استقالة مستشار الأمن القومي السويدي إثر تلقي الحكومة صوراً فاضحة له

بعد ساعات من توليه منصبه

مستشار الأمن القومي السويدي توبياس ثيبِرغ (رويترز)
مستشار الأمن القومي السويدي توبياس ثيبِرغ (رويترز)
TT

استقالة مستشار الأمن القومي السويدي إثر تلقي الحكومة صوراً فاضحة له

مستشار الأمن القومي السويدي توبياس ثيبِرغ (رويترز)
مستشار الأمن القومي السويدي توبياس ثيبِرغ (رويترز)

استقال مستشار الأمن القومي السويدي الجديد بعد ساعات من توليه منصبه، إثر إرسال «صور حساسة له على تطبيق المواعدة (Grindr)» إلى الحكومة من مصدر مجهول.

وأعلنت الحكومة أن توبياس ثيبِرغ، الذي تولّى منصبه الخميس واستقال صباح الجمعة، قد «أغفل هذه المعلومات عنه أثناء عمليات التحقق من خلفيته الأمنية»، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقال ثيبِرغ في تصريحات صحافية: «هذه صور قديمة من حساب سابق لي على موقع المواعدة (Grindr). كان ينبغي عليَّ الإبلاغ عن هذا، لكنني لم أفعل».

وكان من المقرر أن يوجد ثيبِرغ في النرويج، يوم الجمعة، مع رئيس الوزراء أولف كريسترسون لحضور اجتماع مع قادة شمال أوروبا، لكن مشاركته أُلغيت.

ووفقاً لمعلومات وردت لصحيفة «إكسبرسن» السويدية، تلقّت الحكومة عدة صور ذات طابع جنسي من مُرسِل مجهول. وحدث ذلك بعد وقت قصير من صدور بيان صحافي يُعلن تولي ثيبِرغ منصب مستشار الأمن القومي.

وصرّح رئيس الوزراء السويدي، الجمعة، أنه كان من المفترض أن تظهر هذه المعلومات خلال عملية التدقيق الأمني، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال كريسترسون للصحافيين في أوسلو: «إنه لفشل منهجي ألا يُكشف عن هذا النوع من المعلومات».

وتأتي الاستقالة بعد أشهر قليلة من استقالة سلف ثيبِرغ في المنصب الرفيع، واتهامه بالإهمال في التعامل مع معلومات سرية.

وأعلن هنريك لاندرهولم استقالته في يناير (كانون الثاني)، حين فتحت الشرطة تحقيقاً بعد مزاعم بتركه وثائق سرية بخزنة غير مقفلة في فندق أثناء مؤتمر. وفي مارس (آذار)، اتُّهم بالإهمال في التعامل مع معلومات سرية.

وقال الادعاء في لائحة الاتهام إن لاندرهولم كشف، نتيجة إهماله، عن «معلومات تتعلّق بظروف سرية، قد يُلحق كشفها لجهة أجنبية ضرراً بأمن السويد».

ووفقاً لوسائل إعلام سويدية، صرّح محاميه في وقت سابق أن لاندرهولم يعتقد أنه غير مذنب.


مقالات ذات صلة

السويد توجّه تهماً لرجل تتعلق بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا عام 2014

أوروبا هنريك أولين (يسار) نائب المدعي العام في الوحدة الوطنية للقضايا الأمنية يتحدث خلال مؤتمر صحافي في ستوكهولم (إ.ب.أ)

السويد توجّه تهماً لرجل تتعلق بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا عام 2014

وجَّه الادعاء العام السويدي، الثلاثاء، اتهامات لرجل يشتبه في ارتكابه جرائم حرب وإرهاب تتعلق بقتل طيار في سلاح الجو الأردني حرقاً في سوريا قبل عشر سنوات.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا عناصر من الشرطة السويدية (أ.ف.ب)

وفاة دبلوماسي سويدي يُشتبه بتورطه في التجسس

عُثر على دبلوماسي سويدي أوقف الأسبوع الماضي بشبهة تجسس وأُفرج عنه بعد بضعة أيام، ميتاً، ليل الخميس-الجمعة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا الشرطة السويدية تضرب طوقاً أمنياً بالقرب من استوكهولم (رويترز)

