النووية موجّهة إلى روسيا.

ووثّق الفرع الفرنسي من المنظمة، أمس، في دنكيرك تحميل عشرات الحاويات المزوّدة بلواصق للمواد الإشعاعية على متن سفينة الشحن ميخائيل دودان.

وأفادت المنظمة غير الحكومية بأن هذه السفينة التي ترفع علم بنما غالباً ما تقصد دنكيرك مزوّدة بيورانيوم مخصّب أو يوارنيوم طبيعي محمّل من سانت بطرسبرغ. لكنها المرّة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات التي ترصد فيها «غرينبيس» صادرات يورانيوم مستردّ من إعادة المعالجة النووية إلى روسيا.

وقالت بولين بواييه المكلّفة بالحملة النووية في «غرينبيس فرنسا»، في تصريحات للوكالة، إن الأمر «ليس غير قانوني، لكنه غير أخلاقي».

وشدّدت على ضرورة أن «تفسخ فرنسا عقودها مع (روساتوم)، وهي مؤسسة تابعة للدولة (الروسية) تحتلّ منذ أكثر من ثلاث سنوات محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية» الأكبر من نوعها في أوروبا «وهي سابقة في تاريخ الحروب».

وفي عام 2018، أبرمت شركة الكهرباء الفرنسية (EDF) عقداً بقيمة 600 مليون يورو مع «تينيكس» التابعة لـ«روساتوم» بهدف «إعادة تدوير اليورانيوم المستردّ». ولا تخضع هذه العمليات للعقوبات الدولية التي تستهدف روسيا.

وتملك «روساتوم» الموقع الوحيد في العالم حيث يمكن تحويل اليورانيوم المستردّ قبل إعادة التخصيب التي قد تنفّذ في روسيا أو هولندا لتتحوّل المادة إلى يورانيوم مستردّ مخصّب.

ويعاد إرسال ما لا يتخّطى 10 في المائة من اليورانيوم الذي أعيد تخصيبه من روسيا إلى فرنسا حيث يستخدم في محطّة كروياس النووية وهي الوحيدة التي تعمل مع هذا النوع من اليورانيوم، حسب «غرينبيس».

ولم تتلقَّ الوكالة ردوداً على الاستفسارات التي وجّهتها إلى كلّ من وزارة الطاقة الفرنسية وشركة الكهرباء الفرنسية و«أورانو» التي تتعامل بدورها مع «روساتوم».

وأشارت «غرينبيس» إلى أن الحكومة الفرنسية «طلبت من شركة الكهرباء وقف صادرات اليورانيوم المستردّ إلى روسيا في 2022» بعد كشف المنظمة غير الحكومية عن إرسال يورانيوم مستردّ إلى روسيا بعيد غزوها الواسع النطاق لأوكرانيا.

وفي مارس (آذار) 2024، قالت الحكومة الفرنسية إنها تنظر «بجدّية» في فكرة تشييد موقع «في فرنسا» لتحويل اليورانيوم المستردّ وإعادة تخصيبه.


القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» لتهريب المخدرات في إسبانيا

الشرطة الإسبانية تلقي القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» (أ.ف.ب)
الشرطة الإسبانية تلقي القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» (أ.ف.ب)
TT

القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» لتهريب المخدرات في إسبانيا

الشرطة الإسبانية تلقي القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» (أ.ف.ب)
الشرطة الإسبانية تلقي القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس» (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الإكوادور، دانييل نوبوا، اليوم الأحد، إلقاء القبض على زعيم عصابة «لوس لوبوس»، إحدى كبرى عصابات تهريب المخدرات في البلاد، بالتعاون مع الشرطة الإسبانية.

ووفقاً لـ«رويترز»، يقود ويلمر جيوفاني تشافاريا، المعروف باسم «بيبو»، مجموعة قوية صنفتها الولايات المتحدة في سبتمبر (أيلول) منظمة إرهابية أجنبية، إلى جانب عصابة «لوس تشونيروس».

وأضاف نوبوا أن تشافاريا كان يسيطر على عمليات التعدين غير القانونية وطرق المخدرات مع عصابة «خاليسكو نيو جينريشن» في المكسيك، وخدع الناس والسلطات ليعتقدوا أنّه توفي وغيّر هويته واختبأ في أوروبا بينما كان يأمر بالقتل في الإكوادور.

وتابع نوبوا في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «اعتقد البعض أنه ميت، بينما بحثنا عنه في جحيمه الخاص»، موجهاً الشكر إلى الشرطة الإسبانية على تعاونها في عملية القبض، التي قال رئيس شرطة الإكوادور إنها وقعت في ملقة.


