زيلينسكي: حان وقت تشكيل قوات مسلحة أوروبية

أكد أنه لن يقبل أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها من دون علم بلاده

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلقي كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلقي كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: حان وقت تشكيل قوات مسلحة أوروبية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلقي كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلقي كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)

حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (السبت)، أوروبا على «التحرك من أجل مصلحتها»، في ظل تساؤلات حول الدعم المقدم من الولايات المتحدة في مواجهة التهديد من روسيا.

وقال زيلينسكي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن «أوروبا تحتاج فقط إلى التكاتف والبدء في التحرك بطريقة لا يستطيع أحد أن يقول لها لا أو يفرض عليها الأوامر أو يعاملها وكأنها ضعيفة».

كما اعتبر أن الوقت قد حان لتشكيل «قوات مسلحة أوروبية».

وأشار إلى أن أوكرانيا لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن القيادة في موسكو تعتزم نقل جنود إلى حليفتها بيلاروسيا هذا الصيف، مشيراً أيضاً إلى مواصلة تسليح القوات الروسية وتجنيد جنود إضافيين.

وذكر زيلينسكي أن الانتشار الروسي في بيلاروسيا سيجري إعلانه على أنه مناورة عسكرية، مضيفاً في المقابل أنه بهذه الطريقة تم أيضاً الإعداد لغزو أوكرانيا قبل ثلاث سنوات.

ولفت إلى أنه من غير الواضح إلى من ستوجه هذه القوات، مضيفاً أنه لا يرى أي إشارات سلام من موسكو.

وقال زيلينسكي: «تقع بيلاروسيا على حدود ثلاث دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي. لقد أصبحت ركيزة أساسية للعمليات العسكرية الروسية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستمع إلى نائب رئيس الولايات المتحدة في أثناء محادثاتهما على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن (أ.ف.ب)

وأشار إلى أنظمة صواريخ روسية بعيدة المدى ونشر أسلحة نووية هناك، ودعا زيلينسكي شركاء بلاده الغربيين إلى التفكير فيما يجب فعله قبل الهجوم المحتمل التالي.

وأكد زيلينسكي أن كييف لن تقبل أبداً أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها من دون علمها أو مشاركتها، في رسالة ضمنية إلى ترمب.

وكان زيلينسكي قد أكد، أمس (الجمعة)، في مقابلة مع برنامج «ميت ذا برس» على قناة «إن بي سي نيوز»، أن فرص أوكرانيا في النجاة من الهجوم الروسي من دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة، وذلك بعد مكالمات هاتفية في الأسبوع الماضي أجراها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي: «ربما يكون الأمر صعباً جداً جداً جداً. بالطبع، في كل المواقف الصعبة لديك فرصة. لكن فرصتنا ستكون ضئيلة، فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة من دون دعم الولايات المتحدة».

وتم نشر مقتطف من المقابلة أمس، وسيتم بثها كاملة غداً (الأحد).

«الناتو»

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، اليوم، لزيلينسكي أن الجميع يعملون على إنهاء «العدوان» ضد أوكرانيا بشكل عادل ودائم.

وكان زيلينسكي قد قال، الخميس الماضي، إنه لا يمكن بدء مفاوضات مع روسيا من دون موقف موحد لأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي قد قال، في وقت سابق، إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، الأربعاء الماضي، على البدء فوراً في مفاوضات تهدف إلى وقف الحرب الروسية - الأوكرانية التي أوشكت على إتمام عامها الثالث.

وقدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا التي اندلعت في فبراير (شباط) 2022.

وناقش ترمب الحرب، الأربعاء، في مكالمتين منفصلتين مع بوتين وزيلينسكي، في أول خطوة كبيرة يتخذها الرئيس الأميركي نحو الدبلوماسية في صراع وعد بإنهائه على نحو سريع.

وقال ترمب، في وقت لاحق، إنه لا يعتقد أن انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي أمر عملي، وإنه من غير المرجح أن تستعيد أوكرانيا كل أراضيها. وكانت روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014 قد شنت غزواً شاملاً لأوكرانيا في فبراير 2022.

وتطالب أوكرانيا روسيا بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها، وتقول إنها يجب أن تحصل على عضوية حلف شمال الأطلسي، أو ضمانات أمنية معادلة لمنع موسكو من شن هجوم جديد.

وقال زيلينسكي في المقابلة إن بوتين أراد الجلوس إلى طاولة المفاوضات ليس لإنهاء الحرب، ولكن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لرفع بعض العقوبات العالمية عن روسيا، والسماح للجيش الروسي بإعادة تنظيم صفوفه.

وأضاف زيلينسكي: «هذا ما يريده حقاً. يريد التوقف والاستعداد والتدريب ورفع بعض العقوبات من أجل وقف إطلاق النار».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
أوروبا المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وارد.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
أوروبا مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
TT

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)
المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن حجم القلق الأوروبي من النهج الأميركي الجديد في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو.

التسارع الأميركي الملحوظ، خصوصاً بعد زيارة المبعوثَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى موسكو من دون تنسيق مسبق مع الحلفاء، عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة، قبل تثبيت أي التزامات أمنية صلبة تمنع روسيا من استغلال ثغرات مستقبلية، حسب المحادثة التي نشرتها صحيفة «دير شبيغل» الألمانية ولم تكن بروتوكوليةً.

وحذَّر ميرتس مما وصفه بـ«ألعاب» واشنطن، ومن «احتمال خيانة واشنطن لكييف»، في حين أشار ماكرون إلى احتمال أن تتعرَّض كييف لضغط غير مباشر لقبول تسويات حدودية قبل الاتفاق على منظومة ردع حقيقية.


المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
TT

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)
مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مامي ماندياي نيانغ، اليوم (الجمعة)، أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو أمر «وارد».

وقال مامي ماندياي نيانغ، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اختبرنا هذا الأمر في قضية كوني. إنها فعلاً آلية معقدة. لكننا جربناها، وأدركنا أنها ممكنة ومفيدة».

وكان يشير إلى جلسة «تأكيد الاتهامات» التي عقدت غيابيّاً في وقت سابق هذا العام بحقّ المتمرد الأوغندي الفارّ جوزيف كوني.


موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.