السلطات الألمانية أمرت شركات الإنترنت بإزالة 482 محتوى «إرهابياً» في 2024

انتشار التطرف كان ولا يزال مشكلة كبيرة

تُظهر صورة التُقطت في 1 أبريل 2025 شعار دردشة «GPT» على شاشة كمبيوتر محمول (يمين) بجوار شعار تطبيق ذكي على شاشة جوال في فرنكفورت أم ماين بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)
تُظهر صورة التُقطت في 1 أبريل 2025 شعار دردشة «GPT» على شاشة كمبيوتر محمول (يمين) بجوار شعار تطبيق ذكي على شاشة جوال في فرنكفورت أم ماين بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

السلطات الألمانية أمرت شركات الإنترنت بإزالة 482 محتوى «إرهابياً» في 2024

تُظهر صورة التُقطت في 1 أبريل 2025 شعار دردشة «GPT» على شاشة كمبيوتر محمول (يمين) بجوار شعار تطبيق ذكي على شاشة جوال في فرنكفورت أم ماين بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)
تُظهر صورة التُقطت في 1 أبريل 2025 شعار دردشة «GPT» على شاشة كمبيوتر محمول (يمين) بجوار شعار تطبيق ذكي على شاشة جوال في فرنكفورت أم ماين بغرب ألمانيا (أ.ف.ب)

أشارت إحصائية إلى أن عدد الحالات التي أجبر فيها المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية في ألمانيا (بي كيه إيه) شركات الإنترنت على إزالة محتويات صنَّفها «إرهابيةً» من المواقع الإلكترونية، ازداد بشكل ملحوظ خلال العام الماضي.

ووفقاً لما أعلنه كل من مكتب «بي كيه إيه» والوكالة الاتحادية للشبكات، الخميس، فإن عدد هذه الحالات وصل في العام الماضي إلى 482 حالة، أي ما يعادل تقريباً ضعف العدد المُسجَّل في عام 2023 (249 حالة).

وتم توجيه أوامر إزالة هذه المحتويات إلى مزودي خدمات استضافة الأجانب، الذين يجب عليهم حذف المحتوى خلال ساعة واحدة. ولم يسجل مكتب «بي كيه إيه» أي انتهاكات جسيمة لهذه المهلة الزمنية.

صورة أرشيفية تظهر صفحة «ويكيبيديا» قيد الاستخدام على جهاز كمبيوتر محمول في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في واشنطن 17 يناير 2012. ستحجب «ويكيبيديا» الموسوعة الإلكترونية الشهيرة التي يحررها مجتمع الإنترنت موقعها باللغة الإنجليزية لمدة 24 ساعة سعياً للحصول على دعم ضد مشروع قانون أميركي مقترح لمكافحة القرصنة (رويترز)

في المقابل، لم يصدر المكتب إلى مقدمي الخدمات المحليين في ألمانيا أي أوامر بإزالة محتويات. ومع ذلك، تلقت شركات الاستضافة الألمانية 11 أمر إزالة من سلطات أجنبية، بزيادة 9 أوامر مقارنة بعام 2023 تعتمد هذه الأوامر على لائحة الاتحاد الأوروبي لعام 2021، وهي لائحة لا تزال حديثة نسبياً، وتهدف إلى منع «الإرهابيين» من استغلال الإنترنت لنشر رسائل تهدف إلى تخويف أشخاص أو تحريضهم على التطرف.

كما تسعى إلى إيقاف تجنيد أتباع وإدارة أنشطة لـ«الجماعات الإرهابية» عبر الإنترنت.

وقبل توجيه أوامر الإزالة الملزمة، يتم أولاً إرسال طلبات حذف طوعية إلى الشركات. وشهد هذا الإجراء أيضاً زيادة كبيرة، إذ ارتفع عدد هذه الطلبات من 7240 طلباً في عام 2023 إلى 17 ألفاً و45 طلباً في عام 2024. وامتثلت الشركات للغالبية العظمى من هذه الطلبات. وفي حال لم تستجب الشركات لهذه الطلبات، تلجأ السلطات إلى إصدار أوامر إزالة رسمية كإجراء أكثر صرامة.

ولم يوضح التقرير ما إذا كانت هذه الزيادة ترجع إلى تشديد الرقابة أم إلى ارتفاع عدد المحتويات «الإرهابية» عبر الإنترنت. ومن المرجح أن يكون الأمر مزيجاً من السببين.

في هذه الصورة التوضيحية يظهر شعار تطبيق التواصل الاجتماعي «تيك توك» على شاشة «آيفون» على خلفية العلم الأميركي في 3 أغسطس 2020 في أرلينغتون بفرجينيا (أ.ف.ب)

وفي تعليقه على التقرير، صرَّح كونستانتين فون نوتس السياسي المختص بالشؤون الداخلية والسياسات الرقمية في «حزب الخضر»، قائلاً: «إن الأرقام الأخيرة تظهر أن انتشار المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت كان ولا يزال مشكلة كبيرة».


مقالات ذات صلة

قتيل في انفجار خارج عيادة بولاية كاليفورنيا الأميركية

الولايات المتحدة​ يفحص المحققون أدلة محتملة قرب عيادة الخصوبة التابعة للمراكز الأميركية للإنجاب عقب انفجار قنبلة وقع في 17 مايو 2025 في بالم سبرينغز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

قتيل في انفجار خارج عيادة بولاية كاليفورنيا الأميركية

قتل شخص، السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة خارج عيادة متخصصة في التقنيات المساعدة على الإنجاب في مدينة بالم سبرينغز بولاية كاليفورنيا الأميركية

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
شؤون إقليمية الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

إردوغان يعوّل على «صداقة» ترمب لرفع عقوبات «كاتسا» عن تركيا

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تفاؤله برفع القيود الأميركية المفروضة على قطاع الدفاع في بلاده بفضل «علاقة الصداقة» التي تجمع بينه وبين نظيره ترمب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (وسط الصورة) يقف بجوار طائرة مقاتلة وأسلحة معروضة خلال تدريبات عسكرية (أ.ف.ب) play-circle

كوريا الشمالية تنتقد واشنطن لإبقائها بقائمة الدول التي لا تتعاون بمكافحة الإرهاب

نددت بيونغ يانغ بالولايات المتحدة بسبب إبقاء كوريا الشمالية على قائمتها للدول التي لا تتعاون بشكل كامل مع جهود مكافحة الإرهاب للعام الـ29 على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
شمال افريقيا مؤتمر رؤساء أجهزة الأمن يوصي بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمكافحة الإرهاب والمخدرات والتهريب (الداخلية التونسية)

تونس: توظيف «الذكاء الاصطناعي» في مكافحة الإرهاب والمخدرات

أسفر مؤتمر أجهزة الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب عن قرارات عديدة أهمها حث الدول العربية على القيام بخطوات استباقية وحملات لمكافحة ترويج المخدرات.

كمال بن بونس (تونس)
الولايات المتحدة​ مظاهرة خارج مبنى ميلووكي الفيدرالي تدعم القاضية هانا دوغان في أثناء مثولها أمام المحكمة بتهمة عرقلة اعتقال مهاجر غير نظامي 15 مايو 2025 (رويترز)

استمرار السجالات في أميركا حول «غزو» المهاجرين رغم انخفاض عددهم

رغم القلق الذي تبعثه الإجراءات الحازمة التي تتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد المهاجرين غير الشرعيين، لا تزال الحدود تشهد عبوراً لطالبي اللجوء.

علي بردى (واشنطن )

الاستخبارات الداخلية الألمانية: روسيا تعتمد على مأجورين للقيام بأعمال تخريب وتجسس

مقر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (رويترز)
مقر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (رويترز)
TT

الاستخبارات الداخلية الألمانية: روسيا تعتمد على مأجورين للقيام بأعمال تخريب وتجسس

مقر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (رويترز)
مقر المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (رويترز)

قال المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية)، إن الاستخدام المزداد لما يسمى «العملاء منخفضي المستوى» من قبل أجهزة المخابرات الروسية هو انعكاس لنجاح مكافحة السلطات الألمانية للتجسس داخل البلاد.

وقال نائب رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور، زينان زيلين، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن «المكتب الاتحادي لحماية الدستور وأجهزة استخباراتية أوروبية أخرى لاحظت منذ سنوات زيادة كبيرة في أنشطة أجهزة الاستخبارات الروسية».

وأوضح زيلين أن روسيا تستخدم في ذلك أساليب مختلفة، وأحياناً تجمع بين أكثر من أسلوب وتكيفها مع إجراءاتها، مضيفاً أن ذلك يشمل أيضاً الأشخاص الذين يتم تجنيدهم للقيام بأعمال أو عمليات فردية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل أخرى، والذين يُطلق عليهم «عملاء منخفضي المستوى».

تجدر الإشارة إلى أن «العملاء منخفضي المستوى» والمعروفين أيضاً باسم «العملاء القابلين للتخلص منهم»، ليسوا ضباط استخبارات رسميين، ويتم استخدامهم للتخريب أو الدعاية أو التجسس، وعادة ما يحصلون على المال مقابل هذا.

وبحسب السلطات الأمنية الألمانية، فإن هؤلاء المأجورين هم في المقام الأول أشخاص لفتوا الانتباه من خلال تصريحاتهم المؤيدة لروسيا.

وقبل أيام قليلة، تم الكشف عن خطط مزعومة لشن هجمات على نقل البضائع في ألمانيا. وتم القبض على 3 أوكرانيين في ألمانيا وسويسرا، وتتهمهم النيابة العامة الاتحادية بممارسة أنشطة استخباراتية بغرض التخريب.

وهناك شكوك في أن السلطات الحكومية في روسيا تقف وراء هذا الأمر، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقال زيلين إن تجنيد «عملاء منخفضي المستوى» لنشر معلومات مضللة أو التخريب أو التجسس على أهداف هو جزء لا يتجزأ من مجموعة إجراءات روسية ضد دول أوروبية، مضيفاً أن المكتب الاتحادي لحماية الدستور يفترض وجود تهديد طويل الأمد من الأنشطة الروسية في أوروبا، بغض النظر عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا والمسار اللاحق لهذا الصراع.

وقال زيلين: «ألمانيا هي محط اهتمام خاص لأجهزة الاستخبارات الروسية. ومن ثم يظل التهديد مرتفعاً على الدوام».