زيلينسكي: نعمل على إتمام صفقة تبادل أسرى جديدة مع روسيا

أسرى حرب في مكان غير معروف بأوكرانيا بعد عملية تبادل مع روسيا يوم 4 يوليو 2025 (رويترز)
أسرى حرب في مكان غير معروف بأوكرانيا بعد عملية تبادل مع روسيا يوم 4 يوليو 2025 (رويترز)
TT

زيلينسكي: نعمل على إتمام صفقة تبادل أسرى جديدة مع روسيا

أسرى حرب في مكان غير معروف بأوكرانيا بعد عملية تبادل مع روسيا يوم 4 يوليو 2025 (رويترز)
أسرى حرب في مكان غير معروف بأوكرانيا بعد عملية تبادل مع روسيا يوم 4 يوليو 2025 (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن بلاده تعمل على عملية تبادل أسرى جديدة مع روسيا، قد تؤدي إلى عودة نحو 1200 أسير أوكراني إلى وطنهم.

وقال زيلينسكي، عبر منصة «إكس»: «نعوّل على استئناف تبادل أسرى الحرب. يعقد حالياً الكثير من الاجتماعات والمفاوضات والاتصالات لضمان ذلك».

وجاء تصريح زيلينسكي بعدما أعلن أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أمس السبت، عن إحراز تقدم في المفاوضات، وأنه أجرى مشاورات بوساطة تركية وإماراتية بشأن استئناف عمليات التبادل.

وأضاف عمروف أن الطرفين اتفقا على تفعيل اتفاقيات تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها في إسطنبول للإفراج عن 1200 جندي أوكراني، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين تظهر جنوداً يستقلون حافلة بعد إطلاق سراحهم في صفقة تبادل أسرى مع أوكرانيا بمكان غير محدد في 9 يونيو 2025 (إ.ب.أ)

وتشير اتفاقيات إسطنبول إلى بروتوكولات تبادل الأسرى التي وضعت بوساطة تركية في عام 2022، والتي وضعت قواعد لعمليات تبادل واسعة ومنسقة. ومنذ ذلك الحين، تبادلت روسيا وأوكرانيا آلاف الأسرى من الجانبين خلال العديد من عمليات التبادل.

وأعلن عمروف عن عقد مشاورات فنية قريباً لاستكمال التفاصيل الإجرائية والتنظيمية، معرباً عن أمله في أن يتمكن الأسرى الأوكرانيون العائدون من «الاحتفال برأس السنة الجديدة وعيد الميلاد في منازلهم ووسط عائلاتهم».

وفي تطورات أخرى، تعرضت البنية التحتية للطاقة لأضرار جراء غارات نفذتها طائرات مسيّرة روسية خلال الليل في منطقة أوديسا في أوكرانيا، حسبما ذكرت خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا. وكانت محطة للطاقة الشمسية من بين المواقع المتضررة.

وتحاول أوكرانيا بصعوبة شديدة صد الهجمات الجوية الروسية المتواصلة التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال الرئيس الأوكراني، عبر موقع «فيسبوك»، إن روسيا أطلقت نحو ألف طائرة مسيّرة هجومية، ونحو 980 قنبلة جوية موجهة، و36 صاروخاً من طرز مختلفة على أوكرانيا خلال أسبوع واحد.

وأضاف زيلينسكي أن أعمال الترميم جارية حالياً في خاركيف، وكذلك في منطقتي أوديسا ودنيبروبيتروفسك، عقب الضربات الروسية، وأن فرق الإنقاذ عملت في منطقتي سومي وتشيرنيهيف.

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن زيلينسكي قوله: «بشكل عام، أطلق الروس الليلة الماضية أكثر من 170 طائرة مسيّرة ضد أوكرانيا، كان نصفها على الأقل من طراز (شاهد). وخلال هذا الأسبوع، أطلق الروس نحو ألف طائرة مسيّرة هجومية، ونحو 980 قنبلة جوية موجهة، و36 صاروخاً من طرز مختلفة ضدنا».

وأكد زيلينسكي أن كل ليلة تعمل منظومة دفاع جوي متعددة المكونات، تشمل أنظمة الدفاع الجوي، والطيران الحربي، ومجموعات إطلاق النيران المتنقلة، وطائرات مسيّرة اعتراضية.

وأضاف زيلينسكي: «نعمل بنشاط مع شركائنا على كل من هذه المكونات لتعزيز حماية أوكرانيا. وقد أعددنا اتفاقات جديدة وقوية مع أوروبا لتعزيز دفاعنا الجوي، وقدرتنا على الصمود، ودبلوماسيتنا بشكل كبير».

وعلى خط المواجهة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أن قواتها سيطرت على قريتين في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا.