قدم المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمام النواب، الأربعاء، صورة مظلمة للتهديدات التي تواجهها ألمانيا، ووعد بسلسلة من الإصلاحات في الخريف، داعياً البلاد إلى الحفاظ على وحدتها.
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الزعيم المحافظ في خطاب أمام البرلمان (البوندستاغ) خلال أسبوع النقاش حول ميزانية 2025: «بلدنا يقف على مفترق طرق هذا الخريف، ومستقبل ألمانيا على المحك».
واستهل كلمته بقوله «حريتنا مهددة»، متحدثاً عن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا ومحاولات زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي التي تتهم روسيا بالسعي إليها.
وأضاف: «لقد رأينا مدى خطورة الأمر من خلال انتهاك الطائرات المسيرة الروسية للأجواء البولندية الأسبوع الماضي».
كما تطرق ميرتس إلى «نموذج اقتصادي تحت الضغط»، في ظل استمرار الأزمة الصناعية في أكبر اقتصاد أوروبي.
وفي هذا السياق، أكد أن «خريف الإصلاحات قد بدأ ويشمل ذلك دولة الرفاه الاجتماعي لدينا».
وعن التقاعد والبطالة والتأمين الصحي، وعد المستشار بنموذج «أكثر عدلاً» وأقل تكلفة في مواجهة اتهامات المعارضة اليسارية له بمحاولة تفكيك الشبكات الاجتماعية الألمانية.
ولتشجيع النمو الاقتصادي، تعتمد مسودة ميزانية 2025 زيادة كبيرة في الاستثمارات العامة لتجديد الدفاع والبنية التحتية في ألمانيا.
كما تشمل سلسلة من الإعفاءات الضريبية للشركات اعتُمدت خلال الصيف، والتي وصفها المستشار بأنها الأهم خلال 15 عاماً.
وأخيراً، حذر ميرتس من أن «تماسكنا يجري التشكيك فيه علنا» من قبل «قوى سياسية وطنية وأجنبية».
ويعمل زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على احتواء صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي حل ثانياً في انتخابات البرلمان الفيدرالي في فبراير (شباط).
وتصدّر حزب البديل استطلاعاً للرأي نشره الأربعاء معهد YouGov، بنسبة 27 في المائة من نوايا التصويت، متفوقاً على الاتحاد الديمقراطي المسيحي بفارق نقطة واحدة.
وفي كلمتها التي سبقت كلمة المستشار الأربعاء، اتهمت رئيسة حزب البديل أليس فايدل، ميرتس «بالتنصل من كل الوعود الانتخابية» منذ بداية ولايته.
ووجّهت اتهاماتها إلى سياسة الهجرة ودعمه لأوكرانيا، وكذلك «صمت» ميرتس تجاه اغتيال المؤثر اليميني المتطرف تشارلي كيرك في الولايات المتحدة، المحبب لدى اليمين المتطرف الأوروبي.
وفي مواجهة وعود المستشار بالإصلاحات في الخريف، انتقدت «خريف الكلمات الفارغة وشتاء الإنفاق المتزايد».