السويد: مقتل 3 في إطلاق النار بأوبسالا

قالت الشرطة السويدية إن ثلاثة أشخاص قتلوا في إطلاق النار بمدينة أوبسالا اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
أوروبا جنود أوكرانيون يتدربون على نظام الأسلحة السويدي كارل غوستاف M4 الذي يتم إطلاقه على الكتف خلال جلسة تدريبية بضواحي خاركيف - أوكرانيا 7 أبريل 2022 (أ.ب)

السويد تعلن تقديم 1.6 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا

أعلنت السويد، اليوم الاثنين، مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 16 مليار كرونة (1.59 مليار دولار) وذلك في أكبر حزمة حتى الآن من الدولة الإسكندنافية لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
شؤون إقليمية مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

واشنطن تفرض عقوبات على «عصابة سويدية» تستخدمها إيران لتنفيذ هجمات

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، عقوبات على شبكة «فوكستروت» وزعيمها الإيراني الهارب روا مجيد، وهي منظمة إجرامية مقرها السويد وتعمل لصالح النظام الإيراني.

هبة القدسي ( واشنطن)

الوساطة الأوروبية في حرب إسرائيل - إيران رغم القبول الأميركي غير مضمونة النتائج

صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
TT

الوساطة الأوروبية في حرب إسرائيل - إيران رغم القبول الأميركي غير مضمونة النتائج

صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تضع ترمب في الوسط بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)

أن يعقد اجتماع في جنيف ضم مسؤولي الدبلوماسية في «الترويكا» الأوروبية الثلاثية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، إضافة إلى نظيرتهم في المفوضية الأوروبية، مع وزير خارجية إيران، وبغض النظر عن النتيجة التي يمكن أن يفضي إليها، يمكن أن يعدّ حدثاً «إيجابياً» كونه الأول من نوعه منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية - الإيرانية.

والمهم أيضاً ما أكده وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي، العائد من واشنطن لجهة «وجود نافذة لأسبوعين لتحقيق حل دبلوماسي» للحرب. وهذا التأكيد يجب أن يعطف على ما قاله نظيره الألماني يوهان فاديبول، من أن المسؤولين الأميركيين «لا يعلمون فقط أننا نجري هذه المحادثات؛ بل يدعمون ذلك بشدة، لذا أعتقد أن على إيران أن تدرك الآن أن عليها التعاطي مع هذه المحادثات بجدية ومصداقية جديدة».

وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قبل انطلاق الاجتماع مع نظيرهم الإيراني بجنيف (إ.ب.أ)

وبالطبع، تجدر الإشارة إلى أن الوزير الفرنسي جان نويل بارو اتصل بدوره بوزير الخارجية مارك روبيو، كذلك فعلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وما يبرز مما سبق أمران: الأول أن واشنطن منحت الأوروبيين مهلة الأسبوعين لترى ما إذا كان بإمكانهم مخرج سياسي من الحرب، وبالتالي «إنقاذ» الرئيس ترمب من «محنة» الانخراط في حرب لا يريدها، لا بل تدفعه إليها إسرائيل التي لم يتردد رئيس وزرائها من استباق اجتماع تفاوضي في عمان في 15 الحالي لتنقضّ طائراته على طهران وعلى العشرات من المواقع العسكرية والنووية الإيرانية. والأمر الثاني أن الأوروبيين يعون تماماً أن جهداً كالذي يقومون به لا يمكن أن يكون له معنى من غير «مباركة أميركية» وضوء أخضر محدد زمنياً.

علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام مقر الوكالة المعنية بمراقبة استخدام الطاقة النووية في فيينا (رويترز)

غير أن هذه المباركة لا تكفي لضمان تواصل الوساطة الأوروبية. المطلوب من الأوروبيين أن ينجحوا في الحصول من إيران على «تنازلات» في فترة زمنية قصيرة للغاية يمكن أن تكتفي بها الإدارة الأميركية. صحيح أن إيران اليوم غير إيران ما قبل انطلاق العملية العسكرية. فإيران اليوم معزولة: الغرب ضدها، وحلفاؤها التقليديون (روسيا والصين) قدموا لها الدعم السياسي في حده الأدنى. وتجد إيران نفسها اليوم أمام خيارين: إما رفض ما يطلب منها لجهة تصفير تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وتحجيم قدراتها الصاروخية وتعديل سياستها الإقليمية، وإما مواصلة الحرب.

وليس ترمب وحده في مأزق: فالمرشد الأعلى علي خامنئي في «ورطة» كبرى. فهو لا يبدو مستعداً لـ«تجرع السم» كما فعل الإمام الخميني في أواخر الحرب مع إيران، وخطابه الأخير دليل على ذلك. كذلك ليس مستعداً للبحث في تأطير القدرات الصاروخية لبلاده، وهو ما أكده وزير الخارجية عباس عراقجي في جنيف مستبقاً الاجتماع مع الأوروبيين. وأهمية هذه الإشارة تكمن في أن «ورقة العمل» التي نصها الرئيس ماكرون وحملها وزير خارجيته إلى جنيف، جاء في بندها الثاني تحديداً البحث في الملف الصاروخي - الباليستي. لذا، فإن مهمة الدبلوماسيين الأوروبيين ليست سهلة لجهة العثور على قاسم مشترك بين ما تقبل طهران التنازل عنه، وما يرضي واشنطن ومن ورائها تل أبيب. كذلك يتعنى البحث في المقابل الذي تريده القيادة الإيرانية لقاء تساهلها في الملفات المطروحة؛ ليس فقط بالنسبة للعقوبات المفروضة عليها، ولكن أيضاً بالنسبة لدور الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستعود إليها مهمة التأكد من تنفيذ طهران لالتزاماتها.

ما يفاقم هذه الإشكالية أن الغربيين يريدون استغلال ضعف إيران اليوم، لإلزامها بقبول القيود المتشددة التي رفضتها خلال 5 جولات من المفاوضات مع الجانب الأميركي. وليس من الواضح، من جهة ثانية، كيف ستنجح إيران في المحافظة على ماء الوجه إذا قبلت الشروط الجديدة. وفي أي حال، لا يمكن استبعاد أن تكون مهلة الأسبوعين وسيلة أميركية لزيادة الضغوط على المفاوض الإيراني، كما أنه لا يمكن استبعاد فرضية أن ترمب يحتاجها للتوفيق بين تيارين في إدارته: تيار الصقور الذي يريد «قطف ثمرة» القضاء على الملف النووي الإيراني وتحجيم دور طهران الإقليمي. وفي الطرف المقابل، هناك جناح «الانعزاليين» الرافضين لدخول بلادهم في حرب شرق أوسطية جديدة يمكن أن تكلفهم الكثير، وتعرض قواعدهم ومصالحهم في المنطقة لأضرار كبيرة، وتصيب ما أكده ترمب مراراً من أنه لا يريد حروباً جديدة وأنه رجل سلام.

ممثل إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني خلال إلقائه كلمة بلاده بمناسبة اجتماع المجلس الجمعة حول الحرب بين إيران وإسرائيل (أ.ف.ب)

ثمة عاملان لا بد من أخذهما بعين الاعتبار: أولهما أن ملفاً معقداً كالملف النووي الإيراني الذي يتم لا يمكن أن يحل بجولة واحدة. وللتذكير، فإن المباحثات الأوروبية - الإيرانية بشأنه بدأت قبل 22 عاماً، ولم تنضم إليها الولايات المتحدة إلا بعد أكثر من 10 سنوات. وبعد أن سحبت الإدارة الأميركية الملف من أيدي الأوروبيين، فإن عودة هؤلاء له مجدداً تعيد التفاوض إلى مساره «الكلاسيكي» ربما البعيد عن المفاجآت. والعامل الثاني يتناول موقف إسرائيل التي عارضت اتفاق 2015، ودفعت إدارة ترمب إلى الخروج منه في عام 2018، ولم تتوقف يوماً عن العمل على الإطاحة به عن طريق اغتيال كثير من علماء الذرة الإيرانيين والقيام بهجمات سيبرانية... ولا شيء يمكن أن يضمن أن تقف إسرائيل مكتوفة اليدين في حال برز بالأفق احتمال أن تنجح الوساطة الأوروبية، وهي التي لم تتردد في نسف المفاوضات الأميركية - الإيرانية، رغم أن الرئيس ترمب طلب أكثر من مرة من تل أبيب، الامتناع عن استهداف البرنامج النووي الإيراني. وها هو رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير يعلن الجمعة، أنه يتعين على إسرائيل الاستعداد «لحملة طويلة» من الحرب مع إيران، وأن بلاده «تنتظرها أيام صعبة، وعلينا أن نستعد لاحتمالات عديدة». واضح أن الأمور ما زالت في بداياتها؛ أكان ذلك عسكرياً أو سياسياً. والعوامل المتداخلة تجعل توقع ما هو آتٍ بالغ الصعوبة